الفصل الرابع -٤

...في القاعة الكبرى تدوي أصوات الثرثرة الصاخبة للنبلاء الأرستقراطيين وقهقهتم ، وتصادم نخب كؤوسهم مع بعضهم البعض في الهواء ، ظهرت امرأة تسلط الضوء في القاعة ، مرتدية فستان أحمر مخملي برّاق ، عيون حمراوتين ساحرة ، مكياج عيون رقيق ، شفاه حمراء فاتنة ، بشرة بيضاء ناعمة ، شعر أسود داكن مع ملحقات تزينه ، جمالاً فائق أخذ أنفاس الرجال النبلاء ، والسيدات اللاتي شعرن بالغيرة ، وأصبح جٌّل حديثهم وهمساتهم عنها ....

..." من تكون ؟! يا إلهي ما هذا الجمال ! "...

...شعرت فايوليت بتوتر شديد من أنظار الأخرين لها ، لم تكن هذه النظرات مريحة ابداً ، يبدو انها لم تعتاد على هذه الأجواء ، فلم تظهر في مجتمع النبلاء الإرستقراطي منذ فترة طويلة للغاية ، قطَعَ أفكارها العميقة صوت أحدهم ، بدا واحد من الرجال الإرستقراطيين الذي فتن بها و يريد التقرب منها ....

..."من تَكونين آنستي ؟! أنا الفيكونت أليوت هلاَّ سمحتي لي برقصة؟!"...

...سرت رعشة عبر جسدِها بالكامل بسرعة ، أثناء رؤية أصابع يده القذرة تمتد إليها ، تريد ملامسة كف يَدِها وتقبيلها برغبة حقيرة بشفتيه الرديئة ، عينيه اللتان تنظران إليها بأفكار خبيثة ، سبب خوفاً أكبر في أعماق قلب فايوليت ، شعرت بأنها على طرف هاوية وستسقط منها في أي لحظة ، اصبحت عينيها ضئيلة ومشوشة ، إن رفضت عرضه فهذا يعني بأنها ستقوم بإذلاله وسَط النبلاء ، وحينها لن يدعها وشأنها ابداً ، رغم ذلك ظهر في قاع عقلها وقلبها اسم شخص واحد مختبئ هناك..! ...

...' لــــيونارد! '...

...الدُموع بدأت تلتصق في جفون عينيها ، شفتيها الناعمة المضطربة ، لسانها الذي اصبح متجمداً يمنعها من التحدث ، تَلمِسُ رقبتها بيدِها الرقيقة ، تحاول إخراج ذلك الصوت المكتوم في الداخل ، أثناء هذا الجو الخانق و الفوضوي ، استدارت فايوليت بسرعة عند سماع صوت مألوفاً أتياً من خلفها ....

..." أمي؟! ما الأمر؟! "...

...تراجع الفيكونت إلى الوراء قليلا ، عندما رأى فتى يتجهه نحوهم ، في اللحظة التالية ، أدرك الفيكونت أن فايوليت متزوجة ، فقد إسْتَمَع إلى ذلك الطفل الصغير ينطق بشفتيه بالحرف الواحد كلمة " أمي " ، بدا مستاء جداً ، خطته بائت بالفشل بأن يستولي عليها بأكملها ، استدار بعيداً بينما يلعن تدخل ذلك الطفل ..!...

..." آه.. ليو؟! لا..- لم يحدث شيء !آه.. أجل صحيح! زي الرسمي الذي ترتديه جعلكَ وسيماً جداً ، لطالما اعتدت رؤية زي الفرسان عليك آه.. تبدو جذَّاباً و فاتناً جدا ! "...

...بدا صوت والدته مليئاً بالذعر كان الأمر واضحاً جداً ، مثل وضوح النجوم في ظُلْمَة ليلة سوداء ، تمكنت فايوليت من رؤية ظل يمرُّ بجانبها كسرعة الضوء ، اتسعتا أعينها إلى أواخرها ، وقبل أن تستطيع إيقاف ليون ، اتجه نحو الفيكونت أليوت ، بينما قام بمناداته بنبرة ساخطة جداً ....

..." مهلا! أنت!!! "...

...التفت الفيكونت إليه بعدم مبالاة ، فور ما واجه عينيه الحمراوتين مباشرة ، أصيب بالرعب الشديد لدرجة أنه بالكاد أبتلع جفاف ريقه ، تقدم ليون إليه بجرأة ساحقة ، كما لو انه جدار لن يتزحزح عندما يتعلق الأمر بوالدته ، رفع ذراعه نحو وجهه بينما يلتقط ياقة الفيكونت أليوت بإحكام ، ألقى لكمة مُدمِرة ، تسببت في سقوط الفيكونت على الأرض ، كان الدم ينزف بغزارة من أنف وفم الفيكونت ....

..." آه.. لويت معصمي!"...

...أرتفعت زوايا شفتي ليون إلى الأعلى بشكلٍ ماكرٍ جداً ، سرعان ما واجه الفيكونت الإزْدِراء ، دوت صرخات في القاعة صادرة من سيدات النبلاء ضعيفات القلب بينما يترنحن ببطء ، فور مشاهدتهن للدماء الملطخة على ملابس الفيكونت ، تحدث بنبرة باكية ومليئة بالضغينة ، بعد فترة وجيزة فقط خسر ماء وجهه أمام النبلاء ....

..." أيها اللعيـ ..- "...

...لم يستطع التفوه بكلمة واحدة أخرى ، فور أن رأى أزواج من العيون في القاعة موجهه إليه ، هناك من تغمره بالسعادة ، وهناك من يضحك من أعماق قلبه ، فنوع من هذه المواقف النادرة في المجتمع النبيل يحبها النبلاء ، شَغَفهم للإستِحقَار والإذلال بالنبلاء الآخرين ، وإطاحتهم بينما يرتقون إلى الأعلى ، تبدو النظرة التي تَحمِلها فايوليت مرتاحة نوعاً ما ، رغم أن سلوك ليون لم يكن لائقاً بالمجتمع الإرستقراطي بتاتاً ، لكن... بمراقبتها لتَصَرفات ليون الهمَجِيَّة جعلتها تعتقد بأنه نسخة مصغرة من ليونارد ، فقد بدا يشبهه تماماً ....

..." ماذا؟! أخــبرتك أنني لويت معـصمي؟َ! أنتظر لحظة ..! هل تتجرأ أن تقف أمام دوقية هــارفي ! "...

...اندهاش الجميع في القاعة مباشرة فور سماعهم اسم دوقية هـارفي ، بدأت الهمسات مُتصاعدة بينهم ، اَنتفض الفيوكت من الخوف ، كاد أن يبلل نفسه ، لكن قبل ذلك بدقيقة وجيزة أنصت إلى الجملة التالية التي تلفظ بها ليون ، جعله يغادر القاعة الكبرى بسرعة ويختفي عن الأنظار..!...

..." أغــرب عن وجهي! "...

...اقتربت فايوليت نحو ليون ، تضع يدِها برفق على كتفه الأيمن ، مَالَت بظهرها إليه قليلاً ، بينما أعينهما متصلتان معاً ، قَطَعت فايوليت التواصل البصري بينهم ، بينما تقوم بأخذ يدِه الصغيرة البيضاء التي أصيبت ببعض الجروح البسيطة ، بسبب تلك اللكمة التي أطلقها كانت نابعة من غضبه تماماً ....

..." لماذا فعلت ذلك ليو ؟! كان يجب عليك تجَاهل الأمر! "...

...أجاب ليون بتعابيرات وجهه الملئية بالإنزعاج ، بنبرة تحمل الدفء أمام والدته ....

..." لن أسمح لأحد أن يلمسك يا أمي! أخبرتك بأني سأقوم بحمايتك! أيضاً.. أنا لا اشعر بالشفقة عليه ، فقد كان شخصاً سيئاً في الأصل! تجرأ على ضرب زوجته الحامل ...-"...

...لم ينهي ليون حديثه ، ليس بسبب عدم إمكَانِه لذلك ، ولكن... الجو المحيط بالقاعة أصبح هادئاً بشكل مريب للغاية ، تلا صمت خلاب في القاعة ، عندما استدار بخفة بجانب فايوليت أدرك السبب بعد بضعة لحظات ، هتف أحد فرسان القصر الإمبراطوري ، بصوت يسمعه جميع من في القاعة الملكية الكبرى ، من الشرفة الملكية في الأعلى ....

..." سَموه الإمبراطور رونــالد دي ألكسيوس و سَموه ولي العهد لــيونارد دي ألكسيوس يدخلان الآن..! "...

...فور ظهور العائلة المالكة في الحفل الارستقراطي ، ارتفع ضجيج هُتَاف النبلاء في منتصف القاعة ، صراخ السيدات اللاتي وقعن في حب ولي العهد خلال رؤيتهن تلك الأعين الفاتنة و الشفتين الجذاَّبة وذلك الشعر الفضي الذي يأسر قلوبهن ، كانت الوسامة الطاغية تتألق حول ولي العهد ....

...مع ذلك ، وسط ذلك الهُتاف اشْتَدَّت العتمة في أعين تلك المرأة ، لم تستطع الرؤية او الإنصات إلى تلك الجَلبَة التي تحدث ، تُحاول عدم تصديق عينيها أمام المشهد الذي أمامها ، ذلك الرجل يلَّوح بيده أمام النُبلاء بابتسامة واسعة تَعلو وجهه ببساطة ، وذلك الخطاب الذي يلقيه الإمبراطور يتحدث إلى الحشد واقفاً شامخاً في الأعلى ، كان يَشبه لـيونارد كثيراً ....

...' م- ما هذا الهراء ؟! '...

...بعضة أفكار مليئة بالسخرية تندفع في عقل فايوليت ، تتصاعد زوايا شفتيها بينما ترتسِم ابتسامة لئيمة للغاية ، بينما تضع يَدِها الأيمن برفق أمام شفتيها ، أصبحت تلك الأعين مليئة بالإزدراء و استحقار ، تعود إلى الواقع تدريجيًا ، حين تنصت إلى بضعة همسات مضطربة بجانبها ....

..." أ-أبي ؟! م- ما الذي يفعله هنا ؟! "...

...يتراجع ليون إلى الخلف تحت جسده الذي ينتفض بإندهاش ، مقلتي عينيه الحمراوتين اللتان تعكسان صورة ليونارد الحيوية ، كان ذلك نُسخة من قصص الخيال ، كان شيئاً لم يتوقعه أي أحد في مكان ليون ، تتدفق الدُموع مباشرة نحو وجنتيه ، لطالما اعتقد وآمن أنه كان لوالده سبباً مقنعاً لتركهم هكذا ، ولكن الألم الذي أختفى منذ سنوات عاود اختراق قلبه الضعيف بقوة شديدة ، بينما يُجاهد تضميد تلك الجراح طوال الوقت بالأكاذيب التي كان يرويها دائماً لنفسه ، أكان يُخفي لـيونارد حقيقته عنهما ؟!...

..." ما هذا بحق الجحيم ؟!! "...

...في تلك الأثناء ، أعين ليونارد التقت بأعين فايوليت الفائضة بالكراهية ، أصبحت جفون عينيه مفتوحتان إلى أواخرها تماماً ، التفتت مقلتي عينيه تَرمُق إلى ليون ، الذي سرعان ما هرب إلى خارج القاعة ، استدارت فايوليت فوراً تُلاحِق ليون ، تحت جذّبِها طرفي فستانها الأحمر القرمزي الذي بدا واسعاً جداً إلى الأعلى ، تركض تحت أصوات الكعب الأحمر الثقيل الذي بدا ناصعاً ....

الجديد

Comments

تـاي تـايـه‍ونـــگ 🩶🩶

تـاي تـايـه‍ونـــگ 🩶🩶

بدنا فايوليت تلاحق ليون وتنضرب طلقه من الرجل الي راد ان يرقص معها و يغمى عليها امام عيون ليون عندما يسمعون صوت اطلاق النار ويخرج ليونارد مسرعا و يرى فايلويت مغمى عليها و الدماء حولها

2024-04-24

4

Elite Store

Elite Store

واو جد الرواية بتجنن وعجبتني كتييير❤️‍🔥🤩

2024-04-24

2

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon