الانتقام

مجهولة: إذًا، هل تأكدتِ ممّا قلتُه لكِ؟

مابل: نعم يا أمي.

أدل: من أين تظنين أنها جاءت بكل هذا الظلم؟! بالطبع من أبيها، الملك فرانسوا.

كما قلتُ لكِ يا ابنتي، سوف ننتقم من الأب عن طريق ابنته.

مابل: أمركِ يا أمي.

أدل: كل ما عليكِ فعله هو التقرب من فكتوريا، وأخذها إلى بحيرة "لوخ نِس"... وبأسرع ما يمكن.

(في عقل أدل): لا يمكنني الانتظار حتى أراك تحترق ألمًا على ابنتك يا فرانسوا...

ميليسا: أين كنتِ يا مابل؟

مابل: ذهبتُ إلى السوق لأحضِر بعض الحاجيات للمطبخ الملكي.

ميليسا: جيد، الآن اذهبي وقومي بتجهيز الأميرة، لأنها ستقابل بعض الأشخاص المتقدّمين لخطبتها.

مابل: حسنًا.

(طرقٌ على باب جناح الأميرة)

الأميرة: من؟

مابل: أنا مابل، يا مولاتي.

الأميرة: من مابل؟

مابل: أنا خادمتكِ الجديدة.

الأميرة: أيًّا يكن... ادخلي.

الخادمة فيبي: هل تريدين ارتداء هذا، أم هذا، يا مولاتي؟

الأميرة: لا، لا... لا أريد هذا، لقد لبسته من قبل! ارميه! وهذا لونه صيفي وليس ربيعي... قبيح، لا أريده! وهذا قديم... آه، لا أدري ماذا أرتدي!

(في عقل مابل): يبدو أن لديها ذوقًا كبيرًا في الملابس والثياب.

مابل: يا مولاتي ....

يا حسناءَ العينِ، يا بدرَ التمامِ،

يا نورَ العيونِ، في سحرِكِ الفاتنِ،

قلبي مرهونٌ، وجمالُكِ أَسرُ،

يَعلو كلَّ الفنونِ،

وأنتِ للناظرِ خيرُ قبولٍ.

في سِحْرِكِ الفاتِنِ تَخْضَعُ الدُّرُوبُ،

وجَمالُكِ يَعلُو كُلَّ العُيُوبِ.

أَنْتِ مَلِكَةُ الحُسْنِ، أنِّتِ خَيْرُ حُبُوبِ،

الأَلْوانُ فِيكِ تَزْدادُ بَهاءً،

فَكُلُّ لَوْنٍ لِجَمَالِكِ رِداءُ،

تَخْتالِينَ فِيهِ، وَتُهْدِينَ ضِياءَ.

فَإِنْ لَبِسْتِ الأَحْمَرَ، صَارَ لَهِيبًا،

يُشْعِلُ القُلُوبَ، وَيَزِيدُهَا لَهِيبًا.

كَأَنَّ شَمْسًا أَشْرَقَتْ، وَبَدَتُ غَرِيبَاً،

تُنِيرُ الدَّرْبَ، وَتُنْسَى العَنَاءَ،

يَا حَبِيبًا.

وَإِنَّ الأَزْرَقَ فِيك بَحْرٌ مِنْ سُكُونٍ،

يُغْرِقُ النَّاظِرَ فِي هُدُوءٍ وَجُنُونٍ.

كَأَنَّ السَّمَاءَ نَزَلَتْ، وَبَاتَتْ عُيُونِي،

تَتَأَمَّلُ الجَمَالَ، فَيَا لَهَا مِنْ فُنُونٍ.

وَإِذَا الأَخْضَرُ يُزَيِّنُ قَوَامَكِ المَمْشُوقَ،

فَأَنْتِ غُصْنُ بَانٍ، تُغَازِلُهُ السُّرُرُ.

تَهَادَى جَمَالُكِ فِي خُضْرَةٍ وَزَهْرٍ،

كَأَنَّكِ رَوْضُ الحُسْنِ، فِي زهو مَلْبُسٍ.

يُضِيءُ بِعَيْنَيْكِ السُّكُونُ إِذَا نَظَرْ،

وَثوبكِ الأَخْضَرُ في الحسن آية.

فِي الأَبْيَضِ أَنْتِ نَقَاءٌ وَسَنَاءُ،

كَغَيْمٍ يُلَامِسُ النُّجُومَ، فَضِيَاءُ.

تُضْفِينَ عَلَى الكَوْنِ جَمَالًا وَصَفَاءً،

كَأَنَّكِ أَنْتِ الفَجْرُ، وَفِي الأُفُقِ إِشراق

وَذَوْقُكِ فِي اخْتِيَارِ المَلَابِسِ فَاقَ الحُدُودَ،

تَلْبَسِينَ الثِّيَابَ، فَتَغْدُو كَأَنَّهَا عُهُودُ.

كُلُّ قِطْعَةٍ تَخْتَارِينَهَا تَزِيدُكِ وُجُودًا،

يَا أَمِيرَةَ الأَنَاقَةِ، يَا مَنْ بِالجَمَالِ تَجُودُ.

فَكُلُّ مَا تَخْتَارِينَهُ مِنْ زِينَةٍ وَحُلِيٍّ،

يُبْرِزْ جَمَالَكِ وَيُذْهِلْ مَنْ يَرَى.

أَنْتِ سَيِّدَةُ الأَلْوَانِ، وَنَجْمَةُ العُلَى،

دَامَ جَمَالُكِ، يَا مَنْ بِالحُسْنِ تَزْهُو وَتُضِيءُ.

تلمع عينا الأميرة، فهي كانت من محبّي الشعر.

الأميرة: يا للهول! يا لهذا الجمال! ما أجمل هذا الشعر! من أين حفظتِه أيتها الخادمة الجديدة؟ ومن هو شاعر هذه القصيدة؟

مابل: أنا من كتبتُها، يا مولاتي.

الأميرة: جميل...

هل تحبّين الشعر والشعراء؟

مابل: نعم، وبالأخص ألفريد تينيسون.

الأميرة: لقد جعلتني قصيدتُكِ أريد ارتداء جميع الألوان وجميع ملابسي! من اليوم فصاعدًا، ستكونين من الخدم المرافقين لي.

مابل: أشكركِ على كرمكِ معي، يا أميرة.

وهكذا، تمكّنت مابل من الاقتراب من الأميرة.

فيبي: كيف عرفتِ يا مابل أن الأميرة تحب الشعر، والشاعر الذي يُدعى تينيسون؟

مابل: لم أكن أعلم... إنها مجرد صدفة.

إيزابيلا: كما سمعتِ، اذهبي واشتري الدقيق، والخضروات، والفواكه، وبقيّة الأشياء المكتوبة في الورقة.

ميليسا: إيزابيلا!

إيزابيلا: نعم؟ ماذا هناك؟

ميليسا: ألم ترسلي مابل في الصباح لإحضار متطلبات المطبخ؟

إيزابيلا: لا، لم أرسل أحدًا هذا الأسبوع إلى السوق.

ميليسا: لكن مابل أخبرتني أنها ذهبت إلى السوق اليوم لإحضار الحاجيات للمطبخ الملكي.

إيزابيلا: ربما أخبرتكِ أنها كانت في حديقة القصر، أو ما شابه، وأنتِ سمعتِ خطأ.

أنتِ تعلمين أنه لا يمكن لأحد الخروج من القصر إلا بإذن مني أو من رئيس الخدم، ورئيس الخدم حاليًا في رحلة الصيد مع الملك والملكة.

(في عقل ميليسا): غريب... أنا متأكدة أنها قالت إنها ذهبت إلى السوق.

فيبي: يا مولاتي، اليوم ستقابلين ثلاثة من المتقدّمين لخطبتك.

الأميرة: ألن يقابل الملك والملكة الخطّاب معي؟

فيبي: لا يا سيدتي، ما زال الملك والملكة في رحلة الصيد.

الأميرة: أدخِلوا الخُطّاب.

فيبي: اسمحوا لهم بالدخول.

الأميرة: إذًا... ياااه، صحيح! ما كان اسمك؟

آرثر: آرثر.

الأميرة: حدّثني عنك قليلاً، أيها الدوق آرثر.

آرثر: أنا ابن أحد كبار أغنياء إنجلترا، وأنا دوق كما تعرفين، وأنا مشهور جداً بوسامتي ومالي، وماهر في الفروسية والمبارزة، وجمع ألعاب القوة، وأنا... وأنا... وأنا...

الأميرة: ولماذا أتيتَ لخطبتي؟

آرثر: لأنني لم أجد فتاة تليق بمنصبي ومكانتي ووسامتي.

الأميرة: بل أظنّك لم تجد فتاة تقبل بك من الأساس. مرفوض. أحضِروا الذي بعده!

آآآه، مجرّد غبي متغطرس متكبّر... أنا، وأنا، وأنا!

مابل: لا أعلم لماذا قد رفضته، إنهما يبدوان ملائمين لبعضهما كثيرًا.

فيبي: ...

الأميرة: إذًا، يا توماس، عرّفني عن نفسك.

توماس: أنااا... آآآ... أنا...

الأميرة: ماذا؟؟

توماس: أنا فقط... خجول.

الأميرة: أنا لا أريد خجولًا... التالي!

الم تسمعوني؟ قلتُ: أدخلوا التالي.

فيبي: أنا آسفة، يا سيدتي، لكن اللورد جورج لم يصل بعد.

الأميرة: لماذا لم يصل؟

فيبي: لقد تأخّر في الطريق، يا أميرة.

الأميرة: أعلموه أنه قد رُفض.

فيبي: حاضرة. أرسلوا له رسولاً وأعلموه...

الأميرة: لا! لا ترسلوا إليه أحدًا. عندما يصل، أخبروه أنه مرفوض.

فيبي: لكن يا مولاتي، هو قادم من مكان بعيد...

الأميرة: لا يهمّني، عليه أن يعرف كيف يحترم مواعيده.

حضّروا لي الحمام الملكي.

فيبي: أمركِ يا أميرة.

ميليسا: إذًا، يا فيبي، ماذا فعلتِ؟ أرجو أن تكوني اخترتِ واحدًا.

فيبي: لا، للأسف.

الأميرة: إذًا، يا مابل، أين كنتِ تعيشين قبل مجيئكِ إلى هنا؟

مابل: في اسكتلندا، يا مولاتي.

الأميرة: جميل، سمعتُ عنها كثيرًا. هل هي جميلة كما يُقال؟

مابل: نعم يا مولاتي.

الأميرة: في أي قرية كنتِ تعيشين؟

مابل: كنت أعيش في منطقة قريبة من الجبال الاسكتلندية، في قرية تُسمّى "إنفرنِس".

الأميرة: واو! سمعتُ أن هناك بحيرة قريبة من الجبال تُسمّى... تُسمّى...

مابل: أتقصدين بحيرة "لوخ نِس"؟

الأميرة: نعم، هي! وسمعتُ أيضًا أن فيها وحشًا يُسمّى "وحش لوخ نِس".

(في عقل مابل): معلوماتكِ واسعة، يا فكتوريا...

مابل: نعم يا مولاتي، لكنها مجرّد خرافات. لقد زرتُ تلك البحيرة عدّة مرات، ولم أشاهد شيئًا غريبًا.

الأميرة: أنا حقًّا أريد زيارة تلك البحيرة.

مابل: يمكننا زيارتها معًا، يا مولاتي.

الأميرة: أجل، لا مشكلة.

أنتِ، يا خادمة فيبي، أحضري لي المزيد من عصير التوت.

ميليسا: فيبي، إلى أين أنتِ ذاهبة؟

فيبي: أريد إحضار عصير التوت إلى الأميرة.

ميليسا: وأين مابل؟

فيبي: في الحمام مع الأميرة.

ميليسا: هل تعلّمتِ كيفيّة التعامل مع الأميرة؟

فيبي: بل نحن من علينا التعلّم منها كيف نتعامل مع الأميرة.

ميليسا: ماذا تقصدين؟

فيبي: أقصد أنّها استطاعت التقرب من الأميرة. أتصدّقين أن الأميرة تناديها باسمها، من دون لقب "خادمة"، وتتحدث معها طوال الوقت؟

ميليسا: هل هذا معقول؟!

فيبي: حدث هذا بعد أن كتبت مابل قصيدة تتغزّل فيها بجمال الأميرة، وكما تعلمين، الأميرة تحب الشعر.

ميليسا: غريب للغاية...

(أصبحت مابل والأميرة مقربتين للغاية، وأصبحت الخادمات يشعرن بالغيرة منها)

(في عقل ميليسا): أصبحت مابل قريبة جدًّا من الأميرة، لدرجة أنها تسمح لها بتمشيط شعرها! والمعروف أن الأميرة لا تسمح لأحد بلمس شعرها! أخشى أن تأخذ مابل منصبي...

الأميرة: مابل، تمشيطكِ للشعر جيّد جدًّا.

مابل: أشكركِ يا مولاتي على إطرائك.

الأميرة: أنا من يجب أن يشكركِ على خلطة الزيوت التي أعطيتني إيّاها، لقد جعلت شعري أثقل وأنعم.

آه، شعري!

مابل: أنا آسفة يا أميرة!

الأميرة: لا بأس، أنا بخير... فقط توخي الحذر في المرّة القادمة.

مابل: أمركِ.

الأميرة: أتعلمين يا مابل، أريد الذهاب إلى بحيرة لوخ نِس.

مابل: وأنا أيضًا. عندما ترغبين، سأذهب معكِ.

الأميرة: حسنًا، اتفقنا. هذا يكفي يا مابل.

مابل: حاضرة يا أميرة.

يا أميرة، هل يمكنني العودة إلى غرفتي؟

الأميرة: نعم، نعم...

أدل: هل أحضرتِ الشعرة؟

مابل: نعم يا أمي.

أدل: أُممم... شعرة جميلة وطويلة.

مابل: ماذا ستفعلين بهذه الشعرة؟

أدل: سأُطعمها لوحش لوخ نِس، كي يسحبها إلى البحيرة عندما تكون قريبة منها.

مابل: يسحب مَن؟

أدل: يسحب فكتوريا. هل أصبحتِ غبية مثلها؟! كما يقول المثل: "من عاشر قومًا أربعين يومًا، صار منهم".

(في القصر الملكي)

الملك: إذًا، يا كبير الخدم وليم، هل وافقت فكتوريا على أحد الخطّاب؟

وليم: لا يا مولاي.

الملك: استدعِها إلى هنا فورًا.

يا فكتوريا، لماذا رفضتِ الثلاثة خطاب؟ لقد رفضتِ أكثر من أحد عشر خاطبًا! ما خطبكِ؟

فكتوريا: لأنّ في كلّ واحدٍ منهم عيوبًا.

الملكة: وما عيوبهم؟

فكتوريا: المتأخر عن مواعيده، الخجول، المتكبّر، الذي يعيش على نفقة والده، الذي لا يمكنه اتخاذ قرار من دون أمّه، زير النساء، والذي يريدني فقط من أجل جمالي أو منصبي...

الملك: كفاكِ كلامًا! أنتِ معاقَبة لمدة أسبوع، ولن تخرجي من غرفتكِ.

الملكة: وبالمناسبة... لقد زاد وزنكِ، قومي بخسارة بعض الوزن في هذا الأسبوع.

فكتوريا: سئمتُ من كل هذا... آه!

(في عقل فكتوريا): جاءتني فكرة!

فكتوريا: مابل!

مابل: نعم، يا مولاتي؟

فكتوريا: اسمعي يا مابل، سوف نهرب الليلة من القصر ونذهب لزيارة بحيرة لوخ نِس.

مابل: ماذا تقولين، يا أميرة؟

فكتوريا: ما بكِ يا مابل؟ سنذهب فقط في إجازة خلال فترة العقوبة.

مابل: لكن يا أميرة، سيلاحظون غيابنا!

فكتوريا: لن يلاحظ أحد، فهم لا يسألون عني أثناء العقوبة.

مابل: وماذا عن الطعام؟

فكتوريا: اليوم أخبرتني أمي أن عليّ اتباع حمية... سيظنون أنني أضربتُ عن الطعام.

مابل: حسنًا، يا مولاتي.

فكتوريا: سنتسلل في الليل ونهرب إلى قريتك، ونزور تلك البحيرة.

(في اليوم التالي، في القرية)

فكتوريا: واو، يا مابل! قريتُكِ جميلة جدًّا!

مابل: أشكركِ، يا أميرة.

فكتوريا: إلى أين ستأخذينني؟

مابل: سأخذكِ إلى بحيرة لوخ نِس.

فكتوريا: رائع! البحيرة في غاية الجمال...

(في عقل مابل): أين ذلك الوحش؟... آه، ها هو!

(يظهر وحش امام فكتوريا )

فكتوريا: آآآه! وحش!

(تحاول فكتوريا الهرب، لكنها تسقط وتلوي كاحلها)

فكتوريا: مابل! ساعديني!

مابل... مابل... ما بكِ؟ ساكنة؟

مابل: هذا هو جزاؤكِ، يا طفلة.

فكتوريا: ماذا تقصدين؟

مابل: ستذهبين إلى الجحيم.

(فجأة تُسحب فكتوريا بوحشيّة إلى قاع البحيرة)

(تظهر أدل وتبتسم ابتسامة شريرة)

أدل: أحسنتِ يا مابل... بل عليّ أن أقول: ملكة إنجلترا المستقبلية، فكتوريا...

يتبع...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon