...لقد فكرت بالأمر....
...أرض سيول لا يمكن أن تكون شاسعة إلى الحد الذي يضيع فيه اللقاء. ...
...ربما، ذات يوم، قد يمر أحدهما بجوار الآخر، صدفةً......
...تخيلت "جونغ-أو" ذلك الاحتمال البسيط، البعيد....
...وأعدّت قلبها....
...حتى لو التقت به، فلن ترتبك....
...لن تبكي. ...
...لن تضحك. ...
...لن تغضب....
...لن تشعر بالألم....
...لن تبوح بأنها عانت كثيرًا....
...ستعامله بأقصى قدر من الهدوء والاتزان....
...وإن مرّا ببعضهما مرور العابرين... فليكن....
...رغم أنها عزمت ذلك مرارًا. ...
...إلا أن قلبها خانها....
...كأنه تعطّل فجأة، يصدر صوتًا مرتجفًا كآلة تنهار....
...لا، بل كأن جسدها كله قد تهشّم من الداخل....
...لم تستطع الحركة....
...ولا حتى امتلكت القوة لتفلت من قبضته على ذراعها....
...الدموع كانت على وشك السقوط، لكنها شعرت وكأنه سدّ كل منافذها، فلم تستطع أن تبكي....
...تلاقت أعينهما....
...انعكست الوجوه في المقلتين....
...وعلى عكس "جونغ-أوه"، التي بالكاد استطاعت أن تتنفس، كان "جي هون" ينظر إليها ببرود....
...لا أثر لسعادة، ولا دهشة، ولا حتى نفور أو ارتباك....
...فقط نظرة خافتة. ...
...كأنها لا تعني شيئًا....
......ماذا يمكنني أن أقول في لحظة كهذه؟...
...بينما كانت المشاعر تتقافز داخلها، أعاد "جي هون" انتصاب وقفتها بهدوء....
...كانت ساقا "جونغ-أوه" لا تزالان ترتجفان، كأنهما على وشك الانهيار أرضًا....
...ولئلا يطول الصمت حدّ الحرج، بادرت "مي-ران" بتقديمها إليه:...
..."المدير، هذه لي جونغ-أوه، كاتبة الإعلانات الجديدة في الفريق الثاني."...
..."كاتبة إعلانات، إذًا."...
...لم يرفع حاجبه حتى، واكتفى بذكر منصبها... ...
...بدلًا من اسمها....
...إذًا، أنا لست سوى منصب بالنسبة إليه....
...أمرٌ مفاجئ، مؤلم، لكن شفتيها بقيتا صامتتين....
..."تشرفت بلقائك."...
...مدّ يده لمصافحتها، بهدوء جليدي....
...أمالت "جونغ-أوه" رأسها ببطء، نظرت إلى يده....
...بدت أطراف أصابعه كأن خطًا سميكًا قد رُسم عليها،...
...كما لو كان يقول:...
..."آسف لهذا اللقاء، ولكن... أبقي المسافة."...
...ترددت، ثم مدّت يدها أخيرًا، مرتجفة الأصابع، رغماً عنها....
...الرجل الذي غاب عنها لسبع آعوان....
...اليد التي لم تلمسها منذ سبع آعوام....
...يده كانت لا تزال كبيرة، تُغلف يدها بالكامل، لكن الدفء الذي عهدته... لم يعد موجودًا....
...'...أهذا هو جوابه؟'...
...لا تبكِ....
...عضّت على شفتيها بشدة، تكتم بها الانهيار....
...وفقط بعدما رأت ردّة فعله الباردة، تذكّرت وعدها القديم:...
...أن تتعامل معه بهدوء، وألا تنهار....
...رفعت رأسها لتواجهه....
...كانت عيناه مظلمتين، جافتين كصحراء ليليّة....
...العمق الساحر الذي أحبّته فيه يومًا... اختفى تمامًا....
...'لقد تغيّر كثيرًا...'...
...كأنه لم يكن هو....
...كأنّ شخصًا آخر قد إرتدى ملامحه....
...قررت "جونغ-أوه" أن تقبل بالواقع....
...وأخيرًا، انفصلت يداهما....
...ومضى مبتعدًا، بلا أي انفعال، بخطوات باردة....
...عندها فقط، خرج نفس طويل من صدرها....
...خارت ساقاها، فاتكأت على الجدار القريب....
..."هل أنتِ بخير؟" سألت "مي-ران" بجانبها....
..."آه، نعم... أنا بخير."...
...ردّت بسرعة، واعتدلت في وقفتها....
...ماذا أفعل الآن؟ هل يمكنني الاستمرار في العمل هنا؟...
...تراكمت الأسئلة الواقعية في ذهنها، كأن فروة رأسها أصبحت يابسة....
...بعقل شبه غائب، سارت خلف "مي-ران"، حتى وصلا إلى مقر فريقهم....
..."هذه هي الزميلة التي حدثتكم عنها بالأمس. كاتبة الإعلانات، لي جونغ-أوه."...
...قدّمتها "مي-ران" أمام الفريق. ...
...فنهض اثنان من مقاعدهما....
..."هذا منتج الفريق، بارك يونغ-غوانغ، وهذا مصمم الغرافيك، سونغ كي-هون."...
...وبعد أن عرّفت بهما، استعادت "جونغ-أوه" شيئًا من وعيها....
..."مرحبًا، أنا كاتبة الإعلانات، لي جونغ-أوه."...
..."أوه، أنتِ المساعدة الجديدة! أهلًا وسهلًا!"...
..."واو! مرحبًا!"...
...رجل في منتصف الثلاثينات، وآخر يبدو في العشرينات، استقبلاها بودّ واضح....
...لكن المرأة التي لم تنهض من مكانها، واكتفت بإمالة وجهها، كانت تحمل تعبيرًا غير راضٍ....
..."وهذه مصممة الغرافيك، كو أون-جو."...
..."تشرفت بلقائك."...
...أومأت "أون-جو" برأسها، ثم عادت إلى شاشتها. كلماتها لم تتوافق مع ملامحها....
...وشعرت "جونغ-أوه" أن العمل هنا... لن يكون سهلًا....
...* * *...
..."لا، لا، لا! لن أتعلم لعبة الشطرنج! آااه!"...
...جلس دوبين أمام مبنى أكاديمية الشطرنج، وانفجر باكيًا بصوتٍ عالٍ، كما لو أن العالم قد ضاق عليه بما رحُب....
...كان المارّة يرمقونه بنظراتٍ حائرة، وكأن الأكاديمية لم تعد مكانًا لتعلُّم الفن، بل أشبه بمسلخٍ صغير، يُسلَّم فيه الأطفال إلى مصيرهم كارهين....
..."كفى، توقف عن البكاء!"...
...رفعت والدته، جين-سيو، صوتها. كانت تعلم أن النظرات تنهش حياءهما، لكنها لم تجد حيلة تُنقذ الموقف....
...فقط قبل أسبوع، بينما كان الطفل يجلس إلى جوار جده يشاهدان بثًا لمباراة شطرنج....
...أطلق دوبين سيلًا من الأسئلة الذكية حول قواعد اللعبة، أدهشت والدته حقًا—ذكاء فطري لطفل في السابعة....
...وعندما سألته جين-سيو عمّا إذا كان يرغب بتجربة الذهاب إلى الأكاديمية، أومأ برأسه بحماسة تُشبه رفرفة العصافير. ...
...ومن فرط سعادتها، بحثت الأم وسجّلته دون تردد....
...لكن ما إن انقضى اليوم الأول، حتى بدأ الطفل بالشكوى. قال إن اللعبة مملّة. واليوم، بكى بمرارة....
...شعرت جين-سيو برغبة جارفة في البكاء معه....
...ضاعت الأقساط سدى، وفكّرت، كم كانت تتمنى لو صبر شهرًا واحدًا فقط....
...كتمت غصتها، ومالت نحوه بكلماتٍ رقيقة، تُطبطب بها على هشاشته....
..."حبيبي، فقط اجلس ثلاثين دقيقة، لا أكثر. وإذا بقيت وتعلّمت، سأدعك تلعب لمدة ثلاثين دقيقة."...
..."...ساعة."...
..."حسنًا، ساعة. هيا، ادخل الآن."...
...بشرطٍ مغموس في الحزن، مسح دوبين دموعه ودلف إلى الداخل. ...
...كان في مشهده شيءٌ يُؤلم القلب ويُذيب الروح....
...نظرت والدته إلى كتفيه المنكسرين وهو يفتح الباب، وتنهدت بعمق....
...كانت ترغب أن تكون أمًا "جيدة"، لا مثالية....
...كانت تظن أن طفلها موهوبٌ في كل شيء. أنها لا تحتاج أن تطلب منه شيئًا، بل يكفي أن تلمّح، وسيفهم، وسينجح، وسيتفوّق. ...
...ألَم يكن هادئًا مطيعًا حتى قبل أن يُتقن اللغة؟...
...لكن الأطفال لا ينمون وفق التوقعات. ...
...لديهم رغباتهم الخاصة، وجوعهم الخاص، ومزاجهم الخاص. ...
...وفوق ذلك، كيف يمكن لطفلٍ في السابعة أن يكون بهذا الصلابة؟...
...رغم محبّتها، كانت الأم تشعر بالإرهاق... كثيرًا، وبلا خجل....
...وهكذا، أدركت الحقيقة المريرة التي لم يخبرها بها أحد:...
...لكي تُصبحي "أمًا جيدة"... لا بد أن يكون طفلك "هادئًا ولطيفًا"....
...رغم وعد الساعة، ظل دوبين يشهق، يُطلق أنينًا خافتًا وسط الهدوء....
...كان التلاميذ الأكبر سنًا في صفوفهم، والمعلم منشغل معهم في حلّ المسائل. شعر دوبين بأنه منسيّ، تُرك لوحدته، وكأن الزمن تعمّد أن يبطئ....
...كان عليه أن يصمد ثلاثين دقيقة فقط. لكن كيف؟ الوقت يمضغ أعصابه ببطء....
...فجأةً، سمع صوتًا ناعمًا يقول:...
..."هيه."...
...رفع رأسه ببطء، فوجد أمامه فتاة تجلس مقابله....
...كانت تشبه الأميرات، بعيونٍ واسعة، وبشرةٍ كالثلج، وملامح كأنها خرجت من صندوق دُمى....
..."لا تبكِ، انظر إلى هذا."...
...كانت كلماتها ناعمة، كأنها ترتيلةٌ في ميلاد الشتاء....
...ثم أشارت إلى رقعة الشطرنج أمامه. فحدّق دوبين إليها كما يُحدّق الحمل في السماء. مدت الصغيرة يدها إلى الرقعة بخفة ورقة القيقب....
..."جرّب هكذا."...
...فعل كما أمرت....
...ثم بدأت الفتاة تضع أحجار الشطرنج في يده الصغيرة، واحدة تلو الأخرى....
...لم يفهم ما تفعله. تمتم وهو ما يزال مرتبكًا:...
..."ما هذا؟ لماذا تفعلين ذلك؟"...
..."إذا أسقطتها... سأصفعك."...
...قالت عبارتها بجديةٍ هادئة، ثم ملأت كفّه بالأحجار، كما لو أنها زهرة بيضاء بأوراق خمس، تنبت على براعم سوداء....
...ضحكت بخفة، فضحك قلبه قبل وجهه. فجأة، نسي أنه كان يبكي....
..."اسمي لي يي-نا. وأنت؟"...
..."...بارك دوبين."...
...قالها وهو مشدود، يخاف أن تسقط الأحجار. سألت مجددًا:...
..."أنت تذهب إلى روضة البومة، اليس كذلك؟"...
..."كيف عرفتِ؟"...
..."رأيت حقيبتك أمس."...
...'...هل كانت تُراقبني منذ الأمس؟'...
...كانت عيناها تلمعان كالنجوم، عينا طفلة تحمل رائحة الزهر....
...شعر أن الزهرة في يده قد نبتت في قلبه....
...ثم أزالت الأحجار، واحدة تلو الأخرى، وقالت:...
..."انظر. هذه حجر أبيض، وهذه أسود."...
..."أعرف."...
..."أي لون تحب أن تلعب به؟"...
..."الأسود."...
...أجاب كأنها سحرته. شعر أنه لو سألته عن عنوان بيته، أو أسماء أسرته، لأجاب بلا تردد....
...أومأت برأسها، وقدّمت له وعاء الأحجار السوداء، وأخذت البيضاء لنفسها. ثم وضعت حجرًا أبيض في وسط الرقعة....
..."سأضعه هنا... تعرف كيف تأسره؟"...
...تردد، لكن تذكّر ما قاله والده منذ أيام، فأحاط الحجر الأبيض بأربعة سوداء....
..."أوه! أنت تعرف كيف تلعب الشطرنج؟!"...
...مدحت حركته، كما لو أنها إنجاز عظيم، فاحمرّ وجهه كزهرة ورد. كانت كلماتها باقة زهور تتفتّح بداخله....
...كانت طفلة تُشبه النسمات، تُعطّر اللحظة دون أن تبذل جهدًا....
...قالت:...
..."لا تبكِ وأنت تعرف كيف تلعب."...
...دوبين، ذو السبع آعوام، لم يُقابل فتاة مثلها من قبل....
...---...
...في الخارج، كانت جين-سيو تنتظر على أحر من الجمر....
...مرت أكثر من أربعين دقيقة. لم يخرج....
...'هل ما زال يبكي؟'...
...فتحت باب الأكاديمية ودخلت بقلق....
..."دوبين؟"...
..."ماما!"...
...ركض نحوها، ووجهه يُشع نورًا. لم يكن ذاك الطفل الذي سلّمته إلى الباب قبل قليل....
...ابتسم المعلّم:...
..."والده دوبين، ابنك يتأقلم بشكل ممتاز."...
..."حقًا؟!"...
...كانت تلك أجمل عبارة سمعتها ذلك اليوم....
...انحنت نحو طفلها، احتضنته بقوة، كأنها تحتضن الحياة من جديد....
...قال الطفل بنبرةٍ دافئة واثقة:...
..."حسنًا إذن، يا معلّمي... سأعتمد عليك من جديد غدًا."...
...ابتسم المعلّم بلطف، وقال بصوتٍ مطمئن:...
..."نعم، لا تقلق."...
...ثم التفت الصغير بجدية مفاجئة وقال:...
..."دوبين يجب أن يذهب الآن."...
..."إلى اللقاء!"...
...قالها بأدبٍ بالغ وهو ينحني، مودّعًا معلمه، قبل أن يركض نحو غرفة التدريب ويصرخ بصوتٍ عالٍ، حماسيٍّ:...
..."يي-نا، إلى اللقاء!"...
..."أجل، إلى اللقاء!"...
...ردّت عليه فتاة جميلة من داخل الغرفة، ملوّحةً له بيدها الناعمة....
...لقد كوّن صداقات بالفعل......
...مرّت هذه الفكرة في ذهن "جين-سيو"، وامتلأ قلبها بالفخر والامتنان لانفتاح ابنها وسرعة انسجامه....
...وبينما كانا يسيران خارج أكاديمية "الشطرنج"، التفتت إليه وسألته، وعيناها تشعّان بالدفء:...
..."كيف كانت الأكاديمية يا صغيري؟ هل استمتعت؟"...
..."أجل! كثيرًا!"...
...ردّ "دوبين" بحماسٍ يشعّ من ملامحه الصغيرة....
..."ما أكثر ما أحببته فيها؟"...
...سؤالها جاء مبتسمًا، ونبرتها كانت مغلّفة بالفرح....
...ذلك النوع من السعادة الذي لا يفلت من قلب أمّ....
...تردّد "دوبين" لحظة، لم يجب، ثم بادرها بسؤال آخر، غير متوقع:...
..."أمي... هل وقعتِ في حب أبي من النظرة الأولى؟"...
...ضحكت "جين-سيو" بخفة، وقد فاجأها السؤال:...
..."من أين سمعت هذا؟ وهل تعرف ما معناه بالأصل؟"...
..."نعم، أعلم."...
...لأني أمرّ به الآن...!...
...ثم قال بحماس يشبه صيحة إعلان:...
..."سأبذل جهدي في أكاديمية الشطرنج، أمي!"...
...صرخ بها بإصرار، بعينين تلمعان بعزيمة جديدة....
...---...
...كانت تلك بداية الحب الأول....
...⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆...
...بعد عودته من رحلة عمل، جلس "جي-هون" متعبًا، جبينه متقطّب، وأغمض عينيه في صمتٍ ثقيل....
...لم تفارقه صورة تلك المرأة، رغم أن لقاءهما كان عابرًا......
...الكاتبة الجديدة من الفريق الإنتاجي الثاني....
...ما كان اسمها؟...
...المرأة التي نظرت إليه بعينين مذعورتين، كأرنب باغته الضوء....
...وجهها الشاحب، ونظراتها المرتبكة... كانت جميلة. ...
...لكن الجمال وحده لم يكن ما جعله يشعر بهذا الاضطراب....
...عيناها......
...كأجنحة اليعاسيب، تتلون تحت الضوء، لكنها بدت وكأنها غُمرت بالماء، متثاقلة، بالكاد تتحرك....
...كأن الحياة فيها معلّقة بخيطٍ رفيع من الإرادة....
...امرأة تتشبث بلحظتها بكل ما أوتيت من قوة....
...الانطباع الذي تركته كان واسعًا، متداخلًا، رغم قصر اللحظة....
...كان شعورًا... غريبًا....
...بل، مزعجًا بشدّة....
...أجنحة يعسوب لا يمكنها صدّ سيلٍ جارٍ....
...لكن رغم معرفته بذلك، كان هناك ضيق، اختناق لا يُفسَّر....
...امرأةٌ استثارت فيه أشياء لا اسم لها....
...طرق... طرق....
...سمع طرقًا على الباب....
..."ادخل."...
...دخلت "سونغ مي-ران"، رئيسة الفريق، التي كانت قد صادفته صباحًا في الممر....
...حملت بين يديها أوراق الميزانية الأولية وقائمة المشاركين في العرض التنافسي القادم....
...من بين كل الأسماء، استوقفه اسم واحد......
...اسمٌ بعينه بدا وكأنه يُكتب بثقل على الورق:...
...لي جونغ-أوه. ...
...سأل "جي-هون" بلهجة غير مبالية وهو يوقّع الأوراق:...
..."هل العضوة الجديدة في فريقك كاتبة محتوى؟"...
...أجابت "مي-ران":...
..."نعم، تعني النائبة لي جونغ-أوه، أليس كذلك؟"...
...تابع "جي-هون" متسائلًا:...
..."هل خضعت لفحص طبي قبل الانضمام؟"...
...اتسعت عينا "مي-ران" قليلاً، وكأنها تسأل: لم هذا السؤال؟...
...لكنها أجابت دون تردد:...
..."لم أتحقق بنفسي، لكن يُفترض أنها فعلت، فذلك أحد المتطلبات."...
...قال بهدوءٍ يشوبه قلقٌ خفي:...
..."بدا لي أنها على وشك الانهيار، كانت ترتجف عندما أمسكت بها."...
...صمتٌ....
..."ربما تعاني من مشكلة صحية."...
...تبدّلت ملامح "مي-ران"، تحوّلت إلى فراغٍ لحظي، هل يهتم بالفعل لأمر الموظفين؟...
...لطالما ظنّت أنه بارد، رجل لا يبتسم ولا يلين، مذ تولّى منصبه....
...لكن ربما لم يكن كذلك تمامًا....
...قالت بمزاحٍ خفيف، محاولة تليين الجو:...
..."هل لأن المدير وسيم أكثر من اللازم؟"...
...لكن رده جاء حادًا، باردًا كحدّ السكين:...
..."هل أبدو من النوع الذي يستمتع بالإطراء؟"...
...جفلت "مي-ران"، ضمّت شفتيها دون رد....
...نظرته الحادّة كانت كافية لتمزيق الوثائق بنظرة واحدة، جعلت شعر عنقها يقف....
...قال بوضوحٍ لا يقبل التأجيل:...
..."أحضري لي جونغ-أوه."...
...تملّكها الندم داخليًا....
...لماذا فتحت هذا الباب؟...
...نظرت إليه في دهشة....
...لقد تحدّث سابقًا عن رغبته في إجراء مقابلات فردية مع أعضاء القسم....
...لكنه لم يبدأ بأيّ منها حتى الآن....
...هل سيبدأ اليوم؟...
...وهل ستكون "لي جونغ-أوه" أول من يخضع لذلك؟...
...كقائدة فريق، أرادت أن تعرف السبب....
...فتحت شفتيها لتسأل:...
..."بشأن لي جونغ-أوه، ما الذي—"...
...لكن "جي-هون" قاطعها فورًا:...
..."أحضريها الآن."...
...لم يكن في قلبه سوى فكرة واحدة:...
...'عليّ أن أراها... الآن.'...
Comments