(الفصل الأربعون: الفراغ القاتل)
رجعت البيت وأنا حاسس كأن حد سحب الروح من جسمي.
كان ممكن أفتكر إن اللي شفته مجرد كابوس لو ماكنش الألم حقيقي بالشكل ده.
قعدت في مكاني بالساعات، مابعملش حاجة غير إني بسمع صوتها في دماغي، بشوف ضحكتها، بفتكر كل لحظة، كل كلمة، كل وعد كذبته عليا.
وكل ما أحاول أهرب، ألاقي نفسي واقع في نفس الدوامة من تاني.
"إزاي هقدر أعيش بعد كل ده؟"
---
(الفصل الحادي والأربعون: محاولات فاشلة للنسيان)
حاولت أعيش... حاولت أتظاهر إني طبيعي.
خرجت مع أصحابي، شغلت نفسي بأي حاجة، حتى حاولت أبدأ حياة جديدة، بس...
مافيش حاجة قدرت تمسحها.
كل الأماكن كانت بتفكرني بيها، كل الأغاني كانت بتجيب صوتها في دماغي، كل مرة بفتح تليفوني كنت بلاقي نفسي بدور على اسمها لا إراديًا.
حتى بعد ما عملتلي بلوك، كنت كل يوم أحاول أشوف لو كان لسه في أي أثر ليها، وكأني مستني لحظة ترجع فيها، لحظة تبعت فيها رسالة تقول:
"وحشتني."
بس الرسالة دي ما جتش أبدًا.
---
(الفصل الثاني والأربعون: الحقيقة القاسية)
بعد شهور من العذاب، وقفت قدام المراية وسألت نفسي:
"لحد إمتى؟"
لحد إمتى هفضل مسجون جوه الذكرى دي؟
لحد إمتى هعيش على أمل مستحيل؟
هي كملت... وأنا لسه محبوس جوا الماضي.
وهنا عرفت الحقيقة اللي كنت بهرب منها:
أنا اللي حطيت نفسي في الدوامة دي.
أنا اللي رفضت النسيان، أنا اللي فضلت متعلق بحاجة انتهت، أنا اللي صممت أدور على نهاية ماكنتش محتاجها أصلاً.
كان لازم أسأل نفسي السؤال الصح:
مش "إزاي أنساها؟"
لكن "ليه مش قادر أنسى نفسي معاها؟"
---
(الفصل الثالث والأربعون: أول خطوة حقيقية)
قررت أواجه الحقيقة:
تينا انتهت من حياتي، وأنا لازم أنهيها جوا عقلي.
بدأت أخد خطوات صغيرة، مش عشان أنساها، لكن عشان أرجع أشوف نفسي من غيرها.
بدأت أقفل كل الأبواب اللي كنت سايبها مفتوحة على أمل رجوعها.
ماكانش سهل، ماكانش سريع، بس كل يوم كان وجع أقل شوية...
لحد ما في يوم، فتحت تليفوني، وبشكل لا إرادي، اكتشفت حاجة غريبة جدًا:
مادورتش على اسمها.
---
(الفصل الرابع والأربعون: التعايش... ولكن)
مع الوقت، بدأت أتأقلم.
مشيت في حياتي، اتعلمت أضحك، حتى لو كان الضحك ناقص حاجة.
اتعلمت أعيش، حتى لو العيشة كانت ناقصة معنى.
لكن هل نسيتها؟
لأ.
النسيان عمره ما كان لحظة، عمره ما كان قرار، هو رحلة طويلة، وممكن توصل لنهايتها، أو تفضل تايه فيها طول عمرك.
وأنا؟
لسه ماعرفتش نهايتي فين.
(الفصل الخامس والأربعون: هل هو عقاب؟)
في عز ما كنت بحاول أتعافى، في عز ما كنت بحاول أفهم ليه كل ده حصل معايا... سؤال واحد كان بيلح عليّ:
"هو ده عقابي؟"
هو ربنا بيعاقبني عشان كنت بجرّح بنات قبل كده؟
عشان كنت بشوف الشكل بس ومش بقدر المشاعر؟
عشان دخلت حياة تينا بكذبة واستحقيت إني أخسرها للأبد؟
ماقدرتش أمنع نفسي من التفكير، ومن المقارنة بين اللي كنت بعمله زمان وبين اللي حصل ليا.
أنا كنت التوكسيك.
كنت الشخص اللي يدخل حياة حد ويخرج منها من غير تفكير، كنت السبب في دموع بنات كانوا شايفيني الدنيا بالنسبة لهم، وكنت بتجاهل مشاعرهم بكل برود.
لكن لما جت تينا...
كنت أنا الضحية، كنت أنا اللي حبيت بجد، كنت أنا اللي بديت أهتم بمشاعري للمرة الأولى، بس في الآخر؟
أنا اللي انكسرت.
---
(الفصل السادس والأربعون: العدالة القدرية)
في لحظة استوعبت حاجة غريبة جدًا...
"اللي كنت بعمله في البنات زمان، حصل معايا بالحرف."
كنت بدخل حياة حد، أبهره، أخليه يتعلق بيا، وبعدها أختفي وأكمل حياتي عادي.
كنت بعامل مشاعرهم كأنها حاجة ملهاش قيمة.
وده بالضبط اللي تينا عملته فيا.
هي دخلت حياتي، بهرتني، خلتني أتعلق بيها، وبعدين اختفت، وخلتني أنا اللي تايه في الذكريات.
كأن القدر قرر يوريني وجع اللي كنت بسببه لغيري، بس بجرعة أكبر بكتير.
هو ده اللي بيتقال عليه "الkarma"؟
هو أنا استحقيت كل ده عشان اللي كنت بعمله؟
هو لازم كل شخص ظَلَم يتحط في نفس الموقف عشان يحس؟
---
(الفصل السابع والأربعون: مواجهة الذات)
فضلت شهور عايش في الصراع ده، بين محاولة النسيان ومحاولة الفهم.
لحد ما في يوم، وقفت قدام المراية وسألت نفسي:
"إيه الحل؟"
هل الحل إني أفضل غرقان في الندم؟
هل الحل إني ألوم نفسي على كل حاجة وأعيش الدور؟
ولا الحل إني أتعلم؟
"التغيير هو الحل."
مش هقدر أغير الماضي، مش هقدر أرجّع اللي راح، لكن ممكن أغير نفسي، ممكن أبطل أكون الشخص اللي كان سبب في وجع حد، وممكن...
أسامح نفسي.
---
(الفصل الثامن والأربعون: الصفحة الجديدة)
قررت أبدأ من جديد، مش عشان أنسى، لكن عشان ماكملش غلط.
ماعدتش ببص للبنات بنفس الطريقة، ماعدتش مهتم بالشكل وبس، بقيت شايف المشاعر، مقدّر الوجع اللي كنت بسببه زمان.
لكن أهم حاجة؟
عرفت إن اللي حصل لي مش نهاية العالم.
كان درس، درس قاسي، بس خلاني أفهم حاجات عمري ما كنت هفهمها لو ماكنتش اتوجعت كده.
يمكن تينا كانت عقابي...
ويمكن كانت السبب في إني أفهم معنى الحب الحقيقي لأول مرة في حياتي.
بس اللي أكيد...
أنا ماعدتش الشخص اللي كنت عليه قبلها.
Comments