اشباح الماضي تلاحق الحاضر

الفصل الثاني: أشباح الماضي تُلاحق الحاضر

رنّ جرس الإنذار، صوتٌ حادٌّ ومُخيفٌ، قطع هدوء الصباح في مدرسة سانت كاترين الداخلية. لم يكن مجرد تمرينٍ روتينيّ، بل كان إعلانًا عن كارثةٍ مُقبلة. هيرينا، التي كانت غارقةً في أحلامٍ مُزعجةٍ، استيقظت على هذا الصوت، شعرت بقشعريرةٍ تجتاح جسدها. لم تكن تعرف ما الذي يحدث، لكنها شعرت بالخطر يُحيط بها.

نظرت من نافذة غرفتها، رأت الفوضى تعمّ المدرسة. الطلاب يُهرعون في كلّ اتجاه، صرخاتهم تُخترق الهواء، بينما يُحاول المعلمون تهدئتهم، لكنّ الفوضى كانت تُسيطر على كلّ شيء. لم يكن هذا مجرد هجومٍ عشوائيّ، بل كان هجومًا مُخططًا له بعناية، هجومٌ مُستهدفٌ. كانت هيرينا تُدرك ذلك، وتشعر بالغضب يتصاعد بداخلها.

تذكرت هجوم القاتل المحترف، الهجوم الذي وقع قبل أسابيع، الهجوم الذي كاد أن يُنهي حياتها. لم تكن قد نسيت تلك اللحظات المُروّعة، لم تكن قد نسيت الخوف الذي سيطر على قلبها، ولم تكن قد نسيت الألم الذي عانته. لكنها كانت تُدرك أيضًا أنّها لم تكن ضحية، بل كانت مُقاتلة، تُحارب من أجل البقاء، تُحارب من أجل العدالة.

نزلت هيرينا من غرفتها، وجدت نفسها وسط فوضى عارمة. الطلاب يُصرخون، المعلمات يُحاولن تهدئتهم، والحراس يُحاولون السيطرة على الوضع، لكنّ الفوضى كانت تُسيطر على كلّ شيء. رأت بعض الطالبات يبكين، بعضهنّ يُصرخن، وآخرون يُحاولون الاختباء. شعرت هيرينا بالغضب، الغضب من هذا الوضع، الغضب من هذا النظام الفاسد الذي يُعاني منه شعبها، الغضب من القاتل الذي يُهدد حياتها.

في خضمّ الفوضى، رأت هيرينا وجهًا مألوفًا، وجه كايوس، صديقها المُقرب، الذي كان دائمًا بجانبها. كان كايوس شابًا وسيمًا، ذكيًا، ومُتمردًا مثلهما. كانا صديقين مُقربين، يُشاركان نفس الأحلام، نفس الآمال، ونفس الكراهية للنظام الفاسد الذي يُحكم المدينة. كان كايوس بمثابة شقيقها، كانا يُعتمدان على بعضهما البعض، وكانا يُحاولان دائمًا حماية بعضهما البعض.

اقتربت هيرينا من كايوس، سألته عن ما حدث. أخبرها كايوس أنّ القاتل المحترف قد عاد، وأنّه يُحاول قتلها. لم يكن كايوس يعرف سبب استهداف هيرينا تحديدًا، لكنّه كان يُدرك أنّها في خطرٍ كبير. كان يُحاول تهدئتها، يُطمئنها، لكنّه كان يُشعر بالقلق عليها.

في تلك اللحظة، شعرت هيرينا بأنّها ليست وحدها. كان لديها كايوس، صديقها المُخلص، الذي كان دائمًا بجانبها. كان لديها أيضًا ذكاءها، وقوتها، وإرادتها القوية. كانت تُدرك أنّها ستُواجه تحدّيًا كبيرًا، لكنّها كانت مُستعدةً له. كانت قد عانت الكثير، وقد تعلمت الكثير، وكانت تُدرك أنّها قادرة على مواجهة أيّ خطر.

قررت هيرينا وكايوس الهروب من المدرسة، الهروب من هذا المكان الذي أصبح خطرًا عليهما. كانا بحاجةٍ إلى مكانٍ آمن، مكانٍ يُمكنهما فيه التخطيط لخطوتهما التالية. كانا يُدركان أنّ القاتل المحترف لن يتوقف عن ملاحقتهما، لكنّهما كانا عازمين على مواجهة هذا التحدّي. كانا يُدركان أنّ عليهما أن يكونا ذكيين، وحذرين، وأنّ عليهما استخدام كلّ ما لديهما من مهاراتٍ وقدراتٍ للبقاء على قيد الحياة.

في طريق هروبهما، تذكرت هيرينا ماضيها، ذكرياتها المؤلمة، أسرارها المُخفية. كانت تلك الذكريات تُلاحقها كالأشباح، تُثير بداخلها غضبًا مُكبوتًا. لكنها كانت تُدرك أنّها لن تستطيع الهروب من ماضيها، وعليها أن تواجهه. كانت تُدرك أنّها بحاجةٍ إلى فهم ماضيها لفهم حاضرها، ولفهم مُستقبلها. كانت تُدرك أنّها بحاجةٍ إلى مواجهة كلّ ما يُخيفها، لتُصبح أقوى، لتُصبح قادرة على مواجهة أيّ تحدٍّ. كانت هيرينا تُحارب من أجل البقاء، لكنها كانت تُحارب أيضًا من أجل العدالة، من أجل مستقبلٍ أفضلٍ لمدينة نيون، من أجل نفسها، ومن أجل كايوس. كانت رحلةٌ طويلةٌ وشاقةٌ تنتظرهما، لكنّهما كانا مُستعدّين لها.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon