...صحيت كأني كنت غارقة بنوم ثقيل......
..."صحيتي"......
...الكلمة بعدها معلقة بذهني،...
...نفس الكلمة اللي قصت حبل الصمت ورجّعتني لنفس الغرفة،...
...نفس الجدران بتحاصرني،...
...صارت تشهد كل صرخة وكل ارتجافة....
...نفس الصمت اللي بيخنق الروح......
...قلبي عم ينبض بطريقة مجنونة كأنه عم يخلص كل نبضاته حتى يرتاح....
...العرق البارد غطى وجهي،...
...رفعت عيوني ......
...لسا الظل واقف......
...أطول......
ملامحه كأنها بتتشكل كل ثانية وتذوب بالثانية اللي بعدها...
...مبتسم.......
...ابتسامة ضبابية.. ابتسامة خلتني أرتجف من جوّا....
...نفَسي كان ثقيل......
...بس الأثقل منه إن الغرفة مش زي ما تركتها......
...لون الحيط اتغير،...
...باهت أكتر،...
...والساعة اللي كنت سامعة صوتها قبل لحظات؟...
...اختفت.....
...رجفة برد ما إله وجود سرت بجسمي، حسيت حالي محبوسة بين مشهدين:...
...واحد واقعي قدامي....
...والثاني غريب عم يتكرر....
...سمعت صوتها.....
...صوت عالي كأنه بعقلي،...
...مشحون بغضب...
..."ليش؟ ليش تركتي إيدي وقت كنتي محتاجيتني أكثر من نفسك ليش؟"...
...وراَي .....
...صوت ميرال...
كانت واقفة ملامحها غير، فيها عتاب وغضب. عيونها مليانة شرار.
...صوتي المبحوح خاني كمان مرة:...
..."ما قدرت... خفت."...
...قربت خطوة،...
...خطواتها كانت واثقة، كأن الأرض ما اهتزت من تحتي:...
..."الخوف دايمًا حجتك؟!...
...كل حياتك عم تهربي من حالك... من ذكرياتك. ومفكرة إنك لو سكرتي عيونك، رح يختفي الماضي؟"...
...كلماتها طعنتني، وجعتني، كل كلمة طلعت منها غرست جواي زي الإبرة.....
..."إنتِ السبب بكل إشي.. إنتِ يلي تركتي كل إشي ينهش فيكي، وبعدين بتقولي مش قادرة تتذكري الماضي."...
...حسيت إني بدي أصرخ.. أصرخ عليها......
...بس صوتي انخنق حسيت بنفَسي مقطوع.. والذكريات هجمت علي كأنها بتستنى هذي اللحظة.....
...صرخة بتتكرر.....
...وجوه من غير ملامح.....
...صوت الباب ينفتح ويتسكر بعنف......
...إيد صغيرة ممدودة، عليها أثر ضربة قديمة.....
...صوت ميرال عليّ أكثر:...
..."شايفة؟! هذا هو ماضيكِ اللي بتحاولي تدفنيه.. رح يضل معاكي لغاية ما يدفنك إنتِ."...
...بنت صغيرة.....
...نفس البنت.....
...قاعدة على أرض نفس الغرفة .....
...ماسكة نفس اللعبة المكسورة.....
...صوت الصراخ مرعب عم يشق الجدران، باب بينفتح بعنف، بنت غريبة أو يمكن مألوفة .....
^^^صرخات عالية.. إيدها مرفوعة وعم تنزل على وجه نفس البنت..^^^
...دموعها عم تنزل، وهي مش فاهمة ليش....
...الذكرى ما كانت مجرد صورة،...
...•لا•...
...كانت واقع...
...ريحة التراب...
...الصراخ...
...صوت الضحكة الباردة......
...كلها حسيتها كإنها بتصير قدامي هسه....
...صرخت وأنا بضغط راسي بين إيدي:...
..."خلص! بكفي ما بدي أشوف، ما بدي أتذكر خلص."...
...ميرال واقفة قدامي صرخت بوجهي بكل غضب:...
..."ما بتقدري تهربي، الذكريات رح تضل تهاجمك، لو مهما حاولتي تنسي. الحقيقة رح تضل تركض وراكي للأبد."...
...كلماتها غير......
...بتضل توجعني وتحسسني بالذنب...
...بتخليني أحس حالي عم أنفجر من جوّا.....
...انفجرت فيني لحظة انهيار، حسيت كل إشي عم يضغط على نفسي، دموعي نزلوا من غير إذن...
...إيدي عم ترجف بجنون.....
يمكن فقدت السيطرة على حالي كمان مرة
...دفشت الكرسي ورميت طاولتي صرخت بكيت بس ما إشي تغير بعدها قدامي عم تطل عليّ بنظرة شفقة....
...والظل عند بابي أبعد. شوي، بس إحساسي بقلّي إنه هون قدامي بعقلي بكياني معي بكل ثانية....
...لسا عم يبتسم بكل سخرية، مبسوط على انهياري، على وجعي، على ألمي، على كل ثانية عم أموت فيها، مبسوط إني هون ما بعرف مين أنا أو وين أنا وليش أنا....
...قدامي......
...على حيطي.....
...مكان طاولتي.. انكشف جزء من الجدار ما كنت شايفاه....
...جسمي ارتجف....
...كلمة محفورة على الجدار...
...عميقة كأنها انكتبت بأظفر حدا مجروح.....
..."إنتِ السبب."...
...قلبي وقف لحظة. قربت ولمست الحروف.....
...ملمسها كان حقيقي مو وهم....
...تمتمت بصوت متكسر:...
..."أنا السبب؟! بأي إشي أنا السبب؟ شو عملت حتى أكون أنا السبب؟"...
...ميرال سكتت. بعدها واقفة، عيونها مكسورة بس ملامحها بعدها غامضة، كأنها عارفة....
...رفعت عيونها علي:...
..."كان لازم تلاقيها... بس ما رح تطيقيها، إنتِ كنتِ جزء من كل إشي، حتى لو ما بدك تعترفي."...
...بلحظة اختفت كأنها ما كانت، بس أثرها ظل.....
^^^ريحتها الغريبة بالهوا، صدى صوتها لسا عم يتردد بأذني.^^^
...وكل كلمة قالتها ضلت تعيد صداها براسي، حتى بعد ما اختفت من قدامي....
...لحالي......
...ظليت لحالي. والظل عم يتفرج عليّ....
...ابتسامته عم توضح أكثر....
...ابتسامة مليانة سخرية....
...مبسوط يشوفني عم أنهار، ما قرب، ما بعد، بس وجوده كان كافي يخليني أحس إن الغرفة كلها مليانة فيه.....
...جسمي كله انكمش، دموعي نزلت بصمت، رجعت لصقت ظهري بالجدار،...
...عيوني معلقة قدامي بالكلمات المحفورة، وكل ما أقرأها أكثر...
...عم أحس إنها عم تحكي عني أنا،...
...عن ذنب مش متذكرته،...
...بس مدفون جواي......
آخر صورة شفتها قبل ما يظلم كل إشي كانت ابتسامة الظل...
...ممتدة......
...مش طبيعية......
...كأنها عم تبلع جدراني......
...•...
...•...
...نلتقي...
...•...
...•...
Comments