حين بكى الجحيم

حين بكى الجحيم

يوم مات الضوء

في ذلك اليوم، كانت السماء تحترق. كانت ألوان الغروب تتبدل من البرتقالي إلى الأحمر الداكن، وكأن النيران قد اشتعلت في قلب الكون كله. الرياح كانت تعصف بالأشجار، والأرض تحتها اهتزت كأنها تتنفس أوجاعًا، بينما كانت جيوش الشياطين تقتحم أرض الملاك.

ليروا الصغيرة، ذات الجناحين الأبيضين النقيين، كانت جالسة في حديقة القصر، تلعب وتضحك مع والدها. كان لديها شعر طويل زهري اللون ينسدل حول وجهها بريق البراءة، وعينيها الزرقاوان كانتا تلمعان بأمل وسعادة. كل شيء كان في أبهى حالاته، الحياة جميلة ومليئة بالفرح، لكن هذا الهدوء لم يكن سوى بداية لنهاية مأساوية.

فجأة، بدأت الأرض تهتز تحت قدميها، ورفعت رأسها، رأت مشهدًا لا يُصدق، جيش من الشياطين يحاصر القصر من كل الجهات، وهم يصرخون بأصوات مرعبة، بينما كانت النيران تشتعل من حولهم.

قفزت ليروا من مكانها، وركضت نحو والدها الذي كان يقف على قمة الدرج، عينيه تراقب الأفق بقلق. نظرت إليه بعيون مليئة بالخوف والقلق، لكنه ابتسم لها بابتسامة محزنة، وكأنه يعلم أن هذه هي اللحظة التي سيضحي فيها بنفسه.

"أبي، ماذا يحدث؟" سألته بصوت متردد، لكنها كانت تعلم في أعماقها أنه لا إجابة يمكن أن تعطيها راحة.

"الوقت قد حان، يا صغيرتي." قال والدها بصوت هادئ ولكن حزين، قبل أن يلتفت إلى السماء التي كانت تغرق في الظلام، ويبدأ في تجهيز سلاحه. كانت عينيه مليئة بالحزم، وابتسامته كانت مختلطة بالحزن والألم، وكأن قلبه يتألم لأنه يعرف أن هذه اللحظة هي النهاية.

قبل أن تتمكن ليروا من التحدث، سمعوا صوتًا غريبًا يقترب منهم. كان الصوت مثل دوي الرياح، لكن أصواته كانت تتخللها ضحكات شريرة، وأصوات السيوف التي تُشَحَذُ على الصخور.

ثم ظهر راڤتوس، الشيطان الذي كان المسؤول عن هذا الهجوم. كان طويل القامة، ذو هيبة وقوة، وعيناه تلمعان بالشر. كانت ملامحه حادة، وعيناه متسعة بغضب وكراهية. وقفت ليروا هناك، شديدة الصمت، تشعر بأن كل شيء حولها يتلاشى، وكأن الزمن توقف لحظة ظهوره.

"الوقت قد حان، أيها الملاك." قال راڤتوس بصوت عميق، تحته كان الصوت يملؤه الغضب والبرودة. "لن يبقى أحد حيًّا هنا." وتابع حديثه وهو يرفع سيفه المضيء الذي يلمع بدماء القتلى.

ليروا، التي كانت تشاهد كل شيء بحيرة، كانت عيونها مليئة بالدموع، لكنها لم تستطع التحدث. كانت تشعر أن قلبها ينكسر كل لحظة، كما لو أن الموت يقترب منها في كل خطوة.

ثم، في لحظة، رُكِّزَت السيوف حول والدها، وكان راڤتوس يقترب منه. لكن قبل أن يقتله، أشار إليه، وأخذ يصرخ بكل قوة: "لن تلمس ابنتي!" لكن راڤتوس كان قد وضع خطته منذ البداية. في لحظة خاطفة، انتزع سيفه ووجهه إلى قلب أبو ليروا. دُهش الجميع من السرعة التي تحرك بها، وفجأة، وقف أبو ليروا ساقطًا على الأرض.

ليروا كانت تراقب والدها يسقط أمام عينيها. كانت هناك لحظة من الصمت، قبل أن يصرخ قلبها. "لا! لا! لا!"، وكان الصوت يعبر عن الفزع، الألم، والدمار. لكنها لم تستطع حمايته، ولم تستطع فعل شيء.

وفي هذه اللحظة، وقف راڤتوس يراقبها، ضاحكًا بشراسة وهو يراقب الدماء التي تملأ الأرض من حولهم. كان يشعر بالانتصار، بينما كانت ليروا تقف هناك بلا حيلة، تشاهد والدها يسقط.

"أنتِ ستكونين لي، مثل بقية العالم." قال راڤتوس، وهو يرمقها بنظرة قاسية، بينما كانت دموع ليروا تتساقط على وجهها.

لكن عندما تقدم نحوها، نهضت، وهجرت قلبها للكراهية. "لن تلمسني أبدًا!" قالت بصوت منخفض لكنه قوي. ردة فعلها كانت مفاجئة، لأنها كانت لا تزال طفلة في تلك اللحظة، ولكنها حملت في عينيها تحدي لن يراه إلا راڤتوس.

---

بعد عشر سنوات...

مرت السنين بسرعة على ليروا. لقد أصبحت شابة الآن، لكن الحقد في قلبها لم يتوقف أبدًا. كانت تقف هناك في نفس الحديقة التي شهدت سقوط والدها، ملامحها صارمة، عيونها مليئة بالغضب. لم تسامح الشياطين أبدًا على ما فعلوه. كانت تظن أن الحياة لن تكون عادلة أبدًا.

وفي هذه اللحظة، ظهر رافن، شيطان غامض. دخل حياتها بشكل غير متوقع، وكان يحمل طاقة غريبة. في البداية، كان رافن مجرد شخص غريب، يختلف عن باقي الشياطين الذين كرهتهم. لكنه لم يكن مثلهم، وكان يحمل شيئًا في داخله يعكس مزيجًا من الظلام والنور.

ولكن هل تستطيع ليروا أن ترى فيه شيئًا غير العدو؟ وهل سيستطيع رافن أن يثبت لها أن ليس كل الشياطين أشرار؟ أم ستظل ليروا غارقة في حقدها، ترفض أي شيء يتعلق بالشياطين؟

شباب هي روايتي ثانية اتمنى كل دعمكم ❤️‍🔥🌹

الجديد

Comments

Anos Foldigood

Anos Foldigood

استمر يا مبدع❤️‍🔥🌹

2025-07-04

0

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon