وفي القارب المتجه إلى المدينة جلس شاب اسمه كريم. كان في طريقه إلى مدينة القاهرة العظيمة، المكان الذي لم يزره من قبل، لكنه كان يحلم دائمًا بزيارته. كان كريم مزارعًا بسيطًا من قرية صغيرة على طول نهر النيل، وقد عمل بجد طوال حياته لتوفير ما يكفي من المال للقيام بالرحلة. وبينما كان القارب يشق طريقه ببطء نحو النهر، لم يستطع كريم إلا أن يتعجب من المناظر والأصوات من حوله. لم يسبق له أن رأى هذا العدد من الأشخاص أو القوارب في مكان واحد من قبل. كان صخب المدينة وضجيجها يتناقض بشكل صارخ مع الحياة الهادئة والهادئة التي اعتاد عليها. عندما وصل القارب أخيرًا إلى القاهرة، كان كريم مليئًا بالإثارة وقليلًا من الخوف. لقد سمع الكثير من القصص عن المدينة، سواء كانت جيدة أو سيئة، ولم يكن متأكدًا مما يمكن توقعه. لكنه كان مصمماً على الاستفادة القصوى من وقته هناك وبذل كل ما في وسعه. قضى كريم أيامه في استكشاف شوارع وأسواق القاهرة المزدحمة، مستمتعًا بمشاهد المدينة وأصواتها وروائحها. وزار الأهرامات العظيمة، وأبو الهول، والعديد من المساجد والكنائس التي تنتشر في المدينة. حتى أنه ضل طريقه عدة مرات، لكنه تمكن دائمًا من العثور على طريق العودة إلى القارب. ومع مرور الأيام، بدأ كريم يشعر براحة أكبر في المدينة. لقد كوّن بعض الأصدقاء، حتى أنه وجد عملاً كعامل في أحد الأسواق. حصل على ما يكفي من المال لشراء الطعام والمأوى، بل وأرسل بعض المال إلى عائلته في القرية. ولكن عندما حان وقت عودة كريم إلى منزله، وجد نفسه مليئًا بالحزن. لقد أصبح يحب المدينة وأهلها، وكانت فكرة ترك كل شيء وراءه صعبة. لكنه كان يعلم أن عليه العودة إلى قريته وعائلته. وبينما كان القارب يبتعد عن الرصيف، شاهد كريم مدينة القاهرة تتلاشى من بعيد. كان يعلم أنه لن ينسى أبدًا الوقت الذي قضاه هناك، ووعد نفسه بأنه سيعود يومًا ما. وهكذا عاد كريم إلى قريته وقلبه مليئ بالذكريات ورأسه مليئ بالأحلام عن المدينة التي تركها وراءه. كان يعلم أنه سيعود يومًا ما إلى القاهرة، وأنها ستحتل دائمًا مكانة خاصة في قلبه.
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments