10 الفصل

نظرت بي ساري إلى إيلويز التي كانت تجلس متكورة في زاوية الغرفة. كانت الطفلة تشعر بالخوف، وعيناها تحدقان في هاتف ألان المحطم الذي كان يقبع ليس ببعيد.

"دين"، نادت بي ساري متقدمة نحو إيلويز.

وبحضور بي ساري، نهضت إيلويز وعانقتها معلنةً شيئاً جعل بي ساري تفاجأ.

"إيل تريد العودة! تريد البقاء مع أمها فقط! والدي قاسٍ! كما قالت لكسي، والدي قاسٍ! أنا خائفة، أريد البقاء مع أمها فقط!!"

تجهمت بي ساري، عاجزةً عن التفكير أمام صغيرتها التي كانت تحتضنها بقوة. ما تحدثت عنه إيلويز أصابها بالصمت وأوقعها في دوامة تفكير.

"ربما السيد ليكسي ما زال يعاني من صداع، بعدما أحضروه إلى المنزل رغماً عنه من المستشفى. يجب أن يكون رأسه لا يزال يؤلمه"، تفكر بي ساري.

"وكذلك السيد، كيف يٌقدر على إعادة طفله إلى المنزل بهذه السرعة. وهو لم يعِ بعد"، تتذمر بي ساري في نفسها.

حاولت بي ساري فك العناق الشديد الذي ربط إيلويز بقدميها، ولكن الطفلة أجهشت بالبكاء.

"خذوني إلى أمي! لا أريد البقاء هنا!! لا أريد البقاء هنا!!"، صرخت إيلويز.

"دين، استمعي إلى بي ساري أولاً! لا يجوز لكِ التصرف هكذا، هيا تعالي إلى هنا لألبسك ملابسك، وإلا ستبردين"، تُلح بي ساري.

هدأت إيلويز ومسحت دموعها التي انهمرت على وجنتيها. جذبتها بي ساري بيدها الصغيرة نحو الخزانة واختارت لها ملابس.

"هاك، تعالي لألبسك هذه"، استجابت إيلويز لبي ساري التي تلبسها.

بعد ذلك، أخذت بي ساري إيلويز إلى السرير. جلستها على حافته، ثم أمسكت بصندوق الأدوية وجلست بجانبها.

"هاك، دعي بي ساري تعالجك". لم تدرك إيلويز أن بي ساري فتحت ضمادتها؛ كانت الطفلة مشغولة بالخوف ونسيت توجيهات أمها.

لكن بي ساري لم تلاحظ أنه لا توجد جروح في جبين إيلويز. بدلاً من ذلك، فتحت صندوق الأدوية وأمسكت بالدواء الأحمر، ثم صبت الدواء على القطن. وعندما استعدت لتطبيقه على جرح إيلويز، توقفت يدها فجأة.

"أين الجرح؟!"، صرخت بي ساري.

إدركت إيلويز الأمر، فغطت جبهتها وابتعدت عن بي ساري. بدت وجهها مليئًا بالهلع؛ كادت تجهش بالبكاء مجددًا.

"دين، لماذا... لماذا لا توجد آثار للخياطة؟ كما قال والدك، أنكِ خُيطتِ. أين الخياطة؟"، تحار بي ساري.

صمتت إيلويز وانحنت رأسها. وعند رؤية ذلك، شعرت بي ساري بأن هناك شيئا غير طبيعي. تذكرت ما قالته إيلويز عندما دخلت.

"إيل تريد العودة! إيل تريد البقاء مع أمها فقط! والدي قاسٍ! كما قالت لكسي، والدي قاسٍ! أنا خائفة، أريد البقاء مع أمها فقط!!"

"خذوني إلى أمي! لا أريد البقاء هنا!! لا أريد البقاء هنا!!"

اتسعت عينا بي ساري وارتعش جسدها. نظرت إلى إيلويز التي كانت تبتعد بهدوء.

"لا تقولي لأبي... لا تخبري أبي"، بكت إيلويز.

شعرت بي ساري بالسوء، وحاولت التحكم في دهشتها. ثم اقتربت من إيلويز مرة أخرى وأمسكت بيدها الصغيرة.

"من أنتِ؟" سألت بي ساري، لأنها أدركت أن إيلويز ليست أليكسكس.

"إيل، إيلويز. بنت أم أجاليا. أمي هي من أتت بي إلى هنا، ولكسي مع أمي... لا تخبري أبي. لا أريد الانفصال عن أمي. قالت أمي، إذا تعافيت، ستعيد لكسي إلى هنا"، بكت إيلويز.

"أزاليا." همست بي ساري بصوت مرتعش، حتى عيناها ملأتهما الدموع.

قفزت بي ساري إلى أقدامها بسرعة، ثم أغلقت الباب خشية من أن يسمعها أحد. بعد رحيل أزاليا، لم يجوز لأحد التحدث عن أزاليا في ذلك المنزل. كانت تخشى أن يستمع إليها أحد ويبلغ ذلك إلى ألان.

"لا تخافي، بي ساري تعرف من هي أمك"، ردت بي ساري وهي تعود للجلوس بجانب إيلويز.

"بي ساري تعرفها؟"، بدأت إيلويز تخفف من بكائها.

"نعم، أعرفها. أنا من كنت أعتني بأمك عندما كانت حاملاً... انتظري. إذاً أنتِ وأليكسكس توأم؟!"

أومأت إيلويز برأسها بهدوء، "هكذا قالت أمي، لا أعرف عن وجود توأم. لم ألتق به، ولكني التقيت به مؤخرًا". شرحت إيلويز.

وضعت بي ساري يدها على فمها، وشعرت بالسعادة في قلبها. تشعر بالفرح الشديد لأن زيفا، التي كانت تعتبرها كابنتها، لديها توأم. كانت تتوق للقاء أزاليا، وهي في غاية الشوق لذلك.

"أين كنتما تعيشان طوال هذا الوقت؟"، سألت بي ساري بحماس.

"هم؟ كنا نعيش في مدينة صغيرة، لقد نسيت اسمها. ثم صرت مريضة. لذا انتقلت أمي إلى المدينة هنا."، أجابت إيلويز.

"مريضة؟" تغيرت تعابير وجه بي ساري.

"نعم، هاهو. مرض الكلى."، أشارت إيلويز إلى بطنها.

حاولت بي ساري فهم ما تشير إليه إيلويز، لأن كثير من الأعضاء توجد في البطن. فأي أعضاء تعني هذه الطفلة؟

"المعدة؟"، سألت بي ساري.

"لا! ليست ذلك! هناك اثنتان، وكلتاهما مرضتان. لقد قمت بالغسيل الكلوي مرات عديدة، قالت أمي أن عليها استبدالهما بأعضاء جديدة."

أسدلت بي ساري يدها على فمها، ونظرت إلى إيلويز بعيون دامعة. أدركت دموعها أنها فهمت ما تعنيه إيلويز.

"هل تعانين من الفشل الكلوي؟"، سألت بي ساري بصوت مرتعش.

"نعم!" صاحت إيلويز.

عانقت بي ساري الطفلة، وانهمرت دموعها. عاهدت نفسها على أن تحمي هذه الكائن الصغير الذي في أحضانها.

"أنتِ شجاعة جداً، يا طفلتي."، همست بي ساري.

ذهب آلان إلى مكتبه، دخل إلى غرفته ووجد كندريك وأحد موظفي تكنولوجيا المعلومات في انتظاره. جلس على مقعده الكبير واقترب منه كندريك وفي يده جهاز كمبيوتر محمول.

"تفضل يا سيدي، انظر! لقد تمكنا من الحصول على تسجيلات كاميرات المراقبة في المستشفى. هنا تظهر السيدة أزاليا وهي تتحدث مع الطبيب أمام غرفة الطوارئ بينما كان ابنك يُعالج. بعدها، تبعت الطبيب بهدف التبرع بدمائها للصغير. سُمح للسيدة أزاليا بالتبرع لأن فصائل الدم تطابقت"، شرح كندريك.

اقترب آلان من الكمبيوتر المحمول وتحرك باللمس ليرى إلى أين ذهبت أزاليا بعد ذلك.

"هل صعدت إلى الطابق الثالث؟"، سأل آلان.

"نعم، يا سيدي. حاول أن تتذكر ما قاله الطبيب أمس. ربما قال شيئاً لك عن المتبرع."

انقبض جبين آلان، وتذكر ما قاله الطبيب الذي حذف اسم أزاليا من حديثه.

"ابن المتبرع يُعالج هنا"."

"قال الطبيب فقط إن ابن المتبرع يُعالج هناك. ابن؟ هل تزوجت أزاليا مرةً أخرى."، فكر آلان، وكأنه يحارب بين قلبه وعقله.

"ما يهمني إذا تزوجت مرة أخرى؟ ولو حدث، لن تكون قريبة من ابني. لكن... كيف من الممكن أن تتزوج مجدداً."، تفكر عقله، ولكن قلبه لم يقبل الأمر.

أسرع آلان بتقديم التسجيل حتى توقف عند مشهد عودة أزاليا لغرفة ابنها وهي تحمل طفلاً.

زُوم آلان الصورة، وعرف أن من تحمله أزاليا هو ابنه. ازداد غضب آلان، وامتلكته العواطف فجأة.

بَرَك!

ضرب آلان الطاولة واقفاً على قدميه بعينين حادتين تنظران إلى الأمام.

"الجُرأة! لقد تجرأت على الظهور أمام ابني دون إذني!!!"، هتف آلان. والتفت نظره إلى كندريك الذي بدا متوتراً الآن.

"كندريك! ابحث عن مكانها، سأعطيها تحذيراً أخيراً لتبتعد عن المدينة!!"، هدر آلان.

أسرع آلان بعيدًا، وتبعه كندريك. بينما كان قسم تكنولوجيا المعلومات في الخدمة، كان لا يزال هناك للحصول على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به الذي كان على مكتب رئيسه. ثم لمست يده لوحة اللمس عن طريق الخطأ، مما أدى إلى تشغيل التسجيل مرة أخرى.

حيث شوهدت أزاليا واقفة هناك تراقب آلان يغادر، ويأخذ إلويز إلى غرفة العلاج، بينما خلف أزاليا كان هناك أليكسيكس الذي كان يقف ليس بعيدًا عنها. ومع ذلك، للأسف. تجاهل صاحب الكمبيوتر المحمول التسجيل وأغلق جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بدلاً من ذلك.