بعد لحظات من الصمت المليء بالتوتر، نظرت شهرزاد إلى فهد بفضولٍ واضح. لم تكن تعرفه، لكن هناك شيء ما في عينيه جعلها تتوقف عن الهجوم.
**شهرزاد**: (بحذر) "أنت... لست من فريق الإنقاذ العادي، أليس كذلك؟"
رفع فهد حاجبه، مستغربًا حدسها. كان يرتدي سروال السباحة العادي وقميصًا أبيض مفتوحًا، لكن ربما طريقته في الكلام أو سلطويته أثارت شكها.
**فهد**: (ببرود) "وهل المنقذين العاديين لديهم ميزات خاصة؟"
**شهرزاد**: (وهي تضغط على شعرها المبلل) "لا، لكنهم عادةً لا يتحدثون وكأنهم أبطال فيلم نوار."
ضحك فهد رغمًا عنه. كانت جريئة، وهذا نادرًا ما يحدث.
**فهد**: "حسنًا، أنا هنا بسبب... ظروف خاصة. لكن الأهم، ماذا كنتِ تبحثين عن قلادة في مكان خطير مثل هذا؟"
نظرت شهرزاد إلى البحر، ثم إلى القلادة التي تلمع في يدها.
**شهرزاد**: (بتأثر خفيف) "كانت هدية من شخص عزيز... سقطت عندما اقتربت كثيرًا من الحافة."
**فهد**: (باستخفاف) "أي عاقل يعرف أن الوقوف على حافة الجرف فكرة سيئة."
**شهرزاد**: (محدقةً فيه) "وأي عاقل يعرف أن صفع المنقذ الذي ينقذك فكرة أسوأ!"
ابتسم الاثنان، وكسرا الجليد قليلًا.
**فهد**: (بعد صمت قصير) "أنتِ لستِ من هنا، أليس كذلك؟"
**شهرزاد**: (متفاجئة) "كيف عرفت؟"
**فهد**: (وهو يشير إلى لهجتها) "لكنة إيطالية خفيفة... بالإضافة إلى أن المغربيات يعرفن أن هذا الجزء من الشاطئ خطير."
**شهرزاد**: (بتحدٍ) "أنا مغربية أيضًا، لكني أعيش في ميلانو. جئت لقضاء العطلة."
**فهد**: (مستغربًا) "مصممة أزياء؟"
**شهرزاد**: (ضحكت) "هل يبدو علي؟"
**فهد**: (مشيرًا إلى فستانها) "الفستان الأسود... الإكسسوارات... نعم، واضح."
أحست شهرزاد بأنه يراقبها عن قرب، فشعرت بغصة غريبة من الخجل.
**شهرزاد**: (محاولة تغيير الموضوع) "وماذا عنك؟ مليونير يعمل منقذًا؟ هذه قصة أريد سماعها."
**فهد**: (بجفاء) "ليس هناك قصة. فقط... عقاب من جدي."
**شهرزاد**: (مستهزئة) "أوه، إذن أنت من هؤلاء الأثرياء المدللين الذين يُعاقبون بالعمل كبشر عاديين؟"
**فهد**: (مبتسمًا بخبث) "وماذا عن مصممة الأزياء التي تبحث عن المجوهرات في قاع البحر؟ ألا يبدو هذا كحبكة فيلم رومانسي رخيص؟"
ضحكت شهرزاد، ثم سحبت يدها فجأة، لتكتشف أنها ما زالت ممسكة بذراعه.
**شهرزاد**: (محاولة إخفاء ارتباكها) "على أي حال... شكرًا لك. ربما أراكم لاحقًا."
**فهد**: (ببرود) "آمل ألا يكون ذلك لأنكِ بحاجة إلى إنقاذ مرة أخرى."
**المفاجأة الكبرى...**
في المساء، بينما كان فهد يتناول العشاء في فندقه الفاخر، رأى عبر النافذة مجموعة من الضيوف يتوجهون إلى حفل استقبال. بينهم... شهرزاد.
كانت ترتدي فستانًا أبيض يلمع تحت الأضواء، وتتحدث بلباقة مع الحاضرين. اتصل فهد بمدير الفندق.
**فهد**: (مندهشًا) "من هي تلك الفتاة؟"
**المدير**: "آه، ذلك المصممة الشهيرة شهرزاد العرافي! جاءت خصيصًا لعرض مجموعتها الجديدة في المغرب."
أغمض فهد عينيه وهو يضحك من المصادفة.
**فهد**: (في نفسه) "إذن... هي ليست مجرد حمقاء تغرق في البحر."
وفي تلك اللحظة، التقت عينا شهرزاد به من بعيد. أصابها الذهول، ثم رفعت كأسها نحوه بابتسامةٍ تتحداه...
**شهرزاد **: ( في نفسها ) "يا الهي٬ لما اشعر انه لعنة تلحقني؟
بدأ فهد يتقدم نحوها كان يسير نحوها بثقة وثباة ببساطة لأن الفندق الذي ستعرض شهرزاد مجموعتها الجديدة في احد قاعاته هي احد املاك عائلته...
فجأة قاطعه صوت مألوف لفتاة لا يطيقها مطلق...
**نور** : (بصوت انوثي مصطنع ودلع مفرط) فهد ... فهد انتظرني!
**فهد**: ( التفت يحاول الابتعاد عنها ) نور انا منشغل كما تعلمين لنتكلم في وقت لاحق....
سار فهد بسرعة حتى ان شهرزاد لاحظت توتره فور اقتراب الفتاة منه....
Comments