بين موج البحر .. وموج القلب

بين موج البحر .. وموج القلب

الفصل الاول : على حافة الجرف

كل يوم يمر ٬ فهد كان يصنف الناس لمجموعتين: مجموعة يسهل انقادهاو مجموعة عنيدة دائما ما تصعب الأمور عليه...لكن تلك الفتاة لم تنتمي لأي من المجموعتين.

كان الجو حار ٬ ورمال البحر الذهبية٬ تلمع تحت اشعة الشمس٬ عندما رأها لأول مرة...

كانت ترتدي فستان اسود ٬وتقف على حافة الجرف٬ تلفت الانتباه من حولها بشكل غريب...

وقبل ان يدرك.. سسمع صرخات تتعالىولمح شعر بني فاتن يغرق بدآ يتلاشا اسفل الماء٬ ركض بسرعة البرق وعندنا وصل الماء بدأ يسبح وهو منزعج.

فهد: لماذا الحمقي دائما مايختارون الغرق في مناوبتي؟!

عندما امسكها من ذراعها لمساعدتها وانقاذها من الغرق٬ التفتت هي اليه ونضرت له بعينان متسعتان في صدمة٬ وصفعته....

شهرزاد : يا الهي! من انت؟ افلتني!

بدأت تحاول الانتفاض منه ليتركها ٬ قلب فهد عينايه بسخرية٬ وقال لها ببرود...

فهد: اسمعيني يا هذه٬ لديك خياران لا ثالث لهما: ايما ان تدعيني اقم بعملي ٬ او اترككي هنا تسبحين مثل السلحفاة المية٬ الخيار لك....

بعد أن تلقت شهرزاد صفعةً غير متوقعة من فهد، توقفت للحظة عن المقاومة، لكن عينيها الزرقاوين اشتعلتا بغضبٍ لا يخفي فضولًا مختفيًا. 

شهرزاد: (بصوتٍ حادٍّ، لكنه يرتجف قليلًا من البرد) "عملك؟! وما عملك غير إهانة الناس؟!" 

رفع فهد حاجبًا بلا مبالاة، وهو يمسك بها بإحكام كي لا تعود للغرق. 

فهد: (بتثاقل) "عملي هو منع الأغبياء من تحويل إجازتي إلى فيلم كوارث... والآن، هل ننهي هذا الدراما أم تفضلين مناقشة فلسفة الحياة وأنتِ تغرقين؟" 

قبل أن ترد، انزلقت موجة قوية بهما، فجذبت شهرزاد إليه غريزيًّا. شعرت بدفء جسده ورائحة مياه البحر العالقة بملابسه، بينما أدرك هو فجأة أن الفستان الأسود الذي ترتديه يكاد يكون شفافًا من البلل... فأسرع بتحويل نظره إلى الأفق. 

شهرزاد: (بنبرة أقل حدة) "أنا لم أكن أحاول الغرق! كنت أبحث عن قلادتي..." 

فهد: (محدقًا فيها) "قلادة؟! في عمق البحر؟! (يهز رأسه) يا سيدتي، حتى الأسماك لن تخاطر بهذا من أجل مجوهرات!" 

لكنها لم تكن مجرد قلادة عادية. كانت هدية أخيرة من جدتها، تحمل حجرًا نادرًا من تراث المغرب. أخبرتها شهرزاد بذلك، وبلمحة نادرة من التعاطف، أدرك فهد أن عقاب جده له - بأن يعمل منقذًا على الشاطئ - قد يكون أخفّ من عقابها لخسارتها ما لا يعوّض. 

فهد: (بتردد) "حسنًا... لكننا سنفعل ذلك *بطريقتي*." 

أخرج هاتفه من جيبه المقاوم للماء، وطلب تعزيزات من فريق الإنقاذ. في غضون دقائق، وصل الغواصون، وبعد ساعة من البحث، عادوا بالقلادة. 

عندما وضعها فهد في يدها، شعرت شهرزاد بلمسة يديه الخشنة - يدَيْ مليونير اعتادت يداه على توقيع الشيكات، لا إنقاذ الأرواح. نظرت إليه، وهذه المرة بلا غضب. 

شهرزاد: (بتلعثم) "شكرًا... لكن لماذا ساعدتني بعد كل هذا؟" 

فهد: (بابتسامة ساخرة أخفت ارتباكه) "ربما لأن جدي سيخصم من ميرثي يومًا آخر إذا تركتِ نفسكِ تغرقين... أو ربما..." (توقف، ثم أكمَل) "لأن الفستان الأسود عليكِ جعل الفشل خيارًا غير مقبول." 

ضحكت شهرزاد، وهو صوتٌ لم يسمعه الشاطئ طوال نوبات فهد المليئة بالشكاوى. 

شهرزاد: "أتعرف أنك لو كنت أقل وقاحة، لظننتُ أنك شخص لطيف؟" 

فهد: (مستعيدًا بروده) "احذري، فالكلام الحلو قد يجعلني أعتقد أنكِ ممتنة بما يكفي لتعويض ضياع وقت إجازتي." 

شهرزاد: (بتحدٍّ) "وهل المليونير الفاشل يحتاج لتعويض؟" 

أدرك فهد أنها ليست كمن أنقذهن من قبل. كانت شهرزاد النار التي لا تخمد، والتحدي الذي لم يخطر بباله. 

فهد: (همسًا) "ربما يحتاج لشيء آخر..." 

وبينما كانت الشمس تغيب، رسمت ظلالهما لوحةً على الرمال... لوحة بداية قصة لم تكن في الحسبان. 

...ΩΩΩΩΩΩΩΩΩΩΩΩΩΩΩΩ...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon