العالم الرقمي 103
في عالم مزدحم. كان هناك منزل صغير. بسيط يملاءه الدفء و الحنان متكونة من ستة افراد: الام. الاب. الاخ الأصغر. الجدة. الجد. و بطلة القصة يومي
في يوم بسيط. حصلت يومي على شهادة قبولها في الاكادمية بعد جهد طويل. و اما والدتها الغير حقيقية. اخبرتها ان لا تفوت الحافلة و الا ستتأخر. يومي لا تعرف شيئا. لا تعرف انها متبناة و لا تعرف اين والداها الحقيقيين. قلبها مجهول تماما من الحقيقة .
و عندما دخلت الاكادمية. كان ضخما. حديقة مليئة بالاشجار و الحياة و تعرفت على فتاة من نفس الفصل اسمها داملا. داملا هي فتاة يتيمة فقدت والداها منذ زمن بعيد. و هي منعزلة و وحيدة
هذه الكلمات احزنت يومي. فأخبرت والدتها بذلك و الام قبلت و ادخلت داملا في جو يملاءه الحب و السعادة
داملا من شدة فرحتها. لم تستوعب انها قد تبناها عائلة مكتملة اخيرا بعد سنوات من العزلة و الوحدة
و في اليوم التالي. جاءت انسة من العدم اسمها الانسة د كانت لطيفة. مبتسمة. لكن خلف هذه الابتسامة الجميلة غموض و اسرار لم تكشف.
جاءت الانسة د بإبتسامتها المشرقة. اخذت الطلاب الى جولة صغيرة حول الأكاديمية و ما فيها لكن بعد اجتياز ما بين الملعب و الحديقة لمحت داملا باب مصدئ. قديم. و غير ظاهر بالكاد يرى. سألت داملا الانسة د: ما قصة هذا الباب؟
قالت الانسة د و هي بين الجدية و الاخفاء: انه باب الإصلاحات الكيميائية لكن حدث انفجار ادى الى غلق هذا الباب ينصح بعدم الدخول
كانت كلماتها جدية للغاية. لكن داملا لم تصدق اي شيء. لا توجد لا رائحة. لا اثار كيميائية. و لا اي شيء مما فتح الغموض في هذا الباب. تتسائل داملا:
ماذا يحتوي هذا الباب
ايعقل انه هناك شيء. وحوش. اشباح؟؟
و لماذا الانسة د كذبت؟
ان كان حقا باب الاصلاحات الكيميائية سأكتشف الامر..
و حل الليل و السكون يسيطر على المنطقة. استغلت داملا الفرصة و ذهبت الى الباب دون علم احد
تركت رسالة صغيرة فوق الطاولة و خرجت من المنزل......
دخلت داملا الأكاديمية و تجاوزت الحراس بكل مهارة و دخلت الباب و كان الرواق طويلا و مظلما. فضولها لم يستسلم و اكملت السير. بخطوات واضحة. و صور مرعبة. و ظلام يسيطر على المنطقة.سكون خانق لا يسمع......
و ثم شمت داملا رائحة تشبه رائحة المجاري... اقتنعت داملا ان الرائحة سببها المواد الكيميائية و اقتنعت بكلام الانسة د لكن جذبها باب صغير مكتوب عليه
المنطقة غير مسجلة
ممنوع الدخول
كانت الكلمات تتكرر في الحائط لكن داملا دخلت الباب.......
وجدت مكتبا صغيرا بسيطا يعلوه طبقة من الغبار و فوق الطاولة حاسوب قديم يعمل. شغلته و لم تجد شيئا سوى ملف واحد اسمه الملف 9999. حاولت فتح الملف لكنه بكلمة سر حتى لاحظت نظارة افتراضية قديمة
ارتدته......
و ثم اختفت
لا صوت. لا نفس. و لا حتى جسدها
حتى ظهرت ورقة تلقائية مكتوب عليها
الاسم: داملا 12/ تم عملية النقل
و في الصباح اليوم التالي استيقظت يومي و لم تجد داملا
بحثت عنها في كل أرجاء المنزل. المطبخ. غرفة الجلوس. لم تجدها حتى لاحظت الورقة التي تركتها داملا منذ امس. كان فيها
يومي. انت روح مني. ساعدتيني في كل الاوقات و كنت بمثابة اخت بالنسبة لي. و امك..... كانت كأم حقيقية. تشبه امي. و دفئها. و لطافتها.....و اما والدك. كان طبيبا لم يكن يعالج الأشخاص فقط بل كان شفاء لجروحي. اخفى ندوبي...... و اصلح نفسيتي. و اخاك الاصغر. كان مرحا. مزعجا. و لطيفا. اشكركم جميعا على كل شيء. كنتم بمثابة عائلتي. عوضتم كل ما خسرته. ازلتم وحدتي. و انا اسفة جدا لأنني تركتكم لأنني لم اكن اعتقد انني سأكون الفرد الجديدة في العائلة... و شكرا
هذا ما تركته داملا قبل رحيلها... بحثت العائلة عنها بكل مكان
لكن فقدو الامل في ايجادها و الزمن ينسيهم شيئا فشيئا................
Comments