الغرفة الثالثة " صوت من الماضي"

لوسي تقف في المطبخ الواسع، تحاول إشعال الموقد القديم. بعد عدة محاولات، يشتعل ببطء محدثًا صوت أزيز خافت. تنظر حولها إلى الأواني المتربة، تحاول تنظيف واحدة منها. تشعر بثقل الوحدة، لكن صوتًا مألوفًا يقطع الصمت.)

هو بصوت هادى

هل تعتقدين أن الطبخ في قصر قديم هو فكرة جيدة

لوسي بنبرة ساخرة رغم توترها

إذا كنتَ ستنتقدني من الظلام، فربما عليك أن تأتي وتساعدني.

الشخص المجهول (بهدوء):

أفضّل المشاهدة... وأتجنب الكوارث.

لوسي تضحك ضحكة خافتة رغمًا عنها، بينما تضع الماء في القدر.

لوسي:

هذه ليست كارثة... إنها مجرد تجربة.

الشخص المجهول:

كل الكوارث تبدأ كتجارب.

لوسي ترفع حاجبها، تحدق في الفراغ أمامها وكأنها تبحث عن مصدر الصوت.

لوسي (بفضول):

لماذا تظهر دائمًا عندما أكون وحيدة؟

الشخص المجهول:

ربما لأنكِ تكونين أكثر صدقًا عندما لا يوجد أحد حولك.

تصمت لوسي للحظة، تحرك الملعقة ببطء في القدر. يبدو أنها تفكر في كلماته.

لوسي بهدوء

أنتَ تعرف الكثير عني... لكنني لا أعرف حتى من أنت.

الشخص المجهول (بغموض):

وهل تعتقدين أن هويتي ستغير شيئًا؟

لوسي (بإصرار):

ربما.

الشخص المجهول:

الحقيقة ليست دائمًا كما نتوقعها، لوسي. أحيانًا يكون من الأفضل ألا تعرفي كل شيء دفعة واحدة.

لوسي (بصوت منخفض):

لكنني تعبت من الانتظار... أريد أن أفهم.

الشخص المجهول (بلطف):

غدًا ستعرفين أكثر. هناك غرف أخرى تنتظركِ.

تتوقف لوسي عن التحريك، تضع الملعقة جانبًا وتنظر إلى القدر الذي يغلي ببطء.

لوسي بابتسامة خافتة

هل تعتقد أنني سأنجو من هذه المغامرة؟

الشخص المجهول بصوت دافئ

أنتِ أقوى مما تظنين.

تصمت لوسي للحظة، ثم تضحك بخفة

لوسي:

حسنًا... هل تريد تذوق الحساء؟

الشخص المجهول (مازحًا):

إذا أردتِ التخلص مني بسرعة، فربما.

لوسي بابتسامة

ربما سأحتفظ بك لفترة أطول إذن.

تعود لوسي إلى الطهي، بينما يستمر صوت الشخص المجهول في مراقبتها من بعيد، وكأن وجوده في الظل يمنحها شعورًا بالأمان

في صباح اليوم التالي

حسنا هلا أنتي مستعدة

أخذت المفتاح وذهبت لوسي تقف أمام الباب، تنظر إليه بعيون قلقة. تمسك المفتاح الثالث بيد مرتجفة. تأخذ نفسًا عميقًا وتضع المفتاح في القفل. الباب يفتح ببطء، يكشف عن غرفة دافئة تشبه غرفة معيشة قديمة

لوسي بصوت منخفض

هذه الغرفة... أشعر بها بشيء مختلف.

تدخل ببطء. الغرفة مليئة بذكريات الماضي: صور، كتب، وموسيقى خافتة تعزف في الخلفية. في زاوية الغرفة، كرسي مائل باتجاه النافذة. وعلى الطاولة بجانبه، كوب شاي نصف ممتلئ

لوسي تقترب من الكرسي، تضع يدها عليه. فجأة، تسمع صوتًا مألوفًا خلفها.

لاري بمرح خافت

لم أتوقع أن أراكِ هنا بهذه السرعة.

لوسي تستدير بسرعة، تتجمد في مكانها عندما ترى لاري واقفًا أمام النافذة، مرتديًا قميصًا أبيض، ينظر إليها بابتسامة دافئة.

لوسي بدهشة وعينين دامعتين

لاري...؟!

تقترب بسرعة، لكنها تتوقف فجأة وكأنها تخشى أن يكون مجرد وهم.

لوسي بصوت مرتعش

هل هذا... حقيقي؟

لاري يضحك بخفة

بقدر ما يمكن للذكريات أن تكون حقيقية، نعم.

(لوسي تنظر إليه بحزن، بينما يقف لاري بهدوء.)

لوسي (بندم):

كنتَ هناك في تلك الليلة... لو أنني فقط سمحتُ لك بقيادة السيارة...

(لاري يرفع يده مقاطعًا برفق.)

لاري:

لا تلومي نفسكِ على شيء لم يكن بيدكِ تغييره.

لوسي بعينين دامعتين

لكنني أشعر أنك رحلت بسببي... و... و...

لاري بصوت دافئ

لوسي، أنتِ لا تدركين كم كنتِ تعني لي.

لوسي تنظر إليه باستغراب، تحاول فهم كلماته.

لاري يقترب قليلًا

أحببتكِ دائمًا، حتى قبل أن تدركي ذلك. كنتُ أعرف أنكِ تنظرين إلى ليو بطريقة مختلفة... ولم أكن أريد أن أكون عقبة بينكما.

لوسي تضع يدها على فمها، متأثرة بكلماته

لوسي بصوت مكسور

لاري... لماذا لم تخبرني؟

لاري يبتسم

لأن رؤيتكِ سعيدة كانت تكفيني.

صمت قصير، ولوسي تشعر بدموعها تنساب ببطء.

لاري يتقدم نحو الطاولة، يلتقط صورة قديمة لهما في أحد الرحلات، يظهر فيها وهو ينظر إلى لوسي بابتسامة خافتة.

لاري:

لا تدعي الذنب يفسد ذكرياتنا. لقد كنت سعيدًا حقًا.

لوسي تنظر إلى الصورة، تمسك بها بقوة.

لوسي بهمس

سأفتقدك دائمًا.

لاري ينظر إليها بحنان

وأنا أيضًا... لكن هذه ليست نهاية الطريق، لوسي. استمري في المضي قدمًا.

يبدأ جسد لاري في التلاشي ببطء، بينما تنظر إليه لوسي بحزن.

لوسي بصوت مرتعش:

لا تذهب...

لاري بابتسامة دافئة وهو يختفي:

أنا دائمًا هنا... في قلبكِ.

تبقى لوسي واقفة في الغرفة الفارغة، تمسك بالصورة بقوة، وتسمع صدى كلماته في عقلها.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon