_ إضاءة متقطعة من أنوار الطوارئ الحمراء، أصوات خطوات ثقيلة وصوت جر أقدام، وصدى أنين مخيف يملأ المكان.
الهواء في درج الطوارئ كان خانقًا، رائحة العفن والصدأ ممتزجة برائحة معدنية حادة… الدم.
نور أمسكت السور الحديدي بكل قوتها حتى شعرت ببرودته تخترق أصابعها. كريم كان خلفها مباشرة، يلتفت بين الأعلى والأسفل كل ثانيتين.
جاسر، على بعد خطوة منها، كان يضغط على كتف فهد وكأنه يحاول إبقاءه متماسكًا.
كاني كان يتنفس بسرعة، عيونه تتحرك في كل اتجاه.
كاني (بهمس مرتجف):
"جايين… جايين من فوق وتحت."
جاسر (بصوت منخفض لكن حاد):
"لا تتحرك… خليك ساكت."
لكن الأصوات تزداد وضوحًا. من الأعلى، خطوات ثقيلة مصحوبة بأصوات أنين، ومن الأسفل، صوت ارتطام معدني متكرر، وكأن أحدهم يضرب الباب الحديدي بقوة.
فهد (مبتلع ريقه):
"إذا نزلنا، بيكونوا في انتظارنا… وإذا طلعنا فوق، ما في إلا السطح."
نور حاولت التفكير بسرعة، لكنها شعرت بالفراغ في رأسها. الأصوات، الظلال، الرعب… كل شيء يضغط على عقلها.
نور (بهمس):
"السطح… يمكن نلاقي طريقة ننتقل للمبنى المجاور."
كريم رفع حاجبيه بدهشة:
"تنطّي من سطح لسطح؟ أنتِ تمزحين؟"
نور (بحدة):
"عندك فكرة أحسن؟"
---
المشهد الثاني – الصعود نحو السطح
قرروا أخيرًا الصعود، خطواتهم مسرعة، وكل حركة تصدر صدى مخيف في الدرج.
من الأسفل، بدأوا يرون وجوههم… لا، ليست وجوه بشر.
جلد باهت، عيون بيضاء، أفواه مفتوحة بشكل غير طبيعي، والدم يسيل من جوانبها.
كاني (بهمس مليء بالذعر):
"يا الله… شوف أسنانهم!"
لم يجرؤ أحد على الرد. الصعود كان أسرع الآن، لكن الأنفاس أصبحت ثقيلة.
وصلوا إلى آخر طابق، باب معدني ضخم يقود إلى السطح.
كريم دفعه… لكنه لم يتحرك.
كريم (بغضب):
"مقفل! مقفل!"
نور نظرت بسرعة حولها، وجدت صندوق أدوات صغير على الرف القريب. التقطته ورمته نحو كريم.
نور:
"اكسر القفل!"
بينما كريم يضرب القفل بكل قوته، كانت الأصوات تقترب من أسفل الدرج. ظل أول زومبي بدأ يظهر عند المنعطف الأخير.
جاسر (موجهًا مسدس إشارة كان يحمله من حقيبته):
"أبعدوا وجوهكم!"
أطلق طلقة واحدة نحو الزومبي، ليس ليقتله، بل ليبطئه. الانفجار الصوتي داخل الدرج كان يصم الآذان، والدخان الأبيض ملأ الجو للحظة.
كريم، بآخر ضربة، كسر القفل.
كريم:
"انفتح! انطلقوا!"
---
المشهد الثالث – السطح
فتح الباب ودخلوا السطح، رياح باردة ضربت وجوههم، والسماء فوقهم كانت ملبدة بغيوم داكنة، كأن العاصفة على وشك الهطول.
المشهد من الأعلى كان أسوأ مما تخيلوا… ساحة الجامعة ممتلئة بأشخاص يتحركون بشكل غير طبيعي، بعضهم يطارد طلابًا يركضون، وبعضهم يتغذى على من سقط.
صوت صفارات الشرطة يقترب، لكن لا أثر لسيطرة.
فهد (بصوت منخفض):
"العالم انتهى… مش كابوس… هذا واقع."
نور لم تجبه، عيناها تبحثان عن أي مخرج. رأت مبنى المكتبة على بعد عشرة أمتار، سطحه أقل بقليل من سطحهم.
نور:
"هناك… إذا قدرنا نروح للمكتبة، يمكن نلاقي طريق نخرج من الجامعة."
كريم نظر للمسافة بين السطحين:
"قفزة وحدة… إذا أخطأ أحد، انتهى."
جاسر:
"أفضل من نبقى هنا حتى يحاصرونا."
---
المشهد الرابع – القفزة
بدأوا يتقدمون نحو الحافة. الريح كانت قوية، وصوتها يختلط مع صرخات من بعيد.
أول من قفز كان كريم، هبط على ركبتيه لكنه توازن بسرعة.
كريم (مصرخًا):
"تعالوا!"
فهد تردد، لكنه قفز بعدها، يليه جاسر.
نور كانت على وشك القفز، لكنها سمعت صوت الباب المعدني خلفها يُفتح بقوة.
التفتت لترى أول زومبي يخرج إلى السطح، يليه اثنان آخران.
كاني (مصرخًا من الجهة الأخرى):
"نور! اقفزي!"
اتخذت خطوة للوراء ثم اندفعت، شعرت بقدميها تترك الأرض، والهواء يصفع وجهها، قبل أن تهبط بقوة على سطح المكتبة. كاحلها التوى قليلًا، لكنها تجاهلت الألم.
آخر من قفز كان كاني، لكن يده علقت للحظة في حافة السطح.
نور وكريم سحباه بسرعة قبل أن تمسكه يد زومبي من الحافة.
---
المشهد الخامس – مأزق جديد
داخل المكتبة، كان المكان مظلمًا إلا من ضوء خافت يتسرب من النوافذ العليا.
رفوف الكتب الطويلة شكلت ممرات ضيقة، والهواء مليء بالغبار.
تقدموا بحذر، أصوات خطواتهم على الأرضية الخشبية تكسر الصمت.
جاسر (بهمس):
"ما في حركة… يمكن المكان آمن."
لكن فجأة، صوت سقوط كتاب من أحد الرفوف جعلهم يتجمدون.
من بين الظلال، ظهر شخص يتعثر في مشيته، لكنه كان إنسانًا… أو هكذا بدا في البداية.
وجهه نصفه مغطى بالدم، عينه اليمنى مفقودة، لكنه لا يزال يتحرك نحوهم.
فهد (متراجعًا للخلف):
"مو… مو زومبي كامل… شو هذا؟"
نور أمسكت بقطعة حديدية من الأرض:
"ما يهم… لازم نخرج من هنا."
لكن قبل أن يتحركوا، جاء صوت آخر من الطابق العلوي للمكتبة… خطوات كثيرة، تتحرك بسرعة.
---
المشهد السادس – النهاية المفتوحة للفصل
المجموعة تجمدت، أنفاسهم ثقيلة، أصوات الخطوات تقترب من الدرج المؤدي للطابق السفلي.
نور تبادلت نظرة مع كريم… نظرة فهمها الجميع:
إما القتال… أو الركض حتى النهاية.
- قبل أن يقطع المشهد على لقطة من الأعلى تُظهر عشرات الظلال تهبط من الطابق العلوي نحوهم.
قطع للصورة السوداء… مع صوت صرخة بعيدة.
-
Comments