الفصل الثالث -٣

...بأجواء مفعمة حيوية في القصر الإمبراطوري ، تَجَّمع النُبلاء من الطبقة الرَّفيعة والرَّاقية من أنحاء الأمة الإمبراطورية في الساحة الإمبراطورية واحداً تلو الآخر ، وسماع همسات و ضحكات النُبلاء ، يبدو انهم مُبْتَهِجين بتواجدهم في القصر الإمبراطوري ، وتَشَوقهم لرؤية ولي العهد الغامض الذي ظهر فجأة كأمير قبل سنوات ، ونافس أخوته على صعود العرش ، في هذه الفوضى بين النُبلاء والأحاديث الشائعة بكون ولي العهد ابن غير شرعي ، أحد الفرسان صرخ بصوت مرتفعاً جداً ، يتحدث إلى الحُضور....

..." ستفتح القاعة الملكية الكبرى بعد دقائق! "...

...أثناء ذلك ، في نفس الوقت ، حدثت جلبة في غرفة نوم الإمبراطور ، دخل ولي العهد بسخط شديد ، الخدمات كُن خائفات للغاية من إيقافه ، يثرثن حول كيف عاد هيجان ولي العهد مرة أخرى ، يتحدث بنبرة مرتعشة ، وبشرة شاحبة ، وبعينين مرهقة لم تذق طعم النوم أبداً بينما تكاد تدمعان..!...

..." لماذا؟! لماذا تقوم بمنعي مرة اخرى! ماهذه الحفلات اللعينة التي تقوم بإنشائها على عاتقي! بينما اريد فقط - آآآه..."...

...أخذ يضع يده الأيمن نحو قلبه ألاهِب ، ويشُّد قميصه الأبيض الملكي ، بينما يتنفس بقوة ويترنح نحو الأرض ، تحت رفرفة ردائه الأحمر الذي يحمله على ظهره ، وعدم استقرار قدميه ، وعينيه اللتان لم تعد تريان شيئا سوى الضباب . أصوات مذعورة صادرة من الخدم من حوله ، خائفين من أن يسقط على الأرض ، لكن لا أحد يتجرأ على لمسه لإرتعابهم الشديد منه ، يشعر بأنه لا يستطيع التنفس على الإطلاق من شدة الندم والألم ، لطالما حاول تصحيح أخطاءه ، لكن.. الإمبراطور يقف في طريقه دائما ، في كل ما يفعله و ما يأكله و يقرأه حتى..!...

..." أريد فتاتي..! أريدها الآن! أعِد إلي فتاتي!!! "...

...أوشك أن يختفي صوت ولي العهد من شدة صراخه بكل قوة ، مما جعل الإمبراطور الذي كان أمام المرأة يرتدي زي الرسمي بساعدة الخدم منذ دقائق ، يقف منتفضاً غاضباً ، استدار نحو ولي العهد بينما يأمر الخدم بالمغادرة ، بدا في الخمسين من عمره ، بشعر أبيض قصير، وجفون ذابلة بمقلتي أعين حمراء تدل على كِبَر سنه ، يتقدم نحو ليونارد بسرعة بينما يرفع ذراعه الأيمن ، صفع خده الأيسر بقوة هائلة ....

..." عُد إلى رشـــدك يا لــــيونارد! لقد كان هذا السبب في منعي لك! لن أجعل مجرد فتاة ابنة الدوق الجشع هــارفي أن تجعلك ضعيفا! أنا لا أريــد منك أن تكون ضعيفا! ليونارد! "...

...سرعان ما دوى صوت الصفعة في المكان ، كان مقدار القوة التي استعملها الإمبراطور كفيلة ليتَراجَع ليونارد للخلف بضعة خطوات، جعلت الصفعة ليونارد يستعيد وعيه قليلاً ، تحت عينيه الواسعة ، كان اللون الأحمر واضحاً على خد ليونارد ، لكن .. خيوط شعره الفضي الطويلة والتي تصل إلى أسفل كتفيه قليلاً ، تُخفي القليل من أثر تلك الكدمة الحمراء . أصبح جَسَد ليونارد يَرتجِف ، بينما يُحاول جاهداً اخفاء وجهه للخلف بعيداً عن الإمبراطور ، استمر الإمبراطور يُحدق به ، بدأت عينيه تتسعان تدريجياً ، بينما يقترب من ليونارد و يحدث بنبرة غاضبة وصاخبة ....

..." ليونارد! ليونارد! انظر إلي ! ألا تسمعني قُلت انظر إلي ! "...

...جَذَب ليونارد إليه ، استطاع رؤية الدموع التي تُذرف باستمرار على وجنتي ليونارد بغيظ شديد ، بينما أعين ليونارد تنظر بعيداً عنه ، كان من المُحرج للغاية البكاء أمام الإمبراطور ، ليونارد عادة لن يتأثر من شيء كهذا ، هذا من يعتقد انه يعرف ليونارد حق المعرفة ، ولكن طفح الكيل تِلك المشاعر المخبئة منذ سنوات ظهرت ..!...

..." ماذا؟! أتبكي؟! هذه الدموع لن اسمح لها ان تكون على وجهك! ليونارد! أنت ولي عهد الإمبراطورية ! أنـــا اختــرتك ! "...

...استمر ليونارد بالبكاء غير قادراً على التوقف ، بينما يضع يده الأيمن نحو عينيه لإخفاء الدُموع ، بينما يقبضُ الأخرى بإحكام للسيطرة على نفسه قدر الإمكان ، يُجاهد الإمبراطور أن يتحدث إلى ليونارد ، أصبح يَهِز كتفي ليونارد بقوة ، بينما فمه يتحرك ، ولكن لم يكن يصغي ليونارد جيداً ، أخذ الإمبراطور يَلمِسُ كلا وجنتي ليونارد بيديه ، بينما جعله ينظر إليه ..!...

..." أسمعني! أنظر إلي ! آه حسنا! سأُعيد لكَ فتاتك ! ولكن يجب عليك إطاعتي! لا تتجرأ على هَدم السنوات التي بنيتها حتى الآن بسبب تلك الفتاة! أفهمت؟! أتفهمني؟! "...

...بدأ يتوقف ليونارد تدريجياً عن البكاء بينما يشهق ببطء ، أوما إليه برأسه بخفة يدل على موافقته له ، تحت يديّ الإمبراطور الملتصقة على وجه ليونارد ، أخذ ينظر ليونارد إلى الإمبراطور بعينين حمراء طفولية لامعتان ، عندما يتعلق الأمر بفتاته يجنُّ جنونه ، فيبدو انه هدأ الآن ، أصبح يُقَبِلُ يديّ الأمبراطور والتي من الواضح أن التجاعيد بادية عليها قليلاً ....

..." حسنا..! حسنا كفى ليونارد! لكن ... لا تجعلني أعيد تهديداتي! إن حصل شيء خاطئ أو هربتَ مني مرة أخرى مثلما فعلت قبل ثمانية عشر سنة عندما كنتَ طفلاً ! فأنا لن اتردد بقتل عائلتك! فأنا لستُ رحيماً ! "...

...بعد بضعة دقائق ، أجابه ليونارد بعد أن تخلص من البكاء ، وأصبح ينظر إليه بنظرات جادة وعميقة ، بصوت هادئ للغاية وبرود شديد كبرودة الشتاء القارِص ، بينما بدا متزناً جداً ....

..." بالتأكيد! لطالما ستجلب إلي فتاتي سأفعل أي شيء! وسأطيعك تماماً ."...

...ارتسمت ابتسامة في محيا الإمبراطور ، بدا راضياً جداً بينما يُشاهد ليونارد ، لقد شعر الآن بأنه ليونارد الذي يعرفه منذ فترة طويلة ....

..." أجل..! هذا أنت ليونارد! هذه هي التعابير القوية التي أريدها للإمبراطور المستقبلي للبلاد ! أخوتك لا يمكنهم أن يكونوا في مستوى ذكائك وشجاعتك! شخص يشبهني مثل النمر المفترس الجائع ، هو أنت ليونارد! "...

..." أجل... أبي! "...

...عندما استدار الإمبراطور مبتعداً ، بينما أراد أن يتجهه ناحية السرير ليجلس ، بسبب أن قدميه بدت مُتَقَرحة و مُتَورمة من كثرة الوقوف ، لا يستطيع الوقوف لفترة طويلة ، رغم ذلك أثناء سماعه نطق كلمة " أبي " لأول مرة من فم ليونارد ، لقد كان شيئاً عاطفياً خرج من فم ليونارد ، عادة لن يقوم بمناداته هكذا إطلاقاً ، مع ذلك جعلت قدمي الإمبراطور تتوقف تلقائياً قبل أن يصل الى السرير ....

..." آه.. أ-أبي؟!"...

^^^تحدث ليونارد باستنكار ، فقد تساءل لماذا توقف الإمبراطور فجأة هكذا ، ولكن المفاجأة الكبرى ، قام الإمبراطور بضمه إليه بقوة ويغرسه تحتَ احضانه ، بينما يردف بضعة كلمات من فمه .^^^

..." كم انتظرت سماع هذه الكلمة منك يا ليونارد! فقد سمئت سماعها من أخوتك الذين لا يفقهون شيئاً! "...

...رفع ليونارد يديه بتردد شديد ، لأنه يبدو أن تصرفات الإمبراطور مريبة الآن ، مما جعل ليونارد مندهشاً جداً ولا يشعر بالراحة ، لكن ... يبدو أنه مُكترث لإبنه أكثر من أي شيء أخر ، لن يمسح لأحد أن يقوم بأخذه حتى لو كانت عائلة ليونارد نفسها ، لا أحد يعلم ان كانت هذه أنانية أم أنه حبُّ شديد من الإمبراطور ، أخذ ليونارد يَربت على ظهر والده برفق ، فمنذ زمن طويل لم يحظى بعناق دافئ من والده الوحيد ، رغم انه كان قاسياً وغلِيظًا جداً معه ....

الجديد

Comments

nermeen Kamal

nermeen Kamal

ده انانى جدا وعنده نرجسيه فظيعة

2024-04-07

2

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon