"استرخي." قدم ريغان كأس ماء لأزاليا، آملاً أن تهدأ قليلًا بفضله.
شربت أزاليا قليلًا من الماء ثم مدت الكأس مرة أخرى إلى ريغان.
"الآن احكي، لماذا تبكين هكذا؟" سأل ريغان وهو جالس أمام أزاليا.
ما زالت على المائدة ذاتها، تحاول أزاليا أن تهدأ. أخذ ريغان مكان آلان الذي كان جالسًا من قبل، محدقًا في أزاليا بجدية.
"أبو التوأم جاء، يعرف أني أتيت لزيارة إلويز في المستشفى."
"ماذا؟! هل شك في خطتك؟!" صرخ ريغان.
كان ريغان على علم بخطة أزاليا. وأخيرًا شرحت المرأة الحقيقة وخطتها أيضًا. كان أولي الصدمة لريغان، لكنه ظل يشجع أزاليا. رغم أنها لم ترغب في الكشف عن هوية أب التوأم.
"لا، إنما .. لدي اتفاق معه. ببساطة، لا يحق لي زيارة ابني الذي معه. لكني نقضتها،" قالت أزاليا.
"إلويز ابنك! حتى وإن كنتما منفصلين، لا يحق له فعل ذلك!" انفعل ريغان.
"ريغان، لدي مشكلات معقدة لا أستطيع شرحها لك بالتفصيل. لكن عليك أن تعرف شيئًا واحدًا، بسبب آلان استطعت الإفلات من مصيدة شخص ما. لقد أنقذني، ويجب أن يكون ثمن لذلك كله."
صمت ريغان، وهو يتأمل معنى كلام أزاليا عن آلان. "تقصدين... أنه طلب طفلًا كثمن لمساعدته، أليس كذلك؟"
أومأت أزاليا بالاستسلام، فقد كانت تلك قصتها حتى تزوجت آلان. لم تعد قادرة على إخفاء شيء من ريغان، على الأقل كان بإمكانها التخفيف من عبء قلبها.
"إنه حقاً رجل بلا قلب! على حق أنت بالانفصال عنه. لماذا ترفضين مساعدتي دائمًا؟ يمكنني دفع تكاليف علاج إلويز، لماذا يجب أن تخاطري بهذه الطريقة الجنونية؟" غضب ريغان.
"لا أريد أن أثقل عليك." شرحت أزاليا.
تنهد ريغان بخفة، لم يكن يعني شيئًا آخر. أراد فقط مساعدة أزاليا، لا غير.
"أزاليا..."
"ريغان، لا تتوقع مني أكثر من ذلك. صدقني، لا زلت مصدومة من الزواج. من الصعب علي تضميد جراحي. أخاف، حياتي معقدة للغاية. من الأفضل لك أن تجد امرأة أخرى، وتتركني، حياتي ليست براقة مثلك." قالت أزاليا بهمس، نظرتها تتوسل إلى ريغان.
"لكني أحبك، أنت تعلمين ذلك، أليس كذلك؟" أصر ريغان.
"أعرف، ولذلك أنس تلك المشاعر. ما زلت تستحق فتاة وليس امرأة مثلي مطلقة من زوجها. فكر بوالديك، بمستقبلك، لا أستحقك يا ريغان. الفجوة بيننا كبيرة جدًا."
انحنى ريغان بحزن، كلمات أزاليا جرحته. كان صادقًا معها، وكان مستعدًا للانتظار حتى تفتح قلبها مرة أخرى.
"عد إلى بيتك، أنا بخير. شكرًا لك على كرمك. من الأفضل أن نكون أصدقاء فقط، أحب صداقتك يا ريغان. أنت رجل طيب." قالت أزاليا.
رفع ريغان وجهه، بدا محياه باهتًا وحزينًا. "لا توجد صداقة بين رجل وامرأة يا ليا، أنا أحبك. سأنتظر حتى تفتحين قلبك، مستعد لخسارة أي شيء ولكن ليس حبي."
"ريغان..." همست أزاليا، متفاجئة بما قاله ريغان.
...
في مكتبه، كان آلان جالسًا على كرسيه الكبير وهو يحلم بعيدًا. كان يطرق بإصبعه السبابة على الطاولة، وهو يفكر في الأحداث السابقة.
"من هذا الرجل؟ هل هو عشيق أزاليا؟ أم هو أب للطفل الثاني لأزاليا؟ آه، لماذا أنا فضولي هكذا! يمكنها أن تنجب أطفالًا من أي رجل، لا علاقة لي بذلك." تمتم آلان.
"لكن..."
توجه آلان لفتح درج مكتبه، ورأى ملفًا أزرق هناك. أخذه وفتحه. كانت أوراق طلاقه من أزاليا، الأوراق التي وقعت عليها أزاليا قبل أن تغادر مع إلويز.
مرّت يد آلان عبر الأوراق، حتى توقفت أصابعه عند اسمه الموجود بجوار اسم أزاليا الذي وقعت عليه المرأة. لكن الغريب أنه لم يكن هناك أي توقيع على اسم آلان كالطرف المدعي. بمعنى آخر، لم يوقع آلان بعد.
"حتى الآن، لم أقدم الأوراق للمحكمة. ولم أوقع عليها. لماذا؟ ماذا هناك بي؟ لماذا أشعر بالشك حول مشاعري؟ أكره النساء، أكرههن. أريد التخلص من أزاليا، ولكن لماذا... لماذا يبدو أنني غير قادر على تقديم هذه الورقة فقط للمحكمة." همس آلان.
تذكر آلان مرة أخرى الرجل الذي كان يضم أزاليا. ولسبب ما، خمن أن الرجل هو عشيق أزاليا.
"قال الطبيب إن أزاليا تنتظر ابنها المريض. هل يمكن أن يكون ذلك الرجل هو أب الطفل الثاني؟" فكر آلان. تفكيره هذا جعله يشعر بالغضب من جديد.
فجأة، أخذ آلان القلم الذي كان يحمله في جيب بدلته، ثم بادر في التوقيع على ورقة الطلاق بيد مرتعشة قليلًا.
كلك!
"سيدي، أود..."
"كندريك، اعتني بقضية طلاقي. قدم هذه الأوراق إلى المحكمة، وأنه كل شيء." قاطعه آلان، مُسلّمًا الورقة إلى كندريك الذي وصل للتو.
تجمد كندريك وهو ينظر بدهشة، سارع إلى فتح الملف ولاحظ خطأً فيه.
"سيدي، ألم تطلق السيدة أزاليا بعد؟!" صاح كندريك.
"قم بعملك، لا تسأل كثيرًا!" صرخ آلان.
أومأ كندريك بثبات وغادر في عجلة، تاركًا آلان يجذب شعره بيأس، في غمرة العواطف التي تتملكه. يريد أن يغضب على كل من يقابله.
"تلك المرأة تحتاج فقط إلى المال، بعد أن أنجبت لي طفلاً. بحثت عن رجل آخر يحتاج إلى خدماتها. نعم، النساء لا يمكن الوثوق بهن. يمكنهن فقط جرح الرجال بدموعهن. النساء دائمًا ماهرات في تمثيل دراما الحياة." همس آلان، مع أنفاس متسارعة ومكبوت يظهر غير مستقر.
أما كندريك، فنظر مصدومًا إلى ورقة الطلاق. كان حائرًا، متأكدًا أن سيده وقع في حب زوجته. ولكن، الأنا والكراهية سيطرت على حبه.
"ما العمل؟ إذا طلقها وندم، لن يستطيعان العودة معًا. يا له من حيرة، ماذا يجب أن أفعل." فكر كندريك.
"أعرف! دعني أتناول الغداء أولاً، فالتفكير في هذه الأمور لن يخلصني من شيء!" تذمّر كندريك، وأخيرًا قام بالخروج من المكتب للبحث عن غداء وهو يفكر في ما يجب أن يفعل.
...
مساء نفس اليوم، شعرت إلويز بالملل وهي وحدها في غرفة نومها بالمشفى. لم يعد آلان بعد، مما جعل إلويز تشعر بالإحباط. الوقت كان يقترب من التاسعة مساءً. ورغم أن آلان أعطاها جهاز الآيباد لكي لا تشعر بالملل، فإن إلويز التي اعتادت اللعب بدون أجهزة إلكترونية شعرت بالملل كذلك.
"أين هو الآن، ربما نسي أن له طفلة. لماذا تأخر، يا للإزعاج." تمتمت إلويز.
ما زالت ترتدي خرطوم الأكسجين مثل اليوم السابق. لم يزل الأطباء عنها بعد لأن تنفس إلويز ما زال يبدو صعبًا.
كلك!
"آه، في النهاية عاد!" صاحت إلويز.
تغيّرت تعابير وجه إلويز من الضيق إلى الحيرة. ظهر آلان وهو يبدو منهكًا. كان شعره مشعثًا ولم يكن يرتدي السترة بعد الآن. حتى قميصه كان خارج البنطال.
"أبي." همست إلويز.
نظر آلان إلى إلويز للحظة، وضع حقيبته وسترته على الأريكة ثم استلقى دون أن يخلع حذاءه. وضع ذراعه الأيمن على جبهته ليحجب ضوء المصباح عن عينيه، وسرعان ما سمعت أصوات شخير خفيفة.
"ما الذي حصل له؟ غريب أنه ذهب للنوم مباشرةً، عادة يعمل حتى وقت متأخر من الليل." تمتمت إلويز.
____
لا تنسوا دعمكم
شكرًا جزيلًا على دعمكم 🥰🥰
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
115تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments