...لقد قُتلت أمي، وأُكل أخي الصغير....
...من المؤكد أن هذا هو سبب خلو قلبي من المشاعر....
...***...
...كانت المدينة في قلب الشتاء متجمدةً بحدة. تمامًا كما وصفها ناكاجيما أتسوشي*، قسوة البرد جعلت جثة قطة متجمدة تلتصق بالطريق كقشرةٍ صلبة....
...كلما عصفت الرياح الباردة، اهتز الباب الحديدي الأسود الصدئ الملطخ بلون الدم وكأنه يئن....
...صراخ حاد-!...
...دفع جوون الباب الحديدي الأسود ببطء ودخل إلى مزرعة دجاج بيّاض مهجورة....
...هدير المطر-...
...في الخارج، كانت أمطار ديسمبر الباردة تهدر بصخب....
...خطواتٌ ثابتة-...
...كان يسير بوتيرةٍ منتظمة بين أقفاص الدجاج الفارغة المتراصة مثل برج رماد....
...كانت مزرعة الدجاج موحشةً وباردة، يغطيها ريش الدجاج الجاف من كل جانب....
...دوران خفيف-...
...أدار جوون المصباح وهو يلوح به في الداخل باحثًا عن شيء ما بين الجدران والأرضية والسقف المغطاة بالغبار. أو كأنه يحاول أن يفهم الانطباع الأول عن هذا الظلام....
...الظلام....
...الظلام كان متنوعًا بقدر تنوع شخصيات البشر. ...
...ظلامٌ مكبوت يحبس أنفاسه بتوتر، ظلامٌ يراقب بصمت، ظلامٌ غريب الكثافة، وأيضًا….....
...ظلامٌ حي....
...مد جوون ضوء المصباح إلى الأمام بطول امتداده. و بين أقفاص الدجاج الكئيبة، كان هناك حوالي ثلاثين شابًا وشابة....
...كان الرجال والنساء يرتدون ملابس جلدية، ينبعث منهم جوٌ بذيء....
...خطوات ثابتة-...
...سار جوون عبر مركز الظلام دون أن يلقي عليهم نظرة واحدة. كحاكم قاسٍ يزدري عبيده، كانت حدقتاه باردةً إلى أقصى حد....
...“تاي جوون..…”...
...صوت خافت وبارد تموج عبر الظلام مثل موجةٍ ترتجف....
...نهضت راقصة باليه ذات شعرٍ بني طويل بإغراء من وسط الحشد، وتقدمت أمامه بحركاتٍ أنيقة لتقوده. ...
...كانت ترتدي تنورةً حمراء طويلة وخفيفة كأنها تطفو....
...كانت راقصة الباليه ترقص ببطء شديد، مثل عروس شبحية ترقص فوق قبرٍ في منتصف الليل، وهي تقوده إلى الأمام....
...وفي الوقت نفسه، اندفع الشبان والشابات في الظلام نحوه بسرعة. وأخذوا يتبعونه مثل قطيعٍ من الكلاب...
...أضاء جوون جدار الممر بضوء المصباح قبل أن يدخل إلى غرفة الفرز....
...كانت غرفة الفرز مغطاةً بشبكات العنكبوت البيضاء، ووضعت فيها طاولاتٌ متراصة لفرز ذكور وإناث الكتاكيت....
...صوت احتكاك-صرير عالٍ-...
...سحب الطاولات بتهور إلى جانب واحد، ثم وقف أمام جدار فارغ. وبعدها بدأ بالخدش بين الطوب الأحمر الرطب بأطراف أظافره، ثم شد الطوبة السفلى بقوة بأصابعه....
...صوت سقوط-...
...انخلعت الطوبة من مكانها بسهولة. فقد كان هذا الجدار قد هُدم مرةً من قبل وأُعيد ترميمه بطريقة ركيكة ومستعجلة....
...أصوات سقوط متتالية-...
...أسقط جوون طوبتين إضافيتين على الأرض واحدةً تلو الأخرى. وفجأةً برزت خصلة مشعثة من الشعر الأسود من الفراغ خلف الطوب....
...كان شعر إنسان....
...واصل جوون سحب الطوب بوتيرة ثابتة، كأنه يلعب بلعبة جينغا*، بحذر وبشيء من الملل، مزيلاً الطوب حول كتلة الشعر الجاف....
...*ذيك لعبة قطع خشي فوق بعض...
...ولم يمض وقت طويل حتى انكشف وجه جثة جافة كالتحنيط تحت ضوء المصباح الباهت....
...ضحكات خبيثة-...
...كان الرجال والنساء محتشدين حول جوون بكثافة. و تألقت عيونهم بجشع وهم يحدقون بالجثة، لكنهم لم يتحركوا قيد أنملة، كأنهم حيواناتٌ محنطة....
...صوت انزلاق خفيف-...
...أزاح جوون الشعر الطويل الملطخ بغبار الأسمنت عن وجه الجثة. ثم مسح بلطف على خد الجثة، ورفع ذقنها إلى الأعلى. حتى تتجه عينا الميت نحوه....
...فتح جوون عينيه نصف فتحةٍ وحدق في عيني الجثة....
...كانت قرنية الجثة قد أصبحت معتمةً ومغبرة....
...اهتزاز الهاتف-اهتزازٌ آخر-...
...الساعة 2:40 فجرًا....
...أضاء الهاتف المحمول بضوءٍ أزرق، وظهر اسم المتصل “الرئيس”....
...وصل جوون الاتصال عبر سماعة البلوتوث....
...“الجثة هنا، لكن الشبح أو الروح، اختفت. يبدو أنها تبعت أحدهم.”...
...صوت حركة كرسي كهربائي متحرك، تلاه صوت رجل في أواخر الستينات....
... • "القاتل؟"...
...“من يدري. حتى أنا لا أعلم.”...
... • "على أية حال، أحسنت. بقينا عالقين ثلاثة أشهر لأننا لم نجد هذه الجثة. سأرسل فورًا فريق معالجة الجثث إلى مزرعة الدجاج هذه. هل أنتَ وحدك؟"...
...“نعم.”...
...أجاب جوون بسخرية مختصرة، ثم ابتعد عن الجثة....
...“الشخص الحي الوحيد هنا هو أنا.”...
...وكأنهم يعترضون على كلماته، بدأت مجموعة الرجال والنساء من حوله يتحركون بأطرافهم بطريقة غريبة ومقززة....
...خطوة-...
...خطوة-...
...سار جوون بخطى هادئة وسط الرجال والنساء الذين كانوا يحيطون به، بينما تبعه من خلفه رجال ونساء في منتهى الجمال بحركاتٍ ماكرة....
...في ظلام دامس حالك، كانت أطرافهم تتشابك بطريقة تخنق الأنفاس. مشهد رقصهم الصامت بدا وكأنه جزءٌ من عرض باليه حديث، مزيج من الفن الفاتن، والرعب الذي يجمد القلب....
...خرج جوون من مزرعة الدجاج بخطوات واسعة وهو يتمتم بنبرة ساخرة....
...“ما أظنكَ كنت متحمسًا لرؤية الجثة، فلماذا اتصلت بي إذن؟”...
... • "شريكك الجديد، تم تحديده للتو….."...
...بمجرد أن سمع كلمة “شريك”، أصبح بريق عيني جوون أكثر حدّة....
...“أي شريك؟”...
... • "شريككَ الجديد."...
...“هاه…..من الأفضل أن تفحص ذاكرتكَ قبل أن يفوت الأوان. شريكي الأخير فرّ باكيًا قبل عامين، يبدو أنك نسيته.”...
... • "لم أنسَ. لهذا السبب اخترت لك هذه المرة شريكًا لن يبكي أبدًا. أراهنكَ على ذلك."...
...“واو، حتى أنكَ راهنت؟ تبدو واثقًا جدًا. أهي فتاة؟”...
... • "نعم فتاة. اسمها لي سيان، عمرها 27 عامًا. لديها 12 سنة من الخبرة، وتعتبر الأفضل والأبرز لدينا في أوتيس."...
...“عمرها سبعة وعشرون عامًا، ومعها 12 سنة خبرة؟”...
... • "نعم. قصدت أنها متخصصة تمامًا في اصطياد جميع المسامير المنتشرة سرًا في أنحاء العالم…..أي الأرواح الشريرة، والأشباح، والوحوش. ستناسبك بشكلٍ رائع، رائعٍ جدًا."...
...قال الرئيس ذلك مؤكدًا بطريقةٍ غير معتادة....
...دخل جوون تحت المطر الغزير وهو يعلق بسخرية،...
...“الانسجام لا يُعرف إلا بعد التجربة. ما مدة هذه الشراكة؟”...
... • "سنة واحدة."...
...“اثنا عشر شهرًا، هه..…”...
... • "والفائدة عند انتهاء العقد ستكون لحوم واغيو الممتازة بلا حدود. سأشويها لك بنفسي قطعةً قطعة بكل احترام."...
...ابتسم جوون بسخرية خفيفة عند طرف شفتيه....
...هو في الأصل لا يحب اللحم كثيرًا، ومع ذلك، كلما أراد الرئيس أن يقترح شيئًا كان يقدم اللحم طُعمًا دائمًا....
...“تاي جوون..…”...
...نادته راقصة الباليه ذات الشعر البني الطويل، من على بعد خمسة أمتار وسط ضباب المطر الكثيف....
...كانت تشير بإصبعها نحو الشمال الشرقي وكأنها ترقص....
...عندما أومأ جوون بذقنه، قفز الرجال والنساء الجميلون المحيطون به إلى الهواء....
...كانوا يسبحون في السماء البيضاء كالعرائس المغمورات، ناشرين مزيجًا من الرعب المظلم....
...“اكتشفت الاتجاه الذي ذهب إليه المسمار المختفي من مزرعة الدجاج. سألحق به الآن وأحدد الموقع الذي استقر فيه المسمار. وبشأن تلك الفتاة التي وعدت بأنها لن تبكي أبدًا..…”...
... • "لي سيان."...
...“أرسل لي معلومات الاتصال والصورة حالًا.”...
...بمجرد إنهاء المكالمة، وصلته تفاصيل الاتصال بشريكته الجديدة، مع صورتها وبعض المعلومات الأخرى....
...-عين تراقب الأرواح، موكت، تاي جوون.-...
...-يدٌ تصطاد الأرواح، سوجو، لي سيان.-...
...<سيتحركان كفريق واحد، تحت لقب “نجاري أوتيس”....
...مدة الشراكة تبدأ من منتصف ليلة اليوم، 26 ديسمبر، وتنتهي في منتصف ليلة 26 ديسمبر من العام القادم....
...وكانت أول مهمة لهما هي: “ملاحقة وتصفيه يون مين يونغ”، الضحية في قضية اختطاف وقتل فتاة تبلغ من العمر 23 عامًا.>...
...كانت شريكته لي سيان….....
...“جذابة فعلًا.”...
...تمتم وهو يحدق في الهاتف المبلل بقطرات المطر....
...ما جذب نظره من البداية لم يكن الوجه النحيف الذي يحدق بثبات إلى الأمام. بل العينان....
...عينا الفتاة اللتان كانتا تحدقان مباشرةً في الكاميرا....
...كان لون قزحية عينيها توبازيًا* جميلاً....
...*آخر الفصل...
...ضوءٌ نقي وضعيف كأنه قد يتحطم بمجرد لمسه....
...ولكن في ذات الوقت، كانتا باردتين مثل بحر متجمد في ذروة الشتاء....
...حتى أمهر المحترفين المتخصصين في هذا المجال، مع مرور الوقت أثناء التعامل مع الأرواح الشريرة، لا بد أن تتراكم بداخلهم مخاوف مشوشة….....
...لكن هذه الفتاة، كانت من النوع الذي يحدق بلا تردد في قاع الشر السحيق، وفي كل الشرور التي يعج بها العالم البشري....
...قام جوون بتكبير الصورة ببطء حتى امتلأت الشاشة بحدقة عينيها. وكما توقع، عيناها كانتا باردتين، باردتين للغاية....
...عينان تجمدت فيهما المشاعر منذ زمنٍ بعيد، ولم يتبق فيهما سوى العقل البارد....
...بدافع الاهتمام، أرسل لها رسالةً خفيفة كمقدمة تعارف،...
...<: لنلتقِ اليوم في الرابعة مساءً في يوييدو.>...
...وردت سيان بسرعة، وكأنها لم تكن نائمةً في هذا الوقت،...
...<: لنلتقِ في موكدونغ بدلاً من ذلك. الساعة الرابعة كما هي. وسأتولى أنا قيادة مواعيد الفريق من الآن فصاعدًا.>...
...“هاه، تريد تولي القيادة مباشرة؟”...
...حسنًا، لا بأس بذلك على الأرجح....
...<: كما تشائين\~>...
...أرسل جوون الرد بكسل وهو يكتب بسرعة على لوحة المفاتيح، فأرسلت سيان على الفور الموقع الدقيق للقاء بطريقةٍ مختصرة وواضحة....
...وهكذا انتهى الأمر....
...لم تكن هناك حتى كلمات مجاملة تافهة مثل “أرجو أن نعمل معًا جيدًا” أو “دعنا نبذل جهدًا معًا”....
...كانت باردةً كما بدا انطباعها الأول. على عكس ما توقع….لا، بل بدا أن السنة القادمة ستكون ممتعةً للغاية....
...حرّك جوون فمه ببطء، وكأنه يتذوق اسمها، ثم نطق به....
...“لي سيان.”...
..._____________________...
...يبدو ان البطل سايكو🥰...
...هو قوته يشوف ويتتبع المسامير هذي الي هي اشباح ظلام وهي تدْبحهم ✨ تيم رايع...
...عين توبازية ...
...اوريكم عيون البطلة مره وحده...
...Dana...
Comments
Kazoha
يعني من عمرها ١٥ سنة وهي تشتغل؟!!!!
2025-04-30
0
Kazoha
من اللي يشوفه 🥲
2025-04-30
0
Kazoha
قوية
2025-04-30
0