مطارده في ضلام

---

_ وبين رفوف الكتب العالية، تلتقط الغبار العالق في الهواء، وصوت أنفاس متقطعة يأتي من بعيد. من بين الصفوف، يظهر وجه نور نصفه في الظل، عيناها تتحركان بسرعة تبحث عن مصدر الخطر.

المكتبة بدت كأنها مكان مهجور منذ سنوات، لكن أصوات الخطوات في الطابق العلوي أكدت أنهم ليسوا وحدهم.

نور ضغطت على قطعة الحديد بيدها حتى شعرت بحافتها تخترق جلدها. كريم كان يقف بجانبها، يراقب الدرج بحذر.

جاسر وفهد وكاني توزعوا خلفهم، كل منهم يحاول أن يلتقط أي حركة.

كاني (بهمس شديد):

"هم جايين… جايين بسرعة."

فهد (يحاول أن يكون هادئًا):

"إذا ركضنا الآن… يمكن نلحق نخرج من الباب الخلفي."

جاسر (هامس):

"وإذا كان فيه زومبي في الخارج؟ بنكون في العراء."

نور لم تنتظر النقاش يطول، أشارت بيدها نحو اليمين:

"الممر الخلفي… يمين… يمكن يوصلنا للمخزن."

---

بدأوا بالتحرك ببطء، أقدامهم تكاد لا تصدر صوتًا على الخشب.

لكن فجأة، من نهاية الممر، ظهر جسد يسقط من الطابق العلوي مباشرة على أحد الطاولات. الخشب تحطم تحت وزنه، والزومبي بدأ ينهض ببطء، رأسه ملتف بزاوية غير طبيعية وصوت طقطقة عظامه مسموع بوضوح.

كريم (بصوت مخنوق):

"أسرعوا… أسرعوا!"

ركضوا بين الرفوف، لكن الزومبي صرخ صرخة غليظة جذبت المزيد من الأصوات من الأعلى.

ثلاثة ظلال بدأت تهبط على الدرج المعدني، خطواتهم سريعة، وأصوات أقدامهم المعدنية تتردد في المكان.

---

المجموعة دخلت إلى الممر الخلفي، لكن المكان كان أكثر ظلامًا. النوافذ الصغيرة كانت مغبرة، والهواء أثقل.

نور توقفت فجأة، رفعت يدها إشارة للصمت.

من الظلام، كان هناك صوت خافت… تقطير ماء.

جاسر (بهمس):

"مو ماء… هذا دم."

وفعلًا، عندما اقتربوا من الجدار، كانت هناك بقعة كبيرة داكنة على الأرض، ورائحة معدنية قوية ملأت أنوفهم.

كاني بدأ يتراجع، لكن صوته ارتفع قليلًا:

"أنا… أنا مش قادر أتنفس."

الزومبي في الطابق العلوي بدأوا يقتربون من هذا الجانب من المكتبة، أصواتهم أعلى، أنينهم أخطر.

نور (بهمس حاد):

"تحمل… نمشي ببطء… لا تصدروا صوت."

---

بينما هم يسيرون، كريم ارتطم بكرسي معدني صغير، الصوت ارتد كالرعد في الصمت.

كل المجموعة تجمدت.

في نفس اللحظة، جاء رد الفعل من الأعلى: صرخة زومبي حادة، تلتها خطوات سريعة نحو الدرج الخلفي.

فهد (بذعر):

"خلاص، انكشفنا!"

بدأوا يركضون، لكن المكان كان ضيقًا. بين رفوف الكتب، حركة الزومبي أسرع مما توقعوا. أحدهم ظهر فجأة من الممر الجانبي، ذراعيه ممتدتين وفمه مليء بالدماء.

كريم دفعه بكل قوته نحو الرف، فسقطت مجموعة كتب على الأرض، لكنها لم توقفه.

جاسر:

"للخلف! للباب الخلفي!"

---

وصلوا إلى باب خشبي قديم في نهاية الممر، لكنه كان مغلقًا من الخارج.

نور بدأت تدفعه بكتفها، بينما كريم يحاول كسر القفل بالقطعة الحديدية.

أصوات الزومبي تقترب… يمكن سماع أنفاسهم الآن.

فهد فجأة أمسك أحد الرفوف ودفعه بكل قوته ليسقط في الممر، حاجزًا الطريق.

فهد (بصوت مرتفع):

"امشوا! أنا راح أوقفهم!"

نور (صارخة):

"مستحيل نتركك!"

فهد:

"إذا بقينا كلنا… ما حد بيطلع! امشوا!"

بدأ بضرب أول زومبي بالعصا المعدنية التي وجدها، بينما البقية تمكنوا من كسر الباب.

آخر ما رأوه هو فهد يدفع زومبي عن رقبته قبل أن يسقط معه على الأرض، صراخه يختفي بين أنين الوحوش.

---

خرجوا إلى ممر ضيق خارج المكتبة، الليل بدأ يبتلع المكان، والجامعة بدت كمدينة أشباح.

من بعيد، النار تشتعل في أحد المباني، وصوت صفارات الإنذار يملأ الجو.

نور شعرت بالدموع في عينيها، لكن لم يكن هناك وقت للبكاء.

كريم (بصوت حازم لأول مرة):

"لازم نلاقي سيارة… أو مكان آمن قبل ما يطوقونا."

جاسر:

"موقف السيارات خلف مبنى العلوم… إذا قدرنا نوصل له، يمكن نطلع من هنا."

---

بدأوا بالجري نحو مبنى العلوم، لكن في منتصف الطريق، توقفوا فجأة.

عند البوابة الخلفية، كانت هناك عشرات الزومبي يقفون بلا حركة… وكأنهم ينتظرون شيئًا.

ثم، ومن بين صفوفهم، ظهر رجل… لكن ليس مثلهم. كان يمشي بثقة، وعيناه ليست بيضاء بالكامل، بل مزيج غريب بين البشري والمصاب.

......

لقطة مقربة لابتسامة الرجل الغامضة قبل أن يقطع المشهد إلى السواد.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon