---
**الوقت: 3:15 صباحًا**
**المكان: مقر التحقيقات، مكتب المحقق إلياس مراد**
كان المكتب يعج برائحة القهوة الباردة والأوراق القديمة، مزيج من الإرهاق والعمل المتواصل. جلس إلياس خلف مكتبه، عيناه مثبتتان على اللوحة الممتلئة بالصور والخيوط الحمراء التي تربط بينها. خمس ضحايا، نفس الأسلوب، نفس التوقيع، والآن… رسالة مباشرة إليه.
لم يكن "الشبح" مجرد قاتل متسلسل، بل كان لاعبًا ماهرًا في لعبة الذكاء والخداع. كان يعرف كيف يترك أثرًا يكفي لإثارة الفضول، لكنه أبدًا لا يترك ما يكشف هويته. كان وكأنه يراقب كل خطوة يقوم بها المحقق.
مدّ يده نحو علبة السجائر الموضوعة على الطاولة، أخرج واحدة، أشعلها وسحب نفسًا عميقًا. كان ذهنه مشوشًا، لكن داخله كان مشتعلًا بالغضب والتحدي. هذا القاتل جعل الأمر شخصيًا، بل إنه كان يسخر منه علنًا.
دخل عادل إلى المكتب، يحمل كوبين من القهوة، ووضع أحدهما أمام إلياس قبل أن يرفع حاجبه قائلًا:
*"لم تنم منذ يومين، أليس كذلك؟"*
نظر إليه إلياس بنظرة فارغة قبل أن يجيب بصوت خافت لكنه محمّل بالضغط والتفكير:
*"كيف أنام وهناك قاتل يرسل لي دعوات شخصية؟"*
تنهد عادل، وهو يجلس على الكرسي المقابل، يراقب صديقه الغارق في التحليل:
*"أنت تأخذ هذا الأمر بشكل شخصي… وهذا ما يريده بالضبط."*
رفع إلياس عينيه، أدار كرسيه ببطء حتى صار وجهًا لوجه مع عادل، وقال بصوت منخفض لكنه حاد كحد السكين:
*"إنه شخصي، عادل. هذا القاتل لا يقتل فقط، بل يلعب بعقولنا، يراقبنا، ويسخر منا. والآن، يريد مني أن ألعب دوره."*
لم يجب عادل، فقط ارتشف قهوته ببطء وهو يراقب صديقه يحاول فك شفرة قاتل لا يترك أثرًا.
---
### **بعد ساعات…**
رنّ هاتف إلياس فجأة، الصوت كان مرتفعًا في هدوء المكتب المشحون بالتوتر. التقطه بسرعة، وعيناه امتلأتا بالحدة.
*"محقق مراد، لدينا جريمة جديدة… والمشهد مختلف هذه المرة."*
انتفض من كرسيه، عادل خلفه، وكلاهما يعرف أن "الشبح" قد ضرب مجددًا. لكن هذه المرة، هناك شيء مختلف، هناك تطور لم يكن متوقعًا.
وصل إلى مسرح الجريمة خلال دقائق، كان المكان زقاقًا ضيقًا، معتمًا إلا من أضواء سيارات الشرطة التي تلقي بظلالها الحمراء والزرقاء على الجدران الرطبة.
تقدم بخطوات ثابتة، قلبه ينبض بقوة، لكنه أبقى ملامحه جامدة. لم يكن هذا مشهده الأول، لكنه شعر منذ اللحظة الأولى أن هذه الجريمة ليست مثل سابقاتها.
وقف أمام الجثة المغطاة، أشار للشرطي برفع الغطاء. ما إن أُزيح القماش حتى اتسعت عينا إلياس.
الجثة… لم تكن لضحية عشوائية هذه المرة.
كانت لرجل يعرفه جيدًا.
شخص كان يثق به.
عادل، الذي كان يقف بجانبه، شهق بصوت خافت:
*"لا يمكن… هذا مستحيل!"*
كان المشهد أمامهما يحمل رسالة واضحة. الجثة لم تكن فقط موضوعة هناك، بل كانت موجهة نحوهما، وكأن القاتل أراد منهما أن يكونا أول من يرى ذلك.
نقش على الحائط بجانب الجثة بخط دموي:
*"هل أعجبك العرض يا محقق؟ هذه مجرد البداية."*
قبض إلياس يده حتى تبيّنت عروقه، بينما نظر عادل حوله وكأنما يحاول استيعاب ما يحدث.
*"هذا ليس مجرد قاتل، هذا شخص يعرف كل خطوة نقوم بها."*
اقترب إلياس من الجثة أكثر، ملامحها كانت تحمل صدمة الموت المفاجئ، كأن القتيل قد أدرك في لحظته الأخيرة من كان يقف أمامه.
**لكن السؤال الحقيقي هو:**
هل سيتمكن إلياس من كشف الحقيقة قبل أن يكون الضحية التالية؟
---
### **اختيارات للمتابعين:**
**أ) هل سيجد إلياس شيئًا غير متوقع في مسرح الجريمة؟**
**ب) هل سيتلقى مكالمة مباشرة من "الشبح"؟**
**ج) هل سيكتشف أن أحد المقربين منه يخفي سرًا؟**
**ما رأيكم؟ توقعوا ما سيحدث في الفصل القادم!**
9تم تحديث
Comments