الفصل الثاني: شقة الفوضى ومطبخ الكوارث
استيقظت يانا في صباح اليوم التالي على صوت ضحك وصراخ يأتي من المطبخ. فتحت عينيها ببطء، وأدركت أنها ليست وحدها في الشقة بعد الآن. الشباب الخمسة كانوا مجتمعين حول الطاولة، كل واحد منهم يحمل كوبًا من القهوة، وبعضهم يلتهم بقايا الفطور الذي يبدو… مشكوكًا فيه.
– "صباح الخير يا يانا!" صاح أحدهم بحماس مبالغ فيه.
– "صباح…" ردت يانا وهي تحاول التثاؤب، "وشو كل هالضجة؟"
– "لازم تعرفي… القواعد هنا واضحة: كل واحد مسؤول عن شيء… وأنتِ…" قال آخر مبتسمًا: "أنتِ مسؤولة عن الطاقم الترفيهي!"
همست يانا لنفسها: "يا سلام… يعني عملي الوحيد أن أضحكهم؟" لكنها لم تكن تعرف أن أول مهمة لها ستكون أكثر تعقيدًا من أي شيء توقعته.
مغامرة الطبخ الأولى
بعد قليل، قال أحد الشباب، وهو يشير إلى المطبخ:
– "نحن لازم نطبخ اليوم… ونحتاج مساعدتك."
ابتسمت يانا وقالت بثقة:
– "تمام، أنا أقدر على الطبخ!"
بدأت تجيب المكونات، وتقرأ الوصفة، وتخلط، وتقطع، وكل شيء كان يبدو على ما يرام… حتى جاء وقت القلي. ضعت يانا في تحريك المقلاة، وضربت الزيت بقوة، فانطلقت فقاعات الزيت الساخن في كل الاتجاهات.
– "آآآآه!" صرخت يانا وهي تتراجع، وزحفت على الأرض لتنجو من الزيت.
الشباب نظروا إليها بدهشة، ثم انفجروا جميعًا بالضحك.
– "يانا… لا بأس… مجرد فطور…" قال أحدهم، وهو يضحك حتى كادت دموعه تنزل.
النتيجة؟ البيض محترق، الخبز مبتل بالزيت، والمطبخ تحول إلى ساحة حرب صغيرة.
البحث عن عمل
بعد فطور (أو ما تبقى منه)، قررت يانا أن تبحث عن عمل جزئي. أخذت حقيبتها وانطلقت نحو الكافيهات والمكتبات القريبة. بعد محاولات عدة، دخلت كافيه فخم، وقالت للمدير:
– "مرحبًا، أنا أبحث عن عمل جزئي."
– "تمام، هل تعرفين إعداد القهوة؟"
– "أكيد!" قالت بثقة كبيرة.
بعد خمس دقائق، اكتشفت يانا أنها أساءت مزج الحليب مع القهوة، وأصبح المشروب يشبه رغوة الصابون أكثر من اللاتيه.
– "آسف، لن تصلحي هنا!" قال المدير بضيق، وهي تخرج مسرعة، محتفظة بابتسامة عريضة رغم الفشل.
رجعت للشقة، والشباب في انتظارها، يتساءلون:
– "كيف أول يوم بالشغل؟"
– "مثالي… لو كنتِ تريدين أن تضحك على نفسك!" ردت وهي تضحك وتغمز لهم.
زيارة مفاجئة من أهل يانا
في المساء، بينما كانت يانا تحاول ترتيب بعض أغراضها، رن الباب فجأة. فتحت لتجد والدتها ووالدها يقفان بابتسامة مخلوطة بالقلق.
– "ماما! بابا! شو جايين تعملوا هون؟" قالت يانا بدهشة.
الشباب ركضوا خلفها، يحاولون تظاهرهم بأن يانا فعلاً "أختهم الصغيرة". الأم ضحكت وقالت:
– "أعتقد أننا وجدنا فتاة مستقلة… لكن يبدو أنكم تحبونها!"
يانا همست لهم:
– "أه، وخلونا نكون صادقين… إذا غضبت… خافوا مني!"
ابتسم الجميع، وشعرت يانا بدفء غريب، وكأنها بدأت تشعر بأن هذه الشقة، مع كل فوضاها ومغامراتها، قد تصبح منزلها الجديد.
نهاية اليوم الأول
جلسوا جميعًا على الأريكة، يتبادلون الحديث والضحك، وأدركت يانا أن مغامرتها لم تبدأ للتو فحسب، بل أنها ستكون مليئة بالمواقف الطريفة، والتحديات، والعلاقات الجديدة.
ابتسمت لنفسها، وقالت:
– "إذا كان اليوم الأول هكذا… فأنا متحمسة لبقية الأيام!"
وهكذا، بدأت حياة يانا في المدينة، مزيج من الفوضى والضحك والمواقف الطريفة، وفتحت لها الأبواب لمغامرات لم تكن لتتخيلها يومًا.
جلسوا جميعًا على الأريكة بعد يوم طويل من الفوضى والضحك، يانا تنظر حولها وتشعر بالدهشة. من المطبخ المحترق إلى مغامرات البحث عن عمل والفشل الكوميدي فيها… كل شيء جعلها تضحك وتتعلم في الوقت نفسه.
ابتسمت لنفسها وقالت:
– "إذا كان اليوم الأول هكذا… فأنا متأكدة أن بقية الأيام رح تكون ممتعة!"
ضحك الشباب، وأحست يانا للمرة الأولى أن هذه الشقة، مع كل فوضاها، قد تصبح بيتها الجديد.
---
نهاية الفصل الثاني
Comments