5 الفصل

أتمنى أن يتعافى ابنك سريعًا، أشاطرك الأسى." قال الطبيب بصدق.

أومأت أزاليا برأسها، وودعته مستعدة للذهاب. كانت رأسها يؤلمها قليلًا بسبب سحب الدم الذي خضعت له للتو، ولكنها لم تمانع ذلك، إذ كل ما يهمها هو لقاء ابنها.

وصلت أزاليا إلى غرفة الإقامة، حيث كانت على وشك الضغط على مقبض الباب، لكن الطبيب نادى على اسمها.

"سيدة أزاليا! هل يمكننا التحدث قليلًا؟ إنه بخصوص حالة ابنك."

نظرت أزاليا إلى الباب، ثم قررت التوقف والإيماء برأسها موافقة. لا بأس إذا تأخرت قليلًا عن لقاء ابنها. كانت في الواقع متشوقة لسماع ما سيقوله الطبيب.

جلست أزاليا أمام الطبيب في غرفته، منصتة إلى ما يقوله بتركيز شديد.

"الفشل الكلوي الذي يعاني منه ابنك يزداد سوءًا. سنقوم بزيادة جلسات غسيل الكلى، من مرتين في الأسبوع إلى ثلاث مرات. إذا تأخر الطفل عن حضور جلسات الغسيل، قد يعاني من مشاكل في التنفس وحتى فقدان الوعي والموت. لذا، أرجوك، بمجرد أن يسمح لكم بالعودة إلى المنزل، تأكدي من متابعة جلسات الغسيل بانتظام، كي لا تتدهور وظائف الكلى أكثر."

انهمرت الدموع من عيني أزاليا وهي تستوعب أن ابنها يقف على حافة الموت. كيف لابنها أن يعاني من مثل هذا الألم؟

وبالرغم من أن عملها الوحيد الآن هو كحارسة متجر، إلا أنها ممتنة على الأقل لقدرتها على توفير الطعام لابنها، ولكنها لا تعلم كيف ستتحمل تكلفة علاجه المتزايدة الثمن.

"دكتور، ألا يمكن أن تكون جلسة واحدة فقط في الأسبوع؟ لقد... لقد أصبحت غير قادرة على دفع ثمن العلاج. حتى نفقات حياتنا اليومية أصبحت شحيحة، حتى أنني قد بعت منزلي من أجل تكاليف علاجه. الآن ليس لدي ما أدفع به." قالت أزاليا بهمس والدموع تملأ عينيها.

زفر الطبيب بحزن، كان هو الطبيب المشرف على علاج ابن أزاليا طوال الأشهر الماضية. كان يعلم بصعوباتها المالية، وقد رآها مرارًا وهي تشرب الماء بكثرة لتسكت جوعها.

"أنا آسفة، سيدتي، لكن حالة الكلى ستتدهور أكثر. أخشى أن يسوء حال ابنك ولن ينجو. نحن هنا نحاول مساعدة ابنك" قال الطبيب بأسى.

"إلى متى دكتور؟ متى سيتعافى ابني؟" بكت أزاليا، لم تعد قادرة على كبح الألم المتأجج في صدرها، وهطلت الدموع من عينيها دون توقف.

"حتى يخضع ابنك لعملية زرع الكلى."

ضاقت أنفاس أزاليا، وشعرت بألم شديد يخترق قلبها عندما أخبرها الطبيب أن ابنها لن يتعافى حتى يجد متبرعًا بكلى. كانت تعلم تكلفة الكلى والعملية الجراحية. حتى لو عملت أزاليا لعام كامل، فلن تتمكن من دفع ثمن الكلى وتكاليف العملية.

"ألا يمكن الاكتفاء بالعلاج فقط يا دكتور؟" سألت أزاليا بنظرة ملؤها الأمل.

هز الطبيب رأسه بحزن "آسف، لكن ابنك سيبقى هكذا حتى يحصل على تبرع بكلى. بل إن حياته ستكون في خطر إذا لم يخضع لعملية الزرع الكلوي بشكل عاجل."

أجابة الطبيب جعلت أزاليا تشعر بالضعف والوهن. لم تكن مستعدة لخسارة ابنها. فبالنسبة لها، كان إلويز جزءًا من روحها. بدون إلويز، لم تكن أزاليا تستطيع تصور حياتها.

"إيل." همست أزاليا ودموعها تنهمر بغزارة.

...

ركض آلان في ممرات المستشفى، مسرعًا نحو غرفة الطوارئ. رأى ثلاثة حراس شخصيين ينتظرون أمام الغرفة.

"ما حال ابني؟!" سأل آلان وهو يلهث.

"السيد أليكسيس يُعالج الآن من قبل الأطباء، كان في حاجة إلى تبرع بالدم، ولكن المستشفى كانت بلا مخزون. وبعد إخباركم بأنكم ستتأخرون بسبب الازدحام، طلبنا من الطبيب العثور على بعض الدم. ولكن قبل ذلك، جاءت امرأة غريبة وعرضت دمها للتبرع."

"ماذا؟ امرأة؟ من هي؟" استغرب آلان.

هز الحراس رؤوسهم "لا نعلم، ربما يعرف الطبيب هوية تلك المرأة. يمكنك سؤاله، كل ما نعرفه أنها كانت امرأة جميلة."

أثار تعليق الحراس فضول آلان، من كانت المرأة التي كانت على استعداد للتبرع بدمها من أجل ابنه؟

"ربما سوف تطلب شيئًا في المقابل مني." فكر آلان.

انقر الباب يفتح، وبسرعة اقترب آلان مع عدم قدرته على الصبر لسؤال حالة ابنه.

"كيف حال ابني؟ قال لي حرسي الشخصي بأن ابني كان في حاجة إلى دم. هل جروحه خطيرة؟" قال آلان بقلق.

"بما أنك والد المريض، هل ترافقني إلى غرفتي؟ سأشرح لك بالتفصيل ما حدث مع ابنك." دعاه الطبيب.

أومأ آلان موافقًا وأشار إلى حراسه الشخصيين بالبقاء في مكانهم.

"إذًا، كيف هي حالة ابني يا دكتور؟" سأل آلان.

أعطى الطبيب آلان تقرير الأشعة في الوقت الذي كان يشرح فيه ما حدث لابنه.

"إنه يعاني من كسر في قاع جمجمته، ولكن لا داعي للقلق. يمكن أن يأخذ الكسر بالتحسن، وأنصحك... لا تسمح بأن يُصاب رأس المريض بأي شيء خلال فترة الشفاء. إذ قد يكون له عواقب وخيمة على حالته الصحية في المستقبل."

أومأ آلان فاهمًا وأعاد التقرير إلى الغلاف البني. كان يعتقد أن حالة ابنه ليست خطيرة. لحسن الحظ، كان الكسر الذي حدث مجرد كسر بسيط. بعد هذا الحادث، فكر آلان في زيادة الحراسة حول ابنه.

"دكتور، هل كانت هناك امرأة قامت بالتبرع بدمها لابني؟"

الطبيب الذي كان ينظر نحو شاشة الكمبيوتر تحول نظره فجأة وتذكر أزاليا، المرأة التي تبرعت بالدم لمريضه.

"أوه نعم، كانت هناك امرأة لقد ساعدت ابنك يا سيد. قدمت لها الشكر بالفعل." أجاب الطبيب.

"أين هي تلك المرأة؟ أرغب بلقائها." سأل آلان مجددًا.

"تلك المرأة قد رحلت، لم ترغب بأن تعرفوا هويتها. ولذلك أخفيت بياناتها. أعتذر، ولكن هذا جزء من واجبي كطبيب في الحفاظ على خصوصية بيانات المرضى." جعلته هذه الكلمات يشعر بالحيرة.

"هل أنت متأكد يا دكتور؟" شك آلان.

"بلى، قد غادرت على وجه السرعة. لأن ابنها ذاته يتلقى العلاج هنا."

صمت آلان، من تلك المرأة التي لم تستغل الفرصة للحصول على المال؟ فعادة ما يطلب الأشخاص الذين يساعدونه شيئًا في المقابل.

"في هذه الحالة، أعذرني." ودع آلان.

عاد آلان إلى غرفة الطوارئ، حيث كان كندريك ينتظره. اقترب منه مساعده على الفور.

"سيدي، لقد توليت نقل غرفة السيد الصغير. هل يوجد شيء آخر يجب عليّ فعله؟" سأل كندريك.

"اكتشف من هو الشخص الذي تبرع بالدم لابني، فأنا متخوف من أن يكون لديها خطط خبيثة قد تعود لتنقض عليّ." أمر آلان.

...

انقر الباب يفتح!

دخلت أزاليا إلى غرفة ابنها حيث فتحت الباب. انفطر قلبها لرؤية ابنها نائمًا بهدوء واحتضانه لدميته البالية. توجد أنبوبة أكسجين تساعده على التنفس في أنفه الصغير.

أخذت أزاليا نفسًا عميقًا وزفرت. وبعد أن أغلقت الباب خلفها، اقتربت من سرير ابنها. استقرت على الكرسي بجوار السرير محدقة بابنها جازمة.

"سامحيني حبيبي، سامحيني. كان عليك أن تتحمل هذا الألم وأنت في هذا السن الصغير. إن كان بإمكاني، لتحملت الأمك بدلًا عنك." لم تستطع أزاليا سوى الهمس في قلبها بينما استمرت دموعها بالتدفق على خديها.