مَنْ انا ؟
الخادمة ميليسا: يا أميرة، حان وقت الاستيقاظ.
الأميرة فكتوريا: آآآه! صوتكن عالٍ جداً وخشن... بالطبع، هذا هو المتوقع من خادمات!
الخادمة فلورنس: نحن آسفتان.
الأميرة: لا يهمني أسفكما، أيتها الـ... اهدئي يا ملكة إنجلترا المستقبلية! لا يجب عليك التفوه بهذا الكلام من أجل خدم.
هل حضرتما الحمام؟
الخادمة: نعم يا سيدتي.
الأميرة: أنا فكتوريا، ملكة إنجلترا المستقبلية، خليفة أبي الوحيدة، وأنا من سيرث العرش من بعد موته. سُمّيت بهذا الاسم الجميل على اسم جدتي الملكة فكتوريا، والذي يعني الجمال والأناقة والرقي، وكل هذه الصفات تنطبق عليّ. فأنا متفوقة وناجحة في كل شيء، وسأكون أفضل ملكة تمر على هذه المملكة، لا، بل على العالم.
الخادمة ميليسا: الفطور جاهز يا أميرة.
الأميرة: حسناً. أين أبي وأمي؟
ميليسا: أتقصدين الملك والملكة؟
الأميرة: آه، نعم نعم... الملك والملكة.
الخادمة: لقد ذهبا في رحلة للصيد.
(في عقل الأميرة): ولم يهتما لأمري... كالعادة.
(تجلس الأميرة في مكان الملك)
(في عقل الأميرة): في يوم من الأيام، سأجلس في هذا المكان.
الأميرة: أيها الأغبياء، أين الشاي الأخضر الخاص بي؟
الخادمة فلورنس: أنا آسفة يا سيدتي، ها هو... آآآه! (ينسكب الشاي على الأميرة)
ميليسا: يا للهول!
فلورنس: أنا آسفة يا سيدتي... سوف... سوف أنظفه لك بأسرع ما يمكن!
(صفعة ثلاثية الأبعاد تنزل على وجه فلورنس)
الأميرة: أيتها الحمقاء الفقيرة، هل تعلمين بكم هذا الثوب؟! بحق الرب، إلى من أتحدث! أنتِ مجرد خادمة جاهلة، أتوقع أنكِ حتى لا تستطيعين قراءة اسمكِ! اغربي عن وجهي!
ميليسا: هيا يا فلورنس، اذهبي اليوم إلى غرفتكِ ولا تخرجي منها. أنا آسفة يا سيدتي، سوف أغسله لكِ جيدًا.
الأميرة: أوف! سأذهب للاستحمام، وعندما أعود، أريد أن تغيّروا هذا الفطور بفطور جديد، ولا تنسوا الشاي الأخضر. ولا تدَعوا تلك الغبية تخرج من غرفتها طوال اليوم، لا أريد رؤيتها.
ميليسا: أمركِ يا أميرة فكتوريا.
(تتوجه الخادمة ميليسا لباقي الخدم)
ميليسا: كما سمعتم، غيّروا هذا الفطور ولا تنسوا الشاي.
الخادمة مابل: تبدين مندهشة يا ميليسا.
ميليسا: صحيح، أني سمعت كثيرًا عن وقاحة هذه الأميرة، لكنني لم أتوقع أن تكون بهذا اللؤم.
ميليسا: نعم، هي هكذا منذ طفولتها، وتُعامل الجميع بهذه الطريقة. وبالطبع، لا يحبها أحد في القصر الملكي.
مابل: لكنني أظن أن الأمر كان بسيطًا ولا يلزم كل هذا الغضب.
ميليسا: أنتِ تظنين، وأنا أظن، والجميع يظن، لكنها مجرد آراء خدم، ولا يجدر بنا الكلام.
(تدخل الشيف)
الشيف إيزابيلا: ميليساااا!
ميليسا: أنا قادمة. إذًا، يا مابل، يمكنكِ مساعدة الفتيات والتعلم منهن.
(إلى إيزابيلا)
ميليسا: ماذا هنالك يا إيزابيلا؟
الشيف: ماذا تظنون أنفسكم فاعلين؟! بالأمس طلبتم مني تغيير وجبة كاملة بسبب ذبابة وقفت على أحد الأطباق، والمرة التي قبلها، والتي قبلها، والتي قبلها!
ألا تعرفون أن هناك مجاعة في المملكة؟! الشعب يتضور جوعًا، والأطفال يموتون من الجوع والمرض، وهذه الأميرة المبذرة تفعل ما يحلو لها بأموال الشعب، وهي تبلغ فقط من العمر ستة عشر عامًا! ماذا ستفعل بنا عندما تصل إلى الحكم؟!
ميليسا: ما باليد حيلة يا إيزابيلا، قوانين القصر تقول إن نطيع الأميرة وأفراد السلالة الملكية.
إيزابيلا: أطيعوها أنتم وحدكم! أنا ذاهبة لأواسي تلك المسكينة التي صُفِعَت من قبل تلك الطفلة.
(تدخل على غرفة فلورنس)
إيزابيلا: فلورنس، هل يمكنني الدخول؟
فلورنس: نعم، تفضلي يا عمتي إيزابيلا.
إيزابيلا: لا تحزني يا فلورنس، لستِ أول ولا آخر من يُضرب من تلك المتعجرفة.
فلورنس: أنا لست حزينة لأنني ضُرِبت، بل لأنها نعتتني بالجاهلة.
إيزابيلا: تلك الغبية المتعجرفة، ألا تعرف أنكِ تخرجتِ من معهد المعلمين وبامتياز؟!
فلورنس: صحيح أنني الآن أعمل خادمة، لكني في الماضي كنت أعيش حياة سخية مثل النبلاء وأكثر. كانت عائلتي تُعدّ من نبلاء إنجلترا، وقد درستُ في أحسن معاهد إنجلترا، ولبستُ أغلى وأفضل الثياب والمجوهرات. لكن بعد وفاة أبي، وعدم إيجادي لعمل بعد التخرج بسبب الفقر، ومع أن كل من يملك فلسًا واحدًا ينفقه على الطعام... أصبحت المملكة أغلبها في جهل ومرض وفقر، ولهذا اُجبرت على العمل كخادمة.
إيزابيلا: هذه مأساة الجميع في هذه المملكة، يا عزيزتي.
(ومن وراء الباب، كان هناك من يتجسس على الحديث... وفجأة تحولت عيناه إلى اللون الأحمر مع ابتسامة عريضة .
يتبع .....
Comments
Samar Siry
رهيييييييبة/Smile/
2025-07-25
2