بعد دخول ساتان للأكاديمية، اِنتھى بھ الحال واقفاً لوحدھ في زاويةٍ منعزلة كونھ لم يجد رفيقاً ليقف معھ، كان يفكّر لوحدھ بينما يحدّق في الأرضية أمامھ وبجانبھ مجموعة تلاميذ يتحاورون، قال أحدھم بينما ينظر لساتان بنصف عينٍ وصوتٍ خافتٍ للآخرين:
_يا لھ من ضعيف.
أجابھ الآخر بنفس النبرة:
_أتعلمون؟ يقال أنھ تم رفضھ من طرف التنينة آنجي.
أجابتھ فتاة بينما تبتسم بمكرٍ واضعةً كفّھا على فمھا:
_يستحق ذلك، لا بدّ أنھ تم رفضھ بطريقةٍ مھينة.
اِبتسم ساتان محدّقاً للأرض، فخاطبھم في صمت "اِخرسوا، إنني أسمعكم أيھا الأغبياء، لكنني لا أغضب بھذھ السھولة، لأنني لو أقابل أحدكم في قتال، لأقتلنّھ دون شك، حتى لو كان ذلك مخالفاً للقواعد".. فجأة، رنّ جرس الإنذار وأُشعل المصباح الدوار الأحمر، فرفعت تلك المجموعة وساتان أوجھھم لمعرلة ما يحصل حتى سمعوا صوتاً من مكبر الصوت المعلّق في زوايا الجدران عالياً يقول:
_"إلى جميع التلاميذ من جميع السنوات، ذكوراً وإناثاً، نطلب منكم التجمع والاصطفاف حالاً في ساحة الأكاديمية الكبرى".
ذھب جميع التلاميذ لساحة المدرسة واصطفوا، وأمامھم منصّة فيھا العديد من الأساتذة يرتدون وزراً بيضاء جنباً إلى جنب وأمامھم تنين مجنح، قرناھ بالبني الداكن يلتفان قليلاً حول رأسھ اللّامع من الصلع كمرآة، يزيدان من طولھ وبالتالي ھيبتھ، آذانھ مدبّبة وعدساتھ سوداء وسط جفونٍ مجعّدة، شارب ولحية بلون قرنيھ ملتقيان بنسقٍ على وجھھ الطويل الحازم الخالي من الانتفاخ، وجناحاھ المميّزان مفرودان من ظھرھ، يلبس لباسا جلديًّا خاصًّا ومعطفاً طويلاً جعلھ أھمّ شخصٍ راشدٍ في تلك المنصّة، فصعد السلالم القليلة واتّخد من وسطھا مركزاً ليرى آلاف بل ملايين الطلاب المرتديين لباساً موحّداً أمامھ، والصف الأمامي ممتلئ بسطور من الطلاب الذين يلبسون بذلاتٍ زرقاء واسعة ويزينون رؤوسھم بقلنسواتٍ مربعة الشكل بنفس اللون، يحملون شھاداتٍ عليھا طابع التخرج، فاستأنف التنين خطابھ على مكبر الصوت أمامھ بقولھ:
_اِسمي ھو مورغان، أحد أعضاء الإدارة، من عائلة التنانين المجنحة، أرحّب بكم في أكاديميتنا، لا بدّ أنكم تتساءلون عن سبب استدعائكم إلى ھنا، اِطمئنوا ليس ھنالك حالة طوارئ، كل ما في الأمر أنني سألقي بعض المعلومات المھمة لكم لفھم نظام التعليم على ھذھ المدرسة، لذلك أرجو أن تبدو بعض الإحترام، حسنا؟
أجابھ الطلاب بصوتٍ موحّد:
_حسنا!
كان ساتان يفكّر مليًّا بتذكّرٍ بأن ما يحدث الآن قد سبق وحدث في سنتھ الأولى على ھذھ الأكاديمية، تحديداً بعد طرد عائلتھ لھ بيوم، لكنھ أدرك أنھ لم يفھم شيئاً في ذلك الوقت، فافترض أنھ سيفھم الآن، عاد مورغان للكلام:
_لنبدأ، لدينا ست سنواتٍ لكل طالب، ال3 سنوات الأولى ھي عبارة عن 90% من الدروس والإختبارات حول مختلف علوم البشر و 10% من التدريب، و كل سنة منھا تأخد 11 شھراً ، تبدأ من العاشر في أكتوبر حتى العاشر في شتنبر، ممّا يترك لنا شھراً واحداً للعطلة، أمّا ال3 سنوات الأخيرة، فھي عبارة عن 90% من القتالات والتدريبات و10% دروس مھمة، وتأخذ السنة الرابعة مدة أربعة أشھر من العاشر في أكتوبر حتى العاشر في فبراير، و ثمان أشھر عبارة عن عطلة، أمّا السنة الخامسة والسادسة فتأخذان ستة أشھر تبدأ من العاشر في أكتوبر حتى العاشر في أبريل، وستة أشهر للعطلة.. في كل عام تمرّ ھذھ الأكاديمية على 3 بطولاتٍ مقسّمةٍ على طلاب السنة الرابعة والخامسة والسادسة، حيث يقاتل كل تلميذٍ خصومھ من العوائل الخمسة، و يفوز 3 طلابٍ من السنة الرابعة والخامسة والسادسة معاً، وفي كل 3 سنين يكون عدد الفائزين بالبطولات من 5 إلى 9 أشخاص، لأنھ من الممكن أن يفوز نفس الشخص ثلاث مراتٍ أو اِثنتين بالبطولة، عندھا نجمع نحن إدارة المدرسة الملفات الشخصية الخاصة بھؤلاء الطلاب، و نأخذ أفضل ملف بينھم، أو نجعلھم يتقاتلون إن لم نكن متأكدين، ويكون ھو ملف الشخص الذي سيلقي خطاباً على الآخرين مثلي أنا الآن، ممّا يعني أن كل شخصٍ من بينكم ھنا بإمكانھ أن يصبح الفائز، و الآن، سأعطي الكلمة للفائز ليلقي عليكم الخطاب
صعد شاب عفريت ذو شعرٍ برتقالي مموج بخصلتين على جبھتھ، وعدساتٍ خضراء واسعة داخلھا بؤبؤان أفقيان تأخذ مساحة أكبر من البياض في عينيھ، قرناھ متفاوتان كثيراً في الطول ويرتدي زيًّا عسكرياً أخضر برتبة على الأكتاف العريضة ونجمة الجيش على القلب، وقد بدى على وجھھ المكر رغم ابتسامتھ البريئة تلك، لوّح لھ مورغان بيدھ مظھراً إيّاھ للجموع مع إزاحة جسدھ قليلاً من المنصة مانحاً إيّاھ مركزھا بينما يقول وكلامھ يُسمع بالمكبر:
_أرجو منكم التصفيق لھ، لأن ھذا الطالب المتخرّج نادر جدًّا.
فاستأنف الجميع تصفيقھم ومن بينھم ساتان، والمتخرج يلوّح بيديھ مبدياً سعادتھ، كان ساتان يھمس في صمتٍ بينما يصفّق مبتسماً تلك الابتسامة المزيفة "يوما ما، أقسم أنني أنا، الشيطان ساتان سأصعد على تلك المنصّة وأثبت أنني أفضل طالب على ھذھ المدرسة"، فثبّت المتخرج يديھ على المنصة بوثوق بعد نھاية التصفيق الحار وقال:
_في البداية، أرحّب بكم جميعاً، وبالطبع ھذا الترحيب ھو موجھ لجميع الطلّاب من جميع الفئات باستثناء ذلك الشيطان الفاشل.
أكمل وھو يحرك وجھھ باحثاً في الأرجاء:
_وأرجو منھ من موقعي ھذا أن يغادر ھذا التجمّع، فعائلة الصدأ الضعيفة غير مخوّلة لمعرفة المعلومات التي أنا على وشك إلقائھا، ھاھاھا.
سُمعتْ ضحكتھ الخبيثة كالصدى بين الصفوف، وفور سماعھم لكلامھ بدأ الجميع في الضحك، بينما أغلق المقصود بكلامھ قبضتيھ بإحكامٍ حتى برزتْ أوعيتھا الدموية وأطبق على أسنانھ بشدّة نتيجة سماعھ لقھقھاتھم المستفزّة، ولم يرمش بسبب مقلتي عينيھ اللتان كانتا على وشك الخروج من جمجمتھ واحمرّ وجھھ غضباً بينما يخاطب الجميع في قرارة نفسھ "حسناً، إذا كان الأمر كذلك فلا بأس، أنتم لا زلتم تحفّزونني على قتلكم!" ثم التفت فوراً بعد خطابھ القصير عليھم وبدأ في التوغّل بينھم مغادراً المجْمع بخطىً ثابتةٍ قويةٍ كانت لتثقب الأرض، لكن أحدھم لم تعجبھ نكتة المتخرج.. إليسا ھي الوحيدة التي شعرتْ بالإھانة مكان ساتان، واستھلت البحث عنھ جرياً وسط الجموع بدل الوقوف والضحك قائلةً لنفسھا "لا بدّ أن ساتان غاضب الآن، علي محاولة تھدئتھ، فأنا صديقتھ بعد كل شيء" وبعد خطواتٍ قلّة، توقف ساتان فنظر للمخاطِب وكأنّھ ينوي أكلھ بعينيھ، كان يقول لھ في صمت "وأنت أيضاً، يوماً ما سأكون بمكانك، لكن لا أعتقد أنني سأكون بنفس عنصريتك تجاھ أبناء جنسك"، استدار مجدداً وھو ناوٍ على المغادرة، وكانت إليسا تركض باحثةً عنھ حتى وصلتْ لمكانھ، كان يعطيھا ظھرھ فذھبت إليھ ولمست كتفھ، فأدار نفسھ قليلاً وقال لھا:
_ماذا ھناك، إليسا؟
أجابتھ وھي تلھث تعباً:
_أريدك أن تبقى ھنا، ولا تلقي الھمّ للآخرين.
أمسك يدھا بشدّة فور سماعھ لكلماتھا، فأزاحھا من كتفھ وھو يقول لھا:
_اِبتعدي عنّي، لست في مزاجٍ جيدٍ الآن، سأحسبك معھم إذا اِستمريتي في مضايقتي.
\=لكن، ألم أقل لك أن لا تأبھ للكارھين عدّة مراتٍ في السنوات الفائتة؟ ألا تثق في أصدقائك؟
شكّل حاجباھ الملتقيان فوق عينيھ عقدةً غاضبة، فصرخ في وجھھا:
_تبًّا لك، أنتِ آخر شخص يمكنني أن أثق بھ في حياتي.
شحب وجھ إليسا بعد سماعھا لجملتھ، فتراجعتْ خطوةً ووضعتْ يدھا على صدرھا في تعجّبٍ من تصرّفھ غير المألوف مع قولھا:
_أحقاًّ؟ أحقاًّ لا تثق فيَّ؟
أدار ساتان ظھرھ ونظر لھا ببرودٍ ثم قال:
_نعم.
ثم غادر الساحة بين الجموع، فبقيتْ منصدمةً تشاھد مغادرتھ أمامھا منتظرةً منھ العودة ليطلب منھا الاعتذار، فلمّا اختفى طأطأتْ رأسھا في حزنٍ شديد، وعادتْ لمكانھا الأول وسط تلك الضحكات التي تعلو المكان.. انتھتْ استراحة التنمر والاستھزاء بالشياطين، فقال المتخرج:
_أتوقع أن ذلك الشيطان الفاشل قد غادر المكان بعد ھذا، إلّا إذا كان بدون شرف، أنا أفضل طالب على ھذھ الأكاديمية في آخر 3 سنوات، اِسمي فينو من عائلة العفاريت، قبل كل شيء، أريد أن أرحب بالسيدة إليسا أمرية العفاريت بالخصوص، وأرجو منكم تذكر ھذا الإسم جيداً فأنا واثق أن أميرتي ھي من سيلقي الخطاب بعدي.. والآن، سأشرح لكم نظام التخرج على ھذھ الأكاديمية، كما تعلمون فأصحاب السنوات الثلاث الأخيرة منكم سيتنافسون في ثلاث بطولات، ولأجل انتقاء المتخرجين منھم، تحسب إدارة المدرسة عدد الخسارات والأرباح لكل طالب بشكلٍ سنوي، فإذا كان عدد الأرباح أكثر من الخسارات، يتخرج الطالب، وإذا كانا متساويان، يكرّر الطالب عاماً واحداً، وإذا كان عدد الخسارات أكثر، يعيد الطالب ثلاث أعوام.. والآن، أريد تھنئة كل المتخرجين الواقفين أمامي في الصف الأول لأنھم أشخاص متميزون ومحظوظون، لأنھم يتم تھنئتھم ھكذا فقط كل ثلاث سنوات، أرجو منكم التصفيق لھم.
صفّق جميع من كان في الساحة على أولئك المتخرجين بحرارة، لكن إليسا لم تفعل بل كانتْ تحدّق بفينو فحسب مخاطبةً إيّاھ بھمس "من المخزي بالنسبة لي أن يكون أحد شباب شعبي وقحاً مع الشياطين ھكذا، ولأنني لا أفتخر بك يا فينو فأنا لست سعيدةً بذكرك لي" فانتھى التصفيق وقال فينو:
_حسنا، أودّ أن أعلمكم أيھا المتخرجون أنھ بعد تخرجكم، فعلى الأرجح ستصبحون جنوداً مثلي، أو أساتذةً على ھذھ الأكاديمية، أو أعضاءً للإدارة، أو ستوظَّفون في عملٍ عمومي خارج المدرسة والجيوش باستخدام شھادات تخرجكم.
بعدھا ھنّأ جميع طلّاب السنة الأولى والرابعة على مجھوداتھم ونصحھم ببذل الجھد بنبرةٍ منمّقة بنفس الطريقة التي ھنّأ بھا المتخرجين و قال في نھاية خطابھ:
_...وبالطبع تھنئتي ھذھ لا تشمل ذلك الشيطان الوضيع أيًّا كان إسمھ.. وبھذا لم يتبقّ لي ما أقولھ، لذلك وداعاً.
قالھا بينما يلوّح للجموع بتحية الوداع ثم نزل من المنصة بينما يصفّق الجميع، وفي نفس الوقت كان ساتان جالساً على كرسي عمومي داخل الأكاديمية في انعزال.
》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《
"ساتان"
بعد ما حدث.. بدا لي أنني كنت قاسياً بعض الشيء معھا.. "لا، ليس كذلك، ھي من أغضبتني، لقد أخبرتھا أن تبتعد.. لالا. من الواضح وضوح الشمس أنني ولا شخص غيري مخطئ، يا لي من شخصٍ فاشلٍ لأنني لا زلت أشكّ في الأمر.. لا، ليس كذلك، أنا فقط شخص خطّاء، وعندما أخطئ، فخطئي ذلك يكون فادحاً جدًّا".. ھكذا فكرت معاتباً نفسي، بدأ الطلّاب في التشتّت مما أفاقني من عقابي لنفسي فعلمت أنّ الخطاب قد انتھى، ثم نھضت أسير نحو السلالم التي تكتظ بالطلاب وأنا أھمس لنفسي "على كلّ، سأحاول مصالحة إليسا في وقتٍ لاحق"، كان لدي درس فذھبت صوب القاعة وتوقفت أمام الباب قبل أن أفتحھ وأنا أقول لنفسي "أنا قادر على فعلھا، سأحاول السيطرة على غضبي" فتحت الباب وكان الجميع حاضراً باستثنائي، إنھا عادتي السيئة التي تكررت كثيراً في السنوات الأخيرة، اِلتفتت الأستاذة صاحبة الشعر الأسود الطويل والعينين السوداوتين إلي، كانت طويلة القامة، ولا تمتلك أيّة قرون وآذانٍ مدبّبة، فعلمت أنھا شبھ بشريّة، جسدھا نحيف تكسوھ وزرة بيضاء، اِبتسمتْ لي وھي تقول بنبرةٍ متسائلة:
_أوھ، أنت الشيطان المشھور ساتان، صحيح ؟
أجبتھا بتردد:
_نعم.
سمعت أولئك المتنمرين يوشوشون مستغلين حالة ضعفي مما حدث في الخطاب قبل قليل، قال أحدھم:
_ماذا؟ مازال قادراً على المجيء ھنا؟
والآخر:
_يالھ من غبي.
والآخر:
_سيتم سحقھ من أول قتالٍ لھ في البطولة.
انغلقتْ يدي من الغضب من تلقاء نفسھا للحظة، فتنھّدت مھدّئاً نفسي، فقالت الأستاذة لي:
_أرجو منك الجلوس على مقعدك.
تقدّمت ممتثلاً لأوامرھا وجلست على ذلك المقعد المرتكز في الوسط، وكأنھ نواة القسم، لم يتغير موقعي رغم مرور ثلاث سنوات، فاستأنفتْ الأستاذة الكلام بقولھا:
_مرحبا بكم جميعا.
كفانا ترحيباً، لقد سمعتوالقراء ھذا الترحيب عدة مرات، أضافتْ:
_اِسمي ھو كارين، وأنا أستاذتكم الجديدة، سأدرسكم ال3 سنوات الأخيرة لكم في الأكاديمية، لذلك، أتوقع أننا لن نرى بعضنا إلاّ مراتٍ قلائل بسبب نظام التعليم، على عكس مرات لقائكم مع الأستاذ آلبرت سابقا.
أردفتْ بتذمّرٍ مصطنعٍ ممجوزٍ ببعض الحسرة وإغلاق العينين:
_آھ، كم أحسدھ، فأنا أحب تلاميذيي بمثابة حبي لأبنائي، اِحتكر كل الوقت الطويل لنفسھ.
سألھا أحدھم:
_و ھل لديكِ أبناء يا أستاذة كارين؟
\=للأسف، لا حاليًّا، أتوقّع أنھ سيكون لدي طفل خلال ال10 سنواتٍ القادمة.
قلت لنفسي أنھا لا تميّز بين تلاميذھا مع ابتسامتھا تلك، تماماً مثل آلبرت، لماذا الأساتذة ھم دائماً جيدون معي؟ كان غارفيلد صديقي الوحيد في ذلك القسم، لكنھ اختفى بعد غضبي عليھ في الوقت الذي رفضتني آنجي فيھ، كنت مشتاقاً لھ حقًّا، لم ألحظ كلام كارين حتى قالتْ مضيفةً:
_...لقد بدأت التدريس على ھذھ الأكاديمية قبل حوالي خمس سنوات، وأنا من العائلة السادسة.
سألھا أحدھم:
_ومن ھؤلاء ؟
\=ستعرفون عندما يحين الوقت.
لم أكن حقًّ مھتمًّا بأولئك "العائلة السادسة"، أيًّا كانوا، لكن بدا لي أنھم لديھم شكل خارجي مشابھ للبشر، ھمھمت أفكّر قليلاً حتى اكتشفت شيئا أدھشني وجعل عدستاي تتوسعان، اِكتشفت أنھ وبالتفكير في الأمر، فقد كان غارفيلد يشبھ البشر أيضاً، فابتسمت مدركاً في وقتٍ متأخر، وخاطبتھ في صمتٍ قائلاً "إذاً أنت أيضاً من العائلة السادسة، غارفيلد" أكملتْ كارين:
_حسنا، قبل بداية درسنا، أسدوا لي معروفاً وتوزّعوا على صفوف القسم الخمسة، أريد من كل عائلة أن تكون في صف.
صارتْ تخاطبني بشكلٍ خاصٍ عندما قالتْ:
_وأنت يا ساتان في صفٍّ لوحدك،
فعادتْ بسرعة لخطابھا الشامل بقولھا:
_وھكذا سأفّرق بينكم أثناء شرحي للدروس.
نھضت أغيّر مكاني للصف الأخير من الجھة اليمنى وأجلس في الطاولة الأولى.. كنت سعيداً نوعاً ما، فھذھ أول مرّةٍ يتم إزاحتي فيھا من نواة القسم.
Comments