عشقت عيونها
الفصل الأول
"قانون الجاذبية لا يعمل على الأسرار"
كانت السماء رمادية ذلك الصباح، كأن الغيوم تعكس شيئًا ما سيحدث… شيئًا ليس عاديًا.
جلست بيل على المقعد الخشبي في فناء الجامعة، ترتدي سويتر رمادي واسع فوق قميص أبيض بسيط، وشعرها الكستنائي الطويل منسدل بنعومة على ظهرها. كانت عيناها الخضراوان لامعتين وهي تقرأ في كتابها، لا تعلم أن هذا سيكون آخر يوم طبيعي في حياتها.
— "بيل، توقفي عن التصرف كأنك في رواية، نحن في محاضرة كيمياء بعد عشر دقائق!"
ضحكت روز، صديقتها المقرّبة، وهي تلقي بنفسها بجانبها.
كانت روز، بشعرها الأشقر القصير وعينيها الزرقاوين، تشع بالحياة مثل عاصفة شمسية.
— "أنا فقط أحاول أن أبدأ اليوم بطاقة إيجابية."
— "بيل، هذه الجامعة لا تحب الإيجابيين، صدقيني."
— "روز!"
— "حسنًا، حسنًا… هل سمعتي عن الأستاذ الجديد؟"
رفعت بيل حاجبها باستغراب.
— "أستاذ؟ تقصدين في قسم العلوم السياسية؟"
— "لا، في قسم الكيمياء الحيوية. اسمه جاك ليوناردو روسو . إيطالي … شاب… ووسيم جدًا، حسب ما قالت لينا من السنة الرابعة."
تضحك بيل وتغلق الكتاب، لكن لا تدرك أن اسم “جاك” سيتكرر في حياتها حتى يصبح نبض قلبها… أو نهايتها
بينما تسير بيل في ممرات الجامعة بعد المحاضرة، تصطدم بشخص ما فجأة. الكتب تقع أرضًا.
— "أنا آسفة!"
ترفع بصرها ببطء…
تلتقي عيناها بعينين رماديتين باردتين، لدرجة أنها شعرت بأن الزمن تجمّد.
كان طويلًا، ببشرة بيضاء غامقه وشعر اشقر ناعم مبعثر بطريقه ساحره ووسامة لا يمكن إنكارها.
يرتدي معطفًا أسود فوق قميص أبيض وأول زر مفتوح.
— "هل أنتِ بخير؟"
— "نعم… شكرًا."
ينحني ليلتقط الكتاب…
وينظر للغلاف:
"الكيمياء الحيوية – الجزء الثالث"
— "مادة جميلة… لو عرفتي كيف تستخدمينها."
ابتسم بخفة وسار مبتعدًا، تاركًا قلب بيل ينبض بجنون، وصوت روز يأتي من بعيد:
— "هل هذا هو؟ هل هذا جاك؟"
بيل لم تجب… كانت تنظر خلفه فقط، وتشعر أن شيئًا لا يُفسّر قد بدأ للتو.
واااو! 🔥 دخلنا رسميًا في عالم جاك المظلم الجذّاب…
وهنا تبدأ اللعبة الحقيقية
[المكان: شقته الخاصة – الطابق العاشر – نوافذ ضخمة تطل على المدينة]
جلس جاك على طرف الأريكة، قميصه الأبيض نصف مفتوح، ويده تمسك بكأس نبيذ نصف ممتلئ، لكنه لم يشرب.
الهدوء يخيّم على المكان، إلا من صوت المطر بالخارج… وصوت أنفاسه الثقيلة.
كانت الإضاءة خافتة، وضوء شاشة اللابتوب يضيء ملامحه الحادة.
وفي منتصف الشاشة… صورة لبيل.
وجهها، تلك العيون الخضراء التي تخترق، وتلك البراءة التي تجعله ينسى من هو.
— "لماذا أنتِ؟"
همس لنفسه، صوته منخفض وخشن.
لقد رأى الكثير من الوجوه.
اقتربت منه نساء جميلات.
لكن لا أحد منهن جعل قلبه ينبض بهذه الطريقة.
بيل…
البريئة.
الهادئة.
التي لم تفعل شيئًا… لكنها فعلت كل شيء دون أن تدري.
يرجع برأسه للخلف ويغلق عينيه، صور منها تمر في خياله:
ضحكتها… ارتباكها لما اصطدمت به… الطريقة التي عضّت فيها شفتها عندما شعرت بالتوتر…
— "أريدها."
قالها بصوت عميق، حاسم، كمن يتخذ قرارًا لا رجعة فيه.
يرفع هاتفه، يفتح ملفًا باسم:
“Case B-12 – BELL ANDERSON”
كل شيء عنها موجود…
حياتها. تحركاتها. أصدقاءها. المواد التي تدرسها. حتى المشروبات التي تحبها في الكافيه.
— "أنا آسف يا بيل… لكنك دخلت عالمي الآن. وهذا العالم لا يترك أحدًا يخرج."
في صباح اليوم التالي…
تدخل بيل إلى القاعة، وتتفاجأ بأن جاك هو الأستاذ الجديد للمادة.
عيناها تتسعان… وقلبها يتوقف لحظة.
— "صباح الخير… اسمي الدكتور جاك ليوناردو روسو . وسأكون المسؤول عن مستقبلكم هذا الفصل."
قالها بنبرة هادئة، لكنه نظر إليها… فقط إليها.
بيل تبتلع ريقها بصعوبة، وتحاول ألا ترتبك… لكنها لا تعرف أن هذا الرجل الذي أمامها،
وقع في حبها بالفعل…
وأنه مستعد لتدمير العالم لأجلها فقط .....
[الوقت: نهاية المحاضرة | المكان: قاعة 2B – قسم الكيمياء الحيوية]
رنّ صوت الجرس، فبدأ الطلبة يجمعون أغراضهم ويتحركون للخروج.
بيل أغلقت دفتر ملاحظاتها وبدأت تضعه في حقيبتها ببطء، بينما تشعر بعينين تراقبانها… بعناية.
— "آنسة بيل أندرسون؟"
رفعت بيل عينيها بسرعة، وكان هو…
جاك.
واقفًا أمام الطاولة، بوسامته الهادئة، وقميصه الأبيض الذي لا يزال الزر الأول فيه مفتوحًا، كأن كل تفصيلة فيه محسوبة ليفقدها توازنها.
— "نعم، دكتور؟"
نظر إليها، ثم إلى الطلبة الذين يغادرون، ثم قال بنبرة هادئة ولكن حادة:
— "هل يمكن أن تبقي قليلًا؟ أحتاج أن أتناقش معك في شيء ما."
تجمّدت بيل لحظة. قلبها تسارع دون مبرر.
روز التي كانت بجوارها همست لها:
— "ان لم توافقي سوف اقتلكي."
ثم ضحكت وانسحبت.
بقيت بيل وحدها في القاعة مع جاك.
صمت ثقيل ساد المكان.
الهواء بدا أثقل، وكأن الجدران نفسها تستمع.
— "أنتِ من أفضل الطالبات عندي، بيل."
قالها وهو يتجه نحو الطاولة ببطء، يضع يده على سطحها الخشبي.
— "شكرًا، هذا لطيف منك."
قالتها بخجل واضح، تحاول أن تبدو طبيعية… لكنها فشلت.
— "لكنكِ أيضًا… مشتتة أحيانًا."
رفع حاجبه قليلًا وهو ينظر مباشرة لعينيها.
— "هل كل شيء بخير؟"
ابتلعت ريقها وقالت:
— "أعتقد ذلك. أعني، نعم… الدراسة مرهقة قليلًا فقط."
ثم أضافت بسرعة: — "لكنني سأتحسن، أعدك."
ابتسم ابتسامة خفيفة، جعلت عينيه الرماديتين أكثر دفئًا للحظة.
— "لا أريدكِ أن تتحسني من أجل المادة فقط."
اقترب خطوة واحدة. صوته أصبح أعمق.
— "بل من أجلكِ أنتِ."
تسارعت أنفاسها. لا تعرف هل تشكره؟ أم تهرب؟
لكنه قطع توترها بسؤال غير متوقع:
— "هل تحبين العشاء الإيطالي؟"
فتحت عينيها بدهشة.
— "ماذا؟"
ابتسم وقال بثقة مفرطة:
— "أقصد، بعد هذا الأسبوع الطويل… أعتقد أنكِ تستحقين مكافأة.
هناك مطعم صغير أعرفه… هادئ، وراقي. فهل تقبلين دعوتي؟"
مرت ثوانٍ بدت كأنها دهر.
عقلها يصرخ: لا يمكن! هذا أستاذك! هذا خطر!
لكن قلبها… قلبها قال فقط:
— "أحب البيتزا."
قالتها وهي تبتسم، والاحمرار يملأ خديها.
ضحك بخفة وقال:
— "رائع. سأعتبر هذه موافقة."
ثم أخرج بطاقة صغيرة من جيبه ووضعها أمامها.
— "الساعة الثامنة. العنوان هنا. كوني مستعدة… وسعيدة."
ثم استدار… وغادر.
تركت بيل واقفة، تمسك البطاقة بيدين مرتجفتين، بينما تحاول استيعاب ما حدث للتو.
—
[المشهد التالي: بيل في غرفتها]
تقف أمام المرآة، ترتدي فستانًا ناعمًا باللون الخمري، شعرها منسدل بنعومة، وشفاهها وردية…
روز تجلس على السرير وتقول:
— "أنا لا أصدق. أنتِ ذاهبة في موعد مع جاك. ليوناردو روسو … أستاذ جاك، صاحب النظرات القاتلة."
— "لا تسميه هكذا!"
قالت بيل وهي تضحك ثم نظرت لنفسها مرة أخرى.
— "هل تعتقدين أنه مهتم فعلًا؟ أم أنها مجرد دعوة رسمية؟"
روز نظرت إليها بحدة وقالت:" هل تمزحي معي ...جاك لم ينظر الي فتاه من قبل بنفس الطريقه التي ينظر بها اليكي"
— " ثم همست: — " كوني حذره يا بيل ....اللعب مع النار ممتع ....لكنه قد يحرق "
Comments