NovelToon NovelToon

مَنْ انا ؟

هذه هي الحياة

الخادمة ميليسا: يا أميرة، حان وقت الاستيقاظ.

الأميرة فكتوريا: آآآه! صوتكن عالٍ جداً وخشن... بالطبع، هذا هو المتوقع من خادمات!

الخادمة فلورنس: نحن آسفتان.

الأميرة: لا يهمني أسفكما، أيتها الـ... اهدئي يا ملكة إنجلترا المستقبلية! لا يجب عليك التفوه بهذا الكلام من أجل خدم.

هل حضرتما الحمام؟

الخادمة: نعم يا سيدتي.

الأميرة: أنا فكتوريا، ملكة إنجلترا المستقبلية، خليفة أبي الوحيدة، وأنا من سيرث العرش من بعد موته. سُمّيت بهذا الاسم الجميل على اسم جدتي الملكة فكتوريا، والذي يعني الجمال والأناقة والرقي، وكل هذه الصفات تنطبق عليّ. فأنا متفوقة وناجحة في كل شيء، وسأكون أفضل ملكة تمر على هذه المملكة، لا، بل على العالم.

الخادمة ميليسا: الفطور جاهز يا أميرة.

الأميرة: حسناً. أين أبي وأمي؟

ميليسا: أتقصدين الملك والملكة؟

الأميرة: آه، نعم نعم... الملك والملكة.

الخادمة: لقد ذهبا في رحلة للصيد.

(في عقل الأميرة): ولم يهتما لأمري... كالعادة.

(تجلس الأميرة في مكان الملك)

(في عقل الأميرة): في يوم من الأيام، سأجلس في هذا المكان.

الأميرة: أيها الأغبياء، أين الشاي الأخضر الخاص بي؟

الخادمة فلورنس: أنا آسفة يا سيدتي، ها هو... آآآه! (ينسكب الشاي على الأميرة)

ميليسا: يا للهول!

فلورنس: أنا آسفة يا سيدتي... سوف... سوف أنظفه لك بأسرع ما يمكن!

(صفعة ثلاثية الأبعاد تنزل على وجه فلورنس)

الأميرة: أيتها الحمقاء الفقيرة، هل تعلمين بكم هذا الثوب؟! بحق الرب، إلى من أتحدث! أنتِ مجرد خادمة جاهلة، أتوقع أنكِ حتى لا تستطيعين قراءة اسمكِ! اغربي عن وجهي!

ميليسا: هيا يا فلورنس، اذهبي اليوم إلى غرفتكِ ولا تخرجي منها. أنا آسفة يا سيدتي، سوف أغسله لكِ جيدًا.

الأميرة: أوف! سأذهب للاستحمام، وعندما أعود، أريد أن تغيّروا هذا الفطور بفطور جديد، ولا تنسوا الشاي الأخضر. ولا تدَعوا تلك الغبية تخرج من غرفتها طوال اليوم، لا أريد رؤيتها.

ميليسا: أمركِ يا أميرة فكتوريا.

(تتوجه الخادمة ميليسا لباقي الخدم)

ميليسا: كما سمعتم، غيّروا هذا الفطور ولا تنسوا الشاي.

الخادمة مابل: تبدين مندهشة يا ميليسا.

ميليسا: صحيح، أني سمعت كثيرًا عن وقاحة هذه الأميرة، لكنني لم أتوقع أن تكون بهذا اللؤم.

ميليسا: نعم، هي هكذا منذ طفولتها، وتُعامل الجميع بهذه الطريقة. وبالطبع، لا يحبها أحد في القصر الملكي.

مابل: لكنني أظن أن الأمر كان بسيطًا ولا يلزم كل هذا الغضب.

ميليسا: أنتِ تظنين، وأنا أظن، والجميع يظن، لكنها مجرد آراء خدم، ولا يجدر بنا الكلام.

(تدخل الشيف)

الشيف إيزابيلا: ميليساااا!

ميليسا: أنا قادمة. إذًا، يا مابل، يمكنكِ مساعدة الفتيات والتعلم منهن.

(إلى إيزابيلا)

ميليسا: ماذا هنالك يا إيزابيلا؟

الشيف: ماذا تظنون أنفسكم فاعلين؟! بالأمس طلبتم مني تغيير وجبة كاملة بسبب ذبابة وقفت على أحد الأطباق، والمرة التي قبلها، والتي قبلها، والتي قبلها!

ألا تعرفون أن هناك مجاعة في المملكة؟! الشعب يتضور جوعًا، والأطفال يموتون من الجوع والمرض، وهذه الأميرة المبذرة تفعل ما يحلو لها بأموال الشعب، وهي تبلغ فقط من العمر ستة عشر عامًا! ماذا ستفعل بنا عندما تصل إلى الحكم؟!

ميليسا: ما باليد حيلة يا إيزابيلا، قوانين القصر تقول إن نطيع الأميرة وأفراد السلالة الملكية.

إيزابيلا: أطيعوها أنتم وحدكم! أنا ذاهبة لأواسي تلك المسكينة التي صُفِعَت من قبل تلك الطفلة.

(تدخل على غرفة فلورنس)

إيزابيلا: فلورنس، هل يمكنني الدخول؟

فلورنس: نعم، تفضلي يا عمتي إيزابيلا.

إيزابيلا: لا تحزني يا فلورنس، لستِ أول ولا آخر من يُضرب من تلك المتعجرفة.

فلورنس: أنا لست حزينة لأنني ضُرِبت، بل لأنها نعتتني بالجاهلة.

إيزابيلا: تلك الغبية المتعجرفة، ألا تعرف أنكِ تخرجتِ من معهد المعلمين وبامتياز؟!

فلورنس: صحيح أنني الآن أعمل خادمة، لكني في الماضي كنت أعيش حياة سخية مثل النبلاء وأكثر. كانت عائلتي تُعدّ من نبلاء إنجلترا، وقد درستُ في أحسن معاهد إنجلترا، ولبستُ أغلى وأفضل الثياب والمجوهرات. لكن بعد وفاة أبي، وعدم إيجادي لعمل بعد التخرج بسبب الفقر، ومع أن كل من يملك فلسًا واحدًا ينفقه على الطعام... أصبحت المملكة أغلبها في جهل ومرض وفقر، ولهذا اُجبرت على العمل كخادمة.

إيزابيلا: هذه مأساة الجميع في هذه المملكة، يا عزيزتي.

(ومن وراء الباب، كان هناك من يتجسس على الحديث... وفجأة تحولت عيناه إلى اللون الأحمر مع ابتسامة عريضة .

يتبع .....

الانتقام

مجهولة: إذًا، هل تأكدتِ ممّا قلتُه لكِ؟

مابل: نعم يا أمي.

أدل: من أين تظنين أنها جاءت بكل هذا الظلم؟! بالطبع من أبيها، الملك فرانسوا.

كما قلتُ لكِ يا ابنتي، سوف ننتقم من الأب عن طريق ابنته.

مابل: أمركِ يا أمي.

أدل: كل ما عليكِ فعله هو التقرب من فكتوريا، وأخذها إلى بحيرة "لوخ نِس"... وبأسرع ما يمكن.

(في عقل أدل): لا يمكنني الانتظار حتى أراك تحترق ألمًا على ابنتك يا فرانسوا...

ميليسا: أين كنتِ يا مابل؟

مابل: ذهبتُ إلى السوق لأحضِر بعض الحاجيات للمطبخ الملكي.

ميليسا: جيد، الآن اذهبي وقومي بتجهيز الأميرة، لأنها ستقابل بعض الأشخاص المتقدّمين لخطبتها.

مابل: حسنًا.

(طرقٌ على باب جناح الأميرة)

الأميرة: من؟

مابل: أنا مابل، يا مولاتي.

الأميرة: من مابل؟

مابل: أنا خادمتكِ الجديدة.

الأميرة: أيًّا يكن... ادخلي.

الخادمة فيبي: هل تريدين ارتداء هذا، أم هذا، يا مولاتي؟

الأميرة: لا، لا... لا أريد هذا، لقد لبسته من قبل! ارميه! وهذا لونه صيفي وليس ربيعي... قبيح، لا أريده! وهذا قديم... آه، لا أدري ماذا أرتدي!

(في عقل مابل): يبدو أن لديها ذوقًا كبيرًا في الملابس والثياب.

مابل: يا مولاتي ....

يا حسناءَ العينِ، يا بدرَ التمامِ،

يا نورَ العيونِ، في سحرِكِ الفاتنِ،

قلبي مرهونٌ، وجمالُكِ أَسرُ،

يَعلو كلَّ الفنونِ،

وأنتِ للناظرِ خيرُ قبولٍ.

في سِحْرِكِ الفاتِنِ تَخْضَعُ الدُّرُوبُ،

وجَمالُكِ يَعلُو كُلَّ العُيُوبِ.

أَنْتِ مَلِكَةُ الحُسْنِ، أنِّتِ خَيْرُ حُبُوبِ،

الأَلْوانُ فِيكِ تَزْدادُ بَهاءً،

فَكُلُّ لَوْنٍ لِجَمَالِكِ رِداءُ،

تَخْتالِينَ فِيهِ، وَتُهْدِينَ ضِياءَ.

فَإِنْ لَبِسْتِ الأَحْمَرَ، صَارَ لَهِيبًا،

يُشْعِلُ القُلُوبَ، وَيَزِيدُهَا لَهِيبًا.

كَأَنَّ شَمْسًا أَشْرَقَتْ، وَبَدَتُ غَرِيبَاً،

تُنِيرُ الدَّرْبَ، وَتُنْسَى العَنَاءَ،

يَا حَبِيبًا.

وَإِنَّ الأَزْرَقَ فِيك بَحْرٌ مِنْ سُكُونٍ،

يُغْرِقُ النَّاظِرَ فِي هُدُوءٍ وَجُنُونٍ.

كَأَنَّ السَّمَاءَ نَزَلَتْ، وَبَاتَتْ عُيُونِي،

تَتَأَمَّلُ الجَمَالَ، فَيَا لَهَا مِنْ فُنُونٍ.

وَإِذَا الأَخْضَرُ يُزَيِّنُ قَوَامَكِ المَمْشُوقَ،

فَأَنْتِ غُصْنُ بَانٍ، تُغَازِلُهُ السُّرُرُ.

تَهَادَى جَمَالُكِ فِي خُضْرَةٍ وَزَهْرٍ،

كَأَنَّكِ رَوْضُ الحُسْنِ، فِي زهو مَلْبُسٍ.

يُضِيءُ بِعَيْنَيْكِ السُّكُونُ إِذَا نَظَرْ،

وَثوبكِ الأَخْضَرُ في الحسن آية.

فِي الأَبْيَضِ أَنْتِ نَقَاءٌ وَسَنَاءُ،

كَغَيْمٍ يُلَامِسُ النُّجُومَ، فَضِيَاءُ.

تُضْفِينَ عَلَى الكَوْنِ جَمَالًا وَصَفَاءً،

كَأَنَّكِ أَنْتِ الفَجْرُ، وَفِي الأُفُقِ إِشراق

وَذَوْقُكِ فِي اخْتِيَارِ المَلَابِسِ فَاقَ الحُدُودَ،

تَلْبَسِينَ الثِّيَابَ، فَتَغْدُو كَأَنَّهَا عُهُودُ.

كُلُّ قِطْعَةٍ تَخْتَارِينَهَا تَزِيدُكِ وُجُودًا،

يَا أَمِيرَةَ الأَنَاقَةِ، يَا مَنْ بِالجَمَالِ تَجُودُ.

فَكُلُّ مَا تَخْتَارِينَهُ مِنْ زِينَةٍ وَحُلِيٍّ،

يُبْرِزْ جَمَالَكِ وَيُذْهِلْ مَنْ يَرَى.

أَنْتِ سَيِّدَةُ الأَلْوَانِ، وَنَجْمَةُ العُلَى،

دَامَ جَمَالُكِ، يَا مَنْ بِالحُسْنِ تَزْهُو وَتُضِيءُ.

تلمع عينا الأميرة، فهي كانت من محبّي الشعر.

الأميرة: يا للهول! يا لهذا الجمال! ما أجمل هذا الشعر! من أين حفظتِه أيتها الخادمة الجديدة؟ ومن هو شاعر هذه القصيدة؟

مابل: أنا من كتبتُها، يا مولاتي.

الأميرة: جميل...

هل تحبّين الشعر والشعراء؟

مابل: نعم، وبالأخص ألفريد تينيسون.

الأميرة: لقد جعلتني قصيدتُكِ أريد ارتداء جميع الألوان وجميع ملابسي! من اليوم فصاعدًا، ستكونين من الخدم المرافقين لي.

مابل: أشكركِ على كرمكِ معي، يا أميرة.

وهكذا، تمكّنت مابل من الاقتراب من الأميرة.

فيبي: كيف عرفتِ يا مابل أن الأميرة تحب الشعر، والشاعر الذي يُدعى تينيسون؟

مابل: لم أكن أعلم... إنها مجرد صدفة.

إيزابيلا: كما سمعتِ، اذهبي واشتري الدقيق، والخضروات، والفواكه، وبقيّة الأشياء المكتوبة في الورقة.

ميليسا: إيزابيلا!

إيزابيلا: نعم؟ ماذا هناك؟

ميليسا: ألم ترسلي مابل في الصباح لإحضار متطلبات المطبخ؟

إيزابيلا: لا، لم أرسل أحدًا هذا الأسبوع إلى السوق.

ميليسا: لكن مابل أخبرتني أنها ذهبت إلى السوق اليوم لإحضار الحاجيات للمطبخ الملكي.

إيزابيلا: ربما أخبرتكِ أنها كانت في حديقة القصر، أو ما شابه، وأنتِ سمعتِ خطأ.

أنتِ تعلمين أنه لا يمكن لأحد الخروج من القصر إلا بإذن مني أو من رئيس الخدم، ورئيس الخدم حاليًا في رحلة الصيد مع الملك والملكة.

(في عقل ميليسا): غريب... أنا متأكدة أنها قالت إنها ذهبت إلى السوق.

فيبي: يا مولاتي، اليوم ستقابلين ثلاثة من المتقدّمين لخطبتك.

الأميرة: ألن يقابل الملك والملكة الخطّاب معي؟

فيبي: لا يا سيدتي، ما زال الملك والملكة في رحلة الصيد.

الأميرة: أدخِلوا الخُطّاب.

فيبي: اسمحوا لهم بالدخول.

الأميرة: إذًا... ياااه، صحيح! ما كان اسمك؟

آرثر: آرثر.

الأميرة: حدّثني عنك قليلاً، أيها الدوق آرثر.

آرثر: أنا ابن أحد كبار أغنياء إنجلترا، وأنا دوق كما تعرفين، وأنا مشهور جداً بوسامتي ومالي، وماهر في الفروسية والمبارزة، وجمع ألعاب القوة، وأنا... وأنا... وأنا...

الأميرة: ولماذا أتيتَ لخطبتي؟

آرثر: لأنني لم أجد فتاة تليق بمنصبي ومكانتي ووسامتي.

الأميرة: بل أظنّك لم تجد فتاة تقبل بك من الأساس. مرفوض. أحضِروا الذي بعده!

آآآه، مجرّد غبي متغطرس متكبّر... أنا، وأنا، وأنا!

مابل: لا أعلم لماذا قد رفضته، إنهما يبدوان ملائمين لبعضهما كثيرًا.

فيبي: ...

الأميرة: إذًا، يا توماس، عرّفني عن نفسك.

توماس: أنااا... آآآ... أنا...

الأميرة: ماذا؟؟

توماس: أنا فقط... خجول.

الأميرة: أنا لا أريد خجولًا... التالي!

الم تسمعوني؟ قلتُ: أدخلوا التالي.

فيبي: أنا آسفة، يا سيدتي، لكن اللورد جورج لم يصل بعد.

الأميرة: لماذا لم يصل؟

فيبي: لقد تأخّر في الطريق، يا أميرة.

الأميرة: أعلموه أنه قد رُفض.

فيبي: حاضرة. أرسلوا له رسولاً وأعلموه...

الأميرة: لا! لا ترسلوا إليه أحدًا. عندما يصل، أخبروه أنه مرفوض.

فيبي: لكن يا مولاتي، هو قادم من مكان بعيد...

الأميرة: لا يهمّني، عليه أن يعرف كيف يحترم مواعيده.

حضّروا لي الحمام الملكي.

فيبي: أمركِ يا أميرة.

ميليسا: إذًا، يا فيبي، ماذا فعلتِ؟ أرجو أن تكوني اخترتِ واحدًا.

فيبي: لا، للأسف.

الأميرة: إذًا، يا مابل، أين كنتِ تعيشين قبل مجيئكِ إلى هنا؟

مابل: في اسكتلندا، يا مولاتي.

الأميرة: جميل، سمعتُ عنها كثيرًا. هل هي جميلة كما يُقال؟

مابل: نعم يا مولاتي.

الأميرة: في أي قرية كنتِ تعيشين؟

مابل: كنت أعيش في منطقة قريبة من الجبال الاسكتلندية، في قرية تُسمّى "إنفرنِس".

الأميرة: واو! سمعتُ أن هناك بحيرة قريبة من الجبال تُسمّى... تُسمّى...

مابل: أتقصدين بحيرة "لوخ نِس"؟

الأميرة: نعم، هي! وسمعتُ أيضًا أن فيها وحشًا يُسمّى "وحش لوخ نِس".

(في عقل مابل): معلوماتكِ واسعة، يا فكتوريا...

مابل: نعم يا مولاتي، لكنها مجرّد خرافات. لقد زرتُ تلك البحيرة عدّة مرات، ولم أشاهد شيئًا غريبًا.

الأميرة: أنا حقًّا أريد زيارة تلك البحيرة.

مابل: يمكننا زيارتها معًا، يا مولاتي.

الأميرة: أجل، لا مشكلة.

أنتِ، يا خادمة فيبي، أحضري لي المزيد من عصير التوت.

ميليسا: فيبي، إلى أين أنتِ ذاهبة؟

فيبي: أريد إحضار عصير التوت إلى الأميرة.

ميليسا: وأين مابل؟

فيبي: في الحمام مع الأميرة.

ميليسا: هل تعلّمتِ كيفيّة التعامل مع الأميرة؟

فيبي: بل نحن من علينا التعلّم منها كيف نتعامل مع الأميرة.

ميليسا: ماذا تقصدين؟

فيبي: أقصد أنّها استطاعت التقرب من الأميرة. أتصدّقين أن الأميرة تناديها باسمها، من دون لقب "خادمة"، وتتحدث معها طوال الوقت؟

ميليسا: هل هذا معقول؟!

فيبي: حدث هذا بعد أن كتبت مابل قصيدة تتغزّل فيها بجمال الأميرة، وكما تعلمين، الأميرة تحب الشعر.

ميليسا: غريب للغاية...

(أصبحت مابل والأميرة مقربتين للغاية، وأصبحت الخادمات يشعرن بالغيرة منها)

(في عقل ميليسا): أصبحت مابل قريبة جدًّا من الأميرة، لدرجة أنها تسمح لها بتمشيط شعرها! والمعروف أن الأميرة لا تسمح لأحد بلمس شعرها! أخشى أن تأخذ مابل منصبي...

الأميرة: مابل، تمشيطكِ للشعر جيّد جدًّا.

مابل: أشكركِ يا مولاتي على إطرائك.

الأميرة: أنا من يجب أن يشكركِ على خلطة الزيوت التي أعطيتني إيّاها، لقد جعلت شعري أثقل وأنعم.

آه، شعري!

مابل: أنا آسفة يا أميرة!

الأميرة: لا بأس، أنا بخير... فقط توخي الحذر في المرّة القادمة.

مابل: أمركِ.

الأميرة: أتعلمين يا مابل، أريد الذهاب إلى بحيرة لوخ نِس.

مابل: وأنا أيضًا. عندما ترغبين، سأذهب معكِ.

الأميرة: حسنًا، اتفقنا. هذا يكفي يا مابل.

مابل: حاضرة يا أميرة.

يا أميرة، هل يمكنني العودة إلى غرفتي؟

الأميرة: نعم، نعم...

أدل: هل أحضرتِ الشعرة؟

مابل: نعم يا أمي.

أدل: أُممم... شعرة جميلة وطويلة.

مابل: ماذا ستفعلين بهذه الشعرة؟

أدل: سأُطعمها لوحش لوخ نِس، كي يسحبها إلى البحيرة عندما تكون قريبة منها.

مابل: يسحب مَن؟

أدل: يسحب فكتوريا. هل أصبحتِ غبية مثلها؟! كما يقول المثل: "من عاشر قومًا أربعين يومًا، صار منهم".

(في القصر الملكي)

الملك: إذًا، يا كبير الخدم وليم، هل وافقت فكتوريا على أحد الخطّاب؟

وليم: لا يا مولاي.

الملك: استدعِها إلى هنا فورًا.

يا فكتوريا، لماذا رفضتِ الثلاثة خطاب؟ لقد رفضتِ أكثر من أحد عشر خاطبًا! ما خطبكِ؟

فكتوريا: لأنّ في كلّ واحدٍ منهم عيوبًا.

الملكة: وما عيوبهم؟

فكتوريا: المتأخر عن مواعيده، الخجول، المتكبّر، الذي يعيش على نفقة والده، الذي لا يمكنه اتخاذ قرار من دون أمّه، زير النساء، والذي يريدني فقط من أجل جمالي أو منصبي...

الملك: كفاكِ كلامًا! أنتِ معاقَبة لمدة أسبوع، ولن تخرجي من غرفتكِ.

الملكة: وبالمناسبة... لقد زاد وزنكِ، قومي بخسارة بعض الوزن في هذا الأسبوع.

فكتوريا: سئمتُ من كل هذا... آه!

(في عقل فكتوريا): جاءتني فكرة!

فكتوريا: مابل!

مابل: نعم، يا مولاتي؟

فكتوريا: اسمعي يا مابل، سوف نهرب الليلة من القصر ونذهب لزيارة بحيرة لوخ نِس.

مابل: ماذا تقولين، يا أميرة؟

فكتوريا: ما بكِ يا مابل؟ سنذهب فقط في إجازة خلال فترة العقوبة.

مابل: لكن يا أميرة، سيلاحظون غيابنا!

فكتوريا: لن يلاحظ أحد، فهم لا يسألون عني أثناء العقوبة.

مابل: وماذا عن الطعام؟

فكتوريا: اليوم أخبرتني أمي أن عليّ اتباع حمية... سيظنون أنني أضربتُ عن الطعام.

مابل: حسنًا، يا مولاتي.

فكتوريا: سنتسلل في الليل ونهرب إلى قريتك، ونزور تلك البحيرة.

(في اليوم التالي، في القرية)

فكتوريا: واو، يا مابل! قريتُكِ جميلة جدًّا!

مابل: أشكركِ، يا أميرة.

فكتوريا: إلى أين ستأخذينني؟

مابل: سأخذكِ إلى بحيرة لوخ نِس.

فكتوريا: رائع! البحيرة في غاية الجمال...

(في عقل مابل): أين ذلك الوحش؟... آه، ها هو!

(يظهر وحش امام فكتوريا )

فكتوريا: آآآه! وحش!

(تحاول فكتوريا الهرب، لكنها تسقط وتلوي كاحلها)

فكتوريا: مابل! ساعديني!

مابل... مابل... ما بكِ؟ ساكنة؟

مابل: هذا هو جزاؤكِ، يا طفلة.

فكتوريا: ماذا تقصدين؟

مابل: ستذهبين إلى الجحيم.

(فجأة تُسحب فكتوريا بوحشيّة إلى قاع البحيرة)

(تظهر أدل وتبتسم ابتسامة شريرة)

أدل: أحسنتِ يا مابل... بل عليّ أن أقول: ملكة إنجلترا المستقبلية، فكتوريا...

يتبع...

هل انا في كابوس ؟

بعد أن جُرَّت فيكتوريا إلى قاع البحيرة، يُغمى عليها.

وفجأة، تستيقظ على صوتٍ يناديها باسم "أليس"، وتفتح عينيها لتجد امرأة جميلة تحاول إفاقتها.

(فكتوريا بتعب وخوف):

ــ من أنتِ؟! وأين مابل؟!

(المرأة بدهشة وضيق):

ــ مَن مابل يا أليس؟! أنا أمّكِ، أيتها المجنونة!

(فكتوريا بصدمة):

ــ أمي؟! مستحيل! ومَن هي أليس هذه؟! أنا فيكتوريا، أميرة إنجلترا!

(المرأة بجدية):

ــ أنا أمكِ "هيلينا" يا أليس، وليس هناك أميرة تُدعى فيكتوريا، ولا مكان يُدعى إنجلترا أصلًا!

(فكتوريا في حالة دفاع وهلع):

ــ أنا متأكدة أنكِ تحاولين خداعي واختطافي! ابتعدي عني، أيتها المجرمة!

تبتعد فكتوريا بسرعة عن هيلينا، وهي تلهث.

(هيلينا بتنهيدة واستغراب):

ــ ما بكِ يا فتاة؟ يبدو أن القصص الخيالية التي تقرئينها قد سيطرت على عقلكِ!

(فكتوريا تصرخ):

ــ لا! بل أنتِ من تحاولين اختطافي! ابعدي عنيييي!

تحاول فكتوريا الوقوف، لكنها تشعر بألم حاد في قدمها، فقد لوت كاحلها.

تسقط وهي تصرخ، والناس من حولها ينظرون بدهشة.

وفجأة يُغمى عليها من شدة التعب والصدمة.

---

في منزل هيلينا

تفتح فكتوريا عينيها لتجد نفسها على سرير، وهيلينا تجلس بجانبها، تحاول تهدئتها.

تحاول فكتوريا الصراخ.

(هيلينا بهدوء):

ــ فقط أرجوكِ، لا تحاولي الحركة. أنتِ متعبة، وكاحلكِ مُلتوي.

(فكتوريا بنبرة رفض وإنكار):

ــ مَن أنتِ؟!

(هيلينا بهدوء أكبر):

ــ قلتُ لكِ... أنا والدتكِ هيلينا.

(فكتوريا بسخرية):

ــ هذا مستحيل! أمي هي الملكة مارسا!

(هيلينا بتساؤل):

ــ على الأقل أخبريني... مَن هي مارسا هذه؟

(فكتوريا بثقة):

ــ مارسا هي ملكة إنجلترا، زوجة الملك فرانسوا!

(هيلينا بنبرة واقعية):

ــ ليس هناك مكان على وجه الأرض يُدعى إنجلترا.

(فكتوريا بانفعال):

ــ هذا غير ممكن! أنا قادمة من هناك! بالتأكيد أنتِ تكذبين عليّ!

(هيلينا بتحدٍّ):

ــ أحضري لي دليلًا واحدًا على وجود مكان يُدعى إنجلترا.

(فكتوريا بإصرار):

ــ لا! بل أنتِ مَن عليها أن تُثبت أنه لا يوجد!

فتُحضِر هيلينا خريطة العالم وتعرضها عليها، وفعلًا... لا تجد فكتوريا مكانًا يُدعى "إنجلترا".

(فكتوريا بارتباك):

ــ أنا متأكدة أن هذه الخريطة مزيفة!

(هيلينا بلطف):

ــ صباح الغد، يمكننا زيارة محل الخرائط في القرية والتأكد بنفسكِ.

(فكتوريا بعناد):

ــ بالطبع!

تستيقظ هيلينا باكرًا، تُعدّ وجبة الفطور، ثم تجلس العائلة إلى المائدة:

الأب ماركوس، والابن الأكبر روبرت، والابن الأصغر ألفريد (10 سنوات)، وابن العم إدوارد، الذي يزورهم بين الحين والآخر.

(ماركوس وهو يتفقد الجالسين):

ــ هيلينا، أين أليس؟

(هيلينا بهدوء):

ــ إنها في غرفتها.

(إدوارد متفاجئ):

ــ سيدة هيلينا... لا تقولي لي إنها لم تخرج من غرفتها منذ البارحة؟!

(ماركوس بقلق):

ــ وماذا حدث البارحة؟!

(هيلينا بتردد):

ــ البارحة... سقطت أليس في بحيرة القرية، وأنقذها إدوارد. كان كاحلها ملتويًا. وعندما استيقظت، لم تتذكرني، ولم تتذكر أحدًا... قالت إنها أميرة من بلاد تُدعى "إنجلترا".

في البداية ظننتُ أنها تكذب لأجل الحذاء الجديد الذي رفضنا شراءه لها... لكن الآن، لا أظن أنها تكذب.

(ماركوس بضيق ودهشة):

ــ ما هذه المصيبة؟!

---

في غرفة أليس (فيكتوريا)

تدخل هيلينا الغرفة، وتحاول إيقاظ فكتوريا.

(هيلينا بلطف):

ــ أليس، استيقظي لتتناولي فطوركِ. سنذهب إلى محل الخرائط.

(فكتوريا بتعب ونبرة متعبة):

ــ لم أنم أصلًا...

(هيلينا متفاجئة):

ــ كيف؟! ولماذا؟!

(فكتوريا بشرود):

ــ أشعر أنّ ما أنا فيه كابوس... وأنتظر بفارغ الصبر أن أستيقظ منه.

تتناول فكتوريا فطورها، ثم ترتدي ملابس رثّة من الخزانة وتنزل لتلتقي بالعائلة.

---

على المائدة

(إدوارد بلطف):

ــ هل كاحلكِ بخير، يا أليس؟

(فكتوريا بجفاء):

ــ أولًا، اسمي ليس أليس، بل فكتوريا... وثانيًا، من أنت؟!

تُصدم العائلة بالكامل.

(ماركوس بقلق واستغراب):

ــ هذا ابن عمّك يا أليس...

(فكتوريا بانفعال):

ــ قلتُ لكم، اسمي ليس أليس! بل فكتوريا!

(ماركوس يحاول تهدئتها):

ــ ما بكِ يا ابنتي؟ هل أنتِ مريضة؟!

(فكتوريا بتحدٍّ):

ــ ابنتك؟! مَن أنت أصلًا لتناديني "بابنتي"؟!

(هيلينا تهمس بحزن):

ــ إنه والدك... ماركوس...

(فكتوريا تضحك بسخرية):

ــ هاهاها... "والدي" قال! هيا يا هيلينا، إلى محل الخرائط... لأرى ما نهايتكم.

تخرج فكتوريا من المنزل، بعدما أثارت صدمة في الجميع.

---

في محل الخرائط

تدخل فكتوريا وهيلينا المحل.

(فكتوريا بتحدٍّ للبائع):

ــ يا سيدي، هذه الخرائط مزيفة!

(صاحب المحل بجدية):

ــ ما الذي تقولينه يا آنسة؟ هذه الخرائط أصلية!

(فكتوريا بإصرار):

ــ مستحيل! أنا حافظة لكل خرائط العالم!

(صاحب المحل بنفاد صبر):

ــ يا آنسة، هذه هي الخرائط... أم أنكِ جاهلة؟!

(فكتوريا تغضب بشدة):

ــ مَن الجاهلة أيها العين؟! ابن الساقطة العاهرة!

(صاحب المحل يغضب بشدة):

ــ 😡😡😡

(هيلينا تعتذر بسرعة وتسحبها):

ــ أنا آسفة يا سيدي... إنها مريضة. وداعًا!

تأخذ هيلينا فكتوريا خارج المحل بسرعة.

---

خارج المحل

(هيلينا وهي غاضبة ومحرجة):

ــ ما هذا الذي فعلتِه؟!

(فكتوريا غاضبة):

ــ هو المخطئ! لقد نعتني بالجاهلة!

(هيلينا تهدئها):

ــ الآن... هل تأكدتِ؟

(فكتوريا بتردد):

ــ ما زلتُ لا أصدّقكم...

(هيلينا بلطف وصدق):

ــ يمكنكِ البحث كما تشائين، لكن... هذه هي الحقيقة.

(فكتوريا بذهول):

ــ لكن... كيف؟!

(هيلينا بتردد):

ــ هناك قصة مشابهة تمامًا لقصتك... لسيدةٍ أيضًا تدّعي أنها من عالم آخر، وصلت إلى هنا عن طريق الخطأ.

يمكننا زيارتها... بعد أن تتعافى قدمكِ.

(فكتوريا بخوف وخفوت):

ــ تبدو القصة... مخيفة.

(هيلينا بطمأنينة):

ــ لا تخافي... فقط ثقي بنا.

تعود فكتوريا إلى البيت، وهي تعرج بجانب هيلينا. تصعد هيلينا بها إلى غرفتها، ثم تنزل لإخبار العائلة بما حدث.

---

في الأسفل – حديث العائلة

(ماركوس يسأل بقلق):

ــ ما الذي حدث معكما؟

(هيلينا تروي):

ــ ذهبنا اليوم إلى محل الخرائط، لتتأكد أليس أنه لا وجود لبلاد تُدعى إنجلترا...

وعندما لم تجدها، اتهمت البائع بأن خريطته مزيفة، ونعتها بـ"الجاهلة"، فشتمته.

(ماركوس مندهش):

ــ غريب! هذه ليست من عادات أليس! لم تكن عصبية، ولا تغضب بسرعة، ولا تشتم!

(هيلينا موافقة):

ــ حتى أنا استغربتُ.

(إدوارد بتفكير):

ــ هل تظنّ يا عمي أن حالتها مثل حالة السيدة ريتشار؟

(ماركوس غاضبًا):

ــ مستحيل! ابنتي ليست مجنونة!

(هيلينا بحذر):

ــ حتى أنا فكرتُ في ذلك، يا ماركوس...

ربما الأقاويل التي تُقال عن تلك البحيرة حقيقية... ربما هي فعلاً ملعونة!

(ماركوس يعترض بشدة):

ــ هيلينا! أنتِ امرأة متعلمة! كيف تقولين هذا؟!

لا يوجد شيء يُدعى "بحيرة ملعونة"! لا تردّدي هذا الكلام أمامي مرة أخرى!

(هيلينا تعتذر):

ــ آسفة... لكنني أخبرت أليس فعلًا أن هناك سيدة مثل حالتها، واقترحتُ أن نزورها بعد أن تتعافى.

(ماركوس بغضب كبير):

ــ كيف تخبرين ابنتي بهذا الهراء؟! تلك السيدة مجنونة!

كيف تقابلها فكتوريا؟!

(هيلينا بخضوع):

ــ أنا آسفة... لكن المهم الآن أن قدمها متورّمة للغاية.

(ماركوس متنهّدًا):

ــ لا أعلم لماذا وافقتُ على ذهابها وهي مصابة...

(هيلينا بتبرير):

ــ لم يكن أمامي خيار... كانت مصممة على الذهاب.

(هيلينا تتجه نحو إدوارد):

ــ إدوارد، هل يمكنك إلقاء نظرة على كاحلها بما أنك طبيب؟

(إدوارد موافقًا):

ــ بالطبع، يا زوجة عمي.

---

فحص القدم

يصعد إدوارد ليفحص قدم فكتوريا.

(إدوارد بهدوء):

ــ قدمكِ متورمة للغاية...

(فكتوريا تتألم وتتكبر):

ــ آآه... هذا مؤلم! كن حذرًا، فأنت تتعامل مع قدم أميرة!

(إدوارد يضحك بخفة):

ــ 🤭🤭🤭

(فكتوريا بانزعاج):

ــ بالطبع! أنت سعيد لأنك تتعامل مع قدم أميرة!

(إدوارد ساخرًا):

ــ "أميرة" قال... 😄😄😄

(فكتوريا بغضب):

ــ هل تسخر مني يا هذا؟!

(هيلينا تتدخل بسرعة):

ــ لا، لا! هو فقط يمزح... لا يقصد شيئًا.

(فكتوريا بحِدّة):

ــ عليه أن ينتقي كلماته معي!

(إدوارد بابتسامة مُربكة):

ــ 😁😁😁

حسنًا... لقد انتهيت يا أليس. فقط لا تمشي عليها كثيرًا... إلا في الحالات الطارئة.

(فكتوريا تصحّحه بانزعاج):

ــ فيكتوريا.

(إدوارد غير فاهم):

ــ ماذا؟

(فكتوريا تصرخ بعجرفة):

ــ اسمي... فيكتوريا!!!

(إدوارد بخضوع وسخرية داخلية):

ــ حسنًا، يا "فيكتوريا"... كما قلت: لا تمشي على قدمك كثيرًا حتى تتعافي.

(في داخله ساخرًا):

ــ قال "فكتوريا" قال...

​في فترة شفاء فيكتوريا، كانت هيلينا تعتني بها وتعاملها بطريقة ممتازة، وكان إدوارد يزورها ويعتني بها كل يوم. بعد 10 أيام، كانت فيكتوريا تصر على الذهاب للسيدة ريتشار.

​فيكتوريا (بإصرار): قلت لكِ يا هيلينا أنا بخير، حتى انظري يمكنني الوقوف!

​تحاول فيكتوريا الوقوف بصعوبة، ثم فجأة تسقط.

​تذهب هيلينا لرفع فيكتوريا.

​هيلينا (قلقة): لا يا فيكتوريا، أنتِ لستِ بخير.

فيكتوريا (تصرخ بعناد): أنا بخير... أنا بخير.... قلت لكم أنا بخير!

إدوارد (يشرح بجدية): مرت 10 أيام فقط. صحيح أن التوائكِ ليس خطيرًا، لكنه من الدرجة الثانية، ويحتاج إلى 3 إلى 6 أسابيع للتعافي. إذا مشيتِ عليه، سوف يزيد الأمر سوءًا، وقد يصل الأمر إلى بتر كاحلكِ.

ماركوس (بحزم): كما سمعتِ، لن تتحركي من هذا السرير إلا بعد 6 أسابيع.

​تحس فيكتوريا بالغضب والظلم، وتبدأ دموعها بالانهيار وهي تصرخ وتبعد هيلينا عنها بعنف، وتقف وتبدأ بالصراخ.

​فيكتوريا (تصرخ بغضب شديد): أنتم من تظنون أنفسكم فاعلين؟! هل تحاولون حبسي في هذا المنزل المهترئ؟! أنا فيكتوريا، ملكة إنجلترا المستقبلية! هل تظنون أنكم تستطيعون حبسي؟! أنا سوف أدمركم! أنا...... أنا...... أنا....

​تبدأ فيكتوريا في فقدان توازنها.

​هيلينا (قلقة): فيكتوريا، هل أنتِ بخير؟

فيكتوريا (بحدة): وما شأنكِ أنتِ يا...

هيلينا (تُنادي): فيكتوريا!

ماركوس (يُنادي): فيكتوريا!

إدوارد (يُنادي): فيكتوريا!

​وفجأةً تفقد فيكتوريا توازنها ويُغمى عليها، ولكن ينقذها إدوارد من السقوط حيث يمسكها لأنه كان الأقرب إليها. تستيقظ فيكتوريا في سريرها وترى أن العائلة كلها بجانبها، وكانت هيلينا تبكي.

​ألفريد (قلقًا): أختي، هل استيقظتِ؟ هل أنتِ بخير؟

ماركوس (بحنان): هل أنتِ بخير يا ابنتي؟

هيلينا (تبكي): كنتُ خائفة عليكِ كثيرًا! أنا آسفة أنني أزعجتكِ، أعدكِ أنكِ وقتما تريدين الذهاب إلى تلك السيدة، سوف آخذكِ إليها.

إدوارد (يعترض): ما الذي تقولينه يا زوجة عمي؟ إنها مصابة!

هيلينا (بإصرار): لا بأس، يمكننا مساعدتها على المشي، لكن لا أريد أن يحدث ما حدث للتو مجددًا. ماذا لو حدث لها مكروه أكبر يا إدوارد؟

فيكتوريا (باستفسار): ما الذي حدث؟

إدوارد (يوضح): لقد أُغمي عليكِ بسبب التوتر.

ماركوس (يُطمئن): كما تريدين يا ابنتي، لو أردتِ زيارة تلك السيدة، سوف آخذكِ بنفسي إليها.

مخ فيكتوريا (داخليًا): أنا لا أريد أن يُبتر كاحلي.

فيكتوريا (تُفكر): لا بأس، سوف أنتظر حتى أتعافى، لكن هذا لا يعني أنني أريد أن أكون جالسة في السرير طوال الوقت، سوف يزداد وزني.

​فجأةً تتحول الأجواء من أجواء حزن وبكاء إلى أجواء مرح وضحك.

​هيلينا (بفرح): بالطبع يمكنكِ النزول إلينا والتجول في المنزل كما تشائين، فقط لا تضغطي على كاحلكِ كثيرًا.

​كانت فيكتوريا تتعود على العائلة شيئًا فشيئًا، ومرت الأيام ومرت الأسابيع، ومرّ على إصابتها أربعة أسابيع، أي بعبارة أخرى شهر. قررت فيكتوريا أن تذهب لتلك السيدة.

​فيكتوريا (بإصرار): هيلينا، كما ترين أن كاحلي أصبح بخير، هل يمكنني الذهاب لرؤية تلك السيدة؟

هيلينا (متسائلة): أي سيدة؟

ألفريد (يوضح): تقصد السيدة ريتشار.

هيلينا (تتردد): لكن يا فيكتوريا، اصبري قليلاً على كاحلكِ.

فيكتوريا (بحزم): لن أصبر أكثر من ذلك! لمعلوماتكِ فقط، سوف أذهب إليها غدًا.

إدوارد (يُعبر عن أسفه): لا تحزني يا زوجة عمي، أنتِ تعلمين لو كان بإمكاني لكنت ذهبت معكم، لكن غدًا الاثنين وسوف أذهب إلى المركز الصحي.

هيلينا (تتفهم): لا بأس يا إدوارد، سوف أذهب أنا وهي.

إدوارد (يتساءل): وماذا عن عمي؟

هيلينا (تطلب): أرجوكَ لا تخبره.

إدوارد (موافقًا): حسنًا.

​في صباح اليوم التالي، ترتدي فيكتوريا ملابسها وتتجه هي والسيدة هيلينا إلى منزل السيدة ريتشار. وهما في الطريق، تبدأ هيلينا تحكي قليلاً عن السيدة ريتشار.

​هيلينا (تحكي): قبل 20 عامًا، يقال إن هنالك فتاة وجدت غارقة في بحيرة لوخ نيس، وعندما أخرجها أقاربها وأهلها وعائلتها، أصبحت تقول كلمات غريبة وأنها لا تدعى ريتشار أو هي ليست من هذا المكان. كانت تقول إنها تعيش أيضًا في مكان يدعى إنجلترا، مثلكِ تمامًا يا فيكتوريا. عندما أخبرتني أنكِ من ذلك المكان الذي يدعى إنجلترا، خفت عليكِ كثيرًا. في البداية ظننت أنكِ تفعلين كل هذه المسرحية والتمثيلية من أجل الحذاء الذي كنتِ تريدينه، وأنها فكرة أتتكِ من الروايات التي تقرئينها، لكن بعد ذلك أدركت أن الأمر أكبر من ذلك بكثير.

فيكتوريا (تتأكد): وتلك السيدة هي السيدة ريتشار؟

هيلينا (تؤكد): نعم، وعندما كبر الأمر ووصل عند عمدة هذه القرية، أخذها من عائلتها وحبسها لمدة أكثر من 15 عامًا، وكانت تتعرض للتعذيب لأنهم ظنوا أنها لُعنت. لكن بعد ذلك ظهر أطباء قالوا فقط إنها مجنونة وطلبوا فقط أن تكون متواجدة في منزلها، وبعد ذلك أصبحت طبيعية جدًا.

فيكتوريا (تندهش): غريب! قصتانا متقاربتان.

​تصل فيكتوريا وهلينا إلى منزل السيدة، وتفتح لهما أختها إيميلي.

​أختها إيميلي (ترحب): تفضّلا بالدخول، أختي ريتشار بانتظاركما.

فيكتوريا (تهمس لهيلينا): هيلينا، كيف يعرفان أننا نحن قادمتان؟

هيلينا (توضح): أرسلت لهما ألفريد ليخبرهما أننا نحن قادمتان اليوم.

هيلينا (تُسلّم): مرحبًا سيدة ريتشار، سعدتُ بلقائكِ.

فيكتوريا (تدخل في الموضوع مباشرة): إذًا أنتِ هي ريتشار؟ بالمناسبة، سوف أدخل في صلب الموضوع: أنا اسمي فيكتوريا، وربما سمعتِ باسمي. أنا أيضًا من إنجلترا، وأيضًا جئتُ هنا عن طريق بحيرة لوخ نيس.

​تصبح عينا السيدة ريتشار كبيرتين وتندهش.

​السيدة ريتشار (بصدمة): هل... هل فعلاً أنتِ من إنجلترا؟ هل... هل هذا صحيح؟ أم أن عائلتي أتت بكِ لكي تقنعيني بهذا الكلام لأنني لا أتكلم ولا آكل؟

فيكتوريا (تؤكد): لا يا عزيزتي، أنا حقًا من إنجلترا! أرأيتِ يا هيلينا؟ أنا من إنجلترا، وهذه السيدة تعرف أنني وهي أيضًا من إنجلترا. بالمناسبة يا ريتشار، أنا حفيدة الملكة فيكتوريا.

​السيدة ريتشار (باندهاش أكبر): حقًا... حقًا؟ هل أنتِ فعلاً حفيدة ملكة إنجلترا؟ هل أنتِ هنا لإرجاعي إلى إنجلترا؟ وكيف حال الملكة فيكتوريا؟

فيكتوريا (توضح): الملكة فيكتوريا قد ماتت، والآن أبي هو الحاكم. ومن قال لكِ إنني أصلاً أتيتُ لإرجاعكِ؟ أنا هنا أيضًا محبوسة مثلكِ، وليس هنالك أي أحد يصدقني.

السيدة ريتشار (بتنهيدة حزينة): أنتِ هنا محبوسة مثلي؟ سوف أحكي لكِ قصتي يا صغيرة: كنتُ أعمل كخياطة في إنجلترا، لا بل كنتُ خياطة ملكية! كنتُ أنسق وأخيط للملكة فيكتوريا الفساتين الملكية، وفي أحد الأيام رآني ولي العهد فرانسوا وأعجب بي، وأنا أعجبتُ به كثيرًا، وكنا نتقابل في السر طوال الوقت، وأحبني فعلاً، وأنا أيضًا أحببته، لكنه كان لديه مخطوبة، هذه المخطوبة كانت تحبه لدرجة الجنون، لكنه لم يكن يُبادلها نفس الشعور.

​فيكتوريا (تقاطع بصدمة): لحظة... لحظة واحدة! هل تقولين لي أنكِ كنتِ عشيقة والدي على أمي؟

السيدة ريتشار (متسائلة): لكن لحظة، هل والدتكِ حاليًا ملكة إنجلترا؟

فيكتوريا (تؤكد): نعم.

السيدة ريتشار (تسأل عن الوصف): كيف يبدو شكل والدتكِ؟

فيكتوريا (تصف): لديها شعر أشقر بعيون خضراء، وإنها جميلة.

السيدة ريتشار (مندهشة): لكن هذه ليست مخطوبته!

فيكتوريا (بدهشة أكبر): لحظة واحدة! هل تقولين لي أن هنالك فتاة كانت مخطوبة لوالدي قبل أمي؟

هيلينا (تؤكد): هذا ما يبدو يا فيكتوريا.

فيكتوريا (تطلب): ريتشار، أكملي.

​السيدة ريتشار (تتابع الحكي): عندما علمت تلك الفتاة بأني أواعد خطيبها، شعرت بالجنون وقررت الانتقام مني عن طريق محاولة قتلي. وبالمناسبة، هناك سر كبير حول تلك الفتاة. حاولت في أحد الأيام قتلي، ولكنها لم تنجح، لكن ولي العهد علم بالأمر وكان عقابه شديدًا على مخطوبته التي كانت تدعى باسم شارلوت، أو الاسم الذي ظننا أنه اسمها، فقرر ولي العهد فسخ خطوبته منها. وعندما أخبر الملكة بكل شيء، لم تعترض الملكة لأنها كانت تحبني ولم تكن أبدًا مرتاحة إلى شارلوت، فكانت هناك إشاعات تقول إنها من عائلة السحرة.

​فيكتوريا (تتساءل): هل تقصدين عائلة السحرة المعادية للعائلة الملكية؟

​السيدة ريتشار (تؤكد): عندما أخبر الأمير فرانسوا شارلوت بفسخ الخطوبة، جن جنونها وحاولت التقرب منه بأي طريقة، لكنه رفضها، وأصبحنا أنا وفرنسوا مثل المخطوبين في القصر، وكان الجميع يعلم أنني أنا وفرنسوا أفضل زوجين مستقبليين. لكن في أحد الأيام، وصلتني رسالة مجهولة وورد فيها أن هنالك أمرًا طارئًا وعليّ الذهاب إلى بحيرة لوخ نيس، وفي ذلك اليوم كان هو مصرعي. عندما ذهبت إلى تلك البحيرة، كانت تتواجد بالقرب منها شارلوت، وبدأت تتحدث معي على أنني خائنة وخطفت زوجها منها، والجميع يعلم أنها فقط كانت تحب منصب فرانسوا. وفجأةً عندما بدأت تتكلم، استوعبت أنها ساحرة، وأن اسمها الحقيقي ليس شارلوت بل آديل، وقالت إنها حامل من الملك فرانسوا، وإنها كانت تخطط للزواج من ولي العهد وأن تُنجب له ولي عهد وتقتله بالسحر البطيء، وتتولى هي الحكم عن طريق ابنها، لكنني ظهرت في الصورة وقمت بتخريب خطتها وهي تريد الانتقام مني. قالت لي إنها سوف تُرجع حكم العالم إلى السحرة، وإنها حامل من الملك فرانسوا منذ ستة أشهر. وعندما أخبرتها أنها تكذب وأن الحمل لا يبدو عليها، أخبرتني أنها ساحرة ويمكنها إخفاء ما تريد، وقبل أن ترميني في البحيرة، أخبرتني أنها سوف تتنكر في شكلي، وتتزوج الملك وتُنجب منه الطفل وتقتله وتُمسك الحكم. وفجأةً خرج من ورائي وحش وأخذني إلى عمق البحيرة، وعندما استيقظت وجدت نفسي في هذه القرية، وسجنوني لمدة 15 عامًا وعذبوني، والآن أنا مسجونة في منزلي، وهذه هي كل القصة.

​فيكتوريا (مذهولة): أنا متفاجئة... أنا متفاجئة حقًا! كل هذا الذي حدث لكِ كان ظلمًا!

السيدة ريتشار (بحزن): أعلم.

هيلينا (تتساءل): ماذا سوف تفعلين الآن؟ أقصد أنتما الاثنان؟

السيدة ريتشار (بيأس): أنا ليس هنالك أي شيء يمكنني فعله، سوف أموت في هذه القرية بسلام.

​فيكتوريا (بغضب واعتراض): والآن أنتِ مقعدة بسبب كل هذا! كيف تستسلمين بهذه السهولة؟ هل أنتِ مجنونة؟ كيف يمكنكِ البقاء هنا؟!

​تقوم هيلينا بتهدئة فيكتوريا.

​السيدة ريتشار (تنصح): انظري يا فيكتوريا، أنا أعلم أنكِ حزينة على ما حدث لي، لكن هذا هو قدري وعليّ القبول به. عشتُ معظم حياتي أفعل ما تفعلينه الآن في هذه القرية ولم أصل إلى أي شيء، لذلك سوف أقول لكِ أن تجدي لكِ هنا زوجًا صالحًا وتعيشي حياة ريفية بسيطة من دون أن تنظري إلى الوراء.

فيكتوريا (بصدمة): ما الذي تقولينه؟ هل تريدين أن تقولي لي أن أتقبل الأمر الواقع الذي فُرض عليّ؟

السيدة ريتشار (تسأل): هل تعرفين حتى من فعل هذا بكِ؟

فيكتوريا (تنفي): لا.

ريتشار (تُبيّن): انظري إلى نفسكِ، أنتِ حتى لا تعرفين من فعل هذا بكِ.

​(تتابع ريتشار) أنا التي أعرف من الذي فعل هذا بي، ولم أستطع فعل أي شيء. وكنتُ أيضًا في عمر الشباب مثلكِ قبل 20 سنة، ولكنني سوف أستسلم للأمر الواقع لأنني الآن أنا في الخمسينات، ولا أظن أنني سوف أعيش أكثر من هذا في هذه القرية الريفية، في هذا العالم الذي أنا لا أعرفه، في هذا المكان وأنا مقعدة. سوف أتقبل أنني الأخت الكبرى لفتاة تدعى إيميلي، وأعيش في هذه القرية وأموت في هذه القرية. وبالمناسبة، في الحقيقة اسمي ليس ريتشار بل اسمي هو كولين.

​فيكتوريا (بإصرار وعزيمة): سيدة كولين، إذا قبلتِ أنتِ بتقبل واقعكِ، أنا لن أقبل أبدًا! مستحيل أن أقبل أن أُدفن في هذه القرية من دون عائلتي، من دون أبي، من دون صديقاتي، ولا حتى من دون أن أجد فارس أحلامي! سوف أجد طريقة للعودة، وسوف آخذكِ معي، وسوف أُرجعكِ معي إلى إنجلترا. ابقي أنتِ فقط هنا، وسوف آتي لكِ وأدق لكِ هذا الباب وأخبركِ أنني وجدتُ طريقة لكي نعود. كولين، سوف أذهب الآن. هيلينا، هيا لنعود.

​تمشيان هيلينا وفيكتوريا في الطريق.

​فيكتوريا (بتفكير وقلق): غير معقول! هل أنا في كابوس؟

هيلينا (بتأثر): إن قصتها محزنة جدًا. هل تعلمين يا فيكتوريا، بعد أن رأيتُ حديثكما، أنتِ على حق، وأنا أصدقكِ. سوف أساعدكِ في الرجوع يا فيكتوريا.

فيكتوريا (بامتنان): أشكركِ كثيرًا يا هيلينا. صحيح أنكِ لا تعرفينني، أو بالأحرى أنا لا أعرفكِ، لكنكِ ساعدتيني كثيرًا واستحملتِ غضبي ولُؤمي معكِ أنتِ وعائلتكِ، لكنني قريبًا سوف أعود وأُرجع لكِ ابنتكِ أليس.

هيلينا (بحنان): فيكتوريا، أنتِ مثل ابنتي أليس.

​في المنزل.

​فيكتوريا (تطلب): هيلينا، سوف أذهب للتمشية قليلاً.

هيلينا (قلقة): لكنكِ لا تعرفين القرية جيدًا.

فيكتوريا (تطمئنها): لا تقلقي عليّ، أنا لستُ صغيرة.

هيلينا (توافق): حسنًا، عودي قبل العشاء.

فيكتوريا (تؤكد): حسنًا.

​بعد قليل من الوقت يعود إدوارد.

​إدوارد (يُسلّم): أهلاً يا زوجة عمي، هل عدتما؟

هيلينا (تُجيب): نعم.

إدوارد (يسأل): وما الذي حدث؟

هيلينا (تُخبر): كانت فيكتوريا محقة، إنهما يعرفان بعضهما مسبقًا.

إدوارد (مندهشًا): هل هذا يعني أن هنالك عالم آخر تحت البحيرة؟

هيلينا (تُوضح): هذا ما يبدو.

إدوارد (يسأل): أين فيكتوريا الآن؟

هيلينا (تُخبر): ذهبت للتمشية وطلبت منها العودة قبل العشاء.

إدوارد (يَنظُرُ في ساعَتِهِ): لَكِن يا زَوجَةَ عَمِّي، مَرَّ على وَقتِ العَشاءِ ٣٠ دَقيقَة.

هيلينا (قَلِقَة): آه صَحيح! اِسمَع يا إدوارد، اِبحَث عن فِكتوريا بِسُرعَةٍ وأَعِدها قَبلَ أَن يَعودَ ماركوس. إِذا عادَ إِلى هُنا وَلَم يَجِد فِكتوريا، سَوفَ نَكونُ جَميعًا في وَرطَة.

يَخرُجُ إدواردُ مِنَ المَنزِلِ بِسُرعَةٍ ويَبدَأُ يَبحَثُ في جَميعِ أَرجاءِ القَريةِ عن فِكتوريا وَلَم يَجِدها وكادَ اللَّيلُ أَن يَحِل.

إدوارد (مُضطَرِبًا): أَينَ تِلكَ الفَتاة؟ لَقَد بَحَثتُ في جَميعِ أَرجاءِ القَرية. هَل يُمكِنُ أَن يَكونَ اختَطَفَها قُطّاعُ الطُّرُق؟ لا لا، قُطّاعُ الطُّرُقِ بَعيدُونَ عن هذِهِ القَرية. ماذا أَفعَل؟ سَوفَ يَحِلُّ اللَّيلُ قَريبًا، وهذِهِ المِنطَقَةُ مَليئَةٌ بِالذِّئابِ المُتوَحِّشَة. هَل يُعقَلُ أَنَّها ذَهَبَت إِلى البُحيْرَة؟

يَتَّجِهُ إدواردُ إِلى البُحيْرَة، وفَجأَةً يَرى فَتاةً جالِسَةً بِالقُربِ مِنَ البُحيْرَة. نَعَم، إِنَّها فِكتوريا.

إدوارد (يُنادي): فِكتوريا.... فِكتوريا.... فِكتوريا...

مُخُّ فِكتوريا (داخِليًّا): ما هذا الصَّوتُ المُزعِجُ الَّذي يُنادي بِاسمي؟

تَلتَفِتُ فِكتوريا وتَجِدُ أَنَّهُ إدوارد.

فِكتوريا (مُجيبة): نَعَم، أَنا هُنا.

إدوارد (مُتسائلًا): أَينَ كُنتِ؟ وما الَّذي تَفعَلينَه؟ ولِماذا مَلابِسُكِ مُبَلَّلَةٌ هَكذا؟ ولِماذا تَأَخَّرتِ عن وَقتِ العَشاء؟

فِكتوريا (بِعَجرَفَة): أَنا لا أَتَحدَّثُ مع شَخصٍ وهُو واقِف.

يَجلِسُ إدوارد.

إدوارد (مُكَرِّرًا أَسئِلَتَه): لَم تُجِيبي على أَسئِلَتي بَعد. أَينَ كُنتِ؟ وما الَّذي تَفعَلينَه؟ ولِماذا مَلابِسُكِ مُبَلَّلَة؟

فِكتوريا (تُوَضِّح): صَحيحٌ أَنَّ هذا لَيسَ مِن شَأنِكَ، لَكِن على العُمومِ مَلابِسي مُبَلَّلَةٌ لِأَنَّني غَطَستُ في البُحيْرَة.

إدوارد (مُندهِشًا): كَيفَ غَطَستِ في البُحيْرَة؟ أَلا تَعلَمينَ أَنَّ هذِهِ البُحيْرَةَ مَليئَةٌ بِالتَّماسِيح؟ وأَنتِ أَصلًا لا تَعرِفينَ كَيفَ تَسبَحين!

فِكتوريا (مُتَعالِيَة): أَوَّلًا، لَقَد نَزَلتُ إِلى البُحيْرَةِ ولَم أَجِد ولا حَتّى سَمَكَةً واحِدَة، هَل تَسمَع؟ ولا حَتّى سَمَكَةً واحِدَة! وَثانيًا، مَن قالَ لَكَ أَنَّني لا أَستَطيعُ السِّباحَة؟

إدوارد (يُوَضِّح): لِأَنَّني أَعرِفُكِ مُنذُ كُنتِ صَغيرَةً لا تَستَطيعينَ السِّباحَة.

فِكتوريا (تَتَباهى): يَجِبُ أَن تَعرِفَ أَنَّ الفَتاةَ الَّتي تَعرِفُها وهِيَ صَغيرَةٌ لَيسَت هِيَ الجالِسَةُ بِجانِبِكَ الآن. لِمَعلُومَتِكَ فَقط، أَنا أَستَطيعُ السِّباحَة، أَستَطيعُ رُكوبَ الخَيل، أَستَطيعُ المُحارَبَةَ بِالسَّيف، أَستَطيعُ رَميَ السِّهام، أَستَطيعُ تَسَلُّقَ الأَشجار، وأَستَطيعُ الرَّسمَ والغِناءَ والرَّقص. أَستَطيعُ فِعلَ كُلِّ شَيء، لِأَنَّني بِاختِصارٍ الأَميرَةُ فِكتوريا، ومِثلي عَلَيها مَعرِفَةُ كُلِّ شَيء، وأَنا مُختَلِفَةٌ تَمامًا عن تِلكَ الفَتاةِ الَّتي تُدعى أَلِيس أَو أَيًّا كان. أَنا فِكتوريا وهِيَ أَلِيس، نَحنُ مُختَلِفَتانِ تَمامًا، حَتّى الأَسماءُ مُختَلِفَة. لا يُعقَلُ أَنَّكُم تُقارِنونَني بِتِلكَ الفَتاةِ الَّتي تُدعى أَلِيس أَو أَيًّا كان.

إدوارد (مُتَفَهِّمًا): واضِحٌ أَنَّكُما مُختَلِفَتان، لِأَنَّ أَلِيس كانَت فَتاةً خَجولَةً وطَيِّبَة، وكانَت تُحِبُّ مُساعَدَةَ الجَميع، وكانَت تَحمَرُّ خَجَلًا عِندَما تَراني.

فِكتوريا (ساخِرَة): تَحمَرُّ خَجَلًا عِندَما تَراك؟ ومَن أَنتَ لِتَحمَرَّ خَجَلًا عِندَما تَراك؟

إدوارد (يُخمِّن): لِأَنَّني أَظُنُّ أَنَّها كانَت تُحِبُّني.

فِكتوريا (مُستَنكِرَة): تُحِبُّكَ؟

إدوارد (يُوَضِّح): حَتّى أَنَّها أَعطَتني هذا الخاتَمَ المَصنوعَ يَدَوِيًّا عِندَما كانَت طِفلَة، أَخبَرَتني أَنَّنا سَوفَ نَتَزَوَّجُ عِندَما نَكبَر.

فِكتوريا (تَسخَر): أَهَهَه... يَبدو أَنَّ ذَوقَ أَلِيس كانَ مُتَدَنِّيًا جِدًّا.

إدوارد (غاضِب): مُتَدَنٍّ! لِماذا؟ هَل تَرينَ فيَّ أَيَّ عَيب؟

فِكتوريا (تَتهَرَّب): لَيسَ عَيبًا واحِدًا فَقط، بَل عُيوبٌ كَثيرَة، المُهِم، مِن كَلامِكَ عن أَلِيس أَظُنُّ أَنَّكَ أَيضًا تُحِبُّها.

إدوارد (يُوَضِّح): في الحَقيقَةِ أَنا كُنتُ أُعامِلُها مِثلَ أُختي الصَّغيرَة.

فِكتوريا (مُندهِشَة): أُختُكَ الصَّغيرَة!!! هَل فارِقُ السِّنِّ بَينَكَ وبَينَ أَلِيس كَبير؟

إدوارد (يُجيب): نَعَم، حَوالَي سَبعِ سَنَوات.

فِكتوريا (غَيرُ مُصَدِّقَة): سَبعُ سَنَواتٍ فَقط؟ غَيرُ مَعقُول! هَل تَعلَمُ أَنَّ الخُطّابَ الَّذِينَ كانُوا يَأتُونَ إِلَيَّ كانَ فارِقُ السِّنِّ بَينَنا أَكثَرَ حَتّى مِن ١٠ سَنَوات.

إدوارد (يَسأَل): وهل كُنتِ تَقبَلينَ بِهِم؟

فِكتوريا (بِفَخر): بِالطَّبعِ لا، جَميعُهُم كانُوا لا يُناسِبونَني. أَنا إِذا وَجَدتُ فَتى أَحلامي لا يُهِمُّني كَم كانَ عُمرُه. هَل تَعلَمُ أَنَّني رَفَضتُ ١١ رَجُلًا حَتّى الآن؟

إدوارد (في صَدمَة): ١١ رَجُلًا!!! ولِماذا الجَميعُ يُريدونَكِ؟

فِكتوريا (مُفَسِّرَة): ماذا تَقصِدُ لِماذا جَميعُهُم يُريدونَني؟ أَنا أَميرَةٌ وَلِيَّةُ العَهد، سَوفَ أُصبِحُ مَلِكَةً لِمَملَكَةٍ كامِلَة، وسَوفَ يُصبِحُ زَوجي المُستَقبَلي مَلِكًا، فَكَيفَ لا تُريدُهُم أَن يُريدوا الزَّواجَ مِنِّي؟

إدوارد (يَتَساءَل): لِماذا رَفَضتِهِم كُلَّهُم؟

فِكتوريا (تُبَرِّر): جَميعُهُم غَيرُ مُناسِبين. صَحيحٌ أَنَّ أَهلَهُم كانَ لَدَيهِم مَناصِبُ اللُّوردِ والفارِسِ والقائِدِ والغَنِيِّ والثَّريِّ، لَكِنَّهُم جَميعًا لَدَيهِم كَثيرٌ مِن العُيوبِ مِثلَكَ هَكذا، لِذلِكَ لَم أَقبَل بِهِم.

إدوارد (ساخِرًا): هَل تَعلَمينَ لَو كُنتُ مَكانَهُم لَم أَكُن لأَقبَلَ بِكِ أَنتِ، إِنَّكِ مُجَرَّدُ مُتَعَجْرِفَة. هَيَّا بِنا نَعودُ إِلى المَنزِل.

يتبع ...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon