فصل ثالث

– الحقيقة التي تقترب

في اللحظة التي نطق فيها الرجل الغامض بتلك الكلمات، تجمدت في مكاني. لم يكن مجرد تخمين عشوائي—لقد كان متأكدًا أنني لست قطة عادية. حاولت التراجع للخلف، لكن نظرات الجميع كانت موجهة نحوي الآن.

الأمير ضيّق عينيه ونظر إلى الرجل بشك. "ماذا تعني بذلك؟"

ابتسم الرجل الغريب ابتسامة صغيرة، ثم انحنى قليلًا للسلطان. "أعني أن هذه القطة تحمل طاقة غير مألوفة… أشعر أن روحها ليست مجرد روح حيوان."

شعرت بصدري يضيق… هل هذا يعني أنه يعرف حقيقتي بالكامل؟ لا، هذا لا يمكن!

"مجرد قطة." قال الأمير بصوت حاد، وكأنه يحاول إنهاء الحديث. لكن السلطان، الذي كان يراقبني بصمت طوال الوقت، رفع يده وأشار لي بالاقتراب.

ترددت للحظة… هل يجب أن أذهب؟ لكن قبل أن أقرر، وجدت قدماي تتحركان من تلقاء نفسي. وكأن هناك قوة خفية تدفعني للأمام.

"تعالي، أيتها الصغيرة." قال السلطان بصوت منخفض، لكن فيه نبرة آمرة لا تحتمل الرفض.

قفزت إلى الدرجات القليلة أمام العرش، وجلست هناك، محاوِلة أن أبدو طبيعية قدر الإمكان. السلطان مدّ يده، ولمست أصابعه ذقني بلطف، مما جعل جسدي يقشعر بالكامل.

"غريب…" تمتم، وعيناه تنظران إليّ بعمق. "هناك شيء فيكِ… وكأنكِ تفهمين كلامي أكثر من اللازم."

لقد فهمت كلامه بالفعل، لكن لم يكن بإمكاني الاعتراف بذلك!

الرجل ذو العباءة ابتسم ابتسامة غامضة. "إذا سمح لي مولاي، أود تجربة شيء."

رفع يده ببطء، وتألقت أطراف أصابعه بضوء خافت. لم أكن أعرف ما الذي ينوي فعله، لكن كل خلية في جسدي أخبرتني بأن هذا خطر!

"توقّف." قاطع الأمير فجأة، بصوت بارد كالجليد. تحرك واقترب مني، ثم انحنى والتقطني بين يديه. شعرت بالدفء في حضنه، وكأنني كنت آمنة أخيرًا. "لن أسمح لك باستخدام سحرك على حيواني الأليف."

الرجل الغريب ضحك بخفة، ثم أنزل يده. "كما تشاء، أيها الأمير. لكني متأكد أن هذه القطة ستكشف عن سرها قريبًا."

السلطان لم يقل شيئًا، لكنه استمر بالنظر إليّ وكأنه يدرسني. أخيرًا، أشار بيده وقال: "يمكنك الذهاب الآن."

الأمير لم يتردد. حملني وغادر القاعة بسرعة، دون أن يلتفت للخلف. لكنني كنت أعلم… أن هذه لم تكن النهاية.

لقد أصبحت في خطر أكبر مما توقعت.

عندما عدنا إلى جناح الأمير، وضعني على الأريكة، ثم جلس على الكرسي المقابل، واضعًا يده على ذقنه. كان يحدق بي بصمت، وكأن عقله كان يحاول حلّ لغز معقد.

"ما أنتِ بالضبط؟"

سؤاله اخترقني كالسيف. شعرت بأنفاسي تتسارع… لم يكن هذا مجرد شك عابر، لقد بدأ يلاحظ الأمور الغريبة عني.

"أنا قطة، بالطبع." تمنيت لو كنت أستطيع قول ذلك، لكن بدلًا من ذلك، كل ما خرج مني كان مواءً صغيرًا.

الأمير لم يبتسم، ولم يبدو مقتنعًا. "في القاعة… لقد كنتِ خائفة من ذلك الرجل."

شعرت بقلبي الصغير ينبض بسرعة. هل لاحظ ذلك أيضًا؟ حاولت التظاهر بالهدوء، فلعقت كفّي كما تفعل القطط العادية. لكنه لم يتزحزح عن مكانه، ولا عن شكوكه.

بعد لحظات من الصمت، تنهد الأمير وأدار رأسه نحو النافذة. "أتعلمين؟" قال بصوت منخفض، "في هذا القصر، كل مخلوق لديه سر… وأنا لا أحب الأسرار التي لا أفهمها."

كلماته جعلتني أشعر بقشعريرة. هل كان ذلك تهديدًا؟ أم مجرد ملاحظة عابرة؟

لكن شيء واحد كان مؤكدًا—الأمير لم يعد يراني كقطّة عادية بعد الآن.

وهذا قد يكون خطيرًا جدًا…

—شكرا جزيلا لكل من قرأ هذه رواية 🍯😭💋

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon