المواجهة الأولى وخيوط الحقيقة والبوح الاول والاعتراف وظلالماضي

كانت ريما قد قررت في قلبها أن تعرف الحقيقة. كان هناك شيء في يوسف كان يعذب روحه، شيئاً لم يكن يقدر على التحدث عنه، وقررت أنها ستكون تلك التي تساعده في التخلص من آلامه. لكن السؤال كان: كيف تبدأ؟

في أحد الأيام، بعد محاضرة الرياضيات، اقتربت منه بحذر، وهي تلاحظ توتره الواضح. "هل أنت بخير؟" سألته، وهي تراقب يديه التي كانتا ترتجفان قليلاً.

يوسف تراجع خطوة للوراء، وعينيه تجنبانها. " نعم، كل شيء على ما يرام."

لكن ريما كانت تعرف أنه لا يقول الحقيقة. "لا تضحك علي، يوسف. هناك شيء كبير في قلبك وأنت تخفيه. يمكنني مساعدتك".

ابتلع يوسف ريقه بشدة. لم يكن مستعداً لتلك المواجهة. لكنه شعر بأن ريما كانت الشخص الذي يستطيع مساعدته. أخيراً، نظر إليها وأجاب بنبرة ضعيفة: "لن يكون الأمر سهلاً".

لم تكن ريما لتستسلم بسهولة. بدأت تراقب تصرفاته اكثر، وعرفت أنه كان يختفي كثيراً في الأيام التي تلي الذكريات المؤلمة بالنسبة له. كان يبتعد عن الجميع بعد كل محاضرة، ويجلس في أماكن بعيدة، كما لو كان يحاول الهروب من ماضيه.

في يوم اخر، كانت ريما قد قررت أنها لن تتركه هذه المرة. اقتربت منه في مكتبة الجامعة، بينما كان يقرأ بصمت، وعينيه تغطيها خيوط من الظلام.

"يوسف، إذا لم تخبرني، سأظل أراقبك حتى تفتح قلبك." قالتها، وكأنها تعهدت بحماية هذه الروح المكسورة.

يوسف نظر إليها، وأخيراً قال: "لقد فقدت عائلتي في حادث مروع. كان ذلك منذ ثلاث سنوات، وكلما مر الوقت، كلما كانت الذكريات أكثر إيلاما. أنا لا أستطيع تجاوز ذلك."

كانت اللحظة التي كشف فيها يوسف عن ماضيه بمثابة انفجار عاطفي، لا يستطيع إيقافه. ريما، التي كانت تراقب بنظرة مليئة بالتعاطف، قالت بهدوء: "انت لست وحدك في هذا، يوسف. لن اتركك."

كانت الكلمات البسيطة كفيلة بأن تفتح له أبوابا مغلقة منذ زمن طويل. بدأ يشعر بنوع من الأمل يزحف إلى قلبه. ربما، كان هناك ضوء في هذا الظلام الذي يعيشه.

في إحدى الأمسيات الممطرة، جلس يوسف وريما معا في مقهى الجامعة. كانت الأمطار تتساقط بغزارة، ولكن في تلك اللحظة، كانت السكنة تحيط بهما. كان يوسف يبتسم قليلاً، وعينيه مليئة بشيء جديد. شيء لم يشعر به منذ فترة طويلة.

"انت اتيت إلي في الوقت المناسب، ريما. لم أكن أستطيع أن أواجه ماضي بمفردي. لكن الآن، معك، أشعر بشيء مختلف."

أخذت ريما نفساً عميقاً، وقالت: "أنا هنا من أجل أن اساعدك، يوسف. ولكن يجب أن تتعلم أن تفتح قلبك، وأن لا تخفي هذا الحزن."

كانت تلك لحظة فارقة، لحظة بدأ فيها يوسف يتخلى عن جزء من حصار نفسه.

رغم الاعترافات، لم يكن يوسف قادراً على التحرر من الماضي بالكامل. كان يشعر أحياناً بأن الحزن الذي حمله طوال هذه السنوات يطارد خطواته. كان يختفي عن الجميع، ويبتعد عن ريما في الأيام التي تزداد فيها الذكريات إيلاما.

في إحد الأيام، قررت ريما أن تأخذ زمام المبادرة. كانت تعرف أنه لا يمكنه العيش في الماضي إلى الأبد. قررت أن تخرج به إلى مكان بعيد، حيث لا يوجد شيء سوى الطبيعة.

"يوسف، أنت بحاجة إلى أن تعيد بناء نفسك. الماضي جزء منك، لكن لا يجب أن تحيا فيه.

أرجو أن تعجبكم القصة و هل تعلمون ماذا سوف يحدث مع يوسف وريما في فصل ثالث وماذا سوف يولد بينهما وماذا سوف يفعلان.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon