الفصل الثاني*اسرار الكتاب القديم*

الفصل الثاني: أسرار الكتاب القديم

مرت ليان الليلة بأكملها وهي تحدق في صفحات الكتاب، محاولة فهم ما تعنيه الكلمات الغامضة المكتوبة بخط قديم ومعقد. كل صفحة كانت تحمل رموزًا ورسومات غريبة، كأنها خريطة لعالم آخر، عالم لم تطأه قدم بشر من قبل. كانت الرسوم تمثل أشكالًا هندسية، نجومًا غير مألوفة، خطوطًا متشابكة تتقاطع مع كلمات غريبة لا تفهمها ليان بالكامل، لكنها شعرت بأن قلبها يعرفها بطريقة ما، كأن هذه الرموز مرتبطة بماضيها الغامض، بمصيرها الذي لم يُكشف بعد.

في صباح اليوم التالي، استيقظت ليان وهي تشعر بارتعاش خفيف في يديها، وكأن الكتاب ترك أثرًا غامضًا في جسدها. خرجت من منزلها متجهة نحو النهر، محاولة أن تهدأ، لكنها لم تتمكن من ذلك. كانت كل خطوة تخطوها تزيد شعورها بأن شيئًا ما على وشك الحدوث، وأن هذا الشيء لا يمكن لأحد أن يمنعه، سوى هي نفسها.

بينما كانت تسير على طول النهر، ظهر فجأة رجل غريب يقف عند جذع شجرة ضخمة. لم تعرفه من قبل، لكنه كان يحمل نظرة حادة وغامضة. كان يرتدي عباءة داكنة وغطاء رأس يخفف من وضوح ملامحه، لكن عينيه كانت تتبع كل حركة لها بعناية.

اقترب الرجل وقال بصوت هادئ لكنه يحمل ثقلًا غريبًا:

"لقد اختارتك الأيام لتكتشفي ما لا يعرفه أحد، الكتاب الذي معك ليس للعب، بل لحياة بأكملها تتغير من أجله."

تسمرت ليان في مكانها، قلبها يخفق بسرعة، وعيناها تتسعان، لكنها شعرت في نفس الوقت بشيء من الاطمئنان، كأن هذه الكلمات كانت بداية لفهم ما تحلم به طوال حياتها.

"من أنت؟ ولماذا تتابعني؟" سألت ليان بصوت مرتجف.

ابتسم الرجل ابتسامة خفيفة، ثم أخرج من جيبه خريطة قديمة ممزقة وقال:

"هذه الخريطة تقودك إلى مكان الكتاب الأصلي، وهناك ستعرفين الحقيقة كاملة. لكن احذري، الطريق محفوف بالمخاطر، والأعداء يراقبون كل خطوة."

ليان نظرت إلى الخريطة، شعرت بتيار من الدهشة والإثارة يملأ قلبها. كانت الرموز المرسومة عليها تشبه تلك الموجودة في الكتاب، لكنها كانت أكثر وضوحًا وتنظيمًا، وكأنها دليل دقيق نحو هدف مجهول.

في الأيام التالية، بدأت ليان تدرب نفسها على فهم الكتاب والخريطة. كانت تجلس لساعات طويلة على ضفاف النهر، تتأمل الرموز، تحاول رسم الروابط بين الصفحات والخريطة، وتخوض مغامرات صغيرة داخل الغابة للتأكد من صحتها. شعرت بأنها تتغير شيئًا فشيئًا، بأن عقلها بدأ يفهم الرموز والرسائل الخفية، وأن قلبها أصبح أكثر استعدادًا لمواجهة أي مخاطر قد تواجهها.

ومع مرور الوقت، ظهرت لها قدرات جديدة وغريبة. أحيانًا كانت تستطيع أن تشعر بالطاقة حول الأشياء، وكأن كل شيء ينبض بالحياة، حتى الصخور والأشجار. في أحد الأيام، لاحظت أن أوراق الشجر تتحرك بطريقة غير طبيعية عندما تقترب، وكأنها تحاول إيصال رسالة، وكأن الطبيعة نفسها بدأت تتحدث معها.

في إحدى الليالي، حلمت ليان حلمًا غريبًا، وجدت نفسها تمشي في غابة مظلمة وموحشة، لا تعرف أين هي بالضبط. الأنهار كانت تتلألأ بشكل غريب، والجبال شاهقة جدًا، وكأنها تحرس سرًا قديمًا. وكلما اقتربت من هدف معين في الحلم، سمعت همسات خافتة تنادي باسمها:

"ليان… اتبعي الطريق… اتبعي قلبك…"

استيقظت ليان وهي تتعرق، قلبها يخفق بسرعة، لكنها شعرت بشيء من اليقين: أن هذه الأحلام ليست مجرد خيال، بل توجيه من قوة أكبر.

في صباح اليوم التالي، قررت ليان أن تبدأ مغامرتها الحقيقية. أخذت الكتاب والخريطة، وتوجهت نحو الغابة القديمة خلف التلال. لم يكن الطريق سهلاً، الأشجار كانت كثيفة، والأرض مغطاة بالجذور المتشابكة، لكن شعورها الداخلي كان يرشدها خطوة بخطوة.

بينما كانت تتقدم، لاحظت مخلوقات صغيرة ومضاءة، كأنها روح الطبيعة تراقبها وتساعدها. أضاءت هذه الكائنات الطريق أحيانًا، وأحيانًا اختفت، تاركة ليان تعتمد على حدسها فقط. شعرت بأنها ليست وحدها، وأن هناك قوى خفية ترافقها، وتوجهها نحو هدفها النهائي.

بعد ساعات من السير، وصلت ليان إلى كهف مظلم، مدخلها مغطى بالطحالب والأشجار المتساقطة. شعرت بخوف خفيف، لكنها لم تتراجع. دفعت نفسها إلى الداخل، وأشعلت مشعلتها اليدوية، لتكتشف غرفة كبيرة مليئة بالرسومات القديمة، ورسائل محفورة على الحجارة والجدران. كل حجر كان يحمل قصة قديمة، وكل رسم كان يروي سرًا لم يجرؤ أحد على كشفه منذ قرون.

في وسط الغرفة، وجدت منصة حجرية كبيرة، وعلى المنصة كتاب آخر أكبر وأكثر غموضًا من الذي وجدته سابقًا. شعرت ليان بطاقة قوية تنبعث منه، وكأن الكتاب كان ينتظرها منذ زمن بعيد. عندما مدت يدها للمس الكتاب، شعرت بتدفق هائل من الطاقة يمر في جسدها، وكأنها أصبحت جزءًا من قوة أكبر، قوة قد تغير العالم بأسره.

وفي تلك اللحظة، ظهر الرجل الغريب مجددًا عند مدخل الكهف، لكن هذه المرة كان أقرب وأكثر وضوحًا. قال بصوت هادئ:

"ليان… الآن تبدأ الرحلة الحقيقية. كل ما تعلمته حتى الآن كان مجرد البداية. أمامك أسرار لا يعرفها أحد، وقرارات ستحدد مصيرك ومصير كل من حولك."

ليان شعرت بمزيج من الرهبة والإثارة. قلبها كان يخفق بسرعة، لكنها أدركت أن هذا هو مصيرها، وأن كل خطوة، كل رمز، كل حلم، كل همسة من الكتاب، كانت تقودها إلى هذه اللحظة.

الفصل الثاني ينتهي عند لحظة التقاء ليان بالقوة الحقيقية للكتاب، واستعدادها لاكتشاف الأسرار المخبأة، وخوض مغامرة ستغير حياتها إلى الأبد.

---

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon