و الآن حانت ساعة الرحيل ، و بعد أن أحزمت أمتعتي ها أنا ذا أركب سيارة الشرطة التي ستأخذني إلى المحكمة و قد سارت بي و خلفنا سيارتان شرطة كحراسة و في منتصف الطريق تعرقلت حركة السيارة و كأنها اصطدمت بشيء ما و بدأتُ أسمع صوت ضجيج كنا في منطقة مزوية من السكان و ما هي إلا ثوانٍ لأسمع صوت طلقات مسدس و لكن يبدو أن المهاجمين كانوا برشاشات ذو كاتم الصوت ، فزع أحد رجال الشرطة يفتح باب السيارة و لعساه كان يود حمايتي و إرسالي مع شرطي آخر إلى مكان يبعد عن الرصاص ، و لكنه سقط جثة هامدة بعد أن أصابت الرصاصة رأسه ، نظرتُ إلى بقية رجال الشرطة الذين أصبحوا جثثاً هامدة و قد كانت جميع الإصابات برؤوسهم و ذكرني هذا الأسلوب بشخصان ! نعم ، ويليام و بلاك !
و بعد أن تم تطهير ساحة المعركة قام المهاجمان بنزع الأقنعة عن وجهيهما و بالفعل كانا ويليام و بلاك و أخذاني بعد ذلك إلى إحدى البنايات المهجورة لأقابل بقية الفريق هناك ، و كان هذا قد أثار شكوكي و ذُعري ! لماذا نحن في بناء مهجور ؟ لماذا لسنا في مقرنا ؟ أيعقل أنه أمر بتصفيتي ؟!
كانت كايو تقف و يدها فوق الأخرى و لكن لم يكن هناك استقبال منها كما فعلت المرة الماضية في حين أن جايون تضع يديها في جيوبها ساندةً ظهرها على الحائط و الآخرين كلٌ منهم يقف في مكان ما دون أسلحتهم ، ليقترب من اللئيم روكي و هو يضغط على أسنانه بغضب و يقوم بلكمي على معدتي حتى أنني تقيأت من تلك اللكمة ثم وجه لي لكمة أخرى على وجهي أسقطتني أرضاً ثم يباشر بركلي و هو يصرخ :
" أيها الغر اللعين ، كم من المرات ستسبب لنا المتاعب ؟ كم مرة سننشغل بك و ننقذك ؟! "
لقد فعل ذلك أمام كايو على الرغم من تهديدها له المرة الماضية و لكن كايو لم تفعل شيء و هو يقوم بضربي سوى المشاهدة ! و بعد أن تلقيتُ كماً من الضربات صرخت قائلة : " روكي ، كفى ! "
و ما أدهشني أكثر بأن روكي قام بإخراج مسدسه من خاصرته موجهه نحو كايو و سرعان ذلك ما قام بلاك و ويليام بتوجيه رشاشاتهم نحو روكي في حين أن كلاً من سونا و لونا و جايو و روبن كانوا قد صدموا من ما فعله روكي و طلبوا منه العودة إلى وعيه أما كايو فكانت تنظر إلى روكي نظرات غريبة لم أفهمها جيداً ، نظرات توحي بالاشمئزاز و الغضب و البرود و الخبث ! لا أعلم ماذا خطر على عقلها في تلك اللحظة و لكن روكي رفض الاستماع لأحد قائلاً :
" هذه المرة لن أسمح لأحد منكم أن يتفوه بشيء و لا حتى كايو ، يجب أن يعلم هذا الصغير أنه لا تهاون في عملنا و أننا لا نقوم باللعب هنا .. سأبرحه ضرباً و بعد ذلك سأعاقبه عقاباً آخر . "
و لكن سونا كانت قد اقتربت نحو فوهة مسدسه حتى أصبحت أمام الفوهة و كايو خلفها و تقوم بتهديد روكي بأنها ستعتبره خارج الفريق إن استمر برفع مسدسه على كايو و ستقتله دون تردد و كانتا يداها في جيبها فأخرجت نصف يدها اليمنى لتُظهر طرف مسدسها لينظر روكي بغضب أكثر و يصفها بالساقطة اللعينة و لكن شجاعتها أرعبته و بثت في قلبه الرعب حيث أنها استطاعت أن تحرف مسدسه بيدها و تضع مسدسها على رأسه مباشرة و تضغط على ذلك الزناد ، و هنا ظهر مدى رعب روكي و ذعره نعم ، كان المسدس فارغ من الرصاص و ابتسمت بخبث حين رأت خوف روكي : " لقد حصلتُ على ما أريد ، انتبه على تصرفاتك روكي .. المرة القادمة سيكون مخزن سلاحي ممتلئ بالرصاص . "
و بعد أن قالت ذلك أخفضت سلاحها و تراجعت للخلف لتتقدم كايو و تبدأ بشرح خطتها التي تنص على موت الرقيب جوني لما يشكله من خطر علينا و قد قامت بتكليفي بتلك المهمة مع سونا و جايون و أمرت أن لا نذهب للمقر اطلاقاً و ستكون لقاءاتنا هنا حتى نُبعد أنظار رجال الشرطة عنا فمن بعد أن سُجنت أصبحت الأنظار على جميع الفريق ..
بالطبع كنا بحاجة لونا لنستطيع تحديد زمان و مكان العملية حيث أنني طلبتُ منها التجسس على الرقيب جوني لنعرف جدوله اليوم و قد فعلت ذلك و علمنا بأن الرقيب جوني سيخرج مع مجموعة من رجال الشرطة عند حلول الساعة السابعة مساءً في جولة بحث أخرى عنيّ ، و قد نُشر على التلفاز خبر تهريبي أو ربما خطفي ! فلا يعلم رجال الصحافة و الشرطة إن كان تم تهريبي أو خطفي ! فحكم القاضي كان أن يتم اطلاق سراحي و لكن بعد أن حدثت عملية التهريب تلك سيُعاد النظر بحكمي إن علموا أنها كانت عملية تهريب حقاً و لستُ مخطوفاً !
و عند حلول الساعة السادسة و النصف مساءً ذهبتُ مع سونا و جايون للمنطقة التي سننشئ بها الكمين كانت طريق الغابة و هي المنطقة التي سيمُر بها جوني مع رجال الشرطة ، طلبتُ من سونا التمركز فوق إحدى شجرات الإيتشو بقناصتها في حين اختبئتُ أنا و جايون خلف إحدى شجرات الساكورا الضخمة ننتظر مرور جوني و بقية أفراد الشرطة و في تلك اللحظة التي كنا ننتظر بها كان الفضول قد انتابني حول معرفتهم بموعد ترحيلي إلى المحكمة و لماذا تم اختيار تلك الطريقة لإخراجي و لم تلجأ كايو إلى محامٍ ، كل هذه الأسئلة كانت تدور في رأسي و أبحث جواباً يجعلني أفهم المغزى من هذا الأمر فسألتُ جايون حول ذلك !
أخبرتني بأنها كانت ترسل لونا كل يوم للتسلل داخل المقر حيث أنها شهدت التحقيقات التي دارت بيني و بين جوني و كانت كل يوم تدلي لكايو بالمعلومات أما الهدف من تهريبي و عدم إخراجي بالطرق القانونية
هو أن التهمة كانت شبه مؤكدة عليّ و توكيل محامٍ من أجلي ربما كان ليلفت الأنظار أكثر حول كايو لأنه هي أيضاً مشتبهٌ بقيامها أعمال غير مشروعة و لذلك بقيت صامتة ما يقارب الأسبوع تنتظر الفرصة المناسبة . و ها هي الساعة السابعة تحل و تقترب سيارات الشرطة من المكان و كنتُ قد وضعتُ قناعي على وجهي أنا و جايون و نصوب أسلحتنا استعداداً للهجوم و بعد أن أصبحت السيارات في مرمى أهدافنا أطلقت سونا رصاصتها من قناصها على سائق السيارة الأمامية لتُصيبه في رأسه و ينحني رأسه على مقود السيارة و بدأت السيارة تتأرجح يميناً و يساراً حتى توقفت قاطعة الطريق على السيارتان الأخريتان و ترجل جميع الرجال من السيارات حتى الرقيب جوني و تقدم نحو السيارة الأمامية يرى صديقه الذي فقد الحياة في حين أن بقية الرجال قد أخرجوا أسلحتهم من خواصرهم يستعدون لأوامر رقيبهم ، في حين كنتُ قد التفت من الجانب الأيمن للشجرة نحوهم و جايون من الجانب الأيسر و صوبنا رشاشاتنا نحوهم و في اللحظة التي انتهى بها الرقيب من فحص الجثة و عودته لرجال بدأنا باطلاق النيران و كانت سونا تمنع من يحاول الاختباء خلف السيارات بإصابته ..
لم يستغرق ذلك سوى ثوان معدودة و كنا قد قضينا على جميع رجال الشرطة و أرديناهم قتلى و بعد ذلك توجهنا ثلاثتنا نحو الهدف نتأكد من أنه قد فارق الحياة لنجده مصاباً بعدة رصاصات في بطنه جالساً على الأرض سانداً ظهره على السيارة و كان يسعل الدماء ، و قد قامت جايون باطلاق الرصاص على رأس كل جثة من رجال الشرطة للتأكد من موتهم و عدم إمكانية نجاة أحد ما في حين قامت سونا بإخراج مسدسها من خاصرتها تقترب نحو جوني لتجثو على ركبتيها و تمسك فكه السفلي بيدها تُقرب وجهه و تقوم بتقبيله ثم تُبعد وجهه ليظهر فمها مُتلطخ بالدماء و تطلق رصاصة على رأسه بعد ذلك ليسقط جثة هامدة ..
لا أعلم لماذا فعلت ذلك ، ربما تعاني من مرض نفسي ! أو أنها مجنونة ! و لعلها تتلذذ بالقتل !
و بعد أن أتممنا المهمة عدنا إلى البناية المهجورة ننتظر قدوم كايو لنرى ما هي بقية التعليمات التي ننتظرها ، لقد تلقينا الكثير من المدح و الثناء من كايو عندما أتت لنجاحنا بالمهمة ثم أجرت بعد ذلك اتصالاً هاتفياً و يبدو أنه مع أحد العملاء في الحكومة اليابانية حتى تُخبرني بعد أن انهت المكالمة أن قضيتي انتهت و سأعود لحياتي الطبيعية ، و عدنا بعد ذلك للمقر كلٌ منهم إلى مكانه و غرفته في حين كنتُ أجلس على سطح المبنى انظر للسماء و اتمنى عودة والداي لتأتي كايو و تجلس بجانبي تنظر للسماء هي الأخرى و قد لاحظت نظرات الحزن و اليأس على وجهي لتقول : " لعلك تتسائل لماذا قُتل والداك ؟ " نعم .. بحق ، دائماً أتسائل حول ذلك و ما الذنب الذي اقترفاه ؟ أود أن أعلم ، و لربما يوم معرفتي لسبب ذلك هو هذا اليوم ! فأحنيتُ رأسي بالايجاب لتتنهد كايو ثم تبتسم و تعاود النظر للسماء في حين كانت تنظر إلي عند سؤالي ..
و بدأت تتحدث عن السبب الذي دفعها لذلك : " في الخامس من ديسمبر قبل عشر سنوات عادت أختي إليّ في إحدى الزقاق المزوية و الضيقة ملابسها ممزقة و هي تبكي ، كنتُ أتجول بعربة صغيرة أبيع من خلالها حساء أوشيروكو تحت تلك الأمطار الغزيزة بينما كانت أختي تبيع أكواباً من الشاي الأخضر ، ننطلق عند الساعة الرابعة مساءً و نفترق نتجول الأزقة و كنا على اتفاق أن نعود عند حلول الساعة التاسعة مساءً عند ذلك الزقاق ، أُشعل النيران بعد انتهاء العمل تحت مستودعات مهجورة لبناية في ذلك الزقاق نتدفئ منها و أضع قبعة صوفية على رأسي ، دائماً ما نعيش ذلك الروتين نجمع بعض الأموال ندفعها في النهاية لصاحب البناية ليمسح لنا أن نجلس في مستودعه المهجور ذاك لنتآوى منه ، و في تلك الليلة تأخرت أختي عن الموعد المحدد للعودة و كان القلق قد انتابني حيث أنه لم يكن من عادتها التأخر و عندما عادت كانت بتلك الحالة المذكورة تجهش بالبكاء ، نهضتُ مسرعة من مكاني أركض نحوها و أضمها بيداي و بدأت أبكي معها أسالها عما حدث ! أخبرتني بأن هناك رجل قذر قد حاول اغتصابها و .. و نجح بذلك و عندما أرتني إياه اليوم التالي كان ذلك الرجل هو والدك ، يرتكب تلك الخطيئة بكل أريحية لا يبالي من عواقبها و قد بدأ الحقد يسيطر عليّ كيف يفعل ذلك بفتاة في الرابعة عشر من عمرها ، رآنا والدك عندما كانت أختي تُريني الرجل الذي قام بالاعتداء عليها و تقدم نحونا و هو يضحك ضحكته القذرة حتى سالت اللعاب من فمه ينظر إلى أختي قائلاً : " هل أعجبك ذلك يا صغيرتي ؟ أحضرتي زبوناً معك يود فعل ذلك ! "
و يبدأ بالقهقهة و قام بالاقتراب من أختي محاولاً أن يقوم بفعلته تلك مجدداً و هي تتراجع ليقوم بمهاجمتها أمامي ! و هي تُبعده عنها و أنا أحاول إبعاده عنها و لكنه كان كالحيوان الهائج ! و دفعني بقوة لأسقط أرضاً و كان يُكتف يدي أختي و عندما رأيت حجراً على الأرض أخذته و ضربتُ مؤخرة رأسه به و جثى على ركبتيه يتألم و أخذتُ أختي و لذذنا بالفرار ، و بعد ذلك الصباح قررتُ تغيير المنطقة التي نبيع و نمكث بها في اليوم التالي ..
و عندما حل اليوم التالي استيقظت و لم أجد أختي ظننتُ أنها ذهبت لبيع الشاي فأخذتُ عربتي أتجول أنا الأخرى و في إحدى الزقاق رأيتُ حشداً من الناس فذهبت أرى قصته ، ' تجهش بالبكاء ' ل.. ل.. لأجد أختي متوفاة حيث أنها قامت يقطع أوردة يدها و حزنتُ كثيراً على ذلك
يبدو أنها لم تستطع تحمل اغتصابها أو ربما لأن هذا حدث أمامي أيضاً ! فقررتُ مغادرة اليابان لأنسى ما حدث معي و سافرتُ أميركا و أصبحتُ أبيع الأوشيروكو في حي الهونغ كونج الصيني و في إحدى الأيام تورطت مع إحدى العصابات التي داهمت الحي و حاولت الهرب منهم إلى أن وجدني روكي و قام بحمايتي من أؤلئك القتلة ..
نعم ، لقد كذبتُ عليك حين قلت أنني كنت أدرس بأميركا ، و بعد أن أصبح روكي معي و لا يفارقني و ازدادت الصداقة بيننا مع مرور الأيام قام بإعطائي سلاحاً أحمي به نفسي لأن أميركا بلد يكثر فيه القتل و سفك الدماء و الخطف و بعد أن أصبح ذلك السلاح معي بدأت تراودني الكوابيس و أتذكر أختي و كأنها تقول لي انتقمي كايو !
و بدأ ضميري بتأنيبي و أصبحتُ لا أستطيع النوم بسبب تلك الأحلام فقررتُ العودة لليابان و أخبرتُ روكي بذلك فأصرر على الذهاب معي و قال بأننا أصبحنا روحاً واحدة الآن و كأنني فرد من أفراد عائلته و ذهبنا إلى اليابان لأثأر لأختي حتى حدث ما رأيته أنت تلك الليلة ، لقد أخذتُ ثأر أختي و بدأت أشعر بعد ذلك بارتياح شديد و كأنها رقدت بسلام لا أعُد ذلك خطيئة ارتكبتها بل هو قصاص و هذا مؤكد في عقيدتنا ، قتل روكي والدتك و لم أكن أريد ذلك و لعلك تتذكر أنني تأخرتُ بدخول البيت بعد أن دخل روكي و ذلك لأنني أصبتُ بالجمود عندئذ فكنت فقط سأفقدها الوعي و لكنه تصرف دون العودة لي و عندما رأيتُك لم أشأ أن تموت أو تكون وحيداً فأخذتُك لأعتني بك . "
" و لكنك جعلتي مني قاتلاً بدل أن تعتني بي ! ارتكبت هذه الخطيئة بفضلك ! "
قلتُ هذا دون أن أدرك ما أتفوه بي من صدمتي لما سمعته عن ماضيها المحزن لتنظر كايو إليّ و كانت قد توقفت عن البكاء تبرر فعلها لذلك و قساوتها معي خوفاً من أن اتركها يوماً ما و لجأت لتلك الطرق لأبقى بجانبها إجبارياً و قد عاودت البكاء و تحتضنني واعدة بأنها ستساعدني للتكفير عن خطيئتي هذه ، كايو التي تبلغ من العمر خمسة و عشرون عاماً الفتاة القوية القاسية التي لم أرآها بهذه الحالة من قبل و ربما لكنتُ أمقتها قليلاً في بعض الأحيان .. أتعاطف معها الآن و أحتضنها أنا أيضاً فماضيها كان قاسياً لم أعرف أنها عاشت تلك الأيام هي بحاجة للدفء و الحنان يجب أن تعوض الأيام السيئة التي عاشتها و ربما تجد ذلك الدفء معي و لهذا كانت تفعل ذلك حتى أبقى معها ، إنني أصدق كل كلمة باحت بها حول ماضي أبي ، فهو كان سيء المعاملة معي و مع والدتي و لن أستغرب أنه فعل ذلك مع كايو و شقيقتها و ما زالت كايو تعد نفسها أنها لم ترتكب خطيئة القتل فهي منذ أن دخلت عالم تجارة الأسلحة تتعرض للمخاطر و الاستهدافات من طرف رجال العصابات و تعتبر قتلهم دفاع عن النفس و ليس جريمة و هذا من حقها ! ، و لعلي فهمتُ أيضاً سبب بُغض الكريه روكي لي إن كان لديه بعض المشاعر حقاً تجاه كايو ! ربما يشعر بمشاعر كايو نحوي و يغتاظ من ذلك !
و لكنه لا يعلم بأن الغيرة في الحب كالماء للوردة ، قليلها ينعش وكثيرها يقتل !
...يتبع ......
Comments
♡اوتاكو ✿ الارمي♡
مر حلووووو🖤
2024-01-27
1
Cosette the Iraqi
يجنن
2024-01-06
1