**الصفحة 1**
بعد خروج نويل من غرفة زوكزوكا، نزلت هي وجينوا وناراكوا إلى المطبخ، حيث جلس كل واحد في مكانه. ثم قالت نويل بجدية: – لا تزعجا أخاكما الصغير الآن، وليذهب كل واحد إلى غرفته لينجز واجباته، وإن لم تكن لديكما واجبات، ساعداني في طهي العشاء.
يرد جينوا بحزم: – أمي، كنت دائمًا أريد سؤالك، لماذا بالضبط أخي زوكزوكا ليس لديه طاقة سحر رينجكا؟
نويل ترد: – كنت أظن أنكما تعرفان السبب.
ناراكوا: – في الحقيقة نعرف يا أمي، لكن أليس هذا ظلمًا في قانون عائلتك؟
نويل ترد بابتسامة عادية: – أعرف يا بُني، لكن هكذا تحافظ عائلة سيرانوا على قوتها التي تتوارث من جيل لآخر.
جينوا بغضب: – وما علاقة أخي بعائلتك وقوانينها الغبية؟
نويل: – ذلك بسببي، لأنني من عائلة سيرانوا. لهذا يا جينوا، فأنت وأخوك وناراكوا أيضًا، كانت النسبة كبيرة ألا تملكوا طاقة سحر رينجكا، لكنني سعيدة أنكما تملكانها. أما أخوكم زوكزوكا، فلم يكن محظوظًا، ولهذا فهو بدون طاقة.
**الصفحة 2**
ناراكوا بهدوء يقول: – أليس هناك شيء يمكننا فعله ليمتلك أخي طاقة سحر رينجكا؟
نويل: – لو كانت هناك طريقة يمكن استعمالها لفعلت ذلك، لكن لا توجد.
جينوا: – إذًا، أخي قد لا يدخل الأكاديمية ويدرس في مدرسة للعامة؟
نويل ترد بحزن: – للأسف، أظن ذلك.
ويعم صمت في المكان وهما يفكران، وفي لحظة يقول ناراكوا: – ما زال المستقبل بعيدًا، لهذا سأبحث عن طريقة. والآن سأساعدك يا أمي بطهي الوجبة المفضلة لأخي.
نويل ترد بفرح: – هيا، لنعد العشاء.
وفي مكان بعيد عن منزل إداري، نرى ديكار وكيساموا يتحدثان.
كيساموا: – ديكار، إياك أن تذهب وحدك لمواجهة ذلك الشيء، مع أنني أعرف قوتك، لكن قد تواجه مشاكل ضد عفريت شيطان.
ديكار: – لا تقلق، بلا شك سأخبرك عندما أذهب، لكن عليك الاستعداد لذلك.
ثم يقول له كيساموا وهو يضحك: – أخبرني بذلك يا أضحوكة! لا تقلق، أنا مستعد دائمًا.
ديكار: – حسنًا، وداعًا، لقد تأخرت على وقت العشاء، فقد تغضب مني نويل.
كيساموا يضحك: – من أقوى رجال العالم يخاف امرأة من عائلة سيرانوا؟
ديكار: – لن تفهم الحب إذا لم تعشه. اذهب وتزوج لتفهم.
ويركب ديكار سيارته ويغادر، وبعد مرور وقت قليل، يحدث انفجار كبير وسط الشارع، مات فيه كثير من الناس.
**الصفحة 3 :**
عندما كان ديكار يقود سيارته، رأى الناس يهربون مسرعين، ورجال الشرطة وجنود نقابة مكافحة الوحوش يطاردون وحوشًا طليقة.
أوقف ديكار سيارته وخرج منها متجهًا بسرعة إلى مكان الانفجار. ذهب ليسأل أحد رجال الشرطة وقال له: **ديكار:** "ماذا يحدث هنا؟ أخبرني!" **الشرطي:** "من تكون؟! اذهب إلى منزلك، غادر هذا المكان فورًا!"
لكن ديكار شعر بطاقة هائلة قادمة من جهة الانفجار، فقال: **ديكار:** "أنا ديكار إداري، أحد أسياد النقابة." وأراه شارة الهوية. **الشرطي (معتذرًا):** "أنا آسف يا سيدي على وقاحتي. لقد هاجمنا وحش شيطاني، وهناك الكثير من الإصابات، فدخلت نقابة مكافحة الوحوش." **ديكار:** "كم رتبة الفريق الذي دخل؟" **الشرطي:** "قائدهم من الرتبة C، والباقون من الرتب F إلى D." **ديكار:** "وماذا عن رتبة الوحش؟ هل هو من نوع ألفا أم أقل؟" **الشرطي:** "لم تُحدد رتبته بعد، لكنه أقوى من رتبة A. طلبنا تعزيزات لكنها ستتأخر."
فقال له ديكار: **ديكار:** "اطلب من الجميع الانسحاب، وركّزوا على إنقاذ الناس وسط الحطام، سأهتم أنا بالوحش." أعطى الشرطي الأمر بالتراجع وإنقاذ المدنيين.
دخل ديكار ساحة المعركة، حيث وجد فريق النقابة منهكًا. **ديكار:** "تراجعوا فورًا وغادروا!" **قائد الفريق (رتبة C):** "من تكون يا سيدي؟" **ديكار (بابتسامة):** "أنا الشيطان البشري... هل تعرفني؟" **القائد:** "سامحني يا سيدي!" ثم صرخ: "هيا! تراجعوا جميعًا!"
صرخ الوحش بقوة، فابتسم ديكار وقال في نفسه: **ديكار (يفكر):** "ما هذه القوة؟ إنه من درجة A، فكيف يملك طاقة كهذه؟"
انطلق الوحش نحو ديكار بسرعة، وضربه ضربة قوية أطاحت به نحو مبنى. ثم أطلق الوحش هجومًا تفجيريًا دمّر المكان الذي سقط فيه ديكار. صُدم الجميع من قوته.
**أحد المقاتلين (بدهشة):** "ما هذه القوة؟! حتى الشيطان البشري لم يستطع مواجهته!"
نهض ديكار وسط الحطام، لكن في لحظة غفلته، ضربه الوحش بمخالبه على ظهره، مُحدثًا جرحًا عميقًا، ثم أطلق عليه هجومًا من اللهب الحارق، فسقط ديكار أرضًا.
**الصفحة 4 :**
كل من شاهد المعركة صُدم: **أحدهم:** "مستحيل! هل هُزم شخص من النخبة؟! يا له من وحش خطير! علينا طلب تعزيزات بسرعة!"
ديكار وهو ساقط على الأرض، بدأ يرى صورة زوجته وكأنها تصرخ عليه: **نويل (في خياله):** "لقد تأخرت على العشاء! فلتبقى جائعًا، لم يعد هناك طعام!"
وفي لحظة، صرخ الوحش بقوة، فأفزع ديكار. ثم ابتسم وقال لأحدهم: **ديكار:** "كم الساعة؟" **أحدهم (باندهاش):** "الساعة 9:05." **ديكار (مبتسمًا):** "لقد أغضبتني، ولهذا... حظك سيء منذ البداية."
وإذ بطاقة سحرية هائلة ترتفع وسط ساحة المعركة، وتهتز الأرض، والكل مذهول: **أحد الجنود:** "ما هذه القوة؟!" وفي طرفة عين، اختفى ديكار من أمامهم، وضرب الوحش حتى طار بعيدًا.
غضب الوحش، وبدأ جسده يتشقق، وخرجت له أجنحة عملاقة، وأصبح ضخمًا جدًا حتى بدا ديكار أمامه كالحشرة. داسه الوحش بقدمه بقوة، ثم بدأ يستجمع طاقة ضخمة في فمه، بينما يرفرف بجناحيه ويطير.
**ديكار (يفكر):** "سحقًا! لو أطلق ذلك الهجوم، كل من ورائي سيموت! وما زالوا ينقذون الناجين..." غضب ديكار بشدة، وأطلق طاقة سحرية هائلة.
ثم استخدم مهارته السحرية: **"أسلوب سن ألف تنين!"** ظهرت بوابات خرج منها رؤوس تنانين، وأطلق هجومه المطلق، مستخدمًا ذراعه لتفعيل درع لحماية الآخرين من قوة التصادم.
حدث انفجار هائل هزّ المكان كله!
كان الغبار كثيفًا، ولم يُرَ شيء. لكن فجأة، ظهر ظل عملاق وسط الدخان، فخاف الجميع.
قال المقاتل من رتبة C لمساعديه: **القائد:** "لا تهرعوا... إنه هو، سيد الشيطان البشري!"
تقدم فريق قوات نقابة مكافحة الوحوش لتحيته، ولاحظ أحدهم جرحًا عميقًا في ظهر ديكار.
**أحد الجنود:** "سيدي، أنت تنزف! دع فريق الطب يعالجك!" **ديكار (بهدوء):** "لا داعي... لقد تأخرت على زوجتي وأبنائي. وداعًا."
ثم ركب ديكار سيارته وغادر.
**الصفحة 5 :**
وفي المنزل، بعيدًا عن القتال، نعود إلى نويل التي كانت قد أعدّت العشاء مع أولادها، وهم ينتظرون دخول ديكار.
**نويل:** "شكرًا لكم أبنائي على مساعدتي في إعداد طعام العشاء."
**جينوا وناراكوا معًا:** "لا داعي لشكرنا، فأنتِ تعملين بجد وتهتمين بالمنزل، لهذا تقديم بعض المساعدة لا يُعد شيئًا."
ثم تنظر نويل إلى الساعة، فتجدها التاسعة والنصف ليلًا، ولم يدخل زوجها ديكار بعد، فتقول في نفسها: **نويل (تفكر):** "لقد تأخر كثيرًا... هو يدخل دائمًا قبل العشاء، هل حدث له مكروه؟"
وفي ثوانٍ معدودة، تسمع صوت أقدام على الدرج، فتجد ابنها زوكزوكا.
**زوكزوكا:** "أمي، أين هو أبي؟ هل أتى من عمله؟"
**نويل:** "اذهب واغسل وجهك، وتعال لتأكل العشاء. سيأتي والدك بعد قليل."
**ناراكوا:** "لقد أعددنا لك وجبة رائعة تحبها!"
**زوكزوكا (بفرح):** "ما هي؟"
**ناراكوا:** "مفاجأة!"
فأسرع زوكزوكا لغسل وجهه، ناسيًا ما حدث له في الصباح.
**جينوا:** "ألم يتأخر أبي كثيرًا يا أمي؟"
**نويل:** "لا أعرف لماذا تأخر... أتمنى ألا يكون قد حدث له مكروه."
ثم يجتمع الجميع على مائدة العشاء، وتحمل نويل هاتفها لتتصل به، لكن الهاتف كان في مكان الحادث، محطمًا وسط المعركة، ولا يجيب.
**زوكزوكا:** "إنها العاشرة ليلًا، أبي لا يتأخر كل هذا الوقت... هل حدث له شيء سيء؟ أو أكله وحش؟"
**جينوا (يضحك ليخفي قلقه):** "ألا تعرف ما هو لقب أبي؟"
**زوكزوكا:** "لا، ما هو؟"
**جينوا:** "ملك المعارك الشرس!"
**نويل:** "توقف يا جينوا عن صنع الألقاب... عزيزي زوكزوكا، تناول طعامك ولا تخف، والدك رجل قوي."
ثم يعطيه ناراكوا وجبته المفضلة: وجبة دجاج مقلي مع صلصة الطماطم.
فيفرح زوكزوكا بها ويقول: **زوكزوكا:** "شكرًا على إعدادها من أجلي!"
**الصفحة 6 :**
بعد مرور دقيقتين، سُمع صوت الباب يُفتح، فذهبوا جميعًا نحوه مسرعين. وما إن فتح الباب حتى وجدوا ديكار واقفًا أمامهم، زوجته وأولاده مصدومين من منظره.
رأت نويل أن ملابس ديكار ممزقة ومليئة بالغبار، فقالت بقلق: **نويل:** "ماذا حدث لك؟! هل أصابك مكروه؟"
**ديكار (يحاول أن يبدو طبيعيًا):** "لقد واجهتُ وحشًا قويًا... لكنني هزمته."
لكن تصرفه كان غريبًا، وكان يُخفي شيئًا عنهم. لاحظ كل من نويل وناراكوا وجينوا نظراته المرتبكة ويده تغطي جانبًا من جسده.
**نويل (بحنان):** "عانقني، لقد اشتقت إليك يا عزيزي."
تجمّد ديكار للحظة، ثم عانقها، لكن يد نويل لمست عن طريق الخطأ موضع الجرح، فارتعش ديكار من الألم وأبعدها لا إراديًا.
**ناراكوا (بقلق):** "أنتَ... جريح يا أبي!"
فاستدارت نويل بسرعة، وأمسكت ديكار من كتفه لتراه بوضوح. كانت نظرة عينيها قد تحوّلت إلى الجدية والغضب في آن.
**نويل (بحزم):** "انزع ملابسك... دعني أُعالجك فورًا."
لم يستطع ديكار رفضها، خاصة مع تلك النظرة الحادة في عينيها، فنزع جزءًا من ثيابه لتظهر آثار الجرح الغائر.
قامت نويل باستخدام مهاراتها السحرية في العلاج، تحيط يدها بهالة دافئة بلون أزرق خافت، وبدأت تعالج الجرح بلطف رغم صعوبته.
بعدها، تناولوا العشاء مجتمعين، ثم ذهب كلّ واحد منهم إلى غرفته لينام.
أما نويل، فقد بقيت مع زوكزوكا حتى نام، ثم دخلت غرفتها بهدوء، فوجدت ديكار يحاول ارتداء ثيابه لكنه بدا متألمًا.
اقتربت منه وساعدته بهدوء، وفي عينيها نظرة حزينة.
**ديكار (بصوت خافت):** "لا تقلقي... سأحاول في المرة القادمة أن أكون أكثر حرصًا."
**الصفحة 7 :**
**نويل (بجدية):** "ما الذي حدث اليوم يا ديكار؟ أنا أعرفك جيدًا... حتى لو لم تُظهر قوتك الحقيقية، لا يمكن لوحش شيطاني أن يجرحك بهذه الطريقة."
**ديكار (بهدوء):** "حتى أنا لم أصدق ما حدث... ذلك الوحش كان يمتلك قوة هائلة، قريبة جدًا من مستوى وحش ألفا."
صُدمت نويل من كلامه، واتسعت عيناها وهي تقول: **نويل:** "لكن كيف؟! هذا مستحيل!"
**ديكار:** "اليوم، قائد القوات الخاصة في فريقي، من نقابة راجا، واجه عفريتًا شيطانيًا... كاد أن يُقتل لولا تدخّل كيساموا الذي أنقذه في اللحظة الأخيرة."
**نويل (بصدمة):** "ماذا؟! لكن عفاريت الشياطين اختفوا في تلك الحرب قبل عشرين عامًا!"
**ديكار:** "هذا ما ظنناه... لكن الحقيقة ليست خيالًا. قوتهم اليوم على ما يبدو أصبحت أقوى من ذي قبل. لهذا قررت التحرك وحدي، أريد أن أتحقق من الأمر بنفسي دون تعريض أيٍّ منكم للخطر."
**نويل (بخوف ورفض):** "لا! لا يمكنك فعل هذا وحدك! لن أقبل... سأرافقك، وسأساعدك."
**ديكار:** "لا أريدك أن تتعرضي للخطر، لا أحتمل أن يصيبك مكروه."
عانقته نويل بشدة وهي تقول بصوت مرتجف: **نويل:** "ولن أحتمل أنا أن أراك تتأذى... لا تفعل هذا كالأحمق بمفردك."
**ديكار (يبتسم):** "لا تقلقي، سأكون مع كيساموا، هو شخص موثوق ويملك خبرة طويلة. لن أكون وحدي، يا عزيزتي."
بدأت ملامح نويل تلين، لكنها ظلت تنظر إليه بعينين حزينتين.
**ديكار:** "بالمناسبة... ماذا حدث معكِ اليوم في العمل؟ أشعر أنكِ كنتِ حساسة أكثر من المعتاد. هل تشاجرتِ مجددًا مع والدك؟ أم أن الوغد سيراجوا أزعجك بشيء؟"
**نويل (بهدوء):** "لا تقلق عليّ... لكن الذي يُقلقني حقًا هو زوكزوكا."
**ديكار:** "ألم أخبركِ صباحًا في السيارة ألا تفكّري في هذا الموضوع مجددًا؟ لا تقلقي بشأنه."
**نويل:** "لكني لا أستطيع... بعد تخرّجه من المدرسة، لن يكون قادرًا على دخول الأكاديمية، لأنه بلا قوى. ماذا سنفعل؟ ربما سيضطر للالتحاق بمدرسة عامة فقط لإكمال مستقبله."
**ديكار (يبتسم بلطف):** "أليس هذا أفضل له؟ أن يعيش حياة هادئة بعيدًا عن المعارك والدماء؟ لا أريد له أن يواجه المخاطر التي نعرفها جيدًا."
**الصفحة 8 :**
قالت **نويل** بحزن وهي تنظر نحو ديكار: **نويل:** "لكن... ماذا عن زوكزوكا؟ حتى وإن أعجبني هذا الخيار، هل سيتقبله هو؟"
**ديكار (مبتسمًا):** "زوكزوكا فتى ذكي... حتى إن لم يرث شيئًا منكِ من حيث القوى، إلا أن ذكاءه منكِ بالتأكيد، كما هو حال إخوته."
ابتسمت نويل بخجل، ثم قالت وهي تمسك بيده: **نويل:** "دعنا نخلد للنوم، غدًا سيكون يومًا طويلاً."
...
**وفي مكان بعيد عن الواقع... عن الزمن وحتى عن الوعي...**
**في قلب زوكزوكا،** وسط حلم مظلم ضبابي، يغلفه لون رمادي ثقيل، جلس الطفل منكمشًا على نفسه، لا يرى سوى الظلام.
**زوكزوكا (مرتجفًا):** "أين أنا؟ أمي... أبي... جينوا... ناراكوا... أين أنتم؟"
ظل زوكزوكا متجمّدًا في مكانه، حتى بدأ يسمع صوتًا قادمًا من قلب الضباب الرمادي والظلام:
**الصوت الغامض (يتردد):** "زوكزوكا... زوكزوكا... أتسمعني؟ أخبرني، هل تسمعني؟"
**زوكزوكا (بخوف):** "نعم... أسمعك. من أنت؟"
**الصوت الغامض:** "جيد... أخيرًا استطعت جذبك إلى هنا. كنت أناديك كل يوم، لكنك لم تكن تسمعني..."
**زوكزوكا:** "اليوم فقط... سمعت صوتًا في رأسي يقول شيئًا عن تدمير العالم... لا أتذكر جيدًا."
**الصوت الغامض (بقلق):** "ذلك الصوت... لا يجب أن تسمعه أبدًا. إنه صوت الظلال، صوت الشرّ الكامن داخلك... إنه يستخدم غضبك ليحرّك قوة خفية لم تتعلم السيطرة عليها بعد. لا تسمح له بالسيطرة عليك."
**زوكزوكا:** "لكن... لا أفهم، ما الذي تعنيه؟"
**الصوت الغامض:** "سأخبرك بكل شيء... حين يحين الوقت المناسب."
**زوكزوكا:** "لكنني لا أفهمك الآن."
**الصوت الغامض:** "اسمعني جيدًا وركّز. هذا المكان ليس كباقي الأماكن... لا حاضر فيه، لا زمان، لا إحساس، لا ذات. نحن نلتقي الآن بين العوالم، حيث لا تُحتسب اللحظات، ولا تُدرك المشاعر."
**زوكزوكا (مرتبكًا):** "ما الذي تريده مني؟"
**الصوت الغامض:** "ما سأقوله لك الآن، يجب أن تفهمه وتعمل به... فهو سيحدد مستقبلك."
**الصفحة 9:**
**الصوت الغامض:** "إن القوة التي ورثتها، يا زوكزوكا... ليست مجرد قوة عادية. إنها قوة عظيمة، قادرة على تدمير توازن العالم... أو إصلاحه ونشر السلام لآلاف السنين."
**زوكزوكا (متفاجئ):** "لكن... كيف يمكن أن أمتلك هذه القوة ولا أشعر بها حتى؟"
**الصوت الغامض:** "لأنك لم توقظها بعد. هذه القوة لا تظهر إلا لمن يتقنها. ولكي تصل إليها... عليك أن تتدرّب بجد، بشغف لا ينكسر. الأمر لن يكون سهلًا... ربما تحتاج سنوات، وربما تحسّ أحيانًا أنك تفقد الأمل، تضعف عزيمتك، وتنهار، فقط لتحقّق واحدًا بالمئة منها... أو أقل."
**زوكزوكا (بدهشة):** "واحد بالمئة فقط؟!"
**الصوت الغامض (بصوت حازم):** "لا تفقد الأمل. هذه القوة اختارتك... لأنك أنت مَن يستحقها. والآن... هل أنت مستعد لسماع القصة؟ قصة كل شيء؟"
**زوكزوكا (بحماس متردد):** "أنا مستعد."
**الصوت الغامض:** "إذن أنصت جيدًا... فهذه قصة طويلة."
*تبدأ المشاهد تتغير في ذهن زوكزوكا، كأن الزمان يعود بعشرات الآلاف من السنين...*
**الصوت الغامض (بصوت يتردد وسط أصداء الأزمنة):** "منذ 200,000 سنة، كان العالم يعيش في سلام مطلق... لم تكن هناك وحوش، ولا قوى خارقة... ولم يكن شيء اسمه 'طاقة رينجكا' موجودًا. لكن في ليلة مظلمة، اهتزت الأرض، وتصدّعت السماء، وتلاقت أبواب بين عالمنا وعالمٍ موازٍ... عالم لا يخضع لقوانيننا. حينها، دخلت الوحوش، وانهارت الحياة الطبيعية... فبدأ البشر يدافعون عن أنفسهم، لكنهم لم يكونوا ندًا لها."
"ومع مرور الوقت، وُلد أطفال تأثّروا بهذا التغير الغامض... وهكذا ظهرت قوى 'رينجكا'. تدرب بعضهم، وقاتلوا من أجل البقاء... وكان من بينهم شاب يُدعى *راستوا*، امتلك قوى جبّارة، حارس النور وأسّس منظمة تُدعى *قوة الكفاح*."
"مرت السنين، وتزوج راستوا، وأنجب. ولكن... خرج زعيم الظلام من العالم الموازي، وكان يهدف لتدمير الأرض كلها. راستوا، وقد أصبح مؤسس عائلة إداري، أرسل زوجته وابنه إلى مكان آمن... وواجه الزعيم في معركة حاسمة. لكن الزعيم كان أقوى من أن يُهزم... فاضطر راستوا لاستخدام تعويذة قديمة جمعت كل القوى، وجعلت منه نواة لقوة تورَّث على مدى الأجيال، تعود للظهور كل 200,000 سنة... بقوة كافية لحبس ملك الظلام في عالمه."
**الصوت الغامض (بهدوء عميق):** "ومنذ ذلك الحين... تنقلت تلك القوة بين أفراد عائلة إداري، لكنها لم تُفلح بهزيمته تمامًا. الجميع سقط... إلا واحد."
**زوكزوكا:** "من؟"
**الصوت الغامض:** "جدّك... *آيزن*. قبل ألف عام. كان ذكيًا، شجاعًا، ورث تلك القوة وقاتل زعيم الظلام حتى التعادل. لم يهزمه... لكنه أنقذ العالم. وانتظر مجيء المختار."
**زوكزوكا (بصوت خافت):** "المختار... من هو؟"
**الصوت الغامض (بصوت يقطعه الصدى):** "إنه... أنت، يا زوكزوكا."
**زوكزوكا (مصدومًا):** "أنا؟! لكن... كيف؟"
**الصوت الغامض:** "لأن القوة اختارتك. قوة 'البوتكس' العظمى... وهي تنتظرك لتوقظها. اسمعني جيدًا: أول خطوة... تعلّم التحكّم بعنصري الماء والنار، ولو بكميات صغيرة. حاول تحريك كوب ماء دون لمسه، أو إشعال شمعة بعينيك. هذه البداية... وحين تتقنها، ستصل يومًا إلى حمل بحر... أو إشعال نجمة."
**زوكزوكا (بذهول):** "مــاذااااا؟!"
**الصوت الغامض:** "وراثة هذه القوة ليست هبة... إنها مسؤولية عظيمة. وأنت... من سيحمل عبئها."
**الصفحة 10:**
**زوكزوكا (بتلهّف):** "أخبرني... كيف أُفعل هذه القوة؟!"
**الصوت الغامض (بهدوء):** "ابدأ بذهنك... بالتحديق والتركيز على الشيء الذي تريد تحريكه. لا تنسَ... أنت الوريث الأخير، المختار من البوتكس."
*وفجأة، بدأ صوت آخر يتردد في المكان، صوت واقعي، دافئ...*
**الصوت القادم من بعيد:** "زوكزوكا! زوكزوكااا!"
**زوكزوكا (بدهشة):** "هذا... صوت أمي؟!"
**الصوت الغامض (بصوت خافت يتلاشى):** "غادر الآن... سنلتقي من جديد."
**زوكزوكا (بسرعة):** "من أنت؟!"
**الصوت الغامض (بغموض):** "ستعرفني في المستقبل. فقط... تابع تقدمك، يا زوكزوكا. ولا تسمع لصوت الشر... إن اتبعته، سيتحكم بك، وقد تؤذي من تحب."
*تنقطع الرؤية... ويستيقظ زوكزوكا فجأة، يفتح عينيه وهو يلهث.*
*نويل، والدته، تقف عند باب الغرفة وقد ارتسمت على وجهها صدمة عارمة. لقد رأت بعينيها...*
**نويل (بفزع):** "ما... ما هذا؟! زوكزوكا؟! عيناك...!"
*كانت عينا زوكزوكا تتوهجان، إحداهما بالأحمر، والأخرى بالأزرق. شعره قد تحول إلى الأبيض الناصع...*
*لكن قبل أن تنبس بكلمة أخرى، اختفت الألوان فجأة، وعاد كل شيء إلى طبيعته، كأنه لم يحدث.*
**نويل (بذهول):** "...كيف فعلت ذلك؟"
**زوكزوكا (مرتبكًا):** "فعلت ماذا؟"
*نظرت إليه نويل في صمت، تتحقق من أنه لا يبدو مدركًا لما حدث. ثم أخفت دهشتها فجأة، وقالت بنبرة عادية، محاولة التماسك:*
**نويل:** "انهض، لقد تأخرت على المدرسة."
*خرجت من الغرفة وهي لا تزال في صدمة، تتحدث مع نفسها:*
**نويل (بهمس داخلي):** "هل كنت أتخيل؟ لا... كانت عيناه... وقوة... وشعره... لا يمكن... مستحيل..."
*أما زوكزوكا، فجلس على سريره، قلبه لا يزال يخفق بشدة. يسترجع كلمات الصوت الغامض... "أنت الوريث الأخير"... "قوة عظيمة"... "صوت الشر"...*
*ورغم ارتباكه، ابتسم بخفة... فقد شعر لأول مرة بأن هناك شيئًا ينتظره، شيئًا يخصه وحده...*
**الراوي:** *وهكذا... استيقظ زوكزوكا من حلمه، حاملاً في قلبه بذرة جديدة... بذرة أمل.*
يتبع......
Comments
Jgmk Gjgjk
الفصل أربعة رائع فيه كثير من الأحداث المتشوقة رائع تابع لنا بالتنزيل الفصول أخرى
2025-04-17
5
chaimaa Fhjfl
أين تتمة القصة رائعة وجميلة من ناحية سرد بس جواب البطل والبطلة نويل ديكار أم زوكزوكا إبنهما
2025-04-18
4
Said Khg
فل تنزل لنا على أقل عشرة فصول فذلك سيكون رائع إذا أمكنك
2025-04-19
2