...من وجهة نظر لورا...
...استيقظت على غير العادة بصداع رهيب، وكأن رأسي على وشك الانفجار. شعرت بثقل غريب في جسدي وكأنني لم أنم ليلًا. نظرت إلى الساعة... متأخرة! قفزت من السرير، أسرعت إلى الحمام، استحممت بسرعة، وارتديت ملابسي على عجل. صففت شعري على عجل وحملت حقيبتي قبل أن أهرع إلى المدرسة....
...وصلت إلى الفصل وأنا ألهث، لكن ما استقبلني لم يكن نظرات الأستاذ الغاضبة كالمعتاد، بل تجمع ضخم من الطلاب أمام باب الصف. وجوههم شاحبة وعيونهم متسعة برعب. شعرت بقشعريرة تزحف على عمودي الفقري....
..."ما الذي يحدث؟"...
...سألتُ أحد الحاضرين، لكن لم أجد إجابة. لم يكن الصمت طبيعيًا، بل كان محمّلًا بالخوف والذهول....
...تسللتُ من بين الجموع ودخلت الصف بخطوات مترددة... ثم تجمدت مكاني....
..."مرحبا في الجحيم... والآن تبدأ اللعبة."...
...كانت الكلمات مكتوبة بخط كبير على الجدار الأمامي للفصل. الطلاء الأحمر – أو ربما الدم – سال قليلًا، مما جعل العبارة تبدو أكثر رعبًا....
...ابتلعت ريقي، ونظرت حولي بعينين مذعورتين. شعرت بقشعريرة باردة تسري على جلدي، وحاولت تنظيم أنفاسي المضطربة، لكن بلا جدوى....
...وقعت عيناي على أريتا، التي كانت جالسة ببرود وكأن الأمر لا يعنيها، بينما جوليانا بجانبها تتحدث بغضب. أما أرسينيو، فقد كان يضع رأسه على الطاولة، غير مبالٍ تمامًا بما يحدث....
..."هل أنا الوحيدة التي أجد أن هذا يدعو للقلق؟" فكرتُ، لكن نظرة سريعة إلى الطلاب الآخرين أكدت لي أنني لست وحدي. كان الرعب في وجوههم واضحًا، تمامًا كما في وجهي. لكن هناك شيء ناقص... أو بالأحرى، شخصان ناقصان......
...أحسست ببرودة غريبة تسري في عروقي عندما استوعبت الأمر. هناك شخصان غائبان... الجاني والضحية....
...قطع صراخي الداخلي صوت غاضب:...
..."ما هذا التجمع في الصباح البا..."...
...توقف السيد فرانك فجأة عندما وقعت عيناه على الحائط. شتم بصوت خافت – لا ألومه – قبل أن يعيد صراخه، لكن هذه المرة غاضبًا:...
..."من كان وراء هذا؟ ليعترف فورًا قبل أن أعاقب الجميع!"...
...تبادل الطلاب النظرات، لكن الصمت بقي سيد الموقف. من المجنون الذي سيعترف بفعلته؟...
...وكما توقعت... لم يعترف أحد، ، كان تنظيف المدرسة كعقاب جماعي بعد حصص الدراسية....
...جلست في مقعدي وأنا أشعر بالوهن. لم أعد أستوعب مايحدث هنا كل ما أريد أن أعرفه هو من الذي كتب تلك العبارة... ولماذا؟...
..."هذا كان أنتِ أيضًا... رولا؟"...
...رفعت عيني ببطء إلى جوليانا، التي كانت تنظر إليّ بشك. لم أجبها، فقط أشحت بنظري عنها، لكن هذا لم يعجبها. شعرت بألم مفاجئ في فروة رأسي عندما أمسكت شعري وسحبته بقوة. كتمتُ أنفاسي، لكنني لم أظهر أي رد فعل، مما جعلها تزداد غضبًا....
..."دعيها، جوليانا."...
... صوت أريتا البارد قطع التوتر. ...
..."أخبرتكِ، من المستحيل أن تكون هي."...
...أوافقها الرأي....
...وقت الاستراحة...
...مع دق الجرس، نهضتُ من مكاني وغادرتُ الفصل بسرعة. لم يكن لدي أي رغبة في تناول الطعام، كان هناك شيء أهم يشغل بالي... الضحية....
... لكن أين هو؟...
...بحثت عنه في كل أرجاء المدرسة، لكنني لم أجد شيئًا. تنفست بصعوبة وجلست على أحد المقاعد، أفكر... حتى خطرت لي فكرة....
..."مكان معزول... بعيد عن الجميع..."...
...قفزت من مكاني، وتوجهت مباشرة إلى السطح....
...عندما وصلت، لم أكن مخطئة....
...رأيته مستلقيًا هناك، ينظر إلى السماء الرمادية، وسماعاته على أذنيه. اقتربت وحجبت عنه الرؤية بابتسامة بريئة. رفع حاجبيه بانزعاج قبل أن يزيل إحدى سماعاته وينظر إلي ببرود....
..."ماذا تفعلين هنا؟"...
..."هذا ما أردتُ أن أسألك إياه."...
..."ليس من شأنك."...
...ترددت لحظة قبل أن أسأل مباشرة: "هل كنتَ أنتَ من كتب الرسالة على الحائط؟"...
...رأيت ومضة من الدهشة في عينيه، لكنها اختفت بسرعة....
..."رسالة؟ عن أي رسالة تتحدثين؟"...
...شعرت بقلبي يسقط. هل كان يتظاهر، أم أنه لا يعلم حقًا؟...
..."– مرحبا في الجحيم.. الآن تبدأ اللعبة – ألا تذكرك هذه الجملة بشيء؟"...
..."يا ذات الشعر الأصهب، لا أعلم عن أي هراء تتحدثين. إذا انتهيتِ، فاغربي عن وجهي، وجودك هنا مزعج."...
...تسمرت مكاني. بدا غافلًا تمامًا عما يحدث... أو ربما كان يخفي شيئًا....
...عندما أعاد السماعات إلى أذنيه، سحبتها بسرعة من بين يديه. زفر بانزعاج، والتفت إليّ بعيون باردة....
..."ما كان سبب تنمرهم عليك؟"...
..."ألستِ وقحة قليلًا بسؤالك هذا؟"...
..."حقًا؟ هل هناك ما تخجل من قوله؟"...
..."هذا لا يعنيكِ."...
...وقف مغادرًا، لكنني أمسكت بيده قبل أن يبتعد....
..."انتظر، لم تخبرني باسمك... أنا لورا، باتسي لورا."...
...نظر إليّ طويلًا قبل أن يقول ببرود: "دينو."...
...راقبته وهو يبتعد، ثم صرخت بصوت عالٍ: "تشرفت بلقائك، دينو!"...
...لكنه لم يلتفت....
...ها أنا الآن أنظف المدرسة مع الآخرين بعد انتهاء الدوام. حصلت على أسوأ مكان ممكن... الحمام....
...التنظيف كان شاقًا، خاصة أنني كنت وحيدة، بينما الآخرون يعملون في مجموعات. بعد أن انتهيت، جلست على الأرض، مستندة إلى الحائط، وأغمضت عينيّ... إلى أن غفوت دون أن أشعر....
...صرخة مدوية أيقظتني....
...قفزت واقفة، قلبي يدق بجنون. نظرت حولي في ذعر... أين أنا؟...
...تذكرت أنني كنت أنظف الحمام....
...خرجت بخطوات متعثرة، متجهة نحو مصدر الصوت، وعندما وصلت......
...تجمد الدم في عروقي....
...هناك... شخص معلق بسلة كرة السلة في صالة الرياضة. كان يرتدي الزي المدرسي، شعره مجعد، ووجهه مغطى بالدماء....
...أمسكت رأسي عندما عاد الصداع فجأة، وكأن جمجمتي ستتحطم. لم أستطع الوقوف، لم أستطع التنفس....
...الرعب الحقيقي بدأ الآن....
Comments