(الفصل الثاني والعشرون: العودة المفاجئة)
بعد ما مسحت رسالتها، كنت فاكر إني خلصت منها للأبد، إني خلاص اتحررت من كل حاجة كانت بتوجعني فيها.
لكن الدنيا عمرها ما بتمشي زي ما إحنا عايزين.
في يوم، وأنا ماشي في الشارع، لقيت حد بينادي اسمي.
"أبانوب؟"
وقفت مكاني، وحسيت بجسمي بيتجمد.
كان صوتها.
تينا.
---
(الفصل الثالث والعشرون: لقاء بعد الغياب)
لما التفت، شفتها واقفة قدامي، مختلفة، ملامحها فيها حاجة مش مفهومة.
مشيت ناحيتي بخطوات هادية، وكأنها خايفة مني.
"ما كنتش متخيل إنك ممكن تسيبني كده بجد."
نظرتي ليها كانت باردة، مش عارف كنت متضايق ولا خايف من اللي جاي.
"عملت كده عشان كان لازم. عشان مكنش فيه حل تاني."
اتنهدت وقالت بصوت واطي:
"مينا مش في حياتي تاني..."
قلبي دق بسرعة، بس ما بين الفرحة والخوف.
"يعني إيه؟"
"سيبنا بعض من فترة، بس كنت عارفة إنك مش هتكون مستنيني، وإنك حتى لو مستني، مش هتعترف بده."
---
(الفصل الرابع والعشرون: فرصة جديدة؟)
تينا بقت حرة، وأنا ما زلت بحبها... ده المفروض يكون كفاية، صح؟
لكن الحقيقة إن الجرح اللي بينا كان عميق، وكنت خايف.
"طب وإنتِ عايزة إيه دلوقتي؟"
رفعت عيونها وقالت ببساطة:
"عايزة أبدأ من جديد... معاك."
---
(الفصل الخامس والعشرون: هل الحب كفاية؟)
الفرصة اللي كنت مستنيها طول حياتي، جاتلي أخيرًا...
بس المشكلة إني مكنتش عارف إذا كنت لسه الشخص اللي بيتمناها.
هل ينفع نرجع لبعض بعد كل اللي حصل؟
ولا في حاجات لما بتنكسر... مستحيل تتصلح؟
الإجابة كانت عندي... بس خوفي منعني إني أقولها.
(الفصل السادس والعشرون: العودة للحب القديم)
وافقت.
وافقت أرجع لها، رغم كل حاجة، رغم كل الخوف اللي كان جوايا.
رجعنا لبعض وكأن الزمن رجع بينا لورا، وكأن كل الوجع اللي عشناه اختفى في لحظة.
كنا بنخرج، بنحكي لبعض كل حاجة فاتتنا، بنحاول نعيش اللحظة اللي كان المفروض نعيشها من زمان.
كنت حاسس إنها مختلفة، أو يمكن كنت بحاول أقنع نفسي إنها مش هتكرر نفس الغلطة.
لكن فيه حاجات، لو اتكسرت مرة، صعب ترجع زي الأول.
---
(الفصل السابع والعشرون: الخيانة الصامتة)
في يوم، وهي ماسكة تليفونها، لاحظت حاجة غريبة.
طريقة كلامها، الطريقة اللي بتبتسم بيها وهي بتبص للشاشة.
"بتكلمي مين؟" سألتها بضحكة خفيفة، وأنا بحاول أخفي توتري.
رفعت عيونها بسرعة وقالت:
"محدش... واحدة صاحبتي."
بس أنا كنت عارف...
أنا كنت حافظ كل لمعة في عينيها، وكل لمسة توتر في صوتها.
وكان إحساسي صح.
---
(الفصل الثامن والعشرون: الرجوع للماضي)
مع الوقت، بدأت ألاحظ أكتر.
الردود المتأخرة، المكالمات اللي بتقفلها بسرعة لما أكون قريب، والخروج المفاجئ من غير ما تقولي السبب.
وفي يوم، شفت اسم "مينا" على شاشة تليفونها.
اللحظة دي قتلتني.
مش عشان مجرد اسم، لكن عشان عرفت إن الماضي دايمًا بيفضل له أثر، وإن فيه ناس مش بتعرف تفضل على قرارها.
---
(الفصل التاسع والعشرون: المواجهة الأخيرة)
استنيت لما تقابلني، وقبل ما تبدأ تتكلم، قولتلها بهدوء:
"إنتِ لسه بتكلميه، صح؟"
عيونها اتسعت، وكأنها انكشفت قدامي بالكامل.
"أبانوب، مش زي ما إنت فاكر..."
"مش زي ما أنا فاكر؟! يعني مش بتكلميه؟ مش بتخفي عني؟ مش كنتِ بتقولي إنك عايزة تبعدي عنه؟"
سكتت... وده كان أكبر اعتراف ممكن أسمعه.
"أنا آسفة..." قالتها بصوت مكسور.
ضحكت بسخرية وأنا حاسس إن الدنيا بتنهار حواليَّ.
"كنتي عارفة من الأول إنك مش هتعرفي تبعدي عنه، صح؟"
مسحت دموعها وهي بتقول:
"أنا حاولت... بس فيه حاجات بتفضل جوا الواحد، حتى لو حاول يهرب منها."
---
(الفصل الثلاثون: الرحيل النهائي)
عرفت وقتها إن اللي بيننا انتهى.
مكنتش مجرد غلطة، مكنتش مجرد لحظة ضعف...
دي كانت حقيقتها.
أنا كنت دايمًا مجرد محطة، وكانت هي دايمًا راجعة لمينا.
مسحت رقمها، خرجت من حياتها للأبد.
وعدت نفسي إني المرة دي، مش هبص ورايا تاني.
---
"النهاية"... أو يمكن، بداية جديدة بدونها.
(الفصل الواحد والثلاثون: العودة إلى الدوامة)
حاولت أنساها...
حاولت أقنع نفسي إنها ما تستاهلش كل ده، وإنها خلاص بقت ماضي، بس الحقيقة؟
ما كنتش قادر.
رجعت أكلمها تاني، بحجة أي حاجة، حتى لو كانت تافهة.
كنت بحاول أدخل حياتها بأي شكل، حتى لو كنت عارف إني مجرد ظل في حياتها.
ولقيت نفس المشاكل بيني وبين مينا رجعت من جديد.
مينا كان دايمًا هناك... دايمًا في الخلفية، وكأنه الحاجز اللي عمري ما قدرت أتخطاه.
لكن رغم كده، ما استسلمتش.
كنت بحاول أخرجها من أي مود سيئ كانت فيه، أعملها الحاجات اللي بتحبها، أكون موجود لما تحتاج حد يسمعها.
وكل مرة كانت بترجع تضحك، كنت بحس إن في أمل...
لحد ما حصلت المفاجأة.
---
(الفصل الثاني والثلاثون: الصدمة الأخيرة)
صحيت يوم عادي، مسكت موبايلي، وبشكل تلقائي دخلت على الشات بتاعها.
كنت متعود إننا بنتكلم حتى لو كلام بسيط، حتى لو مجرد ردود قصيرة.
لكن المرة دي؟
"هذا المستخدم غير موجود."
حاولت أفتح البروفايل...
مش متاح.
دخلت من حساب تاني...
مش موجود.
عملتلي بلوك.
بدون مقدمات، بدون أي مشاكل بينا، بدون حتى كلمة أخيرة.
بس كده... اختفت.
---
(الفصل الثالث والثلاثون: الفراغ القاتل)
حاولت ألاقي تفسير، أي سبب، أي حاجة.
كنت فاكر إننا حتى لو مش مع بعض، عمرها ما هتعمل كده، عمرها ما هتمسحني كأن عمري ما كنت.
بس هي عملتها.
وهنا أدركت الحقيقة المؤلمة:
أنا الوحيد اللي كنت عايش جوه الذكريات... وهي كانت بتدور على طريق جديد، من غيري.
---
(الفصل الرابع والثلاثون: هل النسيان ممكن؟)
بعدها، عشت أيام كأنها نسخة متكررة من نفسها.
كل حاجة فقدت معناها، وكأنها سحبت جزء مني معاها لما اختفت.
فضلت أسأل نفسي:
ليه؟ ليه من غير سبب؟ ليه من غير كلمة أخيرة؟
بس مهما فكرت، الجواب عمره ما كان هيغير الواقع.
أنا كنت مجرد صفحة في حياتها... وهي قررت تقفلها للأبد.
---
(الفصل الخامس والثلاثون: الختام الحزين)
الوقت مر، والوجع ما كانش بيقل... بس أنا اتعلمت أعيش معاه.
عرفت إن مش كل الأسئلة ليها إجابات، وإن أحيانًا، أقسى الحاجات اللي بتحصل لنا... هي اللي بتعلمنا أكتر.
وتعلمت كمان، إن اللي يقدر يمسحك من حياته بسهولة...
ما كانش يومًا يستحق وجودك فيها.
(الفصل السادس والثلاثون: رحلة البحث)
النسيان؟
كان مجرد كذبة حاولت أصدقها، حاولت أقنع نفسي بيها، لكن الحقيقة؟
أنا كنت تايه، تايه في ذكرياتي معاها، في كل لحظة قضيناها سوا، في كل كلمة قالتها ليا، في كل وعد قطعته...
وفي الآخر، سابته وراها بدون أي تفسير.
بس أنا مقدرتش أعمل زيها.
مقدرتش أقفل الصفحة، مقدرتش أكمل حياتي عادي وكأنها ما كانتش فيها يوم من الأيام.
فبدأت أدور.
دورت في كل مكان، سألت كل اللي يعرفوها، دخلت من حسابات تانية أشوف أخبارها، بس كانت مختفية، كأنها فعلاً مسحتني من الدنيا كلها.
لحد ما في يوم، بعد شهور من البحث، لقيتها.
وياريتني ما لقيتها.
---
(الفصل السابع والثلاثون: اللقاء الملعون)
كنت ماشي في الشارع، وسط الزحمة، وبدون أي مقدمات، عيوني وقعت عليها.
كانت واقفة بعيد، بتضحك... بس مش معايا.
إيديها كانت في إيده، ملامحها مرتاحة، صوت ضحكتها واضح وسط الدوشة.
تينا...
كانت مع مينا.
كأن الزمن رجع بيا لأول يوم حكت لي عنه، أول مرة قالتلي اسمه، أول مرة شفتها بتتكلم عنه بعيون كلها شغف وحب.
بس المرة دي، كانت بين إيديه فعلًا، مش مجرد كلام.
المرة دي، كانت معاه بجد.
---
(الفصل الثامن والثلاثون: الانكسار الحقيقي)
وقفت مكاني، متحركتش، حتى نفسي اتحبس جوا صدري.
مشهد واحد، لحظة واحدة، كانت كفيلة تهد كل اللي كنت بحاول أبنيه جوايا.
كل الأسئلة اللي دارت في بالي الشهور اللي فاتت اتحولت لإجابة واحدة واضحة...
"هي عمرها ما حبتني زي ما أنا حبيتها."
لأن اللي بيحب مش بيمسح، مش بينسى، مش بيكمل حياته بنفس السهولة دي.
أنا كنت بالنسبة لها مرحلة وعدّت...
وهي؟ كانت لسه كل حياتي.
---
(الفصل التاسع والثلاثون: النهاية اللي كنت مستنيها؟)
وقتها بس، عرفت إن كل اللي كنت بدور عليه ما كانش إجابة، كان عقاب.
كان لازم أشوفها بعيني عشان أصدق، كان لازم وجع أقوى من اللي فات عشان أعرف أنهي الحكاية.
لفيت وراهبي، من غير ما تشوفني، من غير ما تعرف إني كنت هنا.
مشيت ومخدتش مني حاجة معاها المرة دي... غير قلبي اللي مات فعلاً.
Comments