ليورا توترت وقالت:
"لا أنت أكيد تتوهم، أنا من جديد بدأت أتعلم السحر ، وما أنا قوية ولا محترفة."
أيرن ابتسم وقال:
"معك حق… أكيد صرت أتوهم من التعب."
ليورا حست إنه فعلاً صدق، ولما أدارت وجهها،
تغيرت نظرات أيرن وقال في نفسه:
"كذابة... أنا ما كنت أتوهم."
في صباح اليوم التالي،
جهّز أيرن وليورا حقائبهم وانطلقوا في رحلتهم.
وصلوا إلى الغابة، وكانت ليورا مبهورة بالغابة الكثيفة، بالخُضرة اللي تملأ المكان.
بينما كانت تتأمل، كان أيرن يراقبها بهدوء في كل حركة.
ليورا تذكّرت كلام أولدرا لما قال لها:
"توجيهي إلى الجنوب، حتلاقي الأجوبة هناك."
فالتفتت نحو أيرن وسألته:
"هل في هذا المكان أماكن مثيرة للإهتمام ؟ أو بقايا حطام لشيء قديم؟"
استغرب أيرن من سؤالها، وقال:
"نعم، في الجانب الثاني من الغابة في مبنى قديم مدمر.
يقولون إنه كان مقرًا لحُرّاس النور قبل حوالي مئة سنة."
ليورا تحمّست وقالت:
"خلينا نروح!"
أيرن رد وهو مستغرب من حماسها:
"حسنًا، رايحين."
وأثناء الطريق، لاحظت ليورا أن أيرن يتفاعل مع الحيوانات اللي يقابلونها،
والغريب أن الحيوانات كانت تتفاعل معه بسهولة.
"أيرن، أقدر أسألك سؤال؟"
"اسألي."
"أنت تحب الحيوانات ، واضح أنو علاقتك معهم قوية ؟"
قال بابتسامة بسيطة:
"أنا أقدر أتواصل معهم."
ليورا انبهرت وقالت:
"واو... هذا رائع!"
أيرن قال و هو يكمل بالمشي :" لا أرى أنه شيئ رائع أبدنا "
و كملو في طريقهم نحو المبنى القديم، كانت الغابة تزداد كثافة، والضوء يخفت شيئًا فشيئًا كلما تقدموا أكثر…
ليورا كانت تشعر بشيء غريب في الجو، وكأن الهواء أصبح أثقل.
فجأة، اهتزت الأرض من تحتهم، وخرج مخلوق ظلي ضخم من بين الأشجار، بلا ملامح واضحة، يتكون من دخان داكن وعينين تتوهجان باللون الأحمر.
صرخت ليورا بدهشة:
"ما هذا الشيء؟!"
أيرن سحب خنجره بسرعة، ووقف أمامها قائلاً:
"ابقِ خلفي!"
هاجم المخلوق بسرعة خاطفة، وأيرن يحاول صده بكل ما يستطيع، لكنه لم يكن خصمًا سهلاً. ضربة واحدة من المخلوق كانت كفيلة بإرسال أيرن طائرًا في الهواء، ليصطدم بجذع شجرة ويقع أرضًا، يتأوه من الألم.
ليورا شهقت، دموعها امتلأت في عينيها، وهي تصرخ:
"أيرن!!"
عقلها امتلأ بالفوضى والخوف… وفجأة، لمع في ذاكرتها صوت أولدرا وهو يقول:
"الطاقة في داخلك… عندما تحتاجينها، العصى ستُظهر الطريق."
بيدين مرتجفتين، أمسكت عصاها، أغمضت عينيها، وبدأت تركز كما علمها…
قلبها ينبض بقوة، والمخلوق يقترب منها ببطء.
وفجأة…
انفجرت العصى بطاقة ضوء هائلة، خرج منها شعاع أبيض مذهل، ضرب المخلوق مباشرة.
صرخ المخلوق صرخة مخيفة، قبل أن يتفكك ويتحول إلى رماد يتلاشى في الهواء.
ليورا وقفت متجمدة، غير مصدقة ما حدث.
ركضت بسرعة إلى أيرن، وجلست قربه وهي تقول بقلق:
"هل أنت بخير؟ أيرن؟!"
فتح عينيه ببطء، وابتسم بصعوبة:
"لا تقلقي… أصتطيع معالجة نفسي … فقط أعطني دقيقة."
مدّ يده إلى صدره، وبدأ يستخدم طاقته في شفاء نفسه تدريجيًا، بينما ليورا تنظر إليه بدهشة.
بعد دقائق، وقف بصعوبة، ومسح الدم عن وجهه.
قال وهو ينظر لها باهتمام عميق:
"ما الذي فعلته؟ تلك الطاقة… لم أرَ شيئًا كهذا من قبل."
ليورا نظرت إلى العصا في يدها، ثم إلى الرماد المتناثر، وقالت بصوت مرتعش:
"أنا… لا أعرف. فقط… فعلت ما شعرت به."
سارا معًا و ليورا قررت تقول لأيرن مين هي ، و أيرن مصدوم من الي سمعه ، حتى و صلو إلى مبنى ، بجدران مدمرة …
ليورا وقفت متجمدة في مكانها، قلبها يخفق بقوة.
عيناها اتسعتا وهي تقول بذهول:
"هذا… هذا هو المبنى الذي رأيته في حلمي… نفس النقوش… نفس الجدران المدمرة… مستحيل…"
أيرن اقترب منها وسأل:
"رأيتيه في حلم؟ متى؟"
لكن ليورا لم تجب… كانت تحدق في الباب الحجري المغلق، حيث نُقشت رموز تشع بطاقة خافتة، وكأنها تناديها...
Comments