بدأ يوسف تدريجياً يغير نظرته إلى الحياة. كانت ريما دائماً بجانبه، تدعمه وتذكره أنه لا يجب أن يعيش في ظلال الماضي. كانت المواقف التي كانت تجلب له الألم تبدأ في التحول إلى دروس حياتية. وكان يرى الآن نفسه في ضوء جديد.
مع مرور الوقت، بدأت علاقتهما تتطور إلى شيء أكبر من مجرد صداقتهما. بدأت ريما تشعر بشيء أكثر من مجرد تعاطف. كان قلبها ينبض بشكل مختلف عندما كان يوسف يقترب.
وفي يوم من الأيام، بينما كانا يمشيان في الحديقة الجامعية، توقف يوسف فجأة، ونظر إلى ريما بعينيه التي كانت مليئة بالشكوك والأمل في نفس الوقت.
"ريما، لا أستطيع أن أكون هذا الشخص الذي كنت عليه، لكنني أريد أن أكون معك. هل تشعرين بنفس الشيء؟".
ابتسمت ريما، وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة طوال الوقت. "أنت لست بحاجة لأن تكون شخصاً اخر، يوسف. أنت كما أنت، وأنا أحبك كما أنت."
وكانت هذه اللحظة هي البداية لفصل جديد في حياتهما، حيث بدأ! يكتشفان معا ما تعني الحياة الحقيقية عندما نعيشها دون أن نخفي أنفسنا.
مع مرور الوقت، بدأ يوسف وريما يعبران كل التحديات معا. أصبح ماضي يوسف جزءًا من هويته، ولكنه لم يعد يقيد خطواته. أصبحت علاقتهما أكثر عمقاً، وتعلم يوسف أن الحب ليس فقط شفاؤه، بل أيضاً الأمل في المستقبل.
"أنت السبب في أنني بدأت أؤمن بأن الحياة يمكن أن تكون جميلة مرة أخرى." قال يوسف، وهو ينظر إلى ريما بابتسامة حقيقية، لأول مرة منذ فترة طويلة.
كانت بداية جديدة، بداية مليئة بالفرص، حيث كان يوسف وريما يستعدان معا لبناء مستقبل مشرق، بعيداً عن الظلال.
في الأيام التي تلت اعتراف يوسف لريما بمشاعره، بدأت الحياة تأخذ منحنى أكثر استقرارا بينهما. لكن رغم الحب الذي كان يربطهما، كان يوسف يشعر بأن ظلال ماضيه لا تزال تلاحقه. في أحد الأيام، خلال محاضرة في الجامعة، تلقى رسالة غير متوقعة على هاتفه من شخص قديم في حياته، شخص كان جزءًا من ماضيه المظلم.
"يوسف، هناك شيء يجب أن تعرفه... أريد أن أتحدث معك. الامر يتعلق بحادث عائلتك."
كانت الرسالة تذكره بتلك اللحظة المأساوية التي غيرت حياته للأبد. ولكن لم يكن مستعداً لمواجهة ذلك مجدداً. لم يستطيع إخبار ريما عن الرسالة، وظل يخطط في نفسه كيف يمكنه الهروب من هذا الكابوس الذي عاد للظهور.
كانت ريما تلاحظ أن يوسف أصبح بعيداً قليلاً. كان هناك توتر في أعينهم، ولم يكن يخبرها بكل شيء. بدأت تشعر بشيء غير مريح بينهما. في إحدى الليالي، قررت أن تتحدث.
"يوسف، شيء ما غيرك مؤخراً. هل يمكنك إخباري بما يحدث؟ أنا هنا من أجلك."
تردد يوسف، لكنه أخيراً قرر أن يخبرها عن الرسالة. "لقد تلقيت رسالة من شخص كان موجوداً في حياتي قبل الحادث. أعتقد أن هناك أشياء غير مكشوفة بعد."
كان صوت ريما مليئا بالقلق، لكنها أجابت بحزم: "أنا هنا معك، يوسف. لن تواجها هذا بمفردك."
قررا معا أن يبحثان عن الإجابات. في اليوم التالي، اتصل يوسف بذلك الشخص، الذي وافق على اللقاء في مكان بعيد خارج الجامعة، كان اللقاء ثقيلاً، مليئا بالذكريات التي لم يكن يوسف مستعداً لإحيائها. ولكن ريما كانت بجانبه، تعطيه القوة لمواجهة ماضيه.
"لقد كان الحادث أكثر تعقيداً مما كنت تعتقد. هناك أمور لم تعرفها بعد." قال الشخص، وابتسم ابتسامة غامضة، بينما نظر يوسف إلى ريما التي كانت تحاول فهم كل كلمة.
Comments