قامت ليورا وهي مسرعة وقالت:
"صحيح، أنا تأخرت على السوق، واليوم في تسليم للقلع!"
لكن عندما قامت من مكانها، لاحظ أولدرا الوحمة على رقبتها، والتي كانت على شكل نجمة.
أولدرا صُدم وقال:
"هذه علامة الحراس! معقول... معقول تكون ليورا من الحراس؟"
تجلى الصدم على وجهه ولم يستطع أن يخفيه.
انتبهت ليورا لنظراته، فبادرت قائلة:
" نحتاج شيئ من السوق ؟"
لكن أولدرا رد بهمس:
"ليورا؟ ليورا من الحراس؟"
ليورا استغربت وقالت:
"إيش؟"
أولدرا أمسك يدها وجلسها وقال:
"إنتِ جبتِ الوحمة دي منين؟"
ليورا ردت:
"هذه وحمة من الولادة."
أولدرا قال:
"تعرفي هذي الوحمة إيش؟"
ليورا قالت باستغراب:
"وحمة عادية."
أولدرا قال بصوت جاد:
"هذه وحمة الحراس، تظهر فقط للحراس. آخر واحد من الحراس مات قبل مئة سنة، وأنتِ آخر واحدة من نسل الحراس."
ليورا:
"بس مين هم الحراس؟"
أولدرا:
"الحراس كانوا مسؤولين عن حفظ توازن المملكة مع قوى سحرية قديمة تُعرف بـ 'نواة الحياة'. هذه النواة اختفت منذ قرون، ومع اختفائها بدأت المملكة تضعف ببطء دون أن يعرف أحد السبب، وهذا تركها عرضة للحروب والظلال التي تحارب البشر، وغير ذلك الكثير. والآن، أنتِ المسؤول عن حماية المملكة وإيجاد قلب دالورا."
سكتت ليورا لثوانٍ، قلبها ينبض بقوة، وعقلها عاجز عن التصديق، وكأن كل ما بنته بدأ ينهار تحت قدميها.
قالت بصوت مرتجف:
"أنا؟ أنا... مجرد بنت ريفية، حتى ما بلغت الثامنة عشر... كيف ممكن آخد كل هذا على عاتقي؟ كيف أقدر أتحمل مسؤولية حماية المملكة؟"
نظر إليها أولدرا بعينين مليئتين بالجدية وقال:
"القدر لا يلعب ... ووحمة الحراس ما تظهر عبثًا. في دمك نور قديم."
ردّت ليورا بصوت منخفض:
"أنا... أنا... أنا خائفة."
قال أولدرا بهدوء:
"الخوف طبيعي، بس القوة اللي جواك هي اللي راح تحركك. وإذا استنيتِ أحد يوقفك على رجليك... راح تظلي طول عمرك بالأرض."
أنزلت ليورا رأسها نحو الأرض، وصوتها بالكاد يُسمع:
"بس... إيش هو قلب دالورا؟ وكيف ألقاه؟ وكيف بنت عادية مثلي توقف الظلال؟"
أولدرا وقف، واتجه نحو خزانة خشبية قديمة. فتحها بهدوء، وسحب منها صندوقًا أسود، واضح من شكله أنه قديم جدًا.
فتح الصندوق وأخرج عدة أشياء، أولها كانت خريطة قديمة، وقال:
"هنا، هذا المفروض يكون مكان قلب دالورا. وهذه... خريطة الحراس. احتفظت بها لسنوات، على أمل أن يجي يوم ويظهر فيه الحارس اللي راح ينقذ المملكة... واليوم هذا وصل."
ثم أخرج عصا منقوشة بخيوط ذهبية، وعلى رأسها حجر بلوري صغير.
قال وهو يمدّها نحو ليورا:
"هذا حجر الطاقة البلوري. يتفاعل مع الشخص اللي يلمسه إذا كان من نسل الحراس. القوة اللي يخرجها هائلة... مش بس ممكن تدمر المملكة، بل حتى العالم كله. ولازم تتعلمي تتحكمي فيها."
وما إن مدت ليورا يدها ولمست العصا، حتى بدأت البلورة في رأسها تتوهج بضوء أزرق غريب، يسطع شيئًا فشيئًا… كأنها تتنفس.
حين لمست العصا، اجتاحها إحساس لم تعرفه من قبل. قوة... شجاعة... وإرادة صلبة بدأت تنمو في قلبها. لم تعد تشعر بالخوف كما في السابق. بل شعرت بأن بداخلها نارًا مضيئة لا يمكن إخمادها.
همست لنفسها:
"أنا مستعدة... لازم أبدأ رحلتي، وأكتشف سر الظلال... وألقى قلب دالورا... مهما كان الثمن."
لكن فجأة، شعرت بشيء يربكها. توقف قلبها لحظة، كأن شيئًا مهمًا ضرب عقلها بقوة.
"بس أمي!" قالت بصوت مرتعش، ووجهها امتلأ بالقلق.
"أمي مريضة، وما في أحد يهتم فيها... ما أقدر أتركها لحالها."
اقترب أولدرا منها، ووضع يده على كتفها بلطف وقال:
"أمك في حمايتي ، ليورا. أنا راح أهتم فيها بنفسي، وأعتني بيها حتى ترجعي من رحلتك. هذا وعد."
نظرت ليورا إليه، ودمعة صغيرة لمعت في عينيها، لكنها مسحتها بسرعة. ثم عقدت حاجبيها بعزم جديد، وقالت:
"شكرًا... الآن، أنا جاهزة فعلاً."
خرجت ليورا من بيت أولدرا متوجهتا إلى البيتها ، و صلت إلى المنزل ، و أول ما رأت أمها دمعت عيونها بدون ما تحس ، جلست ليورا أمام أمها ، مسكت بيدها و قبلتها و قبلت رأس أمها ، و حكت الأمها القصة و أنها لازم تروح مشان تنقذ المملكة ،
ليورا كانت متوقعا أنو أمها مارح تصدقها ، بس أمها قالت :" روحي و قوة نور رح تحميك "
ليورا إستغربة من أنو أمها كانت تعرف
فأمها قالت :" جدي كان واحد من الحراس ، و أنا كنت أعرف أنك وحد من الحراس و كنت مستعدة لهاذا اليوم "
ليورا فرحت من هاذا الخبر و بدأت تجهز نفسها لرحلة التي لا تعرف كم ستطول ، في داخلها شعورا يقول أنها ستعود و هي أقوى و أفضل .
ومع غروب الشمس، خطت أول خطوة نحو مصيرها... نحو الغابة، ونحو الأسرار التي تنتظرها هناك.
Comments