...2...
.......
.......
...♥︎...
.......
...سكون.....
...صمت.....
...خوف.....
...قلق.....
...غرفتي عم تغرق فيهم من غير مخرج.....
...الظل بعده عند الباب ثابت، مايل شوي كأنه عم يتحرك بس ما تحرك، وجوده كفيل إنه يضغط على صدري كأنه صخرة....
...عيوني متشبثة فيه وصوت نفسي عم يطلع متقطع، وإيدي عم ترجف وأنا ماسكة طرف طاولتي خايفة أقرب.. خايفة أبعد... خايفة من كل إشي، حتى من نفسي....
...حتى عيوني عم أخاف منها، متشبثة في من غير إذني، وعقلي عم يذكرني بصور ما طلبتها.. صور قديمة جرني إلها غصب....
... صورة بنت صغيرة بنفس الغرفة، قاعدة بزاويتها على الأرض الباردة، حواليها لعبتها المكسورة، بتلعب بكل حذر وخوف وكأنها عارفة إنه بأي لحظة دمعتها رح تنزل وينعاد كل إشي من الأول......
...صوت الصرخة كان إشي مفروض عليها كل يوم بسبب أو بدون، بس هاي المرة كان عالي وقاسي، كأن البيت كله عم يهتز....
...باب الغرفة اتفتح بعنف، ونفس الظل.. أو يمكن شبيه إله بس بملامح....
...ضحكة غصب، بعدها لسعة وجع على إيدها من ضربة ما كان إلها داعي، من غير سبب واضح....
...دموعها نزلت بس ما حدا سمع.....
...البرد وقتها علّمها كيف الوحدة بتنهش في الروح، وكيف الخوف بيكبر معك زي كابوس ما بتصحى منه....
...رجعت لواقعي كأني وقعت فجأة....
...البرد كان بَعض بجسمي، والظل صار أقرب. قبل ما أفكر شو أعمل، صوت همسة غريبة:...
..."إنتي مش لحالك"...
...رعشة خوف مرة بجسمي، التفت وهناك عند زاوية غرفتي، بنت، شعرها أسود طويل، عيونها أغرب من الغريب، واسعة وبريقها ورا قصص.....
...كانت واقفة بثقة عكسي بخوف، ابتسامتها مريحة بشكل مخيف، نصها دفء ونصها حزن كأنها بتعرف إنه الأيام مو عادلة....
... قربت بخطوات بطيئة ولساني بردد جملة:...
..."مين... مين إنتي؟"...
... ما عرفت إذا هي واقعية… ولا مجرد صورة طلعها عقلي عشان يذكرني....
...الظل عند الباب هز راسه، كأنه شافها هو كمان…...
...رفعت راسها وبصوتها الغريب:...
..."اسمي ميرال، وإنتِ؟"...
...أنا.. أنا مين؟ سؤال بتردد لعقلي باليوم ألف مرة، مين أنا؟ وين أنا؟ وليش أنا؟ كلها أسئلة ما إلها جواب أو نسيت الجواب.....
... سكتت لحظة وهي عم تطل علي بعيونها الواسعة، بس هاي المرة البريق اختفى، ارتسم مكانه غضب وتحدي:...
..."نسيتي عن قصد؟ ولا عم تهربي من حالك؟"...
...الراحة بصوتها ما كان إلها وجود، خوف بكل ثانية، وجملتها زعزعت قلبي قبل عقلي....
..."أنا... أنا ما بهرب، بس ما بدي أتذكر"...
...ضحكت ضحكة قصيرة، ما فيها أي بهجة:...
..."ما في حد بينسى، حتى الظل يلي بتحاولي تدفنيه.. رح يضل واقف على بابك كل يوم، كل ساعة، حتى كل ثانية"...
...الظل كان بعده عند بابي، بس مختلف، شكله صار أوضح، بملامح مش مرسومة بس طاقته ثقيلة عم تطغى على المكان....
...يمكن هاي المرة كان أقرب أكثر أو أبعد، ما بعرف، بس الخوف كان نصيبي منه أكبر من التفكير....
...رجعت خطوتين لورا:...
..."ليش واقف؟ شو بده؟ مين بكون؟"...
...ميرال صارت أقرب بخطوة مني، صوتها صار أعمق وأغرب كأنها عم تغرق:...
..."ما بده منك... إنتي بدك، إنتي السبب"...
..."أنا! مش أنا! هو موجود... إنتي عم تشوفي، عم تحسي فيه كمان"...
...يمكن هاي كانت أطول جملة قلتها من زمان......
...ميرال مالت راسها، وابتسامتها صارت أبرد:...
..."آه.. شفته، بس إنتي شو شفتي منه؟"...
...لحظة من التفكير مرّت وكأنها ساعة، بعيني لمحت إنه الظل مش بس واقف.. إيده كانت ممدودة باتجاهي....
...عقلي انشل، الخوف صار أكبر من طاقتي، بس ميرال مدت إيدها وقالت بسرعة:...
..."الخيار إلك، امسكي إيدي... أو خلي يوخذك."...
...عيوني راحت بين إيد ميرال، وإيد الظل يلي عم تقرب وكأنها دخان أسود متجمد....
...صوتها كأنه شيطان بيوسوسلي، بدلني على طريق صح بس غلط:...
..."القرار إلك.. بس تذكري، إذا مسكتي إيدي ما في رجعة"...
...تجمدت......
..."شو يعني؟"...
...ابتسامتها الغريبة رجعت، فيها إشي من السخرية والأمل:...
..."رح أورجيكي الحقيقة من غير تراجع، الحقيقة اللي يمكن ما تتحمليها، بس ما رح يكون في رجعة... القرار واحد"...
...الظل قرب أكثر، إيده قربت تلمس كتفي....
...حسيت بضياع كأني واقفة على حافة حفرة مالها نهاية....
...صرخت من غير وعي:...
..."شو بدك مني؟!"...
...صوت، صوت قديم بعرفه بس ما بتذكره، طلع من الظل نفسه، صوت مش مفهوم، كأنه آلاف الأصوات مع بعض:...
..."إنتي بدك"...
...ركضت بس ظهري تشبث بحيطي، دموعي نزلوا غصب عني، صوتي الرجفة ملكته:...
..."بس.. بس أنا.. ما بدي"...
...ميرال بغضب:...
..."يلا اختاري، أما تواجهي، أو تضلي هون بين ظلك وشباكك المكسور"...
...حسيت الأرض عم تهز من تحتي، وجوه بدأت تلمع وتختفي، صرخات، ضحكات، أبواب بتفتح وبتسكر....
...صوت الظل ارتفع أكثر:...
..."ارجعي.. رجعي كل إشي"...
...مدت ميرال إيدها مرة ثانية أقرب هالمرة، عيونها بتلمع كأنها نار:...
..."امسكيها يلا... إذا بدك تحاربي، لا تضيعي فرصتك، لا تخليه يسيطر عليكي ويبلعك للأبد"...
...الهوا عم يثقل أكثر، عم أغرق، وإيدي عم ترجف، كانت قريبة تلمس إيد ميرال.....
...بس خوفي كان أقوى من أي إشي، رجعت خطوة لورا، الحيط وراي صار مني.....
...عيونها توسعت، لأول مرة بان فيها خيبة حقيقية كأنها ما صدقت إني رفضت....
...قالت بصوتها الغريب:...
..."غلط... غلط كبير..."...
...بس ما كملت، كل إشي حولي انفجر بأصوات وصور، كأن الأرض عم تنسحب من تحت رجلي....
...صرخات، وجوه متكسرة، الظل عم يضحك ويقرب، مش بس إيده، الجدار وراي عم ينطوي على نفسه......
...الأرض انشقت بيني وبين ميرال، وقعت بظلام ما إله بداية ولا نهاية....
...صرخة... لحد ما انقطع نفسي......
...بلحظة كل إشي صار، وبلحظة... انطفى كل إشي....
...فتحت عيوني....
...كنت على الأرض بنفس الغرفة....
...الجدران هادية، الساعة معلقة و ماشية، كأنه ما صار إشي....
...مسحت دموعي، قلبي عم بدق بجنون، عقلي مش مستوعب.....
..."كان حلم؟"...
...قمت ببطء، رجلي عم ترجف بخوف، وعقلي علق بدوامة أفكار....
...سمعت صوت خطوات ثقيلة عند الباب....
...رفعت عيوني......
...نفس الظل واقف، متجمد، أطول، أغمق... كأنه ما اختفى....
...حلقي ناشف، صوتي ما طلع....
...من وراي نفس الصوت.. قريب لدرجة حسيت بأنفاسها على رقبتي:...
..."صحيتِ"...
...•...
...•...
...•...
...نلتقي...
...♡...
...•...
...•...
...•...
Comments