القصة الرابعة: "أنا بحبها… وهي مش واخدة بالها"
البداية: "كنت بضحك وأنا بتوجع"
"إياد" قاعد قدام الدكتور كريم، عينه في الأرض، بيحاول يلمّ أفكاره قبل ما يتكلم. كان فاكر إنه هيكون سهل يحكي، لكنه اكتشف إن الوجع اللي ساكن جواه أعمق من إنه يطلع بسهولة.
بعد دقيقة صمت، قال بصوت مكسور:
ــ "أنا بحبها يا دكتور…"
الدكتور سأل بهدوء:
ــ "وهي بتحبك؟"
إياد ضحك ضحكة قصيرة، بس كانت ضحكة حزينة، وقال:
ــ "لا… هي حتى مش عارفة."
البداية: "إزاي حبيتها؟"
"شهد" كانت زميلته في الجامعة، بنت عادية جدًا، مش أجمل واحدة في الدنيا، ولا أكتر واحدة ملفتة، بس بالنسبة له، كانت كل حاجة.
ــ "أول مرة شفتها، مكنتش حاسس بحاجة، كانت مجرد بنت في دفعتنا… لكن مع الوقت، بقيت ألاحظ تفاصيلها، طريقتها في الكلام، الضحكة اللي بتضحكها لما تكون محرجة، طريقة لعبها في أكمام الجاكت لما تكون متوترة…"
إياد ابتسم ابتسامة دافئة وهو بيحكي، بس بسرعة ابتسامته تحولت لحزن، وكمل:
ــ "مفيش لحظة معينة وقعت فيها في حبها… الحب حصل لوحده، فجأة لقيتني متعلق بيها، بفرح لما أشوفها، بضايق لما تغيب، وبحس إني مش عايز حاجة من الدنيا غير إنها تفضل موجودة."
الدكتور سأل:
ــ "وجربت تقول لها؟"
إياد هز راسه بلا، وقال:
ــ "إزاي أقول؟ كنت خايف… خايف أخسرها، خايف أسمع كلمة تبوظ كل حاجة، خايف ألاقيها بتبعد."
العذاب الصامت: "كنت صديقها"
إياد ما قالش، لكنه كان أقرب شخص لشهد. كان بيسمع مشاكلها، كان بيقف جنبها في كل أزمة، كان الشخص اللي بتلجأ له لما تكون حزينة.
ــ "كانت تحكي لي عن الناس اللي بتحبهم، عن crushes بتاعها، وأنا كنت بقعد أضحك وأرمي نكت، بس من جوايا… كنت بتموت."
الدكتور قال بهدوء:
ــ "يعني كنت في ال friendzone؟"
إياد ابتسم بسخرية وقال:
ــ "أنا كنت الfriendzone بنفسه!"
كمل بصوت مكسور:
ــ "كنت بحاول أكون كويس، كنت بقول لنفسي مش مهم إنها مش بتحبني، المهم إنها موجودة… بس الحقيقة، كنت بتوجع كل يوم."
اللحظة اللي كسرتني: "لما قالتلي إنها بتحب حد"
في يوم، شهد بعتت له رسالة:
ــ "إياد، أنا لازم أحكيلك حاجة مهمة."
قلبه ساعتها كان بيدق بسرعة، كان حاسس إنها لحظة فارقة، لكنه ما كانش عارف إنها هتكون اللحظة اللي تكسره.
ــ "قالت لي إنها حبت حد… حد من دفعتنا، وإنها حاسة إنه مهتم بيها، ومش عارفة تعمل إيه."
إياد بص للدكتور، وعينه دمعت وهو بيقول:
ــ "تخيل… تخيل تكون مستني شخص يقولك إنه بيحبك، فتكتشف إنه بيحب حد تاني!"
سكت لحظة، وكمل:
ــ "ساعتها، كنت عايز أصرخ، عايز أقول لها: (طب بصي جنبي شوية، بصي لي مرة واحدة زي ما ببص لك، جربي تحبيني!) بس بدل كده، ضحكت، وقلت لها: (مبسوط ليكي… تستاهلي حد يحبك)."
الدكتور سأله:
ــ "وليه مرضتش تقول الحقيقة؟"
إياد ابتسم ابتسامة حزينة وقال:
ــ "لأن مكنش في أي حقيقة ممكن تغير حاجة… هي مش شايفاني."
الانهيار: "أنا كنت بعيش وهم"
بعدها، بقيت تشاركه تفاصيل علاقتها الجديدة، تحكي له عن لحظاتها مع الشخص التاني، وإياد كان بيسمع، ويضحك، ويواسي، وهو من جواه بيتحطم.
ــ "لما شفتها معاه لأول مرة… حسيت إن قلبي اتاخد مني، حسيت كأن حد غرس سكينة في روحي… بس قدرت أضحك، قدرت أعمل نفسي عادي."
بس الحقيقة، هو مكنش عادي.
بدأ يبعد، بدأ يتحجج بأي حاجة عشان ما يكونش جنبها، لكنه كان متعلق بيها لدرجة إنه مش قادر يقطع نهائيًا.
الدكتور سأل:
ــ "ولما بعدت، حسيت بتحسن؟"
إياد هز راسه بلا، وقال:
ــ "بالعكس… حسيت إني بضيع أكتر، كنت متعلق بيها لدرجة إني مش عارف أعيش من غيرها، ومش عارف أكمل وأنا شايفها مع غيري."
اللحظة اللي غيرت كل حاجة: "لازم أنقذ نفسي"
في يوم، بعد شهور من العذاب، بص لنفسه في المراية، وسأل نفسه سؤال واحد:
ــ "أنا مستني إيه؟"
كان فاهم إنه لو فضل كده، هيفضل طول عمره عالق في دائرة مفرغة، مش هيبقى سعيد أبدًا، ومش هيقدر يحب حد تاني.
ــ "قررت أقطع… حذفت رقمها، خرجت من أي مكان يجمعني بيها، وبطلت أشوف أخبارها… كنت بحس إني هموت، بس كنت عارف إني لو فضلت في الدائرة دي، عمري ما هخرج منها."
الدكتور سأله:
ــ "والنهاردة، لسه بتحبها؟"
إياد تنهد وقال:
ــ "لسه… بس على الأقل، مبقتش أوجع نفسي كل يوم."
العلاج: "إزاي تبطل تحب حد مش حاسس بيك؟"
الدكتور قال له:
ــ "الحب من طرف واحد بيكون مؤلم جدًا، لأنه بيخليك تعيش في وهم… بس الحقيقة إن الحل مش إنك تكرهها، ولا إنك تكره نفسك، الحل إنك تبدأ تحب نفسك أكتر."
إياد سأل:
ــ "يعني أعمل إيه؟"
الدكتور رد:
ــ "هتتعلم تعيش لنفسك، تبدأ تركز على حاجات بتحبها، تخرج من الدائرة اللي كنت حابس نفسك فيها، وتدي لنفسك فرصة تشوف الحياة من زاوية جديدة."
إياد ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:
ــ "يعني في أمل؟"
الدكتور رد بثقة:
ــ "دائمًا في أمل… بس لازم تكون إنت اللي عايز تشوفه."
النهاية: "هحب نفسي… قبل ما أحب حد تاني"
بعد شهور من العلاج، إياد بدأ يحس بتحسن، بدأ يركز على شغله، حياته، وأهم حاجة… بدأ يتعلم يحب نفسه.
ولأول مرة من سنين، بقى قادر يقول:
ــ "أنا استاهل حد يحبني زي ما بحب."
— النهاية الحقيقية لرحلة إياد —
(القصة الخامسة قريبًا… مع وجع جديد.)
10تم تحديث
Comments