الفصل الخامس عشر

...بدت ديلان متحيرة عندما واجهت نبرة جراهام المرحة ، كان تعبيرها مشابهًا لتعبيرها في الحفلة الليلة الماضية ....

... " بالطبع " قالت بعد لحظة ....

... كانت ذكرى رؤية هذه الآنسة الشابة تخطو على أصابع قدم سيدريك طوال الليلة السابقة لا تزال حاضرة في ذهن جراهام ، لقد ضحك من ذلك ، لكن يبدو أن ديلان كانت لا تزال صغيرة بما يكفي لتشعر بالخجل ....

... قالت ديلان :" لقد أحضرت هدية لوقت الشاي " وقدمت له رسميًا علبة صغيرة من الشاي وقالت :" هذه زهور جبلية مجففة "...

... " يا إلهي ، شكرًا لكِ "...

... " إنه ينظف الدم ، لذا فهو مفيد لقلبك ، ويمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب "...

... " يبدو أنكِ على دراية كبيرة بالزهور "...

... وألحت ديلان قائلة :" من فضلك ، فلتنقعه في ماء بدرجة حرارة تزيد عن سبعين درجة لمدة عشرين دقيقة ، واشرب منه كوباً كل يوم ، دون ان تفوته ولو ليومًا واحد "...

... أجاب جراهام سعيدًا :" سأفعل ذلك ، شكرًا لكِ " كان سعيدًا لأنها أبدت قلقًا بشأن صحته " جدتكِ كانت تحب الزهور أيضًا ، فلقد استمتعت حقًا بأعمال البستنة "...

... وقالت ديلان :" أنا مهتمة أكثر بالنباتات ذات الخصائص الطبية ، أما بالنسبة للزهور ، فأنا أحب تلك التي تكون رائحتها أفضل من مظهرها "...

... " لقد كانت جدتكِ هكذا أيضًا "...

... وقالت ديلان وهي تلوح بيدها بخفه :" لسوء الحظ ، أنا لست على دراية جيدة بالبستنة مثل جدتي "...

... أومأ جراهام ، فلقد كانت هناك دائمًا زهور متفتحة بالكامل حول ليلى ، وحتى الآن، عندما كان جراهام يفكر فيها ، كان يتخيل حقلًا واسعًا من الزهور ، بدت ديلان أكثر واقعية بكثير من ليلى ، مما جعلها رفيقة جيدة لسيدريك ، وهذا ما أسعد جراهام أكثر ....

... " بما أنكِ تحبين الأعشاب الطبية ، هل أنتِ مهتمة بعلم النبات الطبي ؟"...

... أجابت ديلان ومن ثم ابتسمت بخفة :" إنها هواية اكتسبتها من رعاية أختي الصغيرة ، فلقد كانت تمرض بأمراض بسيطة طوال الوقت ، حتى الآن ، إذا سعلت ولو مرة واحدة ، فسأبدأ تلقائيًا في سحق نواة المشمش "...

... أعجب جراهام كثيرًا بها فلقد بدا وكأنها تهتم كثيرًا بأسرتها ، فقد كانت طفلة جيدة ، ولقد أدرك فجأة أنه كان يركز بشدة على افتقار ديلان إلى التشابه الجسدي مع ليلى لدرجة أنه نسي مدى طيبة قلب ليلى ، ياللأسف !، لكن على أية حال ، يبدو أن الأمور سارت بشكل جيد ، وكان غراهام راضيًا ....

..." أنا سعيد للغاية لأنني سأتمكن من رؤية سيدريك يتزوج قبل أن أموت "...

... وقالت ديلان في الوقت نفسه :" حسنًا ، لدي بالفعل ما أرغب بقوله "...

... كلاهما تجمدا ، وغادر كل اللون وجه ديلان ....

... " همم ؟" شجعها جراهام " ماذا ترغبين بقوله ؟"...

... " لا يهم ، أنه لا شيء ، من فضلك ، استمر "...

... لم تكن ديلان مقنعة ، لكن جراهام قرر عدم التدقيق في الأمر ، فالفضول هو علامة على التقدم في السن ، بعد كل شيء ....

... واعترف جراهام قائلاً :" قد ينغمس سيدريك في عمله بشكل مفرط ، لذا بصراحة ، كنت قلقًا بعض الشيء ، أنا سعيد لأنكِ طفلة جيد ، وليس الأمر وكأنني توقعت أي شيء أقل من حفيدة ليلى "...

... توقف ديلان وقالت في النهاية :" أنت لطيف جدًا "...

... " من فضلك ،" رفض جراهام " أنا فقط قلت ما رأيته ، لذلك أريد أن أسألكِ ..." تنحنح جراهام لتغطية حرجه البسيط " هل ستعتنين جيدًا بتقدم سيدريك بدلاً مني ؟"...

... بغض النظر عن ذلك ، كان سيدريك لا يزال حفيده الحبيب ، ولم يستطع إلا أن يكون من الطراز القديم قليلاً فيما يتعلق باحتمالية زواجه الوشيك ، فلقد عمل جراهام بجد لملء الفجوة التي خلفتها الوفاة المفاجئة لوالد سيدريك ، ومع ذلك ، لم يتمكن من البقاء في هذا المنصب إلى الأبد ، لذلك كان يأمل أن يجد سيدريك رفيقًا يعتني به ....

... " أنا ..." واصلت ديلان فتح فمها وإغلاقه كما لو كانت على وشك أن تقول شيئًا ما ، وأخيرًا ، قالت بابتسامة غامضة على وجهها :" أشاركك آمالك في مستقبل سيدريك ، وأريد أيضًا أن تكون له نهاية سعيدة ، وآمل أن يجد السعادة التي قد يستمتع بها "...

... شعر جراهام بالصدق في صوت ديلان الذي كان يرتجف قليلاً ....

... وأنهت كلامها قائلة :" وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق ذلك "...

... نظرت عيناها ذات اللون البني الفاتح إليه مباشرة وكانت مليئة بالعزيمة والهدف والحكمة ، والآن بعد أن تأكد من سعادة حفيده في المستقبل ، أطلق جراهام ضحكة من القلب ، فهو سعيد حقًا لأنها طفلة جيدة ....

... وقال جراهام :" أنا سعيد لأنني تمكنت من مقابلة مثل هذه الشريكة الجيدة لحفيدي قبل أن أغادر هذا العالم "...

... وحثته ديلان قائلة :" إذا كان حفيدك مهمًا بالنسبة لك ، فلا يجب أن تقول مثل هذه الأشياء ، القول بأنك ستموت أمر محزن للغاية ، يجب أن تعيش حياة طويلة ، صاحب السعادة : واصلت ديلان كلامها ، وهي توبخ الدوق بشدة " يقول حفيدك أنك غالبًا ما تفوت فحوصاتك الطبية ، الأمر الذي يثير قلق طبيب العائلة ، أرجو ان تمتنع عن تخطيها بعد الآن ، يا صاحب السعادة ، فصحتك في غاية الأهمية "...

... ضحك جراهام قائلاً :" أنتِ تعرفين حقًا كيفية الوصول إلى فؤادي ، حسنًا ، سأفعل كما تقولين "...

... جعلت محاضرة ديلان الأمر يبدو وكأنهم عائلة بالفعل ، وأصبح جراهام أكثر حرصًا على تسريع حفل الزفاف ، فلقد كان من الجيد أنه قدم على عجل رخصة الزواج إلى رئيس الأساقفة ، فلقد ربت عقليا على ظهره لحكمه السليم ....

... " بالحديث عن سيدريك ، هل أتيتِ معه إلى هنا ؟"...

... أجابت ديلان " نعم ، في الطريق تحدثنا عن عدد من الأشياء "...

... " هل تستطيعين مناداته ؟، فأنا لدي شيء لأخبركما به "...

... " نعم سعادتك "...

... أومأت برأسها ونهضت لمناداه سيدريك ، بمجرد أن غادرت ديلان غرفة الجلوس ، أخرج جراهام الوثيقة من جيب سترته الداخلي : رخصة الزواج الخاصة ، عادةً ما يستغرق الأمر أسبوعين للحصول على هذا ، لكنه ضغط على رئيس الأساقفة لإعداد واحد على الفور ، والآن ، بمجرد تقديم الطلب ، سيكون زواج سيدريك وديلان صالحًا على الفور ....

...لقد قمت بعمل جيد يا جراهام هايورث ، كما يقولون ، عليك أن تضرب الحديد وهو ساخن ، وبابتسامة سعيدة ، طبل جراهام بأصابعه على قطعة الورق التي بين يديه ....

...* * *...

...في هذه الأثناء ، كان سيدريك جالسًا على كرسي من خشب الماهوجني في الطابق الأول بينما كان ينتظر انتهاء المحادثة التي تجري في الطابق الثاني ، بدت اللوحة المعلقة على الحائط المقابل له ملتوية ، أم أنه كان يتخيل ذلك فقط ؟، انحنى إلى الأمام ، وحدق للحصول على نظرة أفضل ، ثم سمع صوت خطوات ناعم ينزل على الدرج ....

... سارت ديلان ببطء ، وخطواتها ثقيلة ، ووجهها جدي على نحو غير معهود ....

... " اذن ، كيف جرى الامر ؟" سأل سيدريك وهو يبتسم على نطاق واسع ....

... لم ترد ديلان على الفور ، وقالت أخيرًا " لقد كانت محادثة قيمة "...

... " و ؟" سأل سيدريك ....

... ترددت ديلان مرة أخرى ، ثم قالت " هيا فلنتزوج " كانت عيناها مليئة بالعزم ....

... أجاب سيدريك برأسه " لقد كنت أعلم أنكِ ستقولين ذلك "...

... وكما كان يعلم جيدًا ، فقد تم تحديد إجابة ديلان حتى قبل أن تدخل غرفة الجلوس ....

...* * *...

...وكانت هذه هي النتيجة الوحيدة التي يمكن توقعها ، كان سيدريك يعرف أفضل من أي شخص آخر مدى عناد جده ، فلم يكن العناد منتشرًا في العائلة فحسب ، بل أصبح جراهام أيضًا أكثر جرأة وصراحة منذ تقاعده من الخطوط الأمامية ، في السابق ، كان يضبط نفسه من أجل صورته العامة ، ولكن في الآونة الأخيرة ، كرس نفسه بثبات أكثر من أي وقت مضى لتحقيق هدفه ، ولهذا السبب لم تكن ديلان قادرة على الفوز عليه أبدًا ....

... قالت ديلان " أنت شخص جيد "...

... " آها "...

... وتابعت بصوت ضعيف " أنت شخص جيد ، لذا فأنا أفهم لماذا لم ترغب في إحباط جدك " عبس سيدريك جبينه ، محادثتهم جعلتها تعتقد أنه شخص جيد ؟...

... لم تكن هذه هي الطريقة التي تصور بها أن المحادثة ستسير ، كان يعتقد أن ديلان ستخبر جده عن سبب عدم رغبتها في الزواج من سيدريك ، فيقول الدوق " فهمت ، أنتِ على حق تمامًا "، قبل أن يتظاهر بأنه لم يسمعها ، فبعد كل شيء ، كانت هذه هي الطريقة التي كان يعامل بها سيدريك دائمًا ، ولأن جده قد نجا من حياة طويلة مليئة بالعديد من المصاعب ، كان من الصعب بشكل خاص أن يتعارض مع إرادته ، إذن ما الذي جعله شخصًا جيدًا ؟، لقد كانت بعيدة كل البعد عما توقعه ....

... وأضافت ديلان كما لو أنها تذكرت للتو " لقد دعاك سعادته أيضًا ، يقول أن لديه ما يقوله لكلينا "...

... أجاب سيدريك " حسنًا "، ونهض من مقعده ، وكان يتوقع أيضًا أن يناديه جده بعد التحدث إلى ديلان ، ويتوقع منه أن يبتسم بسعادة عندما يدخل سيدريك غرفة الجلوس ، ما لم يتوقعه سيدريك هو القطعة التي كانت بين يدي جده ....

... " ما هذا ؟" سأل ، مما أثر على لهجته الغير مبالية ....

... أجاب جده " إنها رخصة زواج خاصة ، إذا قمت بملء النموذج وسلمته اليوم ، فسيتم التحقق من صحة زواجك على الفور "...

... لا يزال الدوق يضع ابتسامة سعيدة على وجهه ، ومسك سيدريك تنهد ، أي شخص يستطيع القراءة كان سيعرف ما هي الوثيقة في لمحة ، ولم تكن هذه هي المشكلة ....

... " متى ..." بدأ سيدريك ، لكن جراهام قاطعه ....

... " لقد أرسلتها في اليوم الذي غادرت فيه إلى ملكية لانغتون "...

... وبدا كما لو كان الجواب يجب أن يكون واضحا تماما ، ابتسم سيدريك وضغطت شفتيه بقوة على بعضهما البعض ، لقد كان سعيدًا بالطريقة التي سارت بها الأمور ، فإذا حاول أن يتعارض مع إرادة جده عندما كان بهذه القوة ، لكان مستقبله مرهقًا للغاية بالفعل ، وكان بإمكانه أن يرى الأمر واضحًا كالنهار : إذا لم يتقدم سيدريك بطلب الزواج ، فكلما ظهرت مشكلة في أي وقت في المستقبل ، كان جده بلا شك سيقول : " ليتك تزوجت في ذلك الوقت ..."...

... ولم يكن ليسمح لسيدريك أبدًا بالعيش في هذا الوضع ، لذا فإن بذل قصارى جهده لتجنب مثل هذا الموقف كان أمرًا لا يحتاج إلى تفكير ، تجاهل جراهام ابتسامة سيدريك القاسية ووجه نظره إلى ديلان ....

... وأضاف " شخصياً ، أود أن يتم حفل الزفاف في أقرب وقت ممكن ، فكل آنسة شابة تريد أن تكون عروسًا في فصل الربيع ، وألا ترغبين في الزواج خلال هذا الوقت الجميل من العام أيضًا يا ديلان ؟"...

... " جد—"...

... وتابع جراهام دون انزعاج " بالطبع ، سيكون من المستحيل تنظيم مثل هذا الحدث في يوم أو يومين فقط ، فإن حفل زفاف كبير مثل هذا لا يمكن أن يتم في غمضة عين ، ومن أجل الحصول على كل شيء ، سيتعين علينا قضاء شهر على الأقل في التحضير ، وإذا أردنا دعوة ضيوف من القصر الملكي ، فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى شهرين ، أما بالنسبة للموقع ،" توقف جراهام للتفكير ، ثم تابع " نعم ، ماذا عن حجز أحد القصور الملكية الصغيرة لهذا اليوم ؟، أعتقد أن قصر ماكلارين سيكون مكانًا رائعًا لحفل زفاف في الربيع "...

... " أعتقد أنه حفلاً بسيطًا سيكون أمرًا رائعًا "، قالت ديلان فجأة وهي تضع فنجان الشاي جانبًا ، وأغلق جراهام فمه ، مما أدى إلى توقف مفاجئ لسيله الطويل من العبارات الخيالية ، وابتسمت ديلان قبل أن تشرح، " أنا لم أقم بأول ظهور لي في المجتمع الراقي بعد ، لذا فإن الكثير من الأشخاص الذين تتحدث عنهم لن يعرفوني حتى ، وأنا أفضل ألا أقابل مثل هؤلاء الأشخاص المهمين لأول مرة في حفل الزفاف ، إذا كان ذلك ممكنًا ، أود فقط إقامة حفل صغير بحضور عائلاتنا فقط "...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon