فصل الرابع 🩵

 ليلة محفوفة بالأسرار

بعد كلمات الأمير، حلّ صمت ثقيل بيننا. كنت لا أزال جالسة على الأريكة المخملية، أشعر بثقل نظراته عليّ. كان يشك بي، وهذا خطر… خطر كبير.

لكني لم أكن الوحيدة التي تحمل سرًا هنا. كلمات الأمير الأخيرة كانت غامضة—"في هذا القصر، كل مخلوق لديه سر"—هل كان يتحدث عن نفسه أيضًا؟

قبل أن أتمكن من التفكير أكثر، سمعنا طرقًا خفيفًا على الباب.

"مولاي الأمير، السلطان يطلب حضورك مجددًا."

تصلّب جسد الأمير للحظة، لكنه لم يجب فورًا. نظر إليّ نظرة خاطفة، ثم نهض من مكانه وسار نحو الباب.

"سأعود قريبًا." قال بصوت هادئ قبل أن يخرج، تاركًا إياي وحدي في الغرفة.

بقيت جالسة هناك، أراقب الباب الذي أغلق خلفه. الفضول بدأ ينهشني… لماذا استدعاه السلطان مجددًا؟ ولماذا أشعر أن كل شيء حولي يتحرك باتجاه مجهول؟

قفزت من فوق الأريكة وسرت بهدوء عبر الغرفة، أبحث عن أي شيء قد يساعدني في فهم ما يحدث. وبينما كنت أستكشف المكان، لمحت مجموعة من الأوراق على الطاولة.

اقتربت ببطء، وقلبت إحدى الصفحات بمخلب صغير. كانت الوثائق مكتوبة بلغة قديمة، لكنني استطعت فهم بعض الكلمات المتناثرة:

"العرش… النبوءة… القطة البيضاء…"

تجمدت في مكاني. "القطة البيضاء"؟ هل… هل تتحدث هذه الأوراق عني؟!

لكن قبل أن أتمكن من قراءة المزيد، سمعت صوت خطوات تقترب من الباب. بسرعة، قفزت إلى وسادتي وكورت جسدي كما لو أنني كنت نائمة.

فتح الباب ببطء، ودخل الأمير. كان وجهه متجهمًا أكثر من ذي قبل، وكأنه قد خرج من محادثة لم ترُق له. مشى بصمت، ثم جلس على مقعده، واضعًا يده على جبينه بتعب.

"لماذا أشعر أن والدي يخفي عني شيئًا؟" تمتم لنفسه بصوت بالكاد يُسمع.

رفعت أذني باهتمام. إذن، لم يكن السلطان صريحًا معه أيضًا؟ هذا مثير للاهتمام… يبدو أنني لست الوحيدة التي تبحث عن إجابات.

وفجأة، التفت الأمير نحوي، وعيناه تضيقان بشكّ.

"وأنتِ… هل لديكِ سرّ أيضًا؟"

شعرت بقلبي يقفز داخل صدري، لكني حاولت الحفاظ على هدوئي. كل ما كان بإمكاني فعله هو التحديق فيه ببراءة… كأي قطة عادية.

لكنه لم يكن مقتنعًا. نهض من مكانه، واقترب مني ببطء، حتى صار على بُعد أنفاس مني. ثم مدّ يده، وأمسك وجنتيّ بلطف بين أصابعه.

"أحيانًا أشعر أنكِ تفهمين كل كلمة أقولها…" همس بصوت منخفض.

كتمت أنفاسي. هل يمكن أن يكون قد كشفني؟

لكن فجأة، ابتسم الأمير بخفة، ثم أطلق سراح وجنتي، وعاد إلى كرسيه.

"أو ربما بدأتُ أهذي بسبب هذه الأوضاع المتوترة."

أخذ نفسًا عميقًا، ثم أغمض عينيه للحظة. أما أنا، فبقيتُ في مكاني، أتنفس ببطء، أحاول استيعاب مدى خطورة موقفي.

لقد اقترب كثيرًا من الحقيقة… وعليّ أن أكون أكثر حذرًا من الآن فصاعدًا.

في إحدى زوايا القصر، كانت القطة البيضاء تجلس فوق وسادة مخملية، تراقب الأمير سليمان بعينيها اللامعتين. كان مشغولًا بمراجعة وثائق مهمة، لكن بين الحين والآخر، كانت نظراته تنجذب إليها وكأنه يحاول فك لغز ما.

"لماذا أشعر أنها تفهم كل كلمة أقولها؟" تمتم في نفسه وهو يضع القلم جانبًا.

منذ أن وجد تلك القطة، لم يكن الأمر طبيعيًا أبدًا. كانت تصرفاتها ذكية بشكل لا يُصدق، تراقبه كأنها تفهم قراراته، بل حتى بدت منزعجة عندما وقع على وثيقة تتعلق بالحروب. كأنه رأى في عينيها اعتراضًا صامتًا.

اقترب منها، رفعها برفق بين يديه، وهمس:

"ما أنتِ حقًا؟"

تجمدت للحظة، قلبها الصغير ينبض بسرعة. لو استطاعت أن تتكلم، لصرخت الآن وأخبرته بحقيقتها، لكنها لم تستطع سوى المواء بهدوء، محاولة أن توصل له مشاعرها عبر عينيها.

لكن قبل أن يستطيع التفكير أكثر، دخل أحد الحراس مسرعًا.

"مولاي، الأمير ثيرون يطلب لقاءكم، ويقول إن الأمر لا يحتمل التأجيل."

رفع سليمان حاجبه، ثم نظر إلى القطة مجددًا. وضعها بلطف على الوسادة، ثم اتجه نحو باب القاعة. لكن قبل أن يخرج، استدار مرة أخيرة، ليجدها لا تزال تراقبه بنفس النظرات العميقة.

"يوماً ما، سأكتشف سركِ."

ثم خرج، تاركًا القطة وحدها، وهي تشعر بأن مصيرها بين يديه بات يزداد تعقيدًا.

---♥🍯😍يتبع

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon