الرجل لذي يقودهم

---

- كل من وجه نور وكريم وجاسر وكاني يحدقون في الرجل الذي خرج من بين صفوف الزومبي. أصوات الأنين تتلاشى تدريجيًا حتى لا يبقى سوى صوت خطواته وهو يقترب، كل خطوة تترك صدى معدني غريب على الأرض.

الجو كان مشحونًا بالكهرباء. رائحة الدم والدخان امتزجت في الهواء، والسماء فوق الجامعة بدت وكأنها تتوهج بلون أحمر غامق من انعكاس النيران المشتعلة في المباني.

الرجل كان طويل القامة، جسده متين، بشرته شاحبة لكن عينيه فيهما بريق بشري مخيف. ابتسم ابتسامة بطيئة، وكأنه يستمتع برؤيتهم متجمدين من الخوف.

الرجل (بصوت هادئ لكنه مسموع):

"ما توقعت ألاقيكم أحياء… حتى الآن."

نور شعرت بقشعريرة تسري في عمودها الفقري.

نور (بتردد):

"أنت… أنت مش زيهم."

الرجل:

"كنت مثلهم… لكني تجاوزت المرحلة."

كاني (ساخر لكن صوته مرتعش):

"تجاوزت؟ إيش يعني؟ سويت ترقية؟"

ابتسامة الرجل اتسعت:

"يعني إني أقدر أتحكم فيهم… وأقدر أتحكم فيكم لو أردت."

---

فجأة، أشار الرجل بيده إشارة صغيرة، فتحركت مجموعة الزومبي حوله ببطء لتشكل دائرة شبه مغلقة على المجموعة.

كريم همس:

"إذا استنينا هنا… إحنا انتهينا."

جاسر بدأ يراقب الفجوات بين الزومبي:

"هناك… بين الاثنين اللي واقفين عند العمود، ممكن نعدي إذا ركضنا."

نور أومأت بسرعة، وفجأة صرخت:

"الآن!"

انطلقت المجموعة نحو الفتحة، الزومبي حاولوا إغلاقها لكن كانوا بطيئين جزء من الثانية. اندفعوا وسطهم، يدان باردتان أمسكتا بحقيبة نور لكنها تخلصت منها وواصلت الجري.

---

دخلوا مبنى العلوم من الباب الجانبي، وأغلق كريم الباب خلفهم بقطعة خشب مكسورة.

الداخل كان مضاءً بضوء طوارئ أحمر، الظلال تتحرك على الجدران كأشباح.

كان هناك صوت تسريب غاز خافت في الخلف، ورائحة كيميائية خانقة.

كاني (يلتقط أنفاسه):

"إحنا ما نقدر نستمر كذا… لازم نلاقي طريقة نوقفهم."

نور:

"نتوقف لما نكون في أمان… إذا فيه شي اسمه أمان."

لكن قبل أن يكملوا، سمعوا صوت خطوات ثقيلة تقترب ببطء من الممر.

كريم (بهمس):

"هو… تبعهم!"

---

الرجل الغامض ظهر عند مدخل الممر، يده مغطاة بالدم، وابتسامته لم تختفِ.

الرجل:

"تركتم حقيبتك يا نور… فيها أشياء مهمة."

نور شعرت بالارتباك، كيف يعرف اسمها؟

نور:

"إيش أنت بالضبط؟"

الرجل (متقدم خطوة للأمام):

"أول من نجح في الدمج… بين العقل البشري وغريزة الزومبي."

جاسر:

"وهذا يعني؟"

الرجل:

"يعني أن النهاية بدأت… وما حد يقدر يوقفها."

---

صوت قوي قطع حديثه، زجاج المختبر القريب تحطم وانفجرت ألسنة لهب صغيرة. الغاز في الغرفة بدأ يملأ الممر برائحة أكثر حدة.

كريم صرخ:

"اركضوا!"

ركضوا باتجاه درج الطوارئ، بينما الرجل ظل واقفًا يبتسم وسط الدخان، كأنه يعرف أنهم لن يبتعدوا كثيرًا.

---

صعدوا إلى السطح، الرياح الباردة ضربت وجوههم، والمدينة من حولهم كانت جحيمًا حقيقيًا. سيارات محترقة، أصوات صراخ، وصرخات الزومبي تتردد بين المباني.

جاسر اقترب من الحافة:

"هناك… موقف السيارات… نقدر ننط إلى السطح المقابل وننزل."

نور:

"وإذا أخطأنا القفزة؟"

كاني:

"نموت أسرع… أفضل من أن نموت بعضّ."

لكن قبل أن يقرروا، ظهر الرجل مجددًا من باب السطح، خلفه أربعة زومبي، وأمرهم بهدوء:

"لا تقتلوهم… بعد."

كريم اندفع نحو الحافة وقفز إلى السطح المقابل، بالكاد أمسك الحافة وسحب نفسه.

جاسر تبعه، ثم نور، ثم كاني الذي كاد يسقط لولا أن كريم أمسك بيده في آخر لحظة.

الرجل وصل إلى الحافة، لكن بدلاً من القفز، اكتفى بالنظر لهم وهو يقول:

"نلتقي قريبًا… وأعدكم، المرة الجاية ما في هروب."

--

هبطوا إلى موقف السيارات، ووجدوا سيارة قديمة بمفاتيحها ما زالت في الداخل.

بينما كانوا يركبون، سمعوا طرقًا ضعيفًا من بعيد… من اتجاه المكتبة.

نور التفتت ببطء، وعيناها اتسعتا:

"هذا… هذا صوت فهد."

لكن قبل أن يتحركوا نحوه، أصوات الزومبي اقتربت من كل الجهات، واضطروا للانطلاق، وتركوا خلفهم سؤالًا أكبر:

كيف نجا فهد؟ ولماذا صوته كان مليئًا بالهدوء… لا بالخوف؟

-- تُظهر السيارة وهي تبتعد بين الشوارع المحترقة، بينما ظل الرجل الغامض يراقب من فوق أحد الأسطح.

--

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon