**الفصل الثاني: ظل يراقب في الظلام**

**الوقت: 2:45 صباحًا**

**المكان: الزقاق الخلفي، وسط المدينة**

كان المطر لا يزال يهطل بغزارة، وكأن المدينة تغسل خطاياها تحت ستار الليل. قطرات الماء ترتطم بالأرض بقوة، تصنع بركًا صغيرة بين الأحجار القديمة التي رصفت بها الأزقة منذ عقود. تحت ضوء المصابيح الخافت، وقف المحقق **إلياس مراد** يراقب بصمت المكان حوله. لم يكن هذا مجرد زقاق عادي بالنسبة له، بل أصبح مسرحًا آخر لجريمة جديدة تحمل توقيع "الشبح".

كانت الجثة ملقاة على الأرض في وضع مريع. الرجل الأربعيني بدا وكأنه عانى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، لكن ما كان يثير القشعريرة حقًا هو تعبير وجهه—عيناه الواسعتان تحملان رعبًا متجمدًا، وكأنه رأى شيئًا مروعًا قبل موته بثوانٍ.

*"هذا هو الضحية الخامسة، بنفس الأسلوب تمامًا..."* قالها إلياس بصوت خافت وهو ينحني ليفحص الجرح الدقيق عند الرقبة، حيث نُقش الرقم **7** بعناية واضحة.

**هل كان هذا تحديًا شخصيًا؟ أم مجرد رسالة أخرى من القاتل؟**

اقترب المحقق **عادل نصار**، واضعًا يديه في جيبيه كما يفعل دومًا حين يكون متوترًا. ألقى نظرة على الجثة قبل أن يهمس بنبرة جادة:

*"بدأت أشعر أن هذا اللعين يلعب معنا لعبة معقدة، إلياس."*

لم يرد إلياس فورًا، بل أخذ نفسًا عميقًا، بينما كان يركز عينيه على التفاصيل الصغيرة. كانت هناك آثار طينية بالقرب من الجثة، لكنها لم تكن تتماشى مع طبيعة الأرض هنا. هذا يعني شيئًا واحدًا—الضحية لم تُقتل هنا، بل تم نقلها بعد الجريمة.

*"لقد سُحب إلى هنا..."* تمتم إلياس وهو يلمس الأرض بيده، يحاول تحليل الرطوبة.

*"كيف عرفت؟"* سأل عادل، مقطبًا حاجبيه.

*"لا يوجد دم كافٍ في المكان، رغم أن الجرح عميق. إذا قُتل هنا، كان يجب أن يكون النزيف أكثر وضوحًا، لكن المطر لم يكن كافيًا لمحو كل شيء بهذه السرعة."*

رفع عادل رأسه، محاولًا استيعاب الأمر. كان إلياس بارعًا في قراءة المشاهد، ورغم أنه لم يكن يحب الاعتراف بذلك، إلا أنه كان يثق بحسه التحليلي.

ثم جاء الاكتشاف الأهم—ورقة صغيرة، سوداء، موضوعة بعناية بجانب يد الضحية.

أخذها إلياس ببطء، وعندما قلبها بين أصابعه، قرأ الكلمات المكتوبة بالحبر الأحمر الداكن:

**"إلى المحقق مراد... هل ستلحق بي هذه المرة؟"**

شعر بوخزة باردة تسري في عموده الفقري. هذا لم يكن مجرد قاتل متسلسل آخر، بل شخص يريد التواصل معه مباشرة، وكأنه يدعوه إلى رقصة قاتلة.

*"لقد بدأ هذا الشخص في مخاطبتي مباشرة..."*

نظر عادل إلى الورقة، ثم تمتم:

*"هذا ليس مجرد قاتل، إنه شخص يستمتع باللعبة، ويريد منك أن تشارك فيها."*

لكن قبل أن يتمكن أي منهما من قول المزيد، سمعا صوتًا خافتًا في الظلام. صوت خطوة واحدة، بالكاد مسموعة وسط ضجيج المطر.

استدار إلياس فورًا، عينيه تراقبان الظلال التي امتدت على طول الزقاق. كان هناك شخص ما هناك، مختبئًا، يراقبهما.

*"رأيته!"* صاح إلياس، ثم اندفع بسرعة نحو مصدر الصوت.

عادل صاح من خلفه:

*"إلياس! انتظر، قد يكون فخًا!"*

لكنه لم يتوقف. كان يعرف أن القاتل كان قريبًا، ربما أقرب مما توقع. هذه المرة، لن يدعه يهرب بسهولة.

### **ماذا سيحدث في الفصل القادم؟**

مع كل خطوة يخطوها إلياس وعادل، يزداد الغموض. هل سيتمكنان من الإمساك بالقاتل، أم أن هذه مجرد خدعة أخرى؟

اختر أحد الاحتمالات التالية وأخبرنا برأيك:

- **أ)** يجد إلياس أثرًا يقوده إلى مخبأ القاتل، لكن المفاجأة تكون أكبر مما توقع.

- **ب)** يكتشف أن الضحية كانت على اتصال بالشرطة قبل مقتلها بلحظات.

- **ج)** يسقط إلياس في فخ مميت نصبه القاتل مسبقًا، ليبدأ سباق جديد مع الزمن.

**أي احتمال تعتقد أنه سيحدث؟ شاركنا رأيك في التعليقات!**

---

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon