بداية الشكوك

#غريب_في_منزلنا

في صباح اليوم التالي، استيقظت ليلى على صوت ضحكات خافتة قادمة من المطبخ. كان الصوت غير معتاد في هذا الوقت الباكر، ما جعلها تشعر بشيء من الفضول. ارتدت رداءها بسرعة وخرجت من غرفتها متجهة إلى مصدر الصوت. عند وصولها إلى المطبخ، رأت مشهدًا غريبًا؛ والدتها جالسة على الطاولة مع آدم، يتناولان الإفطار ويتبادلان الحديث وكأنهما صديقان قديمان.

"صباح الخير، أمي. وصباح الخير لك أيضًا... ضيفنا الغامض آدم!" قالت ليلى وهي تتثاءب وتقترب من المائدة.

"صباح الخير يا ليلى. أعددت لك كوبًا من الشاي، اجلسي معنا"، قالت والدتها بابتسامة رقيقة، بينما بدا آدم وكأنه يحاول كتم ضحكة صغيرة. كانت الأجواء بينهما غريبة، مريحة أكثر مما ينبغي.

ابتسمت ليلى بسخرية، وهي تجلس على الكرسي المقابل لهما، وقالت: "لا شك أن وجودك هنا مريح للغاية. أمي لا تبتسم بهذه الطريقة إلا عندما تكون في مزاج جيد جدًا. ما الذي أخبرتها به؟ نكتة؟ أم وعدتها بتنظيف الأطباق؟"

ابتسم آدم وأجاب ضاحكًا: "في الواقع، كنت أشرح لها كيف تمكنت من إصلاح سيارتي في منتصف الليل تقريبًا. يبدو أنني أصبحت بطلاً صغيرًا."

"بطل؟ هكذا تقول لنفسك؟" قالت ليلى بتهكم، وهي ترفع حاجبها.

أجاب آدم بتحدي: "على الأقل لا أقرأ روايات رعب وأخيف نفسي، ثم أتظاهر أنني شجاعة."

ردت ليلى في ابتسامة ساخرة،

"كفى، أنتما الاثنان. ليلى، آدم سيكون معنا لبعض الوقت. يبدو أن سيارته بحاجة إلى صيانة كاملة، والمطر لم يتوقف بعد. لا يمكنه المغادرة في مثل هذه الظروف"، قالت والدتها بحزم، وتابعت: "لن يكون لدينا أي مشكلة في ذلك."

"بالتأكيد، دعيه يبقى. لكن لا تلوميني إذا اختفت بعض الأغراض الغريبة من المنزل!" قالت ليلى بنبرة مكر، وهي تنظر إلى آدم بتحدٍ.

ضحك آدم وقال: "أعدك أن أغراضي الغريبة ستكون الوحيدة التي ستختفي، لا تقلقي."

مع مرور اليوم، بدأ شعور غير مريح يتسلل إلى ليلى. رغم المحادثات الودية والمزاح بين والدتها وآدم، كانت تلاحظ بعض التصرفات الغريبة من الشاب. كان يتحرك في المنزل بهدوء غير عادي، يراقب الأشياء من حوله بعينين تبدوان أكثر من مجرد فضول، وكأنما يحاول جمع معلومات حول كل شيء. كان يطلب الإذن لاستكشاف الغرف، وكان دائمًا يطلب الاطلاع على المكتبة الصغيرة في الزاوية، ليقلب بين الكتب بشكل مبالغ فيه.

"أمي، ألا تعتقدين أنه غريب بعض الشيء؟" سألته ليلى بقلق، وهي تراقب آدم يدخل المكتبة مرة أخرى.

أجابتها والدتها بتفهم غير عميق: "لماذا تقولين ذلك؟ إنه مجرد شاب مسكين يحتاج إلى المساعدة. ألا تذكرين كم علمنا والدك أن نكون كرماء مع الغرباء؟"

لكن ليلى لم تكن مقتنعة. كانت تشعر أن هناك شيئًا مريبًا في تصرفات آدم. "أجل، لكن هناك شيء في عينيه... وكأنّه يبحث عن شيء محدد هنا. أعتقد أن علينا الحذر قليلاً."

"أوه، ليلى! كفى عن قراءة تلك الروايات المريبة. لقد أثرت على خيالك كثيرًا!" قالت والدتها وهي تبتسم بابتسامة مطمئنة، لكن ليلى لم تقتنع.

قررت ليلى أن تراقب آدم عن كثب. في وقت لاحق من اليوم، قررت أن تتجنب التفكير كثيرًا في شكوكها، وجلست في الحديقة الخلفية، تقرأ كتابًا وتستمتع بنسمات الهواء الباردة، لكنها كانت تشعر بقلق في كل مرة كان يقترب فيها آدم منها أو يظهر بالقرب منها. فجأة، سمعت خطوات خلفها.

"ألا يمكنك تركي وحدي؟" قالت ليلى دون أن ترفع عينيها عن الكتاب.

رد آدم بابتسامة على وجهه: "آسف، لم أكن أعلم أن هذه منطقتك الخاصة."

"حسنًا، ماذا تريد؟" قالت ليلى بنبرة جافة، وهي لا ترفع عينيها.

"لا شيء، فقط أردت أن أعرف لماذا تبدين وكأنك تحاولين تحليل شخصيتي طوال الوقت."

نظرت ليلى إليه بدهشة وقالت: "تحليل شخصيتك؟ لا تبالغ، أنا فقط أراقبك للتأكد أنك لست لصًا أو مجرمًا."

أجابها بابتسامة هادئة: "إذا كنت لصًا، فهل سأجلس هنا وأكشف نفسي؟"

"ربما. يبدو أنك بارع في إخفاء النوايا." قالت ليلى بتحدٍ، لكنها كانت تحاول أن تظن أن هناك شيئًا مختلفًا في آدم.

رد عليها آدم بشكل غير متوقع، قائلاً: "وأنتِ بارعة في اختلاق القصص. أعتقد أنكِ قد تصبحين كاتبة عظيمة يومًا ما."

فوجئت ليلى بما قاله. "كيف عرفت أنني أحب الكتابة؟"

أجاب آدم بهدوء: "رأيت دفتر ملاحظاتك عندما كنت تبحثين عن قلم. كان مليئًا بالأفكار والشخصيات."

"كنت تبحث بين أغراضي؟" قالت ليلى، مستفزة.

"لا، لم أبحث. كان ذلك بالصدفة. على أي حال، لديك موهبة واضحة."

كانت تلك اللحظة مفاجئة، فليلى، على الرغم من شكوكها تجاهه، لم تستطع إنكار أن كلماته حملت دفئًا غير متوقع.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon