Number
استيقظت ميونهي على ألم شديد في رأسها، وكأن أحدهم دق مسمارًا في جمجمتها. فتحت عينيها بصعوبة، وهي تشعر بدوار شديد.
"ماذا شربت البارحة؟ أشعر أن رأسي سينفجر..."
مدّت يدها إلى جبينها، لكنها توقفت فجأة عندما لاحظت بقعًا حمراء على كُم قميصها.
"يا إلهي... ما هذه الدماء؟!"
جلست بسرعة، تتفحص السرير بعينين مذعورتين، لكنها لم تجد أحدًا بجانبها. شعرت بقلبها ينبض بجنون. هل قتلت أحدًا؟ لا، مستحيل.
ثم نظرت إلى نفسها مرة أخرى، وبعد لحظة من التفكير، تنهدت براحة.
"أوه، لقد أتتني الدورة الشهرية... تبًا، لقد أفزعتني."
نهضت من السرير متجهة نحو الحمام، لكنها توقفت فجأة عندما رأت انعكاسها في المرآة. كان هناك شيء غريب محفور على السطح الزجاجي، كما لو أن أحدهم كتبه بأظافره.
"مرحبًا، رقم 0. تستطيعين التحدث مع شخصياتك المفضلة."
اتسعت عيناها برعب، وارتجف جسدها.
"م— ماذا؟"
قبل أن تستوعب ما يجري، انطفأت الأنوار، وصوت همس غريب تسلل إلى أذنيها.
"لماذا أنت خائفة؟"
ارتجفت ميونهي، وتراجعت للخلف حتى اصطدم ظهرها بالحائط.
"م— من أنت؟!"
"أنا النظام. لا داعي للقلق. نحن هنا لنجعلكِ أقوى."
"أقوى؟ ماذا تقصد؟!"
"سنمنحكِ هدية. ماذا تريدين؟"
شعرت ميونهي بالارتباك، لكن عقلها بدأ يعمل بسرعة. لم يكن هذا مجرد كابوس. كانت فرصة. ابتسمت بخبث، رغم أن جسدها ما زال يرتجف.
"أريد الانتقال بين الأبعاد."
"تمت الموافقة."
"ولكن كيف أتكلم مع شخصياتي المفضلة؟"
"اقرئي دليل الاستخدام. وداعًا."
وقبل أن تتمكن من قول شيء آخر، اختفى الصوت، وعادت الأنوار. كانت ميونهي لا تزال واقفة أمام المرآة، لكن النقش عليها اختفى.
تنهدت، ثم نظرت إلى الساعة.
"اللعنة! إنها التاسعة صباحًا! تأخرت عن العمل!"
أسرعت في تغيير ملابسها، ولم تهتم بالدماء التي على ملابسها القديمة. كان هناك شيء غريب يحدث، وعليها معرفة ما هو.
---
في مكان آخر
كان هناك اجتماع سري في غرفة مظلمة، حيث جلس شخصان أمام شاشة ضخمة تعرض صورة لميونهي وهي تنظر إلى المرآة.
النظام رقم 0: "هذه المخلوقة خطيرة. يجب قتلها عند أول فرصة."
رقم 43: "لست مقتنعًا بأنها رقم 0. هذا تهديد مبالغ فيه."
النظام رقم 43: "لا، إنها خطيرة جدًا. لديها القدرة على تدمير العالم."
رقم 43: "اصمت. لا أهتم."
---
في مكان العمل
دخلت ميونهي إلى المكتب، وهي تحاول التصرف بشكل طبيعي. لكن صوت مدير القسم، كيم دايونغ، قاطع أفكارها.
"كيف تأخرتِ؟ هل هذه شركتكِ؟"
لم تهتم بالحديث كثيرًا، واكتفت بالرد ببرود.
"نعم، هل هناك مشكلة؟"
زمجر دايونغ بغضب.
"ليس من حقكِ التأخير. اذهبي إلى مكتبكِ الآن."
أخذت ميونهي نفسًا عميقًا، ثم فكرت: "سأريك من هي ميونهي الحقيقية، لكن ليس الآن."
جلست على مكتبها، وفتحت جهاز الكمبيوتر، لكنها لاحظت شيئًا غريبًا. كانت هناك رسالة غير مقروءة.
"أنا لينغ لانغ، أريد مقابلتكِ على السطح الساعة 12:00 ظهراً."
ضاقت عيناها.
"كم أكره هذا... لكن سأذهب."
---
الساعة 12:00 ظهرًا
صعدت ميونهي إلى السطح بحذر. كان الجو باردًا، ولم يكن هناك أحد. فجأة، أغلق الباب خلفها بصوت مرتفع.
"تبًا! الجو بارد، ولا توجد كاميرات. ماذا أفعل؟"
اقتربت ببطء من الباب، وعندما وضعت أذنها عليه، سمعت همسًا.
لينغ: "عشر دقائق، ثم نبدأ بالاعتداء عليها."
دايونغ: "حسنًا، فقط يجب أن ننتظر قليلاً."
اتسعت عيناها بصدمة، ثم تحولت إلى نظرة باردة.
"كم أنتم أغبياء... سأريكم ما هو أسوأ من ذلك."
تحسست جيبها، وأخرجت رذاذ الفلفل الحار ومشرطًا صغيرًا. أخذت نفسًا عميقًا، ثم انتظرت.
مرت عشر دقائق، ثم انفتح الباب. دخل لينغ ودايونغ وهما يبتسمان بخبث، لكنهما لم يتوقعا أن تجد ميونهي مستعدة.
ضغطت بسرعة على زر الرذاذ، لكن دايونغ أمسك بيدها قبل أن تستخدمه، وأسقطه على الأرض.
"أيها الوغد!"
حاولت التخلص من قبضته، لكنه كان أقوى. أمسك لينغ بذراعها الأخرى، وحاصروها.
لكنها لم تكن فتاة عادية.
رفعت ركبتها بقوة، وضربت لينغ في معدته، مما جعله يسقط متألمًا. استغلت الفرصة، وسحبت المشرط، وجرحت ذراع دايونغ، مما جعله يصرخ.
ثم بدأت بضربهما بوحشية، وكأن شيئًا ما داخلها استيقظ. لم تتوقف إلا عندما فقدا وعيهما.
تنفست بصعوبة، ثم نظرت إلى جسديهما الملقى على الأرض. شعرت بقلبها ينبض بقوة، لكنها لم تكن خائفة. بل شعرت بالراحة.
"هذا ما تستحقانه."
سحبت جسديهما واحدًا تلو الآخر، وربطتهما معًا بأحد الأعمدة، ثم مسحت الأدلة. ألقت نظرة أخيرة عليهما، ثم خرجت بهدوء.
كانت تشعر بالإرهاق، لكنها ابتسمت.
"أنا متعبة جدًا... أريد العودة للمنزل. سأكمل عملي لاحقًا."
---
في الظل
كان هناك شخص يراقب كل شيء من بعيد.
رفع هاتفه، واتصل بشخص ما.
"لقد وجدناها. إنها الرقم 0 الحقيقي."
ثم اختفى في الظلام.
4تم تحديث
Comments