بعد أن غادر كاربن الغرفة، خرج آرثر من كتبه، بينما يوجين لا تزال تنظر حولها، وذلك الفارس الصارم يحدق بها من بعيد من جانب الباب الرئيسي للغرفة. وقف آرثر أمام باب مكتبه يحدق في ذلك الطفل الذي يغطي وجهه وجسده بالرداء، ثم جلس على الأريكة.
آرثر: "أيقظني بعد عشر دقائق."
يوجين بارتباك: "أ.. أنا، سيدي."
آرثر تنهد: "لا أعتقد أنه هناك أحد آخر هنا غيرك، إلا إذا كنت تعتقد أن الفارس كذلك!"
يوجين: "كلا سيدي، سأفعل ذلك."
أغلق آرثر عينيه وأسند رأسه إلى ظهر الأريكة البيضاء. مر الوقت، وما زالت واقفة مكانها، حتى أشار الحارس لها بأن توقظ السيد الشاب من نومه.
الحارس: "احم احم."
يوجين بارتباك: "هل حان الوقت بالفعل؟ كيف أوقظه؟ هل أهزه من كتفه أم أناديه فقط؟"
الحارس ينظر بتعجب: "نادِه فقط."
يوجين اقتربت قليلاً بخطوات خفيفة: "سيدي الشاب، حان وقت الاستيقاظ، سيدي… هل تسمعني؟"
الحارس قالها بابتسامة ساخرة، وكأنه يهزأ منه: "إذا لم توقظه الآن فسوف يتأخر عن عمله لاحقًا، ماذا ستفعل؟ قد تُطرد من هنا حينها."
نهضت يوجين من مكانها، والتفتت حول المنضدة من الجهة الأخرى، وجلست جاثية على الأرض أمام آرثر مباشرة، ثم مدت يدها إلى كتفه بهدوء تام، وكأنها خائفة من إيقاظه، رغم أنه يجب أن يبدو عكس ذلك تمامًا.
يوجين تهز كتفه بلطف، مع ابتسامة صغيرة: " سيدي الشاب، حان وقت النهوض، قد تتأخر على عملك إذا لم تنهض الآن سيدي."
فتح آرثر عينيه أخيرًا، ليرى تلك الابتسامة الخفيفة على وجهها الذي كان أسفل منه.
آرثر: "أعطني كأسًا من الماء."
نهضت يوجين، والتقطت الكأس من على المنضدة ووضعته أمام عيني آرثر وسكبت الماء فيه، ثم قدمته له. شرب آرثر الماء، ونظر إلى يوجين قليلاً قبل أن يطلب منها خلع رداءها.
آرثر: "انزع الغطاء عن وجهك."
يوجين بتردد: "حسنًا، سيدي."
عندما أسدلته للخلف ليظهر ذلك اللون الغريب، كان لون شعرها غير مألوفٍ على الإطلاق. الشعر الأشقر الفاتح القصير المنسدل على عنقها من الخلف بدا ملفتًا للغاية، لكن كان للحارس رأي مختلف عندما لمح السيف على وسطها، شعر وكأنه يمكن أن تكون تهديدًا لسيده.
استل الحارس سيفه من غمده، لكن آرثر أوقفه قبل أن يفعل أي شيء، وعندها علم لماذا تغطي هذه الطفلة نفسها بهذه الطريقة.
كانت يوجين تفكر حينها، طالما ستعمل هنا، فسيعلم الجميع بشأن شعرها، لذا لا فائدة من إخفائه بعد ذلك.
آرثر: "ما هو اسمك؟"
يوجين: "اسمي يوجين، سيدي."
آرثر: "من أين جئت يا يوجين؟"
يوجين: "أنا لست من هذه البلاد، سيدي. أنا من الجنوب، من سيرانو. كنت أعمل مرتزقة قبل أن أقابل السيد كاربن، الذي قدم لي مساعدة كبيرة بإنقاذه لي."
آرثر: "هل تعلم أين أنت الآن؟"
يوجين: "كلا سيدي، لم يخبرني أحد بذلك."
آرثر: "إذًا هل تعرف من أنا؟"
يوجين: "أستطيع أن أخمن أنك يا سيدي من عائلة نبيلة ذات مقام مرتفع، لكن لا أعلم أكثر من هذا."
آرثر تنهد بعمق: "حسنًا، من أين يجب أن أبدأ… أنت في قصر الحاكم في مدينة كاسيون، وأنا الأمير الأول آرثر، وأخي كاربن هو الأمير الثاني. هل فهمت الآن؟"
يوجين: "نعم، سيدي، أفهم ذلك الآن."
آرثر: "أنت يافع للغاية، وتملك جسدًا ضعيف البنية، لا أخفي عليك أني لا أثق بك بالفعل، ولا أعتقد أنك قادرة على استخدام السيف جيدًا أيضًا، لذا لما لا تحاول إقناعي أنك شخص مناسبٌ على الأقل؟"
يوجين: "وكيف تريد مني أن أقنعك بذلك، سيدي؟"
آرثر: "حسنًا، لقد اقترح كاربن أن أمنحك ثلاثة أيام لتثبت أنك مناسبة لهذا العمل، لكني سامنحك اسبوع كاملا. أنا لا أريد أن أعتني بطفل التقطته عن طريق الخطأ لأي سبب كان. سأمنحك بعض الوقت، واختبرك خلاله، لن أخبرك إنه هذا اختبار لك أو ليس كذلك، لذا استعد جيدًا لهذا الأمر، فقد بدأت اختبارك الأول منذ بعض الوقت."
تفاجأت يوجين من حديث آرثر، لكنها لم تبدي ردة فعل، علمت أنها ستخسر الاختبار إذا أبدت أي رد فعل منذ البداية.
نهض آرثر، وأخذ معطفه، وحين كان على وشك الخروج من الغرفة، تذكر أنها كانت في الغرفة منذ وقت طويل بمفردها، وأن الخدم لم يكونوا على علم بوجودها، بالتالي فهي لم تأكل شيئًا منذ يوم كامل تقريبًا.
آرثر: "لدي بعض الأعمال لإنهائها، ابق هنا برفقة الحارس… آه، تذكرت، أنت لم تأكل شيئًا بعد. (مشيرًا للحارس) أخبر الخادم أن يحضر بعض الشطائر له، ولا تغادروا الغرفة حتى أعود، طالما لم يكن هناك أمر مهم."
الفارس: "أجل سيدي."
غادر آرثر الغرفة وتوجه إلى غرفة نومه، أخذ حمامًا سريعًا، وساعده الخدم على تبديل ثيابه للاستعداد لحفل النصر الذي كان على وشك أن يبدأ
Comments