وفي مكان آخر…
كان المساعد الأول واقف قدام شخص في غيبوبة، وقال:
“رجعت، حسّيت فيها صح؟ هيا استيقظ، قبل ما ترتكب جريمة فينا كلنا.”
وضحك، وقال شخص لابس قناع: “ما وقفت تجي هنا؟”
قال المساعد الأول وهو ينظر للشخص في الغيبوبة: “كيف أوقف؟ لازم أحميه منهم، وأنت بعد يا أيها المقنع.”
قال المقنع وهو يضحك: “إي، لازم نحميه، لأنهم جايين.”
طلع المقنع سلاحه وقال: “بطلع أهيئ الوضع.”
قال المساعد الأول: “حسنًا.”
ونظر وقال: “إلى اللقاء.”
وهمس، وراح.
وفجأة، فتحت عيون الشخص اللي في الغيبوبة، ونظر حواليه، ونظر للمقنع.
قال المقنع وهو مصدوم: “سيدي! هل أنت بخير؟”
⸻
نرجع لغند…
قالت: “كيف حالها يا برفسور؟”
غضب البرفسور وقال: “قلت لك مليون مرة، ناديني جبريل!”
قالت غند: “حسنًا… كيف حالها؟”
قال: “هي بخير، بس لازم تشرب من هذا كل ثلاث أيام.”
قالت غند: “حسنًا، وشكرًا لك على كل شيء.”
نظر لها جبريل وقال: “لا شكرًا بين العائلة.”
وابتسم، وحضنته غند، وبدأت تبكي.
قال جبريل: “لا تحزني، لازم ترجعي بقوة.”
قالت غند: “شكرًا لك، فعلًا، على كل شيء. أنت الوحيد اللي وقف معي وأنا صغيرة، وأنت الوحيد اللي ما حقد عليّ أو كرهني بسبب اللي سويته بأمي.”
قال جبريل وهو غاضب: “أنتِ مو السبب! كم مرة لازم أقولها؟ كانت مريضة، أنتِ مو السبب!”
وقال شخص: “غند، أنتِ مو السبب… هم كانوا السبب في كل هذا!”
انصدم الجميع، وقال مراد: “شخص؟… أبي؟!
نظرت غند وهي مصدومة، وقالت:
– ألم تمت معه؟
قال الشخص الغريب وهو ينظر إليها:
– لا، لم أمت.
قال مراد وهو مصدوم:
– كـ… كيف؟ لقد رأيت جثتك!
ردّ الشخص الغريب:
– أجل، كنت أنا… ثم سكت.
قال كلود:
– يبدو أنهم أرسلوه.
قال الشخص الغريب:
– لا، لا… أنا لوكا.
قالت غند:
– وما هو الدليل؟
قال لوكا:
– الدليل هو المكان الذي تعرفتِ فيه على زوجتي، هذا المكان لا يعرفه أحد سواكِ.
قالت غند وهي مصدومة:
– أنا سوف أخرج، ثم أعود.
وخرجت غند.
قال مراد:
– كيف بقيت على قيد الحياة؟
قال لوكا:
– حينما كنت في التابوت، استيقظت ووجدت نفسي فيه، لكن بعد أن ذهبتم، فتح أحدهم التابوت ونظر إليّ وقال: “هيا، انهض.”
كان… وبدأ في الصراخ.
قال مراد:
– ماذا بك؟
قال كلود:
– يبدو أنهم وضعوا جهاز الذكريات فيه.
نظر مراد إلى البروفيسور، وقال وهو مرعوب على ولده:
– هل تستطيع أن تُخرج جهاز الذكريات؟
ضحك البروفيسور وقال:
– هذا أمر سهل عليّ يا فتى.
ثم نظر إلى كلود وقال:
– تعال وساعدني في نقله إلى الغرفة.
قال كلود:
– لماذا أنا؟
قال البروفيسور وهو يبتسم:
– لأنك خدَمي.
قال كلود:
– أف… حسناً.
■ عند غند:
نظرت غند إلى السماء وقالت:
– يبدو أن زوجكِ على قيد الحياة، يا أختي.
وتنهّدت، ثم نظرت لشخص وقالت:
– ماذا تريد يا لويد؟
قال لويد وهو يبتسم:
– أختي العزيزة، سمعت أن ذلك الشخص هرب… هل هو عندكِ؟
نظرت إليه وهي غاضبة، وقالت:
– أنتم لا تتغيرون، مثل المرة التي قتلتم فيها كاين!
قال لويد:
– لا يا عزيزتي، تلك المرة شيء، وهذا أمر آخر. المهم… أين هو؟
قالت له:
– لن أخبرك.
نظر إليها لويد بنظرات باردة وقال:
– أين هو؟ لا تجعليني أستخدم العنف.
قالت غند له:
– استخدم العنف؟ ليست المرة الأولى التي تستخدمه فيها.
نظر لويد لها وقال:
– أنا لا أريده أن يغضب، لذلك أخبريني… أين هو؟
قالت له غند:
– أنا أريده أن يغضب.
نظروا لبعضهم، ثم قال لويد:
– حسناً.
ثم صرخ بصوت عالٍ:
– سمعتِ؟ هي لن تخبرنا أين هو! ماذا أفعل؟
وفجأة ظهرت فتاة وقالت:
– أوه، أخي العزيز!
نظرت إليها غند وهي غاضبة.
قالت الفتاة وهي تضحك:
– ماذا تفعل تلك المزيفة هنا؟
نظرت غند لها وقالت:
– لأني لا أكون في مكان وحدي مع واحدة مقرفة وضعيفة.
قالت الفتاة وهي غاضبة:
– ماذا؟! كيف تجرؤين؟!
ذهبت غند، ونظر لويد للفتاة وقال:
– ماذا قلتِ لها؟
نظرت له الفتاة وقالت:
– قلت لها إني مزيفة.
فجأة أمسك لويد رقبتها وضغط عليها وقال:
– هل نسيتي مكانكِ؟
قالت وهي تتنفس بصعوبة:
– لا، لم أنسَ.
أبعد لويد يده وقال:
– هذا تحذير. إياكِ أن تقتربي منها أو تقولي شيئًا سيئًا عنها. نحن لم نخبركِ!
ثم ذهبت.
صرخت الفتاة:
– لماذا؟ لماذا هي أولًا وأنا الأخيرة؟!
وقالت وهي غاضبة:
– ألم يكفِ أن الشخص الذي أحببته، أحبكِ أنتِ؟ ألا يكفي؟ وتريدينهم أيضًا؟!
■ عند البروفيسور:
خرج البروفيسور وقال:
– لقد استطعت أن أُخرج الجهاز منه، لكن لا تزال هناك ذكريات لم يتذكرها بعد.
لكن مع مرور الوقت، سيتذكر.
خرج كلود وقال:
– أشعر أني سأستفرغ!
قال مراد:
– لماذا؟
قال كلود:
– أنت لم ترَ ما رأيته.
ضحك البروفيسور ووضع يده على كتف كلود وقال:
– هذه البداية فقط.
قال كلود:
– لاااا!
وبدأ في البكاء.
قالت غند:
– لماذا تصرخ؟
جرى عليها كلود وحضنها وقال:
– أمي!
وبدأ في البكاء.
نظرت غند إلى البروفيسور وقالت:
– ماذا به؟
قال البروفيسور وهو يضحك:
– لأنه ساعدني في إخراج الجهاز من لوكا.
قالت غند لـكلود:
– هيا إلى البيت.
نظر البروفيسور إلى غند وقال:
– ماذا بكِ؟
قالت غند:
– لا شيء، فقط أشعر بصداع.
قال كلود وهو يمسك بها:
– أمي، ماذا بكِ؟
فجأة… أُغمي على غند
Comments