الفصل الثاني -٢

...فِي بداية فترة الربيع ، و زَوال الشتاء القارس ، في عام 872 من التاريخ الإمبرَاطوري ، تقف امرَأة أمام زجاج نوافِذ قصر ، تفتح جفون عينيها الحمراء المُغلقة ببطء ، كانت تِلك العيون مليئة بلمَعان فَائِض، تُشاهد باستمرار حَديقة القصر في الخارج ، بدأت أزهار الحديقة تَتَفتح وتُزهر ، رَفعت أصابعها النحيلة و ناصعة البياض أمام لَوح زُجاج النافذة البَارد ، ذِكريات مَريرة من تِلك الليلة المُرعبة تَتَدفق في أَعمَاق عَقلها ، تلتقط نفساً قصيراً بينما يمكنها رؤية انعكاسها عبر النافذة ....

...' كم هذا مضحك! أنتَ لم تفكر أن تسأل عن أحوالنا حتى بعد ثَمانِ سَنوات! '...

...بَعد فَترة وَجيزة قطَع حبل أفكَارها أصوَات خَطوات أقَدام مُتمهِلة خلفها ، استَدَارت نَحو مَصدر ذَلك الصوت ، مُقلتي عَينيها الذَّابلة مُتألِقة حِينما تُمعن النَّظر نَحو مَن يَقِف أمَامها ....

..." أمي! لقد أصبحت من فرسان الإمبراطورية مُؤخراً! استطيع حِمايتك الآن! "...

...استمرت بمشاهدة مُقلتي عَينيه الحَمراء المُتلأْلِئة ، أخذت تلمس جانب وجهه ببطء ، ترتسم ابتسامة مشرقة تعلو محياها ، وضع يَده فوق يدها ويشدٌّها بتَريُّث ، بينما يُغمِض عينيه ويتحسَّسها، فتحت شفتيها الورديتين ، بينما تنظر بعمق إليه ....

..." هيه \~ صَغيري! رغم انك لا زلت في عمر الخامسة عشر! "...

...وضع شفتيه الناعمة برقة فوق كف يَدِها ، بينما يشتم رائحة عطرها ، عينيه تدمعان بينما ينظر إليها ، تحدث بهدوء بصوته الأجش والذي بدا هادئاً وعذباً ....

..." فقط لإجلكِ! لأجل تلك السنوات التي زهقت تعباً وفقراً فيها ..! لم ينظُر لكِ أحد حتى والدكِ الدوق هـارفي الذي قام بتركِك! وكنتُ سوى طفلاً صغيراً لا يستطيع مساندتك حتى . "...

...فور سماعها الى هذه الكَلمات ، تَجعل شَفتيها ترتجفان ، لَم تكن تعلم أَن طفلها ليون كَان يفكر كهذا طوال الوقت ، بينما تُحاول اخفاء دُموعها ، تقوم بجذب ليون إليها ، بينما تُعانقه بشدة ، تُردد كلمات بصوتها الأهش بجانب أُذن ليون ....

..." ليو.. أنت الكنز الوحِيد الذي امتلكه في حياتي! "...

...بعد بضعة دقائق ، ترك ليون حضن والدته الدافئ ، كان جسدها يرتعش بقوة ، أدرك أنها تكافح نفسها جاهدة بأن لا تبكي أمامه ، لطالما كانت تتصنع القوة أمامه ، ولكنه.. كان يراقبها دائما ويعلم كم عانت بعد ان تخلى والده لـيونارد عنها ، لم يكن قادراً على مسامحته منذ تلك الليلة السوداء ، كيف له ان يتركهم هكذا؟ ولأي سبب سيكون ؟!...

..." آهه.. أجل ..! أمي هذه بطاقة دعوة للدوقية هارفي! تم ارسال بطاقات دعوة لكل نبلاء الطبقة الإجتماعية في الإمبراطورية ، للحضور إلى حفلات الإمبراطورية التي ستقام بإشراف ولي العهد الذي صَعِد إلى عرش الحكم قبل سنوات في القصر الإمبراطوري."...

...أخذت فايولت بطاقة الدعوة ، استمرت بالنظر إليها ، كان رمز الشعار الذهبي للعائلة الإمبراطورية واضعاً على البطاقة ، على الأرجح سيجبرها الدوق هـارفي على الذهاب الى الحفلات الإمبراطورية ، إن وصل إليه خبر رفضها في الذهاب مرة أخرى الى حفلات الطبقات الإرستقراطية ، تخشى انه سيقوم بسَحب هذا القصر الذي لديها فقط ، ولن يكون لديها إي مكان للذهاب إليه ....

..." آه.. ليو؟! لا تقل لي... "...

...اجابها ليون تحت خجلٍ شديد ، بينما يحاول تغطيه وجهه بيدِه ، لطالما أراد من والدته الذهاب إلى هذه الأماكن ، فقد سئم رؤيتها محاصرة في جدران القصر فقط ، لكن قبل أن يُجيب ليون ، رأت فايوليت رئيس الخدم من قصر هارفي ، بينما يحضر العديد من الصناديق داخل القصر ، على الأرجح متعلقة بالفساتين و المجوهرات والملابس ، تتنهد فايوليت بهدوء ، بينما تحدق نحو ليون ....

..." آهه حسنا .. ! هذا صحيح.. من جلب بطاقة الدعوة رئيس الخدم ألبرت . "...

...لم تعلم فايوليت سبب اصرار الدوق هارفي لذهابها القصر الإمبراطوري ، كلما حانت الفرصة لذلك ، لطالما يفعل اشياء كهذه عندما يتعلق الأمر بالقصر الإمبراطوري ، منذ أن تركها ليونارد في تلك الليلة ، كان يُحاسبها الدُّوق ويقوم بِلَومها دائما لِعَدم مقدرتها الاحتفاظ بهذا الزَّواج ، كلما أتت قصر الدوقية طالبة مساعدته في الأمور المالية ، كانت تستقبلها أوراق مكدسة عليها من قِبَل الدوق ، رغم انه كان أول من يعارضها بشأن الزواج بشخص فقيراً تخلى عنه وَالِداه مثل ليونارد ..!...

..." ألا تعلمين من يكون هذا الشخص البغيض! أيتها الحمقاء ! رغم عيشك معه كل هذا الوقت لم تعلمي! "...

...تِلك الكلمات التي اعتاد الدوق هارفي أن يكرِرَها كلما التقت به في ذكرياتِ فايوليت ، قررت قطع أفكارها بينما تستدير نحو رئيس الخدم ألبرت ، أطلقت فايوليت نبرة مليئة بالغضب و الإستهزاء ، بالطبع! هذا واضح لم تكن راضية بتاتاً بهذا ، لكن يبدو أن الأمر سيكون مختلفاً هذه المرة !...

..." اوه؟! رئيس الخدم ألبرت ! شكراً لعملك الجاد . "...

...انحنى ألبرت بخفة ، يتحدث بتعابير مليئة بفخر شديد للغاية ، كما لو أنه فعل شيئا عظيماً ....

..." إنه من دواعي سروري آنسة فايوليت . "...

...بينما تَحمِل فايوليت ابتسامة مزيفة على شفتيها ، شدَّت قبضتها بإحكام ، مغمضة العينين تُحاول تمالك نفسها ، بحواجب عابسة جدا ، تريد الصراخ وتقطيعه وشتمه بشدة ، لاحظ ليون ذلك ، بينما يقوم بالتربيت على كتفيها بهدوء بابتسامة باهته على وجهه ، يُحاول أن يجعلها تهدأ !...

...' ماذا ؟! بحقك لا تقل هكذا بينما تمتلك هذه التعابير! '...

الجديد

Comments

nermeen Kamal

nermeen Kamal

طيب ليه سابهم
عشان المنصب اكيد او متهدد بيهم

2024-04-04

1

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon