عطركِ...هويتي
آدم المهدي
لم يكن مجرد فنان... كان لغزًا يسير على قدمين، عبقرية تسكن جسد رجل محطم.
طوله الفارع، وجسده الرياضي المنحوت كتمثال إغريقي، كانا يخفيان هشاشة روح لا يراها أحد.
بعينين رماديتين كعاصفة على وشك الحدوث، ونظرات ضائعة لا تستقر على وجه، كان آدم يتقن فن رؤية كل شيء... إلا الوجوه.
رسام عبقري... اعتاد أن يلمس الأرواح بفرشاته، أن يحفظ تفاصيل الجسد عن ظهر قلب، ثم يمحو الملامح من ذاكرته مع شروق الشمس.
الوحدة تسكن روحه، لكنه يخفيها خلف قناع من الغموض واللامبالاة القاتلة.
وإذا عشق؟ فهو لا يعشق وجهًا... بل يطارد عطرًا، ويصبح مهووسًا بهوية لا يراها، بل يتنفسها.
حياة المصري
لم تكن مجرد صحفية... كانت نارًا ذكية تتخفى في هيئة فراشة جريئة.
قوامها الممشوق كراقصة باليه، وتفاصيل جسدها التي تنطق بالأنوثة الصارخة، كانت أسلحتها في عالم لا يرحم.
بعينين عسليتين تلمعان بالذكاء والتحدي، وابتسامة تعرف كيف تفتح الأبواب المغلقة، كانت حياة لا تخشى شيئًا.
صحفية شابة وطموحة... اعتادت أن تطارد الحقيقة، أن تقتحم العوالم المغلقة، وأن تحصل على ما تريد بأي ثمن.
القوة تسكن شخصيتها، لكنها تخفي خلفها قلبًا يبحث عن شغف حقيقي يزلزل كيانها.
وحين قابلته... لم تكن تبحث عن الحب، بل عن سبق صحفي. لم تكن تعلم أنها ستصبح هي القصة... وأنها ستغرق في عيني رجل لن يتذكر وجهها أبدًا.
كريم الهاشمي
لم يكن مجرد صديق... كان صخرة الأمان في عالم آدم المنهار، وكاتم أسراره الذي لم يُفشَ يومًا.
وسيم، بجاذبية هادئة وابتسامة دافئة تخفي خلفها عقلًا حادًا كشفرة.
جسده رياضي، وملامحه تنطق بالثقة والرجولة الهادئة.
رجل أعمال ناجح... اعتاد أن يدير الصفقات ببرود، وأن يحمي ظهر صديقه بوفاء مطلق.
الولاء يسكن دمه، لكن قلبه ظل مغلقًا... حتى رأى شقيقة المرأة التي قلبت حياة صديقه رأسًا على عقب.
نور المصري
لم تكن مجرد أخت... كانت نسمة بريئة في حياة "حياة" الصاخبة، وملاذها الهادئ من ضجيج العالم.
جمالها طفولي ناعم، وملامحها تحمل براءة لم تلوثها قسوة الحياة.
عمرها عشرون عامًا، طالبة في كلية الآداب، تحلم بقصص الحب التي تقرأها في الروايات.
رقيقة، حالمة، وساذجة بعض الشيء، لكنها تملك قلبًا يرى الجمال في أبسط الأشياء.
لا تدري أن هناك من يراقبها من بعيد، رجلٌ من عالم آخر تمامًا... وأن براءتها على وشك أن تصطدم بواقع لم تحلم به يومًا.
Comments