الفصل السادس: اليوم الأول في العالم الحقيقي
استيقظت سيرينا في صباحها الأول بعيدًا عن القصر، على سرير خشبي بسيط في الغرفة التي استأجرتها عند لويزا بومونت. لم يكن هناك ستائر حريرية أو خدم مستعدين لتلبية طلباتها، فقط أشعة الشمس المتسللة عبر النافذة الصغيرة، وصوت المارّة في الخارج.
نهضت ببطء، وهي تدرك أن هذا العالم الجديد لا يشبه بأي شكل حياتها السابقة. لا خدم، لا أطباق من الذهب، ولا حتى فطور جاهز ينتظرها. عندما نزلت إلى الطابق السفلي، وجدت لويزا جالسة على طاولة خشبية صغيرة تحتسي الشاي.
"أوه، لقد استيقظتِ أخيرًا!" قالت العجوز بابتسامة. "هل ارتحت في نومك ؟"
ابتسمت سيرينا وهي تجلس أمامها. "كان مريحًا بشكل مفاجئ."
"حسنًا، إذا كنتِ تريدين العيش هنا، عليكِ الاعتناء بنفسك فأنا عجوز على وشك مغادرة الحياة "
اجابتها سيرينا " حسنا سأعمل بكل جهد "
وهكذا، بدأت سيرينا مهامها في الحياة اليومية.
---
في الطبخ… الفوضى!
قادتها لويزا إلى المطبخ الصغير، حيث كانت هناك طاولة مليئة بالمكونات الأساسية: الطحين، البيض، الحليب، وبعض الفواكه الطازجة.
"يمكنك اعداد شيءبسيط مثل … الفطائر."
نظرت سيرينا إلى المكونات أمامها، ثم رفعت حاجبها. "هذا يبدو سهلًا." قالتها بصوت منخفض
بدأت سيرينا بتحضير الخليط، لكنها سرعان ما أدركت أن الطبخ ليس سهلاً كما يبدو. عندما حاولت كسر البيضة، انسكبت نصفها على الطاولة، والنصف الآخر على الأرض. عندما سكبت الحليب، كاد يفيض من الوعاء. وبعد دقائق، كان هناك فوضى تامة في المطبخ، مع الطحين يغطي ملابسها وشعرها.
وقفت لويزا تراقبها، وهي تحاول كبح ضحكتها.
"حسنًا، أعتقد أنك تحتاجين الى تدريب جاد "
---
الغسيل… معركة جديدة!
بعد كارثة المطبخ، انتقلت سيرينا إلى مهمة جديد: الغسيل.
أخذت لويزا تقودها إلى فناء خلفي صغير حيث يوجد حوض مملوء بالماء، وسلة يوضع بها ملابس. "هنا يتم غسل الملابس ."
أمسكت سيرينا إحدى القمصان ونظرت إليها بقلق. كيف يُغسل الثوب يدويًا؟ في القصر، كانت هذه مسؤولية الخدم، ولم تفكر يومًا في الأمر. عندما غمست القماش في الماء، أفرطت في فركه حتى كادت تمزقه. وعندما حاولت عصره، تطايرت قطرات الماء في كل اتجاه، مما جعل ثوبها يبتل تمامًا.
"آه، هذا أصعب مما ظننته!"
ضحكت لويزا مجددًا وقالت: " لا بأس، سأقوم بتعليمك. حتى تصبحي خادمة ماهرة."
---
نزهة في الحي
بعد ساعات من العمل الشاق، شعرت سيرينا بحاجة إلى استكشاف الحي. أخذت القليل من المال الذي أحضرته معها، وخرجت إلى الشوارع لأول مرة بمفردها.
كان الحيّ ينبض بالحياة: متاجر صغيرة تبيع الفواكه والخضروات، أطفال يلعبون في الأزقة، ورجال يجلسون في المقاهي يتحدثون بصخب. لم تكن سيرينا قد رأت هذا العالم من قبل. في القصر، كانت الحياة منظمة ومخططة، أما هنا، فكل شيء فوضوي ومليء بالمفاجآت.
توقفت أمام متجر صغير يبيع الخبز الطازج، ورائحة المخبوزات أغرتها. لكنها عندما حاولت الدفع، أدركت أنها لا تعرف كيف تتعامل مع العملات العادية، مما جعل البائع ينظر إليها بغرابة قبل أن تساعدها امرأة كانت تقف خلفها.
"يبدو أنكِ جديدة هنا."
التفتت سيرينا لترى فتاة شابة بشعر بني مجعد وابتسامة دافئة.
"أنا إيزابيلا هاوثورن، وأنتِ؟"
ترددت سيرينا للحظة قبل أن تجيب: "اسمي… آنا."
لم ترغب في كشف هويتها الحقيقية بعد.
إيزابيلا ابتسمت وقالت: "حسنًا، آنا، أعتقد أننا سنصبح صديقتين!"
---
عيون في الظلال…
بينما كانت سيرينا تتجول في الحي، لم تكن تعلم أن هناك عيونًا تراقبها من بعيد… أدريان ، الحارس الذي كلفه الإمبراطور بمراقبتها، كان يتابع كل تحركاتها من أحد الأزقة القريبة.
همس لنفسه: "يبدو أنها تتأقلم بسرعة… لكن إلى متى ستبقى آمنة؟"
Comments