البارت الثاني: اللقاء المنتظر
في صباح اليوم التالي، كانت إيمان تقود سيارتها بصحبة ابنها عمر باتجاه الملجأ. كان الصغير متحمسًا لرؤية أمل، بينما كانت والدته تشعر ببعض القلق. لم تكن تعرف كيف ستكون حالتها بعد كل ما مرت به.
وصلوا أخيرًا إلى الملجأ، وعند دخولهم، استقبلتهم مديرة الملجأ بابتسامة دافئة.
إيمان: صباح الخير، إحنا جايين نشوف بنت اسمها أمل.
المديرة: آه، أمل هنا، بس هي مش بتتكلم كتير مع حد... تعالوا نشوفها.
قادتهما المديرة إلى ساحة صغيرة حيث كانت مجموعة من الأطفال يلعبون، لكن في زاوية بعيدة، جلست أمل بمفردها، تمسك دميتها القديمة، وتنظر إلى الأرض بشرود.
عمر، بحماس: أمل!
رفعت أمل رأسها ببطء، وعندما رأت عمر، اتسعت عيناها، لكنها لم تتحرك. كان هناك خوف وحذر واضحان في ملامحها.
عمر، يركض نحوها: أمل، إنتِ كويسة؟ وحشتيني!
لكنها لم ترد، فقط نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالدموع.
إيمان، بنبرة دافئة: حبيبتي، إحنا جينا علشان ناخدك معانا. هتعيشي معانا في بيتنا، وهتبقي أخت لعمر.
ظلت أمل صامتة للحظات، ثم نظرت إلى المديرة، وكأنها تنتظر إذنها.
المديرة، بابتسامة مطمئنة: أمل، انتي هتروحي مع ناس طيبين هيهتموا بيكي.
أمل نظرت إلى عمر، ثم إلى إيمان، ثم عادت لتنظر إلى دميتها. بدا وكأنها تفكر في شيء ما، ثم فجأة، وقفت واقتربت من عمر ببطء.
أمل، بصوت خافت: بجد... هروح معاكم؟
إيمان، تمسك يدها بلطف: طبعًا يا حبيبتي، انتي مش لوحدك، إحنا هنا علشانك.
أمل لم ترد، لكنها بعد لحظات، رمت نفسها في حضن إيمان، وبدأت تبكي بصمت. كان ذلك أول مرة تشعر فيها بالأمان منذ فقدت والديها.
عمر، وهو يربت على كتفها: متخافيش، أنا هنا، وإحنا عيلتك دلوقتي.
كانت هذه البداية لحياة جديدة، لكن هل ستتمكن أمل من نسيان الماضي؟ وهل ستنجح في التأقلم مع حياتها الجديدة؟
Comments