الفصل الثالث :منفاي من قلبك الفصل الرابع :انفاس داخل الجدار الاسود

كانت السماء صافية، والشمس تنير ثوب إيميلي الأبيض الذي ينساب خلفها وهي تركض بجنون،

ضحكتها اختفت… اختفت حين أمسك والدها بذراعها بقسوة وقال:

> "أين كنتِ؟!"

نظرت له، والدموع في عينيها:

> "كنت أتنفس… كنت أهرب من موتٍ على هيئة زواج."

شدّها من يدها:

> "لقد لوثكِ بحبه القذر! أنتِ لم تعودي ابنتي… بل وصمة عار."

صرخت:

> "أنا لا أريده! لا أريد ذاك الرجل اللعين! أنا أحب… أحب فيكتور!"

صفعها بقسوة.

اهتز العالم من حولها، لكن عيناها لم تدمعا هذه المرة.

صرخ:

> "غدًا صباحًا، ستتزوجينه. شئتِ أم أبيتِ، لا دخل لي بكِ بعد اليوم!"

ثم رماها في غرفتها، وأقفل الباب خلفه،

وتركت إيميلي تنهار على الأرض، تهمس باسم فيكتور وكأنها آخر ما تبقّى من الحياة.

🌧️ في الجانب الآخر…

كان فيكتور يركض بين الأشجار، يبحث كالمجنون عنها.

وصل للمكان الذي اعتادا اللقاء فيه…

لم تكن هناك.

أصابه شيء يشبه الخيانة.

عيناه الخضراوان بدأت تفقد بريقها.

ركض، دون تفكير، إلى القصر.

المطر بدأ يتساقط.

وصل قبل شروق الشمس، اختبأ في الظلال حتى سمِع صوت الموسيقى…

🎵 الزفاف بدأ.

تسلّل من نافذة الغرفة…

وهناك، رآها.

إيميلي… بثوب أبيض، تبكي، لكن تجهّز نفسها.

حين رأته… تجمّدت.

ثم ركضت… وارتمت في حضنه، تبكي وتهمس:

> "فيكتور… فيكتور…"

لكن لم تدم اللحظة.

دخل خطيبها، عيونه تشتعل غضبًا، وصرخ:

> "ابتعد عن زوجتي أيها الملعون!!"

أطلق النار!

صرخة إخترقت الغرفة…

الرصاصة أصابت فيكتور بيده.

سقط للحظة… ثم رفع عينيه.

كانت حمراء.

كأن حممًا تسكن خلفها.

تقدّم ببطء نحو الرجل،

ثم انقضّ عليه كوحش جائع.

مزّق وجهه، داس صدره حتى انكسر،

والدم يلون المكان.

ثم استدار… ونظر نحو إيميلي.

كانت خائفة… جسدها يرتجف.

قالت بصوت خافت:

> "أنا خائفة… فيكتور…"

تجمد للحظة… ثم استعاد وعيه،

وانطفأت النار في عينيه.

لكن إيميلي فقدت وعيها وسقطت.

احتضنها.

> "سامحيني… أنا لم أرد هذا…"

وحملها على ظهره.

ركض بها إلى أعماق الغابة…

الرعد يصيح، المطر يغسل الدم،

والهواء صار أشبه بعواء حيوانات غاضبة.

ثم ظهرت…

المرآة.

كبيرة، سوداء، متشققة.

تسحب الضوء، الهواء، وحتى الأصوات.

اقتربت منهما.

وسمع همسًا منها:

> "أهلاً بك… في الجحيم الحقيقي."

وابتلعتهما.

الفصل الرابع: "أنفاس خلف الجدار الأسود"

ابتلعتهما المرآة.

لم يكن هناك سقوط…

بل غرق بارد، كأن الزمن توقف والهواء صار مثل الزجاج الثقيل.

وما أن خرج فيكتور وإيميلي من الجانب الآخر… حتى وجدا نفسيهما في أرضٍ لا تُشبه الأرض.

سماءٌ رمادية لا تحتوي شمسًا،

أشجار ملتوية وكأنها تصرخ،

وتراب أسود ينبض كالقلب تحت أقدامهم.

فتح فيكتور عينيه…

كانت إيميلي لا تزال نائمة بين ذراعيه،

لكن بشرتها أصبحت شاحبة، كأن الروح بدأت تذبل.

نظر حوله… وركض.

لم يكن يفكر بشيء… سوى إبعادها عن هذه الأرض الملعونة.

وصل لكهف خفي بين الصخور.

دخله ووضعها بلطف على قطعة قماش ممزقة، جلس قربها… يراقب تنفسها.

لكنه لم يكن وحده.

بدأ يسمع صوتًا… في رأسه.

> "ألم أخبرك… أنك الآن لي؟"

صرخ:

> "من أنت؟! ابتعد عني!"

لكن الألم اشتد في رأسه،

وعينه اليمنى نزفت دمًا أحمر قاتم.

رأى خيالات، جثث، نار، دماء…

رأى نفسه يقتل من يحب.

أمسك رأسه بقوة، صرخ وهو يرتجف:

> "إيميلي… إيميلي… لا تتركيني!"

لكنها لم تجبه، كانت تنام وكأنها تحت ضرر عميق.

في اليوم التالي… خرج من الكهف،

ذهب إلى مدينة مهجورة في هذا العالم،

كان بحاجة لطعام، ماء… أي شيء ينقذها.

لكن هناك… هاجمه رجل،

حاول سرقته…

والكيان استيقظ.

قتل فيكتور الرجل، وشوه وجهه دون أن يشعر.

الناس رأوه، صرخوا.

المدينة كانت تأكل لحوم البشر…

وهكذا، دخل السجن.

في السجن… لم يكن هناك ليل أو نهار،

فقط ظلام أبدي،

وسلاسل باردة،

وصوت داخله يكبر…

أصبح فيكتور يؤذي نفسه،

يضرب الجدران،

إحدى عينيه لم تعد تعود خضراء… بل بقيت حمراء، دموية.

وفي إحدى الليالي…

ظهر كريس.

صديقه المقرّب،

هربه من السجن، وقال له:

> "إيميلي ستموت… إن لم تعُد."

ركض… كأن العالم يحترق خلفه،

عاد إلى الكهف… وجدها.

كانت تتنفس، لكن بشرتها رمادية… عيناها لا تتحركان…

جلس قربها، حضنها، وبكى:

> "أرجوكِ… عودي…"

أول دمعة نزلت على خدها… فتحت عيناها.

لكن… لم تكن إيميلي نفسها.

نظرت له وقالت:

> "من… من أنت؟ أين أنا؟"

لقد فقدت ذاكرتها.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon